الآية 4 من سورة يونس مكتوبة بالتشكيل

﴿ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾
[ يونس: 4]

سورة : يونس - Yūnus  - الجزء : ( 11 )  -  الصفحة: ( 208 )

To Him is the return of all of you. The Promise of Allah is true. It is He Who begins the creation and then will repeat it, that He may reward with justice those who believed (in the Oneness of Allah - Islamic Monotheism) and did deeds of righteousness. But those who disbelieved will have a drink of boiling fluids and painful torment because they used to disbelieve.


بالقسط : بالعدل
حميم : ماءٍ بالغ غاية الحرارة

إلى ربكم معادكم يوم القيامة جميعًا، وهذا وعد الله الحق، هو الذي يبدأ إيجاد الخلق ثم يعيده بعد الموت، فيوجده حيًا كهيئته الأولى، ليجزي مَن صَدَّق الله ورسوله، وعمل الأعمال الحسنة أحسن الجزاء بالعدل. والذين جحدوا وحدانية الله ورسالة رسوله لهم شراب من ماء شديد الحرارة يشوي الوجوه ويقطِّع الأمعاء، ولهم عذاب موجع بسبب كفرهم وضلالهم.

إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي - تفسير السعدي

فلما ذكر حكمه القدري وهو التدبير العام، وحكمه الديني وهو شرعه، الذي مضمونه ومقصوده عبادته وحده لا شريك له، ذكر الحكم الجزائي، وهو مجازاته على الأعمال بعد الموت، فقال‏:‏ ‏{‏إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا‏}‏ أي‏:‏ سيجمعكم بعد موتكم، لميقات يوم معلوم‏.‏‏{‏إنه يبدأ الخلق ثم يعيده‏}‏ فالقادر على ابتداء الخلق قادر على إعادته، والذي يرى ابتداءه بالخلق، ثم ينكر إعادته للخلق، فهو فاقد العقل منكر لأحد المثلين مع إثبات ما هو أولى منه، فهذا دليل عقلي واضح على المعاد‏.‏ وقد ذكر الدليل النقلي فقال‏:‏ ‏{‏وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا‏}‏ أي‏:‏ وعده صادق لا بد من إتمامه ‏{‏لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا‏}‏ بقلوبهم بما أمرهم الله بالإيمان به‏.‏‏{‏وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ‏}‏ بجوارحهم، من واجبات، ومستحبات، ‏{‏بِالْقِسْطِ‏}‏ أي‏:‏ بإيمانهم وأعمالهم، جزاء قد بينه لعباده، وأخبر أنه لا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ‏{‏وَالَّذِينَ كَفَرُوا‏}‏ بآيات الله وكذبوا رسل الله‏.‏‏{‏لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ‏}‏ أي‏:‏ ماء حار، يشوي الوجوه، ويقطع الأمعاء‏.‏ ‏{‏وَعَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏ من سائر أصناف العذاب ‏{‏بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ‏}‏ أي‏:‏ بسبب كفرهم وظلمهم، وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون‏.‏

تفسير الآية 4 - سورة يونس

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه : الآية رقم 4 من سورة يونس

 سورة يونس الآية رقم 4

إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي - مكتوبة

الآية 4 من سورة يونس بالرسم العثماني


﴿ إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُۥ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابٞ مِّنۡ حَمِيمٖ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ  ﴾ [ يونس: 4]


﴿ إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ﴾ [ يونس: 4]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة يونس Yūnus الآية رقم 4 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 4 من يونس صوت mp3


تدبر الآية: إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي

أليس القادرُ على بَدءِ الخَلق قادرًا على إعادته؟ فكيف لعاقلٍ أن يؤمنَ بالأُولى ويُنكر الآخرة؟! أحسِن العملَ، فهناك جزاءٌ ينتظرُك عند الله تعالى، وجِدَّ في سيرك إلى ربِّك، لعلَّك أن تظفر بالدرجات العُلى.
ما أعظمَ ما ينتظرُ الكافرين من العذاب! فهل من عاقلٍ يَعرفُ خطأه، ثمَّ يتمادى في البعد عن الصواب؟

ثم بين- سبحانه - أن مرجع العباد جميعا إليه، وأنه سيجازى كل إنسان بما يستحق.
فقال-تبارك وتعالى- إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا.
أى: إلى الله-تبارك وتعالى- وحده مرجعكم جميعا بعد الموت ليحاسبكم على أعمالكم، وقد وعد الله بذلك وعدا صدقا، ولن يخلف الله وعده.
قال أبو حيان: وانتصب وَعْدَ اللَّهِ وحَقًّا على أنهما مصدران مؤكدان لمضمون الجملة، والتقدير وعد الله وعدا، فلما حذف الناصب أضاف المصدر الى الفاعل، وذلك كقوله «صبغة الله» و «صنع الله» والتقدير في حَقًّا: حق ذلك حقا».
وقوله: إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ كالتعليل لما أفاده قوله- سبحانه - إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ فإن غاية البدء والإعادة هو الجزاء المناسب على الأعمال الدنيوية.
أى: إن شأنه- سبحانه - أن يبدأ الخلق عند تكوينه ثم يعيده الى الحياة مرة أخرى بعد موته وفنائه.
ثم بين- سبحانه - الحكمة من الإعادة بعد الموت فقال: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ.
والقسط- كما يقول الراغب- النصيب بالعدل.
يقال: قسط الرجل إذا جار وظلم.
ومنه قوله-تبارك وتعالى- أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباًويقال أقسط فلان إذا عدل، ومنه قوله-تبارك وتعالى- وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ.
والحميم: الماء الذي بلغ أقصى درجات الحرارة، قال-تبارك وتعالى- وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ أى: فعل ما فعل سبحانه من بدء الخلق وإعادتهم ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بعدله الجزاء الطيب الذي أعده لهم، وأما الذين كفروا فيجزيهم- أيضا- بعد له ما يستحقونه من شراب حميم يقطع أمعاءهم، ومن عذاب مؤلم لأبدانهم، وذلك بسبب كفرهم واستحبابهم العمى على الهدى.
وقوله: بِالْقِسْطِ حال من فاعل لِيَجْزِيَ ليجزيهم ملتبسا بالقسط.
ويصح أن يكون المعنى: فعل ما فعل ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات الجزاء الحسن بسبب عدلهم وتمسكهم بتكاليف دينهم، وأما الذين كفروا فلهم شراب من حميم وعذاب أليم بسبب كفرهم.
قال الجمل ما ملخصه: وقال- سبحانه - وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ ...
بتغيير في الأسلوب للمبالغة في استحقاقهم للعقاب.
وللتنبيه على أن المقصود بالذات من الإبداء والإعادة هو الإثابة، والعذاب وقع بالعرض.
وأنه-تبارك وتعالى- يتولى إثابة المؤمنين بما يليق بلطفه وكرمه، ولذلك لم يعينه، وأما عقاب الكفرة فكأنه داء ساقه إليهم سوء اعتقادهم وسوء أفعالهم.
وبعد أن بين- سبحانه - جانبا من مظاهر قدرته في خلق السموات والأرض، أتبع ذلك بذكر مظاهر أخرى لقدرته، تتمثل في خلق الشمس والقمر والليل والنهار فقال-تبارك وتعالى-:
قوله تعالى إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرونإليه مرجعكم جميعا رفع بالابتداء .
( جميعا ) نصب على الحال .
ومعنى الرجوع إلى الله الرجوع إلى جزائه .
وعد الله حقا مصدران ; أي وعد الله ذلك وعدا وحققه حقا صدقا لا خلف فيه .
وقرأ إبراهيم بن أبي عبلة " وعد الله حق " على الاستئناف .
قوله تعالى إنه يبدأ الخلق أي من التراب .
ثم يعيده إليه .
مجاهد : ينشئه ثم يميته ثم يحييه للبعث ; أو ينشئه من الماء ثم يعيده من حال إلى حال .
وقرأ يزيد بن القعقاع " أنه يبدأ الخلق " تكون ( أن ) في موضع نصب ; أي وعدكم أنه يبدأ الخلق .
ويجوز أن يكون التقدير لأنه يبدأ الخلق ; كما يقال : لبيك أن الحمد والنعمة لك ; والكسر أجود .
وأجاز الفراء أن تكون ( أن ) في موضع رفع فتكون اسما .
قال أحمد بن يحيى : يكون التقدير حقا إبداؤه الخلق .
قوله تعالى ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط أي بالعدل .
والذين كفروا لهم شراب من حميم أي ماء حار قد انتهى حره ، والحميمة مثله .
يقال : حممت الماء أحمه فهو حميم ، أي محموم ; فعيل بمعنى مفعول .
وكل مسخن عند العرب فهو حميم .
وعذاب أليم أي موجع ، يخلص وجعه إلى قلوبهم بما كانوا يكفرون أي بكفرهم ، وكان معظم قريش يعترفون بأن الله خالقهم ; فاحتج عليهم بهذا فقال : من قدر على الابتداء قدر على الإعادة بعد الإفناء أو بعد تفريق الأجزاء .


شرح المفردات و معاني الكلمات : إليه , مرجعكم , وعد , الله , حقا , يبدأ , الخلق , يعيده , ليجزي , آمنوا , عملوا , الصالحات , القسط , كفروا , شراب , حميم , عذاب , أليم , يكفرون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن
  2. ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما
  3. إنا أنـزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين
  4. وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين
  5. إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من
  6. ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين
  7. ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا
  8. وينقلب إلى أهله مسرورا
  9. اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون
  10. من قبل هدى للناس وأنـزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله

تحميل سورة يونس mp3 :

سورة يونس mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة يونس

سورة يونس بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة يونس بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة يونس بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة يونس بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة يونس بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة يونس بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة يونس بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة يونس بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة يونس بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة يونس بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, March 29, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب