الآية 10 من سورة فاطر مكتوبة بالتشكيل

﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾
[ فاطر: 10]

سورة : فاطر - Fāṭir  - الجزء : ( 22 )  -  الصفحة: ( 435 )

Whosoever desires honour, power and glory then to Allah belong all honour, power and glory [and one can get honour, power and glory only by obeying and worshipping Allah (Alone)]. To Him ascend (all) the goodly words, and the righteous deeds exalt it (the goodly words i.e. the goodly words are not accepted by Allah unless and until they are followed by good deeds), but those who plot evils, theirs will be severe torment. And the plotting of such will perish.


يريد العزّة : الشّرف و المنعة
الكلِم الطيّب : كلمة و التوحيد و جيمع عبادات اللّسان
العمل الصّالح يرفع : يرفع الله العمل الصّالح و يقبله
يبور : يفسد و يبطل

من كان يطلب عزة في الدنيا أو الآخرة فليطلبها من الله، ولا تُنال إلا بطاعته، فلله العزة جميعًا، فمن اعتز بالمخلوق أذلَّه الله، ومن اعتز بالخالق أعزه الله، إليه سبحانه يصعد ذكره والعمل الصالح يرفعه. والذين يكتسبون السيئات لهم عذاب شديد، ومكر أولئك يَهْلك ويَفْسُد، ولا يفيدهم شيئًا.

من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل - تفسير السعدي

أي: يا من يريد العزة، اطلبها ممن هي بيده، فإن العزة بيد اللّه، ولا تنال إلا بطاعته، وقد ذكرها بقوله: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ } من قراءة وتسبيح وتحميد وتهليل وكل كلام حسن طيب، فيرفع إلى اللّه ويعرض عليه ويثني اللّه على صاحبه بين الملأ الأعلى { وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ } من أعمال القلوب وأعمال الجوارح { يَرْفَعُهُ } اللّه تعالى إليه أيضا، كالكلم الطيب.وقيل: والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب، فيكون رفع الكلم الطيب بحسب أعمال العبد الصالحة، فهي التي ترفع كلمه الطيب، فإذا لم يكن له عمل صالح، لم يرفع له قول إلى اللّه تعالى، فهذه الأعمال التي ترفع إلى اللّه تعالى، ويرفع اللّه صاحبها ويعزه.وأما السيئات فإنها بالعكس، يريد صاحبها الرفعة بها، ويمكر ويكيد ويعود ذلك عليه، ولا يزداد إلا إهانة ونزولا، ولهذا قال: { والعمل الصالح يرفعه وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } يهانون فيه غاية الإهانة.
{ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ }- أي: يهلك ويضمحل، ولا يفيدهم شيئا، لأنه مكر بالباطل، لأجل الباطل.

تفسير الآية 10 - سورة فاطر

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

من كان يريد العزة فلله العزة جميعا : الآية رقم 10 من سورة فاطر

 سورة فاطر الآية رقم 10

من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل - مكتوبة

الآية 10 من سورة فاطر بالرسم العثماني


﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًاۚ إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ وَٱلَّذِينَ يَمۡكُرُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۖ وَمَكۡرُ أُوْلَٰٓئِكَ هُوَ يَبُورُ  ﴾ [ فاطر: 10]


﴿ من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور ﴾ [ فاطر: 10]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة فاطر Fāṭir الآية رقم 10 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 10 من فاطر صوت mp3


تدبر الآية: من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل

العزُّ المحمود مصدره الله المعبود، فمَن أراد الوصول إليه فليطعِ الله كما يحب.
مَن اعتزَّ بالمخلوق أذلَّه الله، ومن اعتزَّ بالخالق أعزَّه الله، فاطلب عزَّتك من ربِّك تعِش عزيزًا.
على مِعراج القَبول إلى الربِّ الكريم يصعد كلُّ ما طاب من القول والعمل، فاجمع بينهما ترقَ بهما لدى ربِّك، وطيِّب ما ترسله إليه.
المكر السيِّئ قولًا وعملًا ليس سبيلًا إلى العزَّة، ولو حقق القوَّة الطاغية الباغية في بعض الأحيان، فإن نهايته إلى البَوار، وإلى العذاب الشديد.

ثم بين- سبحانه - أن العزة الكاملة إنما هي لله-تبارك وتعالى- وحده فقال: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً....والمراد بالعزة: الشرف والمنعة والاستعلاء، من قولهم: أرض عزاز، أى: صلبة قوية.
ومَنْ شرطية، وجواب الشرط محذوف.
وقوله: فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً تعليل للجواب المحذوف.
والمعنى من كان من الناس يريد العزة التي لا ذلة معها.
فليطع الله وليعتمد عليه وحده فلله-تبارك وتعالى- العزة كلها في الدنيا والآخرة، وليس لغيره منها شيء.
وفي هذا رد على المشركين وغيرهم ممن يطلبون العزة من الأصنام أو من غيرها من المخلوقات قال-تبارك وتعالى-: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا.
كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا .
وقال- سبحانه -: الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ، أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً .
قال القرطبي ما ملخصه: يريد- سبحانه - في هذه الآية، أن ينبه ذوى الأقدار والهمم، من أين تنال العزة ومن أين تستحق، فمن طلب العزة من الله-تبارك وتعالى- وجدها عنده، - إن شاء الله-، غير ممنوعة ولا محجوبة عنه.. ومن طلبها من غيره وكله إلى من طلبها عنده.
وقال صلّى الله عليه وسلّم مفسرا لهذه الآية: «من أراد عز الدارين فليطع العزيز» ، ولقد أحسن القائل.
وإذا تذللت الرقاب تواضعا ...
منا إليك فعزها في ذلهافمن كان يريد العزة لينال الفوز الأكبر، فليعتز بالله-تبارك وتعالى-، فإن من اعتز بغير الله، أذله الله، ومن اعتز به- سبحانه أعزه .
ولا تنافى بين هذه الآية وبين قوله-تبارك وتعالى-: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ لأن العزة الكاملة لله-تبارك وتعالى- وحده، أما عزة الرسول صلّى الله عليه وسلّم فمستمدة من قربه من الله-تبارك وتعالى-، كما أن عزة المؤمنين مستمدة من إيمانهم بالله-تبارك وتعالى- وبرسوله صلّى الله عليه وسلم.
والخلاصة أن هذه الآية الكريمة ترشد المؤمنين إلى الطريق الذي يوصلهم إلى السعادة الدنيوية والأخروية.
ألا وهو طاعة الله-تبارك وتعالى-، والاعتماد عليه والاعتزاز به.
وقوله- سبحانه -: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ حض للمؤمنين على النطق بالكلام الحسن، وعلى الإكثار من العمل الصالح.
ويَصْعَدُ من الصعود بمعنى الارتفاع إلى أعلى والعروج من مكان منخفض إلى مكان مرتفع.
يقال صعد في السلم ويصعد صعودا إذا ارتقاه وارتفع فيه.
والْكَلِمُ اسم جنس جمعى واحده كلمة.
والمراد بالكلم الطيب: كل كلام يرضى الله-تبارك وتعالى- من تسبيح وتحميد وتكبير.
وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، وغير ذلك من الأقوال الحسنة.
والمراد بصعوده: قبوله عند الله-تبارك وتعالى- ورضاه عن صاحبه، أو صعود صحائف هذه الأقوال الطيبة.
والمعنى: إليه-تبارك وتعالى- وحده، لا إلى غيره يصعد الكلم الطيب، أى: يقبل عنده، ويكون مرضيا لديه، أو إليه- وحده- ترفع صحائف أعمال عباده، الصادقين فيجازيهم بما يستحقون من ثواب، والعمل الصالح الصادر عن عباده المؤمنين يرفعه الله-تبارك وتعالى- إليه، ويقبله منهم، ويكافئهم عليه.
فالفاعل لقوله يَرْفَعُهُ ضمير يعود على الله-تبارك وتعالى-، والضمير المنصوب يعود إلى العمل الصالح أى: يرفع الله-تبارك وتعالى- العمل الصالح إليه، ويقبله من أصحابه.
ومنهم من يرى أن الفاعل لقوله يَرْفَعُهُ هو العمل الصالح.
والضمير المنصوب يعود إلى الكلم الطيب.
أى: أن العمل الصالح هو الذي يرفع الكلم الطيب.
بأنه يجعله مقبولا عند الله-تبارك وتعالى-.
ومنهم من يرى العكس.
أى: أن الكلم الطيب هو الذي يرفع العمل الصالح.
قال الشوكانى ما ملخصه: ومعنى: وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب.
كما قال الحسن وغيره.
ووجهه أنه لا يقبل الكلم الطيب إلا من العمل الصالح وقيل: إن فاعل يَرْفَعُهُ هو الكلم الطيب، ومفعوله العمل الصالح.
ووجهه أن العمل الصالح لا يقبل إلا مع التوحيد والإيمان وقيل: إن فاعل يَرْفَعُهُ ضمير يعود إلى الله-تبارك وتعالى-.
والمعنى: أن الله-تبارك وتعالى- يرفع العمل الصالح على الكلم الطيب، لأن العمل يحقق الكلام.
وقيل: والعمل الصالح هو الذي يرفع صاحبه..ويبدو لنا أن أرجح هذه الأقوال، أن يكون الفاعل لقوله يَرْفَعُهُ هو الله-تبارك وتعالى-، وأن الضمير المنصوب عائد إلى العمل الصالح لأن الله-تبارك وتعالى- هو الذي يقبل الأقوال الطيبة، وهو- سبحانه - الذي يرفع الأعمال الصالحة ويقبلها عنده من عباده المؤمنين.
ثم بين-تبارك وتعالى- بعد ذلك سوء عاقبة الذين يمكرون السوء فقال: وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ، وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ.
والمكر: التدبير المحكم.
أو صرف غيرك عما يريده بحيلة.
وهو مذموم إن تحرى به صاحبه الشر والسوء- كما في الآية الكريمة، ومحمود إن تحرى به صاحبه الخير والنفع والسَّيِّئاتِ جمع سيئة وهي صفة لموصوف محذوف.
وقوله يَبُورُ أى: يبطل ويفسد، من البوار: يقال: بار المتاع بوارا إذا كسد وصار في حكم الهالك.
أى: والذين يمكرون المكرات السيئات من المشركين والمنافقين وأشباههم، لهم عذاب شديد من الله-تبارك وتعالى-، ومكر أولئك الماكرين المفسدين، مصيره إلى الفساد والخسران، لأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله.
ويدخل في هذا المكر السيئ ما فعله المشركون مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم في دار الندوة، حيث بيتوا قتله، ولكن الله-تبارك وتعالى- نجاه من شرورهم، كما دخل فيه غير ذلك من أقوالهم القبيحة، وأفعالهم الذميمة، ونياتهم الخبيثة.
قوله تعالى : من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور .
قوله تعالى : من كان يريد العزة فلله العزة جميعا التقدير عند الفراء : من كان يريد علم العزة .
وكذا قال غيره من أهل العلم .
أي من كان يريد علم العزة التي لا ذلة معها ; لأن العزة إذا كانت تؤدي إلى ذلة فإنما هي تعرض للذلة ، والعزة التي لا ذل معها لله عز وجل .
( جميعا ) منصوب على الحال .
وقدر الزجاج معناه : من كان يريد بعبادته الله - عز وجل - العزة - والعزة له سبحانه - فإن الله عز وجل يعزه في الآخرة والدنيا .
قلت : وهذا أحسن ، وروي مرفوعا على ما يأتي ( فلله العزة جميعا ) ظاهر هذا إيئاس السامعين من عزته ، وتعريفهم أن ما وجب له من ذلك لا مطمع فيه لغيره ; فتكون الألف واللام للعهد عند العالمين به سبحانه وبما وجب له من ذلك ، وهو المفهوم من قوله الحق في سورة يونس : ولا يحزنك قولهم إن العزة لله .
ويحتمل أن يريد سبحانه أن ينبه ذوي الأقدار والهمم من أين تنال العزة ومن أين تستحق ; فتكون الألف واللام للاستغراق ، وهو المفهوم من آيات هذه السورة .
فمن طلب العزة من الله وصدقه في طلبها بافتقار وذل ، وسكون وخضوع ، وجدها عنده إن شاء الله غير ممنوعة ولا محجوبة عنه ; قال صلى الله عليه وسلم : من تواضع لله رفعه الله .
ومن طلبها من غيره وكله إلى من طلبها عنده .
وقد ذكر قوما طلبوا العزة عند من سواه فقال : الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا .
فأنبأك صريحا لا إشكال فيه أن العزة له يعز بها من يشاء ويذل من يشاء .
وقال صلى الله عليه وسلم مفسرا لقوله من كان يريد العزة فلله العزة جميعا : من أراد عز الدارين فليطع العزيز .
وهذا معنى قول الزجاج .
ولقد أحسن من قال :وإذا تذللت الرقاب تواضعا منا إليك فعزها في ذلهافمن كان يريد العزة لينال الفوز الأكبر ، ويدخل دار العزة - ولله العزة - فليقصد بالعزة الله سبحانه والاعتزاز به ; فإنه من اعتز بالعبد أذله الله ، ومن اعتز بالله أعزه الله .
قوله تعالى : إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه فيه مسألتان :الأولى : قوله تعالى : إليه يصعد الكلم الطيب وتم الكلام .
ثم تبتدئ والعمل الصالح يرفعه على معنى : يرفعه الله ، أو يرفع صاحبه .
ويجوز أن يكون المعنى : والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب ; فيكون الكلام متصلا على ما يأتي بيانه .
والصعود هو الحركة إلى فوق ، وهو العروج أيضا .
ولا يتصور ذلك في الكلام لأنه عرض ، لكن ضرب صعوده مثلا لقبوله ; لأن موضع الثواب فوق ، وموضع العذاب أسفل .
وقال الزجاج : يقال ارتفع الأمر إلى القاضي أي علمه ; فهو بمعنى العلم .
وخص الكلام والطب بالذكر لبيان الثواب عليه .
وقوله إليه أي إلى الله يصعد .
وقيل : يصعد إلى سمائه والمحل الذي لا يجري فيه لأحد غيره حكم .
وقيل : أي يحمل الكتاب الذي كتب فيه طاعات العبد إلى السماء .
و ( الكلم الطيب ) هو التوحيد الصادر عن عقيدة طيبة .
وقيل : هو التحميد والتمجيد ، وذكر الله ونحوه .
وأنشدوا :لا ترض من رجل حلاوة قوله حتى يزين ما يقول فعالفإذا وزنت فعاله بمقاله فتوازنا فإخاء ذاك جمالوقال ابن المقفع : قول بلا عمل ، كثريد بلا دسم ، وسحاب بلا مطر ، وقوس بلا وتر .
وفيه قيل :لا يكون المقال إلا بفعل كل قول بلا فعال هباءإن قولا بلا فعال جميل ونكاحا بلا ولي سواءوقرأ الضحاك ( يصعد ) بضم الياء .
وقرأ جمهور الناس ( الكلم ) جمع كلمة .
وقرأ أبو عبد الرحمن ( الكلام ) .
قلت : فالكلام على هذا قد يطلق بمعنى الكلم وبالعكس ; وعليه يخرج قول أبي القاسم : أقسام الكلام ثلاثة ; فوضع الكلام موضع الكلم ، والله أعلم .
والعمل الصالح يرفعه قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما : المعنى والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب .
وفي الحديث لا يقبل الله قولا إلا بعمل ، ولا يقبل قولا وعملا إلا بنية ، ولا يقبل قولا وعملا ونية إلا بإصابة السنة .
قال ابن عباس : فإذا ذكر العبد الله وقال كلاما طيبا وأدى فرائضه ، ارتفع قوله مع عمله وإذا قال ولم يؤد فرائضه رد قوله على عمله .
قال ابن عطية : وهذا قول يرده معتقد أهل السنة ولا يصح عن ابن عباس .
والحق أن العاصي التارك للفرائض إذا ذكر الله وقال كلاما طيبا فإنه مكتوب له متقبل منه ، وله حسناته وعليه سيئاته ، والله تعالى يتقبل من كل من اتقى الشرك .
وأيضا فإن الكلام الطيب عمل صالح ، وإنما يستقيم قول من يقول : إن العمل هو الرافع للكلم ، بأن يتأول أنه يزيده في رفعه وحسن موقعه إذا تعاضد معه .
كما أن صاحب الأعمال من صلاة وصيام وغير ذلك ، إذا تخلل أعماله كلم طيب وذكر الله تعالى كانت الأعمال أشرف ; فيكون قوله : والعمل الصالح يرفعه موعظة وتذكرة وحضا على الأعمال .
وأما الأقوال التي هي أعمال في نفوسها ; كالتوحيد والتسبيح فمقبولة .
قال ابن العربي : إن كلام المرء بذكر الله إن لم يقترن به عمل صالح لم ينفع ; لأن من خالف قوله فعله فهو وبال عليه .
وتحقيق هذا : أن العمل إذا وقع شرطا في قبول القول أو مرتبطا ، فإنه لا قبول له إلا به وإن لم يكن شرطا فيه فإن كلمه الطيب يكتب له ، وعمله السيئ يكتب عليه ، وتقع الموازنة بينهما ، ثم يحكم الله بالفوز والربح والخسران .
قلت : ما قال ابن العربي تحقيق .
والظاهر أن العمل الصالح شرط في قبول القول الطيب .
وقد جاء في الآثار : ( أن العبد إذا قال : لا إله إلا الله بنية صادقة نظرت الملائكة إلى عمله ، فإن كان العمل موافقا لقوله صعدا جميعا ، وإن كان عمله مخالفا وقف قوله حتى يتوب من عمله ) .
فعلى هذا العمل الصالح يرفع الكلم الطيب إلى الله .
والكناية في ( يرفعه ) ترجع إلى الكلم الطيب .
وهذا قول ابن عباس وشهر بن حوشب وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة وأبي العالية والضحاك .
وعلى أن الكلم الطيب هو التوحيد ، فهو الرافع للعمل الصالح ; لأنه لا يقبل العمل الصالح إلا مع الإيمان والتوحيد .
أي والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب ; فالكناية تعود على العمل الصالح .
وروي هذا القول عن شهر بن حوشب قال : الكلم الطيب القرآن والعمل الصالح يرفعه القرآن .
وقيل : تعود على الله جل وعز ; أي أن العمل الصالح يرفعه الله على الكلم الطيب ; لأن العمل تحقيق الكلم ، والعامل أكثر تعبا من القائل ، وهذا هو حقيقة الكلام ; لأن الله هو الرافع الخافض .
والثاني والأول مجاز ، ولكنه سائغ جائز .
قال النحاس : القول الأول أولاها وأصحها لعلو من قال به ، وأنه في العربية أولى ; لأن القراء على رفع العمل .
ولو كان المعنى : والعمل الصالح يرفعه الله ، أو العمل الصالح يرفعه الكلم الطيب ، لكان الاختيار نصف العمل .
ولا نعلم أحدا قرأه منصوبا إلا شيئا روي عن عيسى بن عمر أنه قال : قرأه أناس والعمل الصالح يرفعه الله .
وقيل : والعمل الصالح يرفع صاحبه ، وهو الذي أراد العزة وعلم أنها تطلب من الله تعالى ; ذكره القشيري .
الثانية : ذكروا عند ابن عباس أن الكلب يقطع الصلاة ، فقرأ هذه الآية : إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه .
وهذا استدلال بعموم على مذهب السلف في القول بالعموم ، وقد دخل في الصلاة بشروطها ، فلا يقطعها عليه شيء إلا بثبوت ما يوجب ذلك ; من مثل ما انعقدت به من قرآن أو سنة أو إجماع .
وقد تعلق من رأى ذلك بقوله عليه السلام : يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود فقلت : ما بال الكلب الأسود من الكلب الأبيض من الكلب الأحمر ؟ فقال : إن الأسود شيطان خرجه مسلم .
وقد جاء ما يعارض هذا ، وهو ما خرجه البخاري عن ابن أخي ابن شهاب أنه سأل عمه عن الصلاة يقطعها شيء ؟ فقال : لا يقطعها شيء ، أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم فيصلي من الليل ، وإني لمعترضة بينه وبين القبلة على فراش أهله .
قوله تعالى : والذين يمكرون السيئات ذكر الطبري في ( كتاب آداب النفوس ) : حدثني يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب الأشعري في قوله عز وجل : والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور قال : هم أصحاب الرياء ; وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة .
وقال أبو العالية : هم الذين مكروا بالنبي صلى الله عليه وسلم لما اجتمعوا في دار الندوة .
وقال الكلبي : يعني الذين يعملون السيئات في الدنيا ، مقاتل : يعني الشرك ، فتكون السيئات مفعولة .
ويقال : بار يبور إذا هلك وبطل .
وبارت السوق أي كسدت ، ومنه : نعوذ بالله من بوار الأيم .
وقوله : " وكنتم قوما بورا " أي هلكى .
والمكر : ما عمل على سبيل احتيال وخديعة .
وقد مضى في ( سبأ ) .


شرح المفردات و معاني الكلمات : يريد , العزة , فلله , العزة , يصعد , الكلم , الطيب , والعمل , الصالح , يرفعه , يمكرون , السيئات , عذاب , شديد , مكر , يبور ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. وإذا رأوا آية يستسخرون
  2. وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من
  3. ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى
  4. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
  5. ما كذب الفؤاد ما رأى
  6. وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله
  7. فاسجدوا لله واعبدوا
  8. أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون
  9. ولقد أرسلنا فيهم منذرين
  10. سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه

تحميل سورة فاطر mp3 :

سورة فاطر mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة فاطر

سورة فاطر بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة فاطر بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة فاطر بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة فاطر بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة فاطر بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة فاطر بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة فاطر بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة فاطر بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة فاطر بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة فاطر بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, April 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب