﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
[ آل عمران: 200]

سورة : آل عمران - Āl-‘Imrān  - الجزء : ( 4 )  -  الصفحة: ( 76 )

O you who believe! Endure and be more patient (than your enemy), and guard your territory by stationing army units permanently at the places from where the enemy can attack you, and fear Allah, so that you may be successful.


صابروا : غالبوا الأعداء في الصبر
رابطوا : أقيموا بالحدود مُتأهّبين للجهاد

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه اصبروا على طاعة ربكم، وعلى ما ينزل بكم من ضر وبلاء، وصابروا أعداءكم حتى لا يكونوا أشد صبرًا منكم، وأقيموا على جهاد عدوي وعدوكم، وخافوا الله في جميع أحوالكم؛ رجاء أن تفوزوا برضاه في الدنيا والآخرة.

ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون - تفسير السعدي

ثم حض المؤمنين على ما يوصلهم إلى الفلاح - وهو: الفوز والسعادة والنجاح، وأن الطريق الموصل إلى ذلك لزوم الصبر، الذي هو حبس النفس على ما تكرهه، من ترك المعاصي، ومن الصبر على المصائب، وعلى الأوامر الثقيلة على النفوس، فأمرهم بالصبر على جميع ذلك.
والمصابرة أي الملازمة والاستمرار على ذلك، على الدوام، ومقاومة الأعداء في جميع الأحوال.
والمرابطة: وهي لزوم المحل الذي يخاف من وصول العدو منه، وأن يراقبوا أعداءهم، ويمنعوهم من الوصول إلى مقاصدهم، لعلهم يفلحون: يفوزون بالمحبوب الديني والدنيوي والأخروي، وينجون من المكروه كذلك.
فعلم من هذا أنه لا سبيل إلى الفلاح بدون الصبر والمصابرة والمرابطة المذكورات، فلم يفلح من أفلح إلا بها، ولم يفت أحدا الفلاح إلا بالإخلال بها أو ببعضها.
والله الموفق ولا حول ولا قوة إلا به.
تم تفسير "سورة آل عمران" والحمد لله على نعمته، ونسأله تمام النعمة.

تفسير الآية 200 - سورة آل عمران

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا : الآية رقم 200 من سورة آل عمران

 سورة آل عمران الآية رقم 200

ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون - مكتوبة

الآية 200 من سورة آل عمران بالرسم العثماني


﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ  ﴾ [ آل عمران: 200]


﴿ ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ﴾ [ آل عمران: 200]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة آل عمران Āl-‘Imrān الآية رقم 200 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 200 من آل عمران صوت mp3


تدبر الآية: ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون

على العبد أن يلازمَ الصبر، ولا ينقطعَ عن مجاهدة نفسه عليه في جميع حالاته؛ فإنَّ الصبر محتاجٌ إلى صبر.
ما أفلحَ عبدٌ إلا بالصبر والمصابرة، والجهاد والمرابطة، ولا خابَ إلا وكان إخلالُه بها أو ببعضها سببَ خَيبته.
إذا كان أهلُ الباطل يَمضون في باطلهم بصبرٍ وإصرار، فما أجدرَ أهلَ الحقِّ أن يكونوا أعظمَ منهم صبرًا وإصرارًا.
لا ينفع المؤمنَ الصبرُ ولا المصابرة ولا المرابطة إلا بالتقوى، كما أن التقوى لا تقوم إلا على ساق الصبر، فهي صفاتٌ يقوم بعضُها ببعض.

ثم ختم- سبحانه - السورة الكريمة بنداء جامع للمؤمنين، دعاهم فيه إلى الصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا، وَرابِطُوا، وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
والصبر معناه: حبس النفس عن أهوائها وشهواتها وترويضها على تحمل المكاره وتعويدها على أداء الطاعات.
والمصابرة: هي المغالبة بالصبر: بأن يكون المؤمن أشد صبرا من عدوه.
ورابطوا: من المرابطة وهي القيام على الثغور الإسلامية لحمايتها من الأعداء، فهي استعداد ودفاع وحماية لديار الإسلام من مهاجمة الأعداء.
والمعنى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا على طاعة الله وعلى تحمل المكاره والآلام برضا لا سخط معه فإن الصبر جماع الفضائل وأساس النجاح والظفر.
وَصابِرُوا أى قابلوا صبر أعدائكم بصبر أشد منه وأقوى في كل موطن من المواطن التي تستلزم الصبر وتقتضيه.
قال صاحب الكشاف: وَصابِرُوا أعداء الله في الجهاد، أى غالبوهم في الصبر على شدائد الحرب، ولا تكونوا أقل منهم صبرا وثباتا فالمصابرة باب من الصبر ذكر بعد الصبر على ما يجب الصبر عليه تخصيصا لشدته وصعوبته» .
وَرابِطُوا أى أقيموا على مرابطة الغزو في نحر العدو بالترصد له، والاستعداد لمحاربته وكونوا دائما على حذر منه حتى لا يفاجئكم بما تكرهون.
ولقد كان كثير من السلف الصالح يرابطون في سبيل الله نصف العام، ويطلبون قوتهم بالعمل في النصف الآخر.
ولقد ساق الإمام ابن كثير جملة من الأحاديث التي وردت في فضل المرابطة من أجل حماية ديار الإسلام، ومن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها» .
وروى مسلم في صحيحه عن سلمان الفارسي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجرى عليه رزقه، وأمن الفتان» .
وبعضهم جعل المراد بالمرابطة انتظار الصلاة بعد الصلاة مستدلا بالحديث الذي رواه مسلم والنسائي عن أبى هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة.
فذلكم الرباط» .
قال القرطبي: بعد أن ساق هذا الحديث-: «والقول الصحيح هو أن الرباط هو الملازمة في سبيل الله- وأصلها من ربط الخيل، ثم سمى كل ملازم لثغر من ثغور المسلمين مرابطا فارسا كان أو راجلا.
واللفظ مأخوذ من الربط.
وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم «فذلكم الرباط» إنما هو تشبيه بالرباط في سبيل الله» .
ومما يدل على أن المرابطة في سبيل الله من أجل الديار الإسلامية من أفضل الأعمال وأن الصالحين الأخيار من المسلمين كانوا لا ينقطعون عنها، مما يدل على ذلك ما كتبه عبد الله بن المبارك- وهو يرابط بطرسوس- إلى صديقه الفضيل بن عياض- وكان الفضيل معتكفا بالمسجد الحرام- كتب إليه عبد الله يقول:يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ...
لعلمت أنك في العبادة تلعبمن كان يخضب خده بدموعه ...
فنحورنا بدمائنا تتخضبأو كان يتعب خيله في باطل ...
فخيولنا يوم الصبيحة تتعبريح العبير لكم ونحن عبيرنا ...
رهج السنابك والغبار الأطيبولقد أتانا من مقال نبينا ...
قول صحيح صادق لا يكذبلا يستوي غبار خيل الله في ...
أنف امرئ ودخان نار تلهبهذا كتاب الله ينطق بيننا ...
ليس الشهيد بميت لا يكذبفلما قرأ الفضيل هذه الأبيات بكى وقال: صدق عبد الله.
وقوله وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أى اتقوا الله بأن تصونوا أنفسكم عن محارمه وعن مخالفة أمره، ورجاء أن يكتب لكم الفوز بالنصر في الدنيا، والثواب الحسن في الآخرة.
وبعد: فهذه سورة آل عمران، وهذا تفسير مفصل لما اشتملت عليه من توجيهات نافعة وعظات بليغة، وآداب عالية وتشريعات سامية وتربية رشيدة وعبادات قويمة وحجج تثبت الحق وتدحض الباطل.
والله نسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه ونافعا لعباده.
والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا ختم تعالى السورة بما تضمنته هذه الآية العاشرة من الوصاة التي جمعت الظهور في الدنيا على الأعداء والفوز بنعيم الآخرة ; فحض على الصبر على الطاعات وعن الشهوات , والصبر الحبس , وقد تقدم في " البقرة " بيانه .
وأمر بالمصابرة فقيل : معناه مصابرة الأعداء ; قاله زيد بن أسلم .
وقال الحسن : على الصلوات الخمس .
وقيل : إدامة مخالفة النفس عن شهواتها فهي تدعو وهو ينزع .
وقال عطاء والقرظي : صابروا الوعد الذي وعدتم .
أي لا تيأسوا وانتظروا الفرج ; قال صلى الله عليه وسلم : ( انتظار الفرج بالصبر عبادة ) .
واختار هذا القول أبو عمر رحمه الله .
والأول قول الجمهور ; ومنه قول عنترة : فلم أر حيا صابروا مثل صبرنا ولا كافحوا مثل الذين نكافح فقوله " صابروا مثل صبرنا " أي صابروا العدو في الحرب ولم يبد منهم جبن ولا خور .
والمكافحة : المواجهة والمقابلة في الحرب ; ولذلك اختلفوا في معنى قوله وَصَابِرُوا فقال جمهور الأمة : رابطوا أعداءكم بالخيل , أي ارتبطوها كما يرتبطها أعداؤكم ; ومنه قوله تعالى : " ومن رباط الخيل " [ الأنفال : 60 ] وفي الموطأ عن مالك عن زيد بن أسلم قال : كتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعا من الروم وما يتخوف منهم ; فكتب إليه عمر : أما بعد , فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة يجعل الله له بعدها فرجا , وإنه لن يغلب عسر يسرين , وإن الله تعالى يقول في كتابه " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن : هذه الآية في انتظار الصلاة بعد الصلاة , ولم يكن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم غزو يرابط فيه ; رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه .
واحتج أبو سلمة بقوله عليه السلام : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط ) ثلاثا ; رواه مالك .
قال ابن عطية : والقول الصحيح هو أن الرباط هو الملازمة في سبيل الله .
أصلها من ربط الخيل , ثم سمي كل ملازم لثغر من ثغور الإسلام مرابطا , فارسا كان أو راجلا .
واللفظ مأخوذ من الربط .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( فذلكم الرباط ) إنما هو تشبيه بالرباط في سبيل الله .
والرباط اللغوي هو الأول ; وهذا كقوله : ( ليس الشديد بالصرعة ) وقوله ( ليس المسكين بهذا الطواف ) إلى غير ذلك .
قلت : قوله " والرباط اللغوي هو الأول " ليس بمسلم , فإن الخليل بن أحمد أحد أئمة اللغة وثقاتها قد قال : الرباط ملازمة الثغور , ومواظبة الصلاة أيضا , فقد حصل أن انتظار الصلاة رباط لغوي حقيقة ; كما قال صلى الله عليه وسلم .
وأكثر من هذا ما قاله الشيباني أنه يقال : ماء مترابط أي دائم لا ينزح ; حكاه ابن فارس وهو يقتضي تعدية الرباط لغة إلى غير ما ذكرناه .
فإن المرابطة عند العرب : العقد على الشيء حتى لا ينحل , فيعود إلى ما كان صبر عنه , فيحبس القلب على النية الحسنة والجسم على فعل الطاعة .
ومن أعظمها وأهمها ارتباط الخيل في سبيل الله كما نص عليه في التنزيل في قوله : " ومن رباط الخيل " [ الأنفال : 60 ] على ما يأتي .
وارتباط النفس على الصلوات كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ; رواه أبو هريرة وجابر وعلي ولا عطر بعد عروس .
المرابط في سبيل الله عند الفقهاء هو الذي يشخص إلى ثغر من الثغور ليرابط فيه مدة ما ; قاله محمد بن المواز ورواه .
وأما سكان الثغور دائما بأهليهم الذين يعمرون ويكتسبون هنالك , فهم وإن كانوا حماة فليسوا بمرابطين .
قاله ابن عطية .
وقال ابن خويز منداد : وللرباط حالتان : حالة يكون الثغر مأمونا منيعا يجوز سكناه بالأهل والولد .
وإن كان غير مأمون جاز أن يرابط فيه بنفسه إذا كان من أهل القتال , ولا ينقل إليه الأهل والولد لئلا يظهر العدو فيسبي ويسترق .
والله أعلم .
جاء في فضل الرباط أحاديث كثيرة , منها ما رواه البخاري عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : رباط يوم في سبيل الله خير عند الله من الدنيا وما فيها ) .
وفي صحيح مسلم عن سلمان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان ) .
وروى أبو داود في سننه عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كل ميت يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتان القبر ) .
وفي هذين الحديثين دليل على أن الرباط أفضل الأعمال التي يبقى ثوابها بعد الموت ; كما جاء في حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) وهو حديث صحيح انفرد بإخراجه مسلم ; فإن الصدقة الجارية والعلم المنتفع به والولد الصالح يدعو لأبويه ينقطع ذلك بنفاد الصدقات وذهاب العلم وموت الولد .
والرباط يضاعف أجره إلى يوم القيامة ; لأنه لا معنى للنماء إلا المضاعفة , وهي غير موقوفة على سبب فتنقطع بانقطاعه , بل هي فضل دائم من الله تعالى إلى يوم القيامة .
وهذا لأن أعمال البر كلها لا يتمكن منها إلا بالسلامة من العدو والتحرز منه بحراسة بيضة الدين وإقامة شعائر الإسلام .
وهذا العمل الذي يجري عليه ثوابه هو ما كان يعمله من الأعمال الصالحة ; خرجه ابن ماجه بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع ) .
وفي هذا الحديث قيد ثان وهو الموت حالة الرباط .
والله أعلم .
وروي عن عثمان بن عفان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رابط ليلة في سبيل الله كانت له كألف ليلة صيامها وقيامها ) .
وروي عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من غير شهر رمضان أعظم أجرا من عبادة مائة سنة صيامها وقيامها ورباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من شهر رمضان أفضل عند الله وأعظم أجرا - أراه قال : من عبادة ألف سنة صيامها وقيامها فإن رده الله إلى أهله سالما لم تكتب عليه سيئة ألف سنة وتكتب له الحسنات ويجرى له أجر الرباط إلى يوم القيامة ) .
ودل هذا الحديث على أن رباط يوم في شهر رمضان يحصل له من الثواب الدائم وإن لم يمت مرابطا .
والله أعلم .
وعن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( حرس ليلة في سبيل الله أفضل من صيام رجل وقيامه في أهله ألف سنة السنة ثلاثمائة يوم وستون يوما واليوم كألف سنة ) .
قلت : وجاء في انتظار الصلاة بعد الصلاة أنه رباط ; فقد يحصل لمنتظر الصلوات ذلك الفضل إن شاء الله تعالى .
وقد روى أبو نعيم الحافظ قال حدثنا سليمان بن أحمد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا حجاج بن المنهال ح وحدثنا أبو بكر بن مالك قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثني الحسن بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي أيوب الأزدي عن نوف البكالي عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة المغرب فصلينا معه فعقب من عقب ورجع من رجع , فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يثوب الناس لصلاة العشاء , فجاء وقد حضره الناس رافعا أصبعه وقد عقد تسعا وعشرين يشير بالسبابة إلى السماء فحسر ثوبه عن ركبتيه وهو يقول : ( أبشروا معشر المسلمين هذا ربكم قد فتح بابا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول يا ملائكتي انظروا إلى عبادي هؤلاء قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى ) .
ورواه حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن مطرف بن عبد الله : أن نوفا وعبد الله بن عمرو اجتمعا فحدث نوف عن التوراة وحدث عبد الله بن عمرو بهذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا أي لم تؤمروا بالجهاد من غير تقوى .
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ لتكونوا على رجاء من الفلاح .
وقيل : لعل بمعنى لكي .
والفلاح البقاء , وقد مضى هذا كله في " البقرة " مستوفى , والحمد لله .
نجز تفسير سورة آل عمران من ( جامع أحكام القرآن والمبين لما تضمن من السنة وآي الفرقان ) بحمد الله وعونه .


شرح المفردات و معاني الكلمات : آمنوا , اصبروا , وصابروا , ورابطوا , اتقوا , الله , تفلحون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم


تحميل سورة آل عمران mp3 :

سورة آل عمران mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة آل عمران

سورة آل عمران بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة آل عمران بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة آل عمران بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة آل عمران بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة آل عمران بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة آل عمران بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة آل عمران بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة آل عمران بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة آل عمران بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة آل عمران بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, March 29, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب