الآية 37 من سورة فاطر مكتوبة بالتشكيل

﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾
[ فاطر: 37]

سورة : فاطر - Fāṭir  - الجزء : ( 22 )  -  الصفحة: ( 438 )

Therein they will cry: "Our Lord! Bring us out, we shall do righteous good deeds, not (the evil deeds) that we used to do." (Allah will reply): "Did We not give you lives long enough, so that whosoever would receive admonition, - could receive it? And the warner came to you. So taste you (the evil of your deeds). For the Zalimun (polytheists and wrongdoers, etc.) there is no helper."


هم يصطرخون : يستغيثون و يصيحون بشدّة

وهؤلاء الكفار يَصْرُخون من شدة العذاب في نار جهنم مستغيثين: ربنا أخرجنا من نار جهنم، وردَّنا إلى الدنيا نعمل صالحًا غير الذي كنا نعمله في حياتنا الدنيا، فنؤمن بدل الكفر، فيقول لهم: أولم نُمْهلكم في الحياة قَدْرًا وافيًا من العُمُر، يتعظ فيه من اتعظ، وجاءكم النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم تتذكروا ولم تتعظوا؟ فذوقوا عذاب جهنم، فليس للكافرين من ناصر ينصرهم من عذاب الله.

وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو - تفسير السعدي

} وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا }- أي: يصرخون ويتصايحون ويستغيثون ويقولون: { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ } فاعترفوا بذنبهم، وعرفوا أن اللّه عدل فيهم، ولكن سألوا الرجعة في غير وقتها، فيقال لهم: { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا }- أي: دهرا وعمرا { يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ }- أي: يتمكن فيه من أراد التذكر من العمل، متعناكم في الدنيا، وأدررنا عليكم الأرزاق، وقيضنا لكم أسباب الراحة، ومددنا لكم في العمر، وتابعنا عليكم الآيات، وأوصلنا إليكم النذر، وابتليناكم بالسراء والضراء، لتنيبوا إلينا وترجعوا إلينا، فلم ينجع فيكم إنذار، ولم تفد فيكم موعظة، وأخرنا عنكم العقوبة، حتى إذا انقضت آجالكم، وتمت أعماركم، ورحلتم عن دار الإمكان، بأشر الحالات، ووصلتم إلى هذه الدار دار الجزاء على الأعمال، سألتم الرجعة؟ هيهات هيهات، فات وقت الإمكان، وغضب عليكم الرحيم الرحمن، واشتد عليكم عذاب النار، ونسيكم أهل الجنة، فامكثوا فيها خالدين مخلدين، وفي العذاب مهانين، ولهذا قال: { فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ } ينصرهم فيخرجهم منها، أو يخفف عنهم من عذابها.

تفسير الآية 37 - سورة فاطر

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا : الآية رقم 37 من سورة فاطر

 سورة فاطر الآية رقم 37

وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو - مكتوبة

الآية 37 من سورة فاطر بالرسم العثماني


﴿ وَهُمۡ يَصۡطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ أَوَلَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ  ﴾ [ فاطر: 37]


﴿ وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير ﴾ [ فاطر: 37]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة فاطر Fāṭir الآية رقم 37 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 37 من فاطر صوت mp3


تدبر الآية: وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو

ماذا ينفع الصراخُ والاستغاثة في دار الندامة، وأهلهما كانوا في غفلة عمَّا ينتظرهم يوم القيامة؟! مَن لم يُورِّثه التعمير وطول البقاء إصلاحَ معائبه واغتنامَ بقية أنفاسه، فيعمل على حياة قلبه وحصول النعيم المقيم؛ فلا خير له في حياته.
لديك عُمرٌ واحد فقط، فاستغله بما يسعدك في دار المقامة، قبل الصراخ والندامة، فها أنت قد جاءك المذكِّر والنذير قبل أن تستنصر ولا تجد النصير.

وقوله-تبارك وتعالى-: وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ بيان لما يجأرون به إلى ربهم وهم ملقون في نار جهنم.
ويصطرخون، بمعنى يستغيثون ويضجون بالدعاء رافعين أصواتهم، افتعال من الصراخ، وهو الصياح الشديد المصحوب بالتعب والمشقة، ويستعمل كثيرا في العويل والاستغاثة.
وأصله يصترخون، فأبدلت التاء طاء.
وجملة رَبَّنا أَخْرِجْنا ...
مقول لقول محذوف.
أى: وهم بعد أن ألقى بهم في نار جهنم، أخذوا يستغيثون ويضجون بالدعاء والعويل ويقولون: يا ربنا أخرجنا من هذه النار، وأعدنا إلى الحياة الدنيا، لكي نؤمن بك وبرسولك، ونعمل أعمالا صالحة أخرى ترضيك، غير التي كنا نعملها في الدنيا.
وقولهم هذا يدل على شدة حسرتهم، وعلى اعترافهم بجرمهم، وبسوء أعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا.
وهنا يأتيهم من ربهم الرد الذي يخزيهم فيقول- سبحانه - أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ، وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ....والاستفهام للتوبيخ والتقريع، والكلام على إضمار القول، وقوله نُعَمِّرْكُمْ من التعمير بمعنى الإبقاء والإمهال في الحياة الدنيا إلى الوقت الذي كان يمكنهم فيه الإقلاع عن الكفر إلى الإيمان.
وما في قوله ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ نكرة موصوفة بمعنى مدة.
والضمير في قوله فِيهِ يعود إلى عمرهم الذي قضوه في الدنيا.
والمعنى: أن هؤلاء الكافرين عند ما يقولون بحسرة وضراعة: يا ربنا أخرجنا من النار وأعدنا إلى الدنيا لنعمل عملا صالحا غير الذي كنا نعمله فيها، يرد عليهم ربهم بقوله لهم على سبيل الزجر والتأنيب: أو لم نمهلكم في الحياة الدنيا، ونعطيكم العمر والوقت الذي كنتم تتمكنون فيه من التذكر والاعتبار واتباع طريق الحق، وفضلا عن كل ذلك فقد جاءكم النذير الذي ينذركم بسوء عاقبة إصراركم على كفركم، ولكنكم كذبتموه وأعرضتم عن دعوته.
والمراد بالنذير: جنسه فيتناول كل رسول أرسله الله-تبارك وتعالى- إلى قومه، فكذبوه ولم يستجيبوا لدعوته، وعلى رأس هؤلاء المنذرين سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
والفاء في قوله-تبارك وتعالى-: فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ لترتيب الأمر بالذوق على ما قبلها من التعمير ومجيء النذير.
أى: إذا كان الأمر كما ذكرنا لكم، فاخسئوا في جهنم، واتركوا الصراخ والعويل، وذوقوا عذابها الذي كنتم تكذبون به في الدنيا، فليس للمصرين على كفرهم من نصير ينصرهم، أو يدفع عنهم شيئا من العذاب الذي يستحقونه.
وهم يصطرخون فيها أي يستغيثون في النار بالصوت العالي .
والصراخ الصوت العالي ، والصارخ المستغيث ، والمصرخ المغيث .
قال :كنا إذا ما أتانا صارخ فزع كان الصراخ له قرع الظنابيب( ربنا أخرجنا ) أي يقولون ربنا أخرجنا من جهنم وردنا إلى الدنيا .
نعمل صالحا قال ابن عباس : نقل : لا إله إلا الله .
غير الذي كنا نعمل أي من الشرك ، أي نؤمن بدل الكفر ، ونطيع بدل المعصية ، ونمتثل أمر الرسل .
أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر هذا جواب دعائهم ; أي فيقال لهم ، فالقول مضمر .
وترجم البخاري : ( باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر لقوله عز وجل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير يعني الشيب ) حدثنا عبد السلام بن مطهر قال حدثنا عمر بن علي قال حدثنا معن بن محمد الغفاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة .
قال الخطابي : ( أعذر إليه ) أي بلغ به أقصى العذر ، ومنه قولهم : قد أعذر من أنذر ; أي أقام عذر نفسه في تقديم نذارته .
والمعنى : أن من عمره الله ستين سنة لم يبق له عذر ; لأن الستين قريب من معترك المنايا ، وهو سن الإنابة والخشوع وترقب المنية ولقاء الله تعالى ; ففيه إعذار بعد ( إعذار ) ; الأول بالنبي صلى الله عليه وسلم ، والموتان في الأربعين والستين .
قال علي وابن عباس وأبو هريرة في تأويل قوله تعالى أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر : إنه ستون سنة .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في موعظته : ولقد أبلغ في الإعذار من تقدم في الإنذار وإنه لينادي مناد من قبل الله تعالى أبناء الستين أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير .
وذكر الترمذي الحكيم من حديث عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة نودي أبناء الستين وهو العمر الذي قال الله أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر .
وعن ابن عباس أيضا أنه أربعون سنة .
وعن الحسن البصري ومسروق مثله .
ولهذا القول أيضا وجه ، وهو صحيح ; والحجة له قوله تعالى : حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة الآية .
ففي الأربعين تناهي العقل ، وما قبل ذلك وما بعده منتقص عنه ، والله أعلم .
وقال مالك : أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا والعلم ويخالطون الناس ، حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة ، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس واشتغلوا بالقيامة حتى يأتيهم الموت .
وقد مضى هذا المعنى في سورة ( الأعراف ) .
وخرج ابن ماجه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من تجاوز ذلك .
قوله تعالى : وجاءكم النذير وقرئ ( وجاءتكم النذر ) واختلف فيه ; فقيل القرآن .
وقيل الرسول ; قاله زيد بن علي وابن زيد .
وقال ابن عباس وعكرمة وسفيان ووكيع والحسين بن الفضل والفراء والطبري : هو الشيب .
وقيل : النذير الحمى .
وقيل : موت الأهل والأقارب .
وقيل : كمال العقل .
والنذير بمعنى الإنذار .
قلت : فالشيب والحمى وموت الأهل كله إنذار بالموت ; قال صلى الله عليه وسلم : الحمى رائد الموت .
قال الأزهري : معناه أن الحمى رسول الموت ، أي كأنها تشعر بقدومه وتنذر بمجيئه .
والشيب نذير أيضا ; لأنه يأتي في سن الاكتهال ، وهو علامة لمفارقة سن الصبا الذي هو سن اللهو واللعب .
قال :رأيت الشيب من نذر المنايا لصاحبه وحسبك من نذيروقال آخر :فقلت لها المشيب نذير عمري ولست مسودا وجه النذيروأما موت الأهل والأقارب والأصحاب والإخوان فإنذار بالرحيل في كل وقت وأوان ، وحين وزمان .
قال :وأراك تحملهم ولست تردهم فكأنني بك قد حملت فلم تردوقال آخر :الموت في كل حين ينشر الكفنا ونحن في غفلة عما يراد بناوأما كمال العقل فبه تعرف حقائق الأمور ويفصل بين الحسنات والسيئات ; فالعاقل يعمل لآخرته ويرغب فيما عند ربه ; فهو نذير .
وأما محمد صلى الله عليه وسلم فبعثه الله بشيرا ونذيرا إلى عباده قطعا لحججهم ; قال الله تعالى : لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا .
قوله تعالى : ( فذوقوا ) يريد عذاب جهنم ; لأنكم ما اعتبرتم ولا اتعظتم .
فما للظالمين من نصير أي مانع من عذاب الله .


شرح المفردات و معاني الكلمات : يصطرخون , ربنا , أخرجنا , نعمل , صالحا , نعمل , نعمركم , يتذكر , تذكر , وجاءكم , النذير , ذوقوا , للظالمين , نصير ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم


تحميل سورة فاطر mp3 :

سورة فاطر mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة فاطر

سورة فاطر بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة فاطر بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة فاطر بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة فاطر بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة فاطر بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة فاطر بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة فاطر بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة فاطر بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة فاطر بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة فاطر بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, April 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب