﴿ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾
[ الأعراف: 173]

سورة : الأعراف - Al-A‘rāf  - الجزء : ( 9 )  -  الصفحة: ( 173 )

Or lest you should say: "It was only our fathers afortime who took others as partners in worship along with Allah, and we were (merely their) descendants after them; will You then destroy us because of the deeds of men who practised Al-Batil (i.e. polytheism and committing crimes and sins, invoking and worshipping others besides Allah)?" (Tafsir At-Tabari).


أو لئلا تقولوا: إنما أشرك آباؤنا من قبلنا ونقضوا العهد، فاقتدينا بهم من بعدهم، أفتعذبنا بما فعل الذين أبطلوا أعمالهم بجعلهم مع الله شريكا في العبادة؟

أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا - تفسير السعدي

أو تحتجون أيضا بحجة أخرى، فتقولون: إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ فحذونا حذوهم، وتبعناهم في باطلهم.
أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ فقد أودع اللّه في فطركم، ما يدلكم على أن ما مع آبائكم باطل، وأن الحق ما جاءت به الرسل، وهذا يقاوم ما وجدتم عليه آباءكم، ويعلو عليه.
نعم قد يعرض للعبد من أقوال آبائه الضالين، ومذاهبهم الفاسدة ما يظنه هو الحق، وما ذاك إلا لإعراضه، عن حجج اللّه وبيناته، وآياته الأفقية والنفسية، فإعراضه عن ذلك، وإقباله على ما قاله المبطلون، ربما صيره بحالة يفضل بها الباطل على الحق، هذا هو الصواب في تفسير هذه الآيات.
وقد قيل: إن هذا يوم أخذ اللّه الميثاق على ذرية آدم، حين استخرجهم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم، فشهدوا بذلك، فاحتج عليهم بما أقروا به في ذلك الوقت على ظلمهم في كفرهم، وعنادهم في الدنيا والآخرة، ولكن ليس في الآية ما يدل على هذا، ولا له مناسبة، ولا تقتضيه حكمة اللّه تعالى، والواقع شاهد بذلك.
فإن هذا العهد والميثاق، الذي ذكروا، أنه حين أخرج اللّه ذرية آدم من ظهره، حين كانوا في عالم كالذر، لا يذكره أحد، ولا يخطر ببال آدمي، فكيف يحتج اللّه عليهم بأمر ليس عندهم به خبر، ولا له عين ولا أثر؟"

تفسير الآية 173 - سورة الأعراف

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل : الآية رقم 173 من سورة الأعراف

 سورة الأعراف الآية رقم 173

أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا - مكتوبة

الآية 173 من سورة الأعراف بالرسم العثماني


﴿ أَوۡ تَقُولُوٓاْ إِنَّمَآ أَشۡرَكَ ءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةٗ مِّنۢ بَعۡدِهِمۡۖ أَفَتُهۡلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ  ﴾ [ الأعراف: 173]


﴿ أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ﴾ [ الأعراف: 173]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الأعراف Al-A‘rāf الآية رقم 173 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 173 من الأعراف صوت mp3


تدبر الآية: أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا

شِركُ الآباءِ ليس عذرًا للإعراض عن التوحيد؛ فإن التوحيدَ مركوزٌ في الفِطرة.
الله لا يؤاخذُ أحدًا إلا بكسبه، ولا يعذِّبُه إلا بذنبه؛ وذلك لكمال حكمتِه وعدلِه ورحمته.

ثم بين- سبحانه - سببا آخر لهذا الاشهاد فقال: أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ.
أى.
وفعلنا ذلك- أيضا منعا لكم من أن تقولوا يوم الحساب: إن آباءنا هم الذين سنوا هذا الإشراك وساروا عليه فنحن قد اتبعناهم في ذلك بمقتضى أننا أبناؤهم، وننهج نهجهم من بعدهم، فإن قولكم هذا غير مقبول بعد أن هيأ الله لكم من الأسباب ما يفتح قلوبكم لنور الحق لو كنتم مستعدين لقبوله.
والاستفهام في قوله أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ للإنكار.
أى: أنت يا ربنا حكيم وعادل فهل تؤاخذنا بما فعل آباؤنا من الشرك وأسسوا من الباطل أو بفعل آبائنا الذين أبطلوا تأثير العقول وأقوال الرسل؟ إنك يا ربنا قد وعدت أنك لا تأخذ الأبناء بفعل الآباء ونحن قد سلكنا طريقهم والحجة عليهم بما شرعوا لنا من الباطل فكيف تؤاخذنا؟.
والجواب على ذلك أن الإقرار بالربوبية والتوحيد هو في أصل فطرتكم فلم لم ترجعوا إليه عند ما دعاكم رسولنا الكريم إلى وحدانية الله ونبذ الشركاء إن انقيادكم للاباء بعد أن وهبكم الله العقول المفكرة، وأرسل إليكم الرسل مبشرين ومنذرين لن يعفيكم من المسئولية، ولن ينقذكم من العذاب.
وقال عز وجل أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل فخرج منها كل من لم يكن له آباء مشركون .
وقيل : هي مخصوصة فيمن أخذ عليه العهد على ألسنة الأنبياء .
وقيل : بل هي عامة لجميع الناس ; لأن كل أحد يعلم أنه كان طفلا فغذي وربي ، وأن له مدبرا وخالقا .
فهذا معنى وأشهدهم على أنفسهم .
ومعنى قالوا بلى أي إن ذلك واجب عليهم .
فلما اعترف الخلق لله سبحانه بأنه الرب ثم ذهلوا عنه ذكرهم بأنبيائه وختم الذكر بأفضل أصفيائه لتقوم حجته عليهم فقال له : فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ثم مكنه من السيطرة ، وأتاه السلطنة ، ومكن له دينه في الأرض .
قال الطرطوشي : إن هذا العهد يلزم البشر وإن كانوا لا يذكرونه في هذه الحياة ، كما يلزم الطلاق من شهد عليه به وقد نسيه .
وقد استدل بهذه الآية من قال : إن من مات صغيرا دخل الجنة لإقراره في الميثاق الأول .
ومن بلغ العقل لم يغنه الميثاق الأول .
وهذا القائل يقول : أطفال المشركين في الجنة ، وهو الصحيح في الباب .
وهذه المسألة اختلف فيها لاختلاف الآثار ، والصحيح ما ذكرناه .
وسيأتي الكلام في هذا في " الروم " إن شاء الله .
وقد أتينا عليها في كتاب " التذكرة " والحمد لله .
قوله تعالى : من ظهورهم بدل اشتمال من قوله من بني آدم .
وألفاظ الآية تقتضي أن الأخذ إنما كان من بني آدم ، وليس لآدم في الآية ذكر بحسب اللفظ .
ووجه النظم على هذا : وإذ أخذ ربك من ظهور بني آدم ذريتهم .
وإنما لم يذكر ظهر آدم لأن المعلوم أنهم كلهم بنوه .
وأنهم أخرجوا يوم الميثاق من ظهره .
فاستغنى عن ذكره لقوله : من بني آدم .
ذريتهم قرأ الكوفيون وابن كثير بالتوحيد وفتح التاء ، وهي تقع للواحد والجمع ; قال الله تعالى : هب لي من لدنك ذرية طيبة فهذا للواحد ; لأنه إنما سأل هبة ولد فبشر بيحيى .
وأجمع القراء على التوحيد في قوله : من ذرية آدم ولا شيء أكثر من ذرية آدم .
وقال : وكنا ذرية من بعدهم فهذا للجمع .
وقرأ الباقون ( ذرياتهم ) بالجمع ، لأن الذرية لما كانت تقع للواحد أتى بلفظ لا يقع للواحد فجمع لتخلص الكلمة إلى معناها المقصود إليه لا يشركها فيه شيء وهو الجمع ; لأن ظهور بني آدم استخرج منها ذريات كثيرة متناسبة ، أعقاب بعد أعقاب ، لا يعلم عددهم إلا الله ; فجمع لهذا المعنى .
قوله تعالى بلى تقدم القول فيها في " البقرة " عند قوله بلى من كسب سيئة مستوفى ، فتأمله هناك .
أن تقولوا أو تقولوا قرأ أبو عمرو بالياء فيهما .
ردهما على لفظ الغيبة المتكرر قبله ، وهو قوله : من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم .
وقوله : قالوا بلى أيضا لفظ غيبة .
وكذا وكنا ذرية من بعدهم ولعلهم فحمله على ما قبله وما بعده من لفظ الغيبة .
وقرأ الباقون بالتاء فيهما ; ردوه على لفظ الخطاب المتقدم في قوله : ألست بربكم قالوا بلى .
ويكون شهدنا من قول الملائكة .
لما قالوا بلى قالت الملائكة : شهدنا أن تقولوا أو تقولوا أي لئلا تقولوا .
وقيل : معنى ذلك أنهم لما قالوا بلى ، فأقروا له بالربوبية ، قال الله تعالى للملائكة : اشهدوا قالوا شهدنا بإقراركم لئلا تقولوا أو تقولوا .
وهذا قول مجاهد والضحاك والسدي .
وقال ابن عباس وأبي بن كعب : قوله شهدنا هو من قول بني آدم ، والمعنى : شهدنا أنك ربنا وإلهنا ، وقال ابن عباس : أشهد بعضهم على بعض ; فالمعنى على هذا قالوا بلى شهد بعضنا على بعض ; فإذا كان ذلك من قول الملائكة فيوقف على بلى ولا يحسن الوقف عليه إذا كان من قول بني آدم ; لأن أن متعلقة بما قبل بلى ، من قوله : وأشهدهم على أنفسهم لئلا يقولوا .
وقد روى مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم كما يؤخذ بالمشط من الرأس فقال لهم ألست بربكم قالوا بلى قالت الملائكة شهدنا أن تقولوا .
أي شهدنا عليكم بالإقرار بالربوبية لئلا تقولوا .
فهذا يدل على التاء .
قال مكي : وهو الاختيار لصحة معناه ، ولأن الجماعة عليه .
وقد قيل : إن قوله شهدنا من قول الله تعالى والملائكة .
والمعنى : فشهدنا على إقراركم ; قاله أبو مالك ، وروي عن السدي أيضا .
وكنا ذرية من بعدهم أي اقتدينا بهم .
أفتهلكنا بما فعل المبطلون بمعنى : لست تفعل هذا .
ولا عذر للمقلد في التوحيد .


شرح المفردات و معاني الكلمات : أشرك , آباؤنا , ذرية , بعدهم , أفتهلكنا , فعل , المبطلون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون
  2. فأما من أوتي كتابه بيمينه
  3. إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا
  4. قالوا ياويلنا إنا كنا ظالمين
  5. إن بطش ربك لشديد
  6. وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب
  7. الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين
  8. وإلى عاد أخاهم هودا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم
  9. كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون
  10. سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله

تحميل سورة الأعراف mp3 :

سورة الأعراف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأعراف

سورة الأعراف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأعراف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأعراف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأعراف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأعراف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأعراف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأعراف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأعراف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأعراف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأعراف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, March 29, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب