﴿ مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾
[ آل عمران: 117]

سورة : آل عمران - Āl-‘Imrān  - الجزء : ( 4 )  -  الصفحة: ( 65 )

The likeness of what they spend in this world is the likeness of a wind which is extremely cold; it struck the harvest of a people who did wrong aginst themselves and destroyed it, (i.e. the good deed of a person is only accepted if he is a monotheist and believes in all the Prophets of Allah, including Christ and Muhammad SAW). Allah wronged them not, but they wronged themselves.


فيها صِرٌّ : بردٌ شديد أو سمومٌ حارّة
حرث قوم : زرعهم

مَثَلُ ما ينفق الكافرون في وجوه الخير في هذه الحياة الدنيا وما يؤملونه من ثواب، كمثل ريح فيها برد شديد هَبَّتْ على زرع قوم كانوا يرجون خيره، وبسبب ذنوبهم لم تُبْقِ الريح منه شيئًا. وهؤلاء الكافرون لا يجدون في الآخرة ثوابًا، وما ظلمهم الله بذلك، ولكنهم ظلموا أنفسهم بكفرهم وعصيانهم.

مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت - تفسير السعدي

ثم ضرب مثلا لما ينفقه الكفار من أموالهم التي يصدون بها عن سبيل الله ويستعينون بها على إطفاء نور الله، بأنها تبطل وتضمحل، كمن زرع زرعا يرجو نتيجته ويؤمل إدراك ريعه، فبينما هو كذلك إذ أصابته ريح فيها صر،- أي: برد شديد محرق، فأهلكت زرعه، ولم يحصل له إلا التعب والعناء وزيادة الأسف، فكذلك هؤلاء الكفار الذين قال الله فيهم: { إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون } { وما ظلمهم الله } بإبطال أعمالهم { ولكن } كانوا { أنفسهم يظلمون } حيث كفروا بآيات الله وكذبوا رسوله وحرصوا على إطفاء نور الله، هذه الأمور هي التي أحبطت أعمالهم وذهبت بأموالهم

تفسير الآية 117 - سورة آل عمران

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا : الآية رقم 117 من سورة آل عمران

 سورة آل عمران الآية رقم 117

مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت - مكتوبة

الآية 117 من سورة آل عمران بالرسم العثماني


﴿ مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَثَلِ رِيحٖ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتۡ حَرۡثَ قَوۡمٖ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَأَهۡلَكَتۡهُۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِنۡ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ  ﴾ [ آل عمران: 117]


﴿ مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون ﴾ [ آل عمران: 117]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة آل عمران Āl-‘Imrān الآية رقم 117 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 117 من آل عمران صوت mp3


تدبر الآية: مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت

ما لم يُحَط العملُ بسياج الإيمان اقتلعَته ريحُ الكفر العاتية، وما لم يُسقَ بماء الإخلاص لم يُثمر إلا الحُطام.
سنَّة الله جاريةٌ أن الظلم مُؤذِنٌ بهلاك الأمم، ماحقٌ للبركة للأفراد والدول، وهو يومَ الجزاء ظلماتٌ بعضُها فوق بعض.
جعل الله نفسَك أمانةً عندك، فزكِّها بالإخلاص والطاعات، ولا تظلمها بالمعاصي والسيِّئات.

ثم ضرب- سبحانه - مثلا لبطلان ما كان ينفقه هؤلاء الكافرون من أموال في الدنيا فقال: مثل ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْياأى من أموال في وجوه الخير المختلفة، كمواساة البائسين، ودفع حاجة المحتاجين.
وا موصولة، والعائد محذوف، والتقدير، مثل ما ينفقونه.
َثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّأى كمثل ريح فيها برد شديد قاتل للنبات.
وقيل: الصر.
الحر الشديد، وقيل الصر: صوت لهيب النار التي تحرق الثمار.
وذكر- سبحانه - الصر على أنه في الريح، وأنها مشتملة عليه، وهي له ظرف وهو مظروف، للاشعار بأنها ريح لا تحمل عوامل النماء للزرع، وإنما هي تحمل معها ما يهلكه.
وقوله: صابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُأى أصابت زرع قوم ظلموا أنفسهم بالكفر وارتكاب المعاصي فدمرته وأهلكت ما فيه من ثمار وهم أحوج ما يكونون إلى هذا الزرع وتلك الثمار.
والحرث هنا مصدر بمعنى المحروث، وأصل كلمة حرث: فلح الأرض وإلقاء البذر فيها، ثم أطلقت على ما هو نتيجة لذلك وهو الزرع.
وفي التعبير بقوله: لَمُوا أَنْفُسَهُمْتذكير للسامعين، وبعث لهم على ترك الظلم، حتى لا يصابوا بمثل ما أصيب به أولئك الذين ظلموا أنفسهم من عقوبات رادعة، وأضرار فادحة.
ثم ختم- سبحانه - الآية بقوله: ما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَأى أن الله-تبارك وتعالى- ما ظلمهم حين لم يقبل نفقاتهم، ولكنهم هم الذين ظلموا أنفسهم بإيثارهم الكفر على الإيمان، ومن كان كذلك فلن يقبل الله منه شيئا لأن الله تعالى، إنما يتقبل من المتقين.
والضمائر في هذه الجملة الكريمة تعود على أولئك الكافرين الذين ينفقون أموالهم مقرونة بالوجوه المانعة من قبولها.
وفي هذه الآية الكريمة تشبيه بليغ، فقد شبه- سبحانه - حال ما ينفقه الكفار في الدنيا- على سبيل القربة أو المفاخرة- شبه ذلك في ضياعه وذهابه وقت الحاجة إليه في الآخرة من غير أن يعود عليهم بفائدة، بحال زرع لقوم ظالمين، أصابته ريح مهلكة فاستأصلته، ولم ينتفع أصحابه منه بشيء، وهم أحوج ما يكونون إليه.
قال صاحب الانتصاف: أصل الكلام- والله أعلم- مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا، كمثل حرث قوم ظلموا أنفسهم، فأصابته ريح فيها صر فأهلكته.
ولكن خولف هذا النظم في المثل المذكور لفائدة جليلة.
وهي تقديم ما هو أهم لأن الريح التي هي مثل العذاب، ذكرها في سياق الوعيد والتهديد أهم من ذكر الحرث.
فقدمت عناية بذكرها، واعتمادا على أن الأفهام الصحيحة تستخرج المطابقة برد الكلام إلى أصله على أيسر وجه ومثل هذا في تحويل النظم لمثل هذه الفائدة قوله-تبارك وتعالى-: فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما ومثله- أيضا- أعددت هذه الخشبة أن يميل الحائط فأدعمه.
والأصل أن تذكر إحداهما الأخرى إن ضلت.
وأن أدعم بها الحائط إذا مال، وأمثال ذلك كثيرة» .
وبعد أن بين- سبحانه - سوء عاقبة الكافرين أكمل بيان وأحكمه، حذر المؤمنين من أهل الكتاب ومن على شاكلتهم ممن لا يريدون للإسلام إلا الشرور والمضار فقال-تبارك وتعالى-:
قوله تعالى : مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمونقوله تعالى : مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر ما تصلح أن تكون مصدرية ، وتصلح أن تكون بمعنى الذي والعائد محذوف ، أي مثل ما ينفقونه .
ومعنى كمثل ريح كمثل مهب ريح .
قال ابن عباس : والصر : البرد الشديد .
قيل : أصله من الصرير الذي هو الصوت ، فهو صوت الريح الشديدة .
الزجاج : هو صوت لهب النار التي كانت في تلك الريح .
وقد تقدم هذا المعنى في البقرة .
وفي الحديث : إنه نهى عن الجراد الذي قتله الصر .
ومعنى الآية : مثل نفقة الكافرين في بطلانها وذهابها وعدم منفعتها كمثل زرع أصابه ريح باردة أو نار فأحرقته وأهلكته ، فلم ينتفع أصحابه بشيء بعدما كانوا يرجون فائدته ونفعه .
وما ظلمهم الله بذلك ولكن أنفسهم يظلمون بالكفر والمعصية ومنع حق الله تعالى .
وقيل : ظلموا أنفسهم بأن زرعوا في غير وقت الزراعة أو في غير موضعها فأدبهم الله تعالى ; لوضعهم الشيء في غير موضعه ; حكاه المهدوي .


شرح المفردات و معاني الكلمات : مثل , ينفقون , الحياة , الدنيا , ريح , صر , أصابت , حرث , قوم , ظلموا , أنفسهم , فأهلكته , ظلمهم , الله , أنفسهم , يظلمون , كمثل+ريح+فيها+صر+أصابت+حرث+قوم+ظلموا+أنفسهم+فأهلكته , وما+ظلمهم+الله+ولكن+أنفسهم+يظلمون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. ووجوه يومئذ عليها غبرة
  2. يوم هم على النار يفتنون
  3. ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن
  4. قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم
  5. أفبعذابنا يستعجلون
  6. واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون
  7. فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين
  8. ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون
  9. ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكم تتقون
  10. اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث

تحميل سورة آل عمران mp3 :

سورة آل عمران mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة آل عمران

سورة آل عمران بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة آل عمران بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة آل عمران بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة آل عمران بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة آل عمران بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة آل عمران بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة آل عمران بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة آل عمران بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة آل عمران بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة آل عمران بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, April 25, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب