﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾
[ النصر: 3]

سورة : النصر - An-Naṣr  - الجزء : ( 30 )  -  الصفحة: ( 603 )

So glorify the Praises of your Lord, and ask for His Forgiveness. Verily, He is the One Who accepts the repentance and forgives.


فسبّح بحمد ربّك : فـنـَـزّهْهُ تعالى ، حامِدًا له
كان توّابا : كثير القبول لتوبة عباده

إذا وقع ذلك فتهيأ للقاء ربك بالإكثار من التسبيح بحمده والإكثار من استغفاره، إنه كان توابًا على المسبحين والمستغفرين، يتوب عليهم ويرحمهم ويقبل توبتهم.

فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا - تفسير السعدي

وأما الأمر بعد حصول النصر والفتح، فأمر رسوله أن يشكر ربه على ذلك، ويسبح بحمده ويستغفره، وأما الإشارة، فإن في ذلك إشارتين: إشارة لأن يستمر النصر لهذا الدين ، ويزداد عند حصول التسبيح بحمد الله واستغفاره من رسوله، فإن هذا من الشكر، والله يقول: { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم في هذه الأمة لم يزل نصر الله مستمرًا، حتى وصل الإسلام إلى ما لم يصل إليه دين من الأديان، ودخل فيه، ما لم يدخل في غيره، حتى حدث من الأمة من مخالفة أمر الله ما حدث، فابتلاهم الله بتفرق الكلمة، وتشتت الأمر، فحصل ما حصل.[ومع هذا] فلهذه الأمة، وهذا الدين، من رحمة الله ولطفه، ما لا يخطر بالبال، أو يدور في الخيال.وأما الإشارة الثانية، فهي الإشارة إلى أن أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرب ودنا، ووجه ذلك أن عمره عمر فاضل أقسم الله به.وقد عهد أن الأمور الفاضلة تختم بالاستغفار، كالصلاة والحج، وغير ذلك.فأمر الله لرسوله بالحمد والاستغفار في هذه الحال، إشارة إلى أن أجله قد انتهى، فليستعد ويتهيأ للقاء ربه، ويختم عمره بأفضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه.فكان صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن، ويقول ذلك في صلاته، يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: " سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي ".

تفسير الآية 3 - سورة النصر

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا : الآية رقم 3 من سورة النصر

 سورة النصر الآية رقم 3

فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا - مكتوبة

الآية 3 من سورة النصر بالرسم العثماني


﴿ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا  ﴾ [ النصر: 3]


﴿ فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ﴾ [ النصر: 3]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة النصر An-Naṣr الآية رقم 3 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 3 من النصر صوت mp3


تدبر الآية: فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا

إذا كان رسول الله ﷺ وقد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يؤمَر بالاستغفار، فما الظنُّ بغيره ممَّن دَيدَنُه الزَّلَل والعصيان؟ من أعظم التوفيق أن تُهدى إلى توبةٍ نصوح واستغفارٍ صادق، لتَلقى ربَّك طاهرًا مطهَّرًا من كلِّ ذنب، راضيًا مرضيًّا.
أكثِر أيها العبدُ من الاستغفار في كلِّ آن، خصوصًا في خواتيم المجالس؛ جَبرًا لما قد يَنِدُّ عنك من خطَلٍ وزلَل، واعترافًا بالعجز والفقر لله تعالى.
التسبيح لله تنزيهٌ وطاعة، والاستغفار اعترافٌ بالذنب وبراءة، فاجمع بينهما يكتمِل قِوامُ دينك، وتفُز بالرِّضا والسعادة.

وقوله فَسَبِّحْ جواب إذا.
والمعنى: إذا أتم الله- عليك- أيها الرسول الكريم- وعلى أصحابك النصر، وصارت لكم الكلمة العليا على أعدائكم، وفتح لكم مكة، وشاهدت الناس يدخلون في دين الإسلام، جماعات ثم جماعات كثيرة بدون قتال يذكر.
إذا علمت ورأيت كل ذلك، فداوم وواظب على تسبيح ربك، وتنزيهه عن كل مالا يليق به شكرا له على نعمه، وداوم- أيضا- على طلب مغفرته لك وللمؤمنين.
إِنَّهُ عز وجل- كانَ وما زال تَوَّاباً أى: كثير القبول لتوبة عباده التائبين إليه، كما قال- سبحانه -: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ، وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ.
نسأل الله-تبارك وتعالى- أن يجعلنا من عباده التائبين توبة صادقة نصوحا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

قوله تعالى : فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا قوله تعالى : فسبح بحمد ربك واستغفره أي إذا صليت فأكثر من ذلك .
وقيل : معنى سبح : صل ؛ عن ابن عباس : بحمد ربك أي حامدا له على ما آتاك من الظفر والفتح .
واستغفره أي : سل الله الغفران .
وقيل : فسبح المراد به : التنزيه ؛ أي نزهه عما لا يجوز عليه مع شكرك له .
واستغفره أي : سل الله الغفران مع مداومة الذكر .
والأول أظهر .
روى الأئمة ( واللفظ للبخاري ) عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة بعد أن نزلت عليه سورة : إذا جاء نصر الله والفتح ، إلا يقول : سبحانك ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي وعنها قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي .
يتأول القرآن .
وفي غير الصحيح : وقالت أم سلمة : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ولا يجيء ولا يذهب إلا قال : " سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه - قال - فإني أمرت بها - ثم قرأ - إذا جاء نصر الله والفتح إلى آخرها " .
وقال أبو هريرة : اجتهد النبي بعد نزولها ، حتى تورمت قدماه .
ونحل جسمه ، وقل تبسمه ، وكثر بكاؤه .
وقال عكرمة : لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - قط أشد اجتهادا في أمور الآخرة ما كان منه عند نزولها .
وقال مقاتل : لما نزلت قرأها النبي - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه ، ومنهم أبو بكر وعمر وسعد بن أبي وقاص ، ففرحوا واستبشروا ، وبكى العباس ؛ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ما يبكيك يا عم ؟ " قال : نعيت إليك نفسك .
قال : " إنه لكما تقول " ؛ فعاش بعدها ستين يوما ، ما رئي فيها ضاحكا مستبشرا .
وقيل : نزلت في منى بعد أيام التشريق ، في حجة الوداع ، فبكى عمر والعباس ، فقيل لهما : إن هذا يوم فرح ، فقالا : بل فيه نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - .
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " صدقتما ، نعيت إلي نفسي " .
وفي البخاري وغيره عن ابن عباس قال : كان عمر بن الخطاب يأذن لأهل بدر ، ويأذن لي معهم .
قال : فوجد بعضهم من ذلك ، فقالوا : يأذن لهذا الفتى معنا ومن أبنائنا من هو مثله ، فقال لهم عمر : إنه من قد علمتم .
قال : فأذن لهم ذات يوم ، وأذن لي معهم ، فسألهم عن هذه السورة : إذا جاء نصر الله والفتح فقالوا : أمر الله جل وعز نبيه - صلى الله عليه وسلم - إذا فتح عليه أن يستغفره ، وأن يتوب إليه .
فقال : ما تقول يا ابن عباس ؟ قلت : ليس كذلك ، ولكن أخبر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - حضور أجله ، فقال : إذا جاء نصر الله والفتح ، فذلك علامة موتك .
فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا .
فقال عمر - رضي الله عنه - : تلومونني عليه ؟ وفي البخاري فقال عمر : ما أعلم منها إلا ما تقول .
ورواه الترمذي ، قال : كان عمر يسألني مع أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : أتسأله ولنا بنون مثله ؟ فقال له عمر : إنه من حيث نعلم .
فسأله عن هذه الآية : إذا جاء نصر الله والفتح .
فقلت : إنما هو أجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أعلمه إياه ؛ وقرأ السورة إلى آخرها .
فقال له عمر : والله ما أعلم منها إلا ما تعلم .
قال : هذا حديث حسن صحيح .
فإن قيل : فماذا يغفر للنبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يؤمر بالاستغفار ؟ قيل له : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه : رب اغفر لي خطيئتي وجهلي ، وإسرافي في أمري كله ، وما أنت أعلم به مني .
اللهم اغفر لي خطئي وعمدي ، وجهلي وهزلي ، وكل ذلك عندي .
اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أعلنت وما أسررت ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، إنك على كل شيء قدير .
فكان - صلى الله عليه وسلم - يستقصر نفسه لعظم ما أنعم الله به عليه ، ويرى قصوره عن القيام بحق ذلك ذنوبا .
ويحتمل أن يكون بمعنى : كن متعلقا به ، سائلا راغبا ، متضرعا على رؤية التقصير في أداء الحقوق ؛ لئلا ينقطع إلى رؤية الأعمال .
وقيل : الاستغفار تعبد يجب إتيانه ، لا للمغفرة ، بل تعبدا .
وقيل : ذلك تنبيه لأمته ، لكيلا يأمنوا ويتركوا الاستغفار .
وقيل : واستغفره أي استغفر لأمتك .
إنه كان توابا أي على المسبحين والمستغفرين ، يتوب عليهم ويرحمهم ، ويقبل توبتهم .
وإذا كان - عليه السلام - وهو معصوم يؤمر بالاستغفار ، فما الظن بغيره ؟ روى مسلم عن عائشة قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر من قول : سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه .
فقال : " خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي ، فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه ، فقد رأيتها : إذا جاء نصر الله والفتح - فتح مكة - ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " .
وقال ابن عمر : نزلت هذه السورة بمنى في حجة الوداع ؛ ثم نزلت اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي فعاش بعدهما النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمانين يوما .
ثم نزلت آية الكلالة ، فعاش بعدها خمسين يوما .
ثم نزل لقد جاءكم رسول من أنفسكم فعاش بعدها خمسة وثلاثين يوما .
ثم نزل واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله فعاش بعدها أحدا وعشرين يوما .
وقال مقاتل سبعة أيام .
وقيل غير هذا مما تقدم في ( البقرة ) بيانه والحمد لله .


شرح المفردات و معاني الكلمات : فسبح , بحمد , ربك , استغفره , توابا ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون
  2. وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة
  3. قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون
  4. واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به
  5. فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن ياموسى إني
  6. وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان
  7. يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب
  8. ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا
  9. قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن
  10. فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون

تحميل سورة النصر mp3 :

سورة النصر mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة النصر

سورة النصر بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة النصر بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة النصر بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة النصر بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة النصر بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة النصر بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة النصر بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة النصر بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة النصر بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة النصر بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, April 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب