﴿ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ﴾
[ آل عمران: 4]

سورة : آل عمران - Āl-‘Imrān  - الجزء : ( 3 )  -  الصفحة: ( 50 )

Aforetime, as a guidance to mankind, And He sent down the criterion [of judgement between right and wrong (this Quran)]. Truly, those who disbelieve in the Ayat (proofs, evidences, verses, lessons, signs, revelations, etc.) of Allah, for them there is a severe torment; and Allah is All-Mighty, All-Able of Retribution.


أنزل الفرقان : ما فرق به بين الحق و الباطل
الله عزيز : غالب قوي ، منيع الجانب

نَزَّل عليك القرآن بالحق الذي لا ريب فيه، مصدِّقًا لما قبله من كتب ورسل، وأنزل التوراة على موسى علبه السلام، والإنجيل على عيسى عليه السلام من قبل نزول القرآن؛ لإرشاد المتقين إلى الإيمان، وصلاح دينهم ودنياهم، وأنزل ما يفرق بين الحق والباطل. والذين كفروا بآيات الله المنزلة، لهم عذاب عظيم. والله عزيز لا يُغَالَب، ذو انتقام بمن جحد حججه وأدلته، وتفرُّده بالألوهية.

من قبل هدى للناس وأنـزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم - تفسير السعدي

{ من قبل } إنزال القرآن { هدى للناس } الظاهر أن هذا راجع لكل ما تقدم،- أي: أنزل الله القرآن والتوراة والإنجيل هدى للناس من الضلال، فمن قبل هدى الله فهو المهتدي، ومن لم يقبل ذلك بقي على ضلاله { وأنزل الفرقان }- أي: الحجج والبينات والبراهين القاطعات الدالة على جميع المقاصد والمطالب، وكذلك فصل وفسر ما يحتاج إليه الخلق حتى بقيت الأحكام جلية ظاهرة، فلم يبق لأحد عذر ولا حجة لمن لم يؤمن به وبآياته، فلهذا قال { إن الذين كفروا بآيات الله }- أي: بعد ما بينها ووضحها وأزاح العلل { لهم عذاب شديد } لا يقدر قدره ولا يدرك وصفه { والله عزيز }- أي: قوي لا يعجزه شيء { ذو انتقام } ممن عصاه.

تفسير الآية 4 - سورة آل عمران

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

من قبل هدى للناس وأنـزل الفرقان إن : الآية رقم 4 من سورة آل عمران

 سورة آل عمران الآية رقم 4

من قبل هدى للناس وأنـزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم - مكتوبة

الآية 4 من سورة آل عمران بالرسم العثماني


﴿ مِن قَبۡلُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلۡفُرۡقَانَۗ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٞ ذُو ٱنتِقَامٍ  ﴾ [ آل عمران: 4]


﴿ من قبل هدى للناس وأنـزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام ﴾ [ آل عمران: 4]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة آل عمران Āl-‘Imrān الآية رقم 4 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 4 من آل عمران صوت mp3


تدبر الآية: من قبل هدى للناس وأنـزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم

أنزل الله الكتُب لتكونَ هُدًى للناس، فيا ضيعةَ من كان الهُدى بين يديه وهو حائرٌ لا يبصر طريقه، قلقٌ لا يعرف مآله! مَن استعصم بالقرآن ميَّز بين الحقِّ والباطل تمام التمييز، ومَن ابتعد عنه كان تخليطُه بمقدار ابتعاده.
كلُّ مَن كفر بما أنزل الله من الحقِّ القويم، مستحقٌّ لعذاب الله الأليم، سواءٌ كفر به كلِّه أو كفر ببعضِه.
كيف يتجرَّأ عبدٌ ضعيف على مخالفة أمر ربِّه ذي العزَّة والانتقام؟!

وقوله مِنْ قَبْلُ متعلق «بأنزل» و «هدى» حال من التوراة والإنجيل، ولم يثن لأنه مصدر.
ويجوز أن يكون مفعولا لأجله والعامل فيه أنزل.
أى: وأنزل التوراة والإنجيل من قبل تنزيل القرآن لأجل هداية الناس الذين أنزلا عليهم إلى الحق الذي من جملته الإيمان بالنبي صلّى الله عليه وسلّم واتباعه حين يبعث، لأنهما قد اشتملتا على البشارة به والحض على طاعته.
قالوا: فالمراد بالناس من عمل بالتوراة والإنجيل وهم بنو إسرائيل.
ويحتمل أنه عام بحيث يشمل هذه الأمة وإن لم نكن متعبدين أى مكلفين ومأمورين بشرع من قبلنا، لأن فيهما ما يفيد التوحيد وصفات الباري والبشارة بالنبي صلّى الله عليه وسلّم .
قال الآلوسى: وعبر في جانب التوراة والإنجيل بقوله «أنزل» للإشارة إلى أنهما لم يكن لهما سوى نزول واحد، بخلاف القرآن فإن له نزولين: نزولا من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من سماء الدنيا جملة واحدة، ونزولا من ذلك إليه صلّى الله عليه وسلّم منجما في ثلاث وعشرين سنة على المشهور، ولهذا يقال فيه نزل وأنزل ...
» .
هذا، وليست التوراة التي بين أيدى اليهود اليوم هي التوراة التي أنزلها الله على موسى، فقد بين القرآن في أكثر من آية أن بعض أهل الكتاب قد امتدت أيديهم الأثيمة إلى التوراة فحرفوا منها ما حرفوا، ومن ذلك قوله-تبارك وتعالى- يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ.
وقوله: -تبارك وتعالى- فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ.
ومن الأدلة على أن التوراة التي بين أيدى اليهود اليوم ليست هي التي أنزلها الله على موسى:انقطاع سندها، واشتمالها على كثير من القصص والعبارات والمتناقضات التي تتنزه الكتب السماوية عن ذكرها وكذلك الحال بالنسبة للإنجيل إذ ليست هذه الأناجيل التي يقرؤها المسيحيون اليوم هي الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى وإنما هي مؤلفات ألفت بعد عيسى- عليه السّلام- ونسبت إلى بعض الحواريين من أصحابه.
أما الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى والذي وصفه الله بأنه هداية للناس فهو غير هذه الأناجيل .
والْفُرْقانَ كل ما فرق به بين الحق والباطل، والحلال والحرام.
وهو مصدر فرق يفرق بين الشيئين فرقا وفرقانا.
1- والمراد به عند أكثر المفسرين: الكتب السماوية التي سبق ذكرها وهي التوراة والإنجيل والقرآن.
أى: أنزل بهذه الكتب ما يفرق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال.
والخير والشر، وبذلك لا يكون لأحد عذر في جحودها والكفر بها.
وأعيد ذكرها بوصف خاص لم يذكر فيما سبق على طريق العطف بتكرير لفظ الإنزال، تنزيلا للتغاير الوصفي منزلة التغاير الذاتي.
2- وقال بعضهم المراد بالفرقان هنا القرآن.
وإنما أعاده بهذا العنوان بعد ذكره باسم الجنس تعظيما لشأنه، ورفعا لمكانه، ومدحا له بكونه فارقا بين الحق والباطل، للإشارة إلى الاتصال الكامل بين شرائع الله-تبارك وتعالى- وأنه تتميم لما سبقه، وأنه كمال الشرائع كلها.
3- وقال بعضهم: المراد به جنس الكتب السماوية التي أنزلها الله-تبارك وتعالى- على رسله لهداية الناس وسعادتهم.
وقد عبر عنها بالفرقان ليشمل هذا الوصف ما ذكر منها وما لم يذكر على طريق التتميم بالتعميم، إثر تخصيص مشاهيرها بالذكر.
وقد ذكر صاحب الكشاف هذه الأقوال وغيرها فقال: «فإن قلت: ما المراد بالفرقان؟قلت: جنس الكتب السماوية لأن كلها فرقان يفرق بين الحق والباطل من كتبه، أو من هذه الكتب.
أو أراد الكتاب الرابع وهو الزبور.
أو كرر ذكر القرآن بما هو نعت له من كونه فارقا بين الحق والباطل» .
أما الفخر الرازي فإنه لم يرتض كل هذه الأقوال، بل أتى برأى جديد فقال- ما ملخصه:4- «والمختار عندي أن المراد من هذا الفرقان: المعجزات التي قرنها الله-تبارك وتعالى- بإنزال هذه الكتب، وذلك لأنهم لما أتوا بهذه الكتب، وادعوا أنها كتب نازلة عليهم من عند الله، افتقروا في إثبات هذه الدعوى إلى دليل حتى يحصل الفرق بين دعواهم وبين دعوى الكذابين، فلما أظهر الله على وفق دعواهم تلك المعجزات، حصلت المفارقة بين دعوى الصادق وبين دعوى الكاذب.
فالمعجزة هي الفرقان.
فلما ذكر الله أنه أنزل الكتاب بالحق، وأنه أنزل التوراة والإنجيل من قبل ذلك، بين أنه-تبارك وتعالى- أنزل معها ما هو الفرقان الحق، وهو المعجز القاهر الذي يدل على صحتها، ويفيد الفرق بينها وبين سائر الكتب المختلفة» .
والذي نراه أقرب إلى القبول أن المراد بالفرقان هنا جنس الكتب السماوية لأنها جميعها فارقة بين الحق والباطل فيندرج تحتها القرآن وغيره من الكتب السماوية.
ثم بين- سبحانه - سوء عاقبة المنحرفين عن طريق الحق، الكافرين بآيات الله، فقال:إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ، وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ أى: إن الذين كفروا بآيات الله الدالة على وحدانيته وقدرته، وصدق رسله فيما يبلغون عنه، لهم عذاب شديد منه- سبحانه - بسبب كفرهم وجحودهم وَاللَّهُ عَزِيزٌ أى منيع الجانب، غالب على أمره يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
وفي قوله وَاللَّهُ عَزِيزٌ إشارة إلى القدرة التامة على العقاب، وفي قوله ذُو انْتِقامٍ إشارة إلى كونه فاعلا للعقاب، ينزله متى شاء، وكيف شاء، بمقتضى قدرته وحكمته وإرادته، والوصف الأول صفة للذات.
والثاني صفة للفعل.
قوله تعالى : من قبل يعني القرآن هدى للناس قال ابن فورك : التقدير هدى للناس المتقين ، دليله في البقرة هدى للمتقين فرد هذا العام إلى ذلك الخاص .
و ( هدى ) في موضع نصب على الحال .
و الفرقان القرآن وقد تقدم .
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ


شرح المفردات و معاني الكلمات : هدى , للناس , أنزل , الفرقان , كفروا , بآيات , الله , عذاب , شديد , الله , عزيز , انتقام , أنزل+الفرقان , الذين+كفروا , آيات+الله , عذاب+شديد , الله+عزيز+ذو+انتقام ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا
  2. وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون
  3. فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى
  4. قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك
  5. لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك والمقيمين
  6. وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون
  7. لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون
  8. لو أن عندنا ذكرا من الأولين
  9. ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز
  10. إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد

تحميل سورة آل عمران mp3 :

سورة آل عمران mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة آل عمران

سورة آل عمران بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة آل عمران بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة آل عمران بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة آل عمران بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة آل عمران بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة آل عمران بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة آل عمران بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة آل عمران بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة آل عمران بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة آل عمران بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, April 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب