﴿ إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا﴾
[ النساء: 117]

سورة : النساء - An-Nisā’  - الجزء : ( 5 )  -  الصفحة: ( 97 )

They (all those who worship others than Allah) invoke nothing but female deities besides Him (Allah), and they invoke nothing but Shaitan (Satan), a persistent rebel!


إناثا : أصناما يُزيّنونها كالنّساء
شيطانًا مريدًا : مُتمرّدا مُتجرّدا من الخير

ما يعبد المشركون من دون الله تعالى إلا أوثانًا لا تنفع ولا تضر، وما يعبدون إلا شيطانًا متمردًا على الله، بلغ في الفساد والإفساد حدّاً كبيرًا.

إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا - تفسير السعدي

أي: ما يدعو هؤلاء المشركون من دون الله إلا إناثا،- أي: أوثانا وأصناما مسميات بأسماء الإناث كـ "العزى" و "مناة" ونحوهما، ومن المعلوم أن الاسم دال على المسمى.
فإذا كانت أسماؤها أسماء مؤنثة ناقصة، دل ذلك على نقص المسميات بتلك الأسماء، وفقدها لصفات الكمال، كما أخبر الله تعالى في غير موضع من كتابه، أنها لا تخلق ولا ترزق ولا تدفع عن عابديها بل ولا عن نفسها؛ نفعا ولا ضرا ولا تنصر أنفسها ممن يريدها بسوء، وليس لها أسماع ولا أبصار ولا أفئدة، فكيف يُعبد من هذا وصفه ويترك الإخلاص لمن له الأسماء الحسنى والصفات العليا والحمد والكمال، والمجد والجلال، والعز والجمال، والرحمة والبر والإحسان، والانفراد بالخلق والتدبير، والحكمة العظيمة في الأمر والتقدير؟" هل هذا إلا من أقبح القبيح الدال على نقص صاحبه، وبلوغه من الخسة والدناءة أدنى ما يتصوره متصور، أو يصفه واصف؟" ومع ذلك فعبادتهم إنما صورتها فقط لهذه الأوثان الناقصة.
وبالحقيقة ما عبدوا غير الشيطان الذي هو عدوهم الذي يريد إهلاكهم ويسعى في ذلك بكل ما يقدر عليه، الذي هو في غاية البعد من الله، لعنه الله وأبعده عن رحمته، فكما أبعده الله من رحمته يسعى في إبعاد العباد عن رحمة الله.
{ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ْ} ولهذا أخبر الله عن سعيه في إغواء العباد، وتزيين الشر لهم والفساد وأنه قال لربه مقسما: { لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ْ}- أي: مقدرا.
علم اللعين أنه لا يقدر على إغواء جميع عباد الله، وأن عباد الله المخلصين ليس له عليهم سلطان، وإنما سلطانه على من تولاه، وآثر طاعته على طاعة مولاه.
وأقسم في موضع آخر ليغوينهم { لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ْ} فهذا الذي ظنه الخبيث وجزم به، أخبر الله تعالى بوقوعه بقوله: { وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ْ}

تفسير الآية 117 - سورة النساء

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن : الآية رقم 117 من سورة النساء

 سورة النساء الآية رقم 117

إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا - مكتوبة

الآية 117 من سورة النساء بالرسم العثماني


﴿ إِن يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ إِنَٰثٗا وَإِن يَدۡعُونَ إِلَّا شَيۡطَٰنٗا مَّرِيدٗا  ﴾ [ النساء: 117]


﴿ إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا ﴾ [ النساء: 117]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة النساء An-Nisā’ الآية رقم 117 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 117 من النساء صوت mp3


تدبر الآية: إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا

مـــن ألاعيـــب الشيطــان بالمشركين أن جعلهم يُخضِعون وجوهَهم لأوثانٍ مؤنثة، وقد كانت تلك الوجوه تسوَدُّ إذا ما بُشِّرت بمولودٍ أنثى! الدعاء هو العبادة، ولهذا عبَّر عن العبادة هنا بالدعاء، وجعل طاعتَهم أمرَ الشيطان عبادةً له، وهكذا كلُّ طاعةٍ على سبيل التذلُّل والتعظيم، هي عبادةٌ للآمر بها.

ثم فصل- سبحانه - ما عليه المشركون من ضلال فقال: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً.
وإِنْ هنا هي النافية.
ويدعون من الدعاء وهو هنا بمعنى العبادة لأن من عبد شيئا فإنه يدعوه عند احتياجه إليه.
والمراد بالإناث: الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله.
أى: أن هؤلاء المشركين ما يعبدون من دون الله إلا أصناما، أو ما ينادون من دون الله لقضاء حوائجهم إلا أوثانا لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا.
وعبر عن الأصنام بالإناث لأن المشركين سموا أكثر هذه الأصنام بأسماء الإناث، كاللات والعزى ومناة.
قال الحسن: كان لكل حي من أحياء العرب صنم يعبدونه ويسمونه أنثى بنى فلان وكانوا يزينونه بالحلى كالنساء.
وقيل: المراد بالإناث هنا الملائكة، لأن بعضهم كان يعبد الملائكة ويقولون عنها: بنات الله.
قال-تبارك وتعالى- وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً.
وقيل: المراد بها هنا: الجمادات التي لا حياة فيها ومع ذلك يعبدونها.
قال أبو حيان: قال الراغب: أكثر ما عبدته العرب من الأصنام كانت أشياء منفعلة غير فاعلة.
فبكتهم الله أنهم مع كونهم فاعلين من وجه يعبدون ما ليس هو إلا منفعلا من كل وجه.
وعلى هذا نبه إبراهيم- عليه السلام- أباه بقوله: يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً وقد رجح ابن جرير القول الأول فقال: وأولى التأويلات التي ذكرت بتأويل ذلك تأويل من قال: عنى بذلك الآلهة التي كان مشركو العرب يعبدونها من دون الله، ويسمونها بالإناث من الأسماء كاللات والعزى ونائلة ومناة وما أشبه ذلك.
وإنما قلنا ذلك أولى بتأويل الآية لأن الأظهر من معاني الإناث في كلام العرب، ما عرف بالتأنيث دون غيره فإذا كان ذلك كذلك فالواجب توجيه تأويله إلى الأشهر من معانيه.
فكأنه-تبارك وتعالى- يقول: فحسب هؤلاء الذين أشركوا بالله وعبدوا ما عبدوا من دونه حجة عليهم في ضلالهم وكفرهم أنهم يعبدون إناثا.
والإناث من كل شيء أخسه.
فهم يقرون للخسيس من الأشياء بالعبودية على علم منهم بخساسته ويمتنعون من إخلاص العبودية للذي ملك كل شيء وبيده الخلق والأمر .
وقوله وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً بيان لما دفعهم إلى الوقوع في ذلك الضلال الذي انغمسوا فيه.
ومريدا.
أى عاتيا متمردا بالغا الغاية في الشرور والفساد.
قال الراغب: والمارد والمريد من شياطين الجن والإنس المتعرى من الخيرات.
من قولهم شجر أمرد إذا تعرى من الورق.
ومنه قيل رملة مرداء أى: لم تنبت شيئا.
ومنه الأمرد لتجرده عن الشعر .
فأصل مادة مرد للملاسة والتجرد.
ومنه قوله-تبارك وتعالى-رْحٌ مُمَرَّدٌأى أملس.
ووصف الشيطان بالتمرد لتجرده للشر.
وعدم علوق شيء من الخير به.
أو لظهور شره ظهور عيدان الشجرة المرداء.
والمعنى: إن هؤلاء المشركين ما يعبدون من دون الله إلا أصناما سموها بأسماء الإناث، وما يطيعون في عبادتها إلا شيطانا عاتيا متجردا من كل خير، ومتعريا من كل فضيلة.
فهذا الشيطان الشرير دعاهم لعبادة غير الله فانقادوا له انقيادا تاما.
وخضعوا له خضوعا لا مكان معه لتعقل أو تدبر.
وقوله مَرِيداً صفة لشيطان.
قوله تعالى : إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريداقوله تعالى : إن يدعون من دونه أي من دون الله إلا إناثا ؛ نزلت في أهل مكة إذ عبدوا الأصنام .
وإن نافية بمعنى " ما " .
وإناثا أصناما ، يعني اللات والعزى ومناة .
وكان لكل حي صنم يعبدونه ويقولون : أنثى بني فلان ، قال الحسن وابن عباس ، وأتى مع كل صنم شيطانه يتراءى للسدنة والكهنة ويكلمهم ، فخرج الكلام مخرج التعجب ؛ لأن الأنثى من كل جنس أخسه ؛ فهذا جهل ممن يشرك بالله جمادا فيسميه أنثى ، أو يعتقده أنثى .
وقيل : إلا إناثا مواتا ؛ لأن الموات لا روح له ، كالخشبة والحجر .
والموات يخبر عنه كما يخبر عن المؤنث لاتضاع المنزلة ؛ تقول : الأحجار تعجبني ، كما تقول : المرأة تعجبني .
وقيل : إلا إناثا ملائكة ؛ لقولهم : الملائكة بنات الله ، وهي شفعاؤنا عند الله ؛ عن الضحاك .
وقراءة ابن عباس " إلا وثنا " بفتح الواو والثاء على إفراد اسم الجنس ؛ وقرأ أيضا " وثنا " بضم الثاء والواو ؛ جمع وثن .
وأوثان أيضا جمع وثن مثل أسد وآساد .
النحاس : ولم يقرأ به فيما علمت .
قلت : قد ذكر أبو بكر الأنباري - حدثنا أبي حدثنا نصر بن داود حدثنا أبو عبيد حدثنا حجاج عن ابن جريج عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقرأ : " إن يدعون من دونه إلا أوثانا " .
وقرأ ابن عباس أيضا " إلا أثنا " كأنه جمع وثنا على وثان ؛ كما تقول : جمل وجمال ، ثم جمع أوثانا على وثن ؛ كما تقول : مثال ومثل ؛ ثم أبدل من الواو همزة لما انضمت ؛ كما قال عز وجل : وإذا الرسل أقتت من الوقت ؛ فأثن جمع الجمع .
وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم : " إلا أنثا " جمع أنيث ، كغدير وغدر .
وحكىالطبري أنه جمع إناث كثمار وثمر .
حكى هذه القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم أبو عمرو الداني ؛ قال : وقرأ بها ابن عباس والحسن وأبو حيوة .
قوله تعالى : وإن يدعون إلا شيطانا مريدا يريد إبليس ؛ لأنهم إذا أطاعوه فيما سول لهم فقد عبدوه ؛ ونظيره في المعنى : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله أي أطاعوهم فيما أمروهم به ؛ لا أنهم عبدوهم .
وسيأتي .
وقد تقدم اشتقاق لفظ الشيطان .
والمريد : العاتي المتمرد ؛ فعيل من مرد إذا عتا .
قال الأزهري : المريد الخارج عن الطاعة ، وقد مرد الرجل يمرد مرودا إذا عتا وخرج عن الطاعة ، فهو مارد ومريد ومتمرد .
ابن عرفة هو الذي ظهر شره ؛ ومن هذا يقال : شجرة مرداء إذا تساقط ورقها فظهرت عيدانها ؛ ومنه قيل للرجل : أمرد ، أي ظاهر مكان الشعر من عارضيه .


شرح المفردات و معاني الكلمات : يدعون , إناثا , يدعون , شيطانا , مريدا ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب
  2. ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا
  3. وما نؤخره إلا لأجل معدود
  4. إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا
  5. لإيلاف قريش
  6. ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين
  7. ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا
  8. يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما
  9. ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام
  10. ثم أولى لك فأولى

تحميل سورة النساء mp3 :

سورة النساء mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة النساء

سورة النساء بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة النساء بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة النساء بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة النساء بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة النساء بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة النساء بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة النساء بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة النساء بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة النساء بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة النساء بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, April 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب