﴿ وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾
[ العنكبوت: 48]

سورة : العنكبوت - Al-‘Ankabūt  - الجزء : ( 21 )  -  الصفحة: ( 402 )

Neither did you (O Muhammad SAW) read any book before it (this Quran), nor did you write any book (whatsoever) with your right hand. In that case, indeed, the followers of falsehood might have doubted.


من معجزاتك البينة -أيها الرسول- أنك لم تقرأ كتابًا ولم تكتب حروفًا بيمينك قبل نزول القرآن عليك، وهم يعرفون ذلك، ولو كنت قارئًا أو كاتبًا من قبل أن يوحى إليك لشك في ذلك المبطلون، وقالوا: تعلَّمه من الكتب السابقة أو استنسخه منها.

وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب - تفسير السعدي

ومما يدل على صحته، أنه جاء به هذا النبي الأمين، الذي عرف قومه صدقه وأمانته ومدخله ومخرجه وسائر أحواله، وهو لا يكتب بيده خطا، ولا يقرأ خطا مكتوبا، فإتيانه به في هذه الحال، من أظهر البينات القاطعة، التي لا تقبل الارتياب، أنه من عند اللّه العزيز الحميد، ولهذا قال: { وَمَا كُنْتَ تَتْلُو }- أي: تقرأ { مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا } لو كنت بهذه الحال { لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ } فقالوا: تعلمه من الكتب السابقة، أو استنسخه منها، فأما وقد نزل على قلبك، كتابا جليلا، تحديت به الفصحاء والبلغاء، الأعداء الألداء، أن يأتوا بمثله، أو بسورة من مثله، فعجزوا غاية العجز، بل ولا حدثتهم أنفسهم بالمعارضة، لعلمهم ببلاغته وفصاحته، وأن كلام أحد من البشر، لا يبلغ أن يكون مجاريا له أو على منواله، ولهذا قال:

تفسير الآية 48 - سورة العنكبوت

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

وما كنت تتلو من قبله من كتاب : الآية رقم 48 من سورة العنكبوت

 سورة العنكبوت الآية رقم 48

وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب - مكتوبة

الآية 48 من سورة العنكبوت بالرسم العثماني


﴿ وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ  ﴾ [ العنكبوت: 48]


﴿ وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ﴾ [ العنكبوت: 48]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة العنكبوت Al-‘Ankabūt الآية رقم 48 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 48 من العنكبوت صوت mp3


تدبر الآية: وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب

أزاح الله عن رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام كل شبهة توصل إلى اتهامه؛ تنزيهًا لجناب رسوله، ورحمةً للناس ليؤمنوا بالحق الذي أرسل به.
مَن عرف حال رسول الله من القراءة والكتابة لم يشُكَّ في كون هذا الكتاب الذي جاء به هو من عند الله تعالى لا من عنده، بل حتى لو كان رسول الله كاتبًا، فإن أهل الإيمان لا يشكُّون بأن القرآن من عند الله.
في قوله تعالى: ﴿إذًا لارتاب المبطلون﴾ توجيهٌ لأهل الإسلام ألا يفعلوا شيئًا يجعل غيرهم من أهل الملل يرتاب في صحَّة هذا الدين، أو تشويه صورته.

ثم ساق- سبحانه - أبلغ الأدلة وأوضحها على أن هذا القرآن من عنده-تبارك وتعالى-، فقال: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ، وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ، إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ.
أى: أنت- أيها الرسول الكريم- ما كنت في يوم من الأيام قبل أن ننزل عليك هذا القرآن- تاليا لكتاب من الكتب، ولا عارفا للكتابة، ولو كنت ممن يعرف القراءة والكتابة، لارتاب المبطلون في شأنك، ولقالوا إنك نقلت هذا القرآن بخطك من كتب السابقين.
ومِنْ في قوله مِنْ كِتابٍ لتأكيد نفى كونه صلى الله عليه وسلم قارئا لأى كتاب من الكتب قبل نزول القرآن عليه.
وقوله: وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ لتأكيد نفى كونه صلى الله عليه وسلم يعرف الكتابة أو الخط.
قال الإمام ابن كثير: وهكذا صفته صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة، كما قال-تبارك وتعالى-:الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ، الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ.. وهكذا كان صلوات الله وسلامه عليه- إلى يوم القيامة، لا بحسن الكتابة، ولا يخط سطرا ولا حرفا بيده، بل كان له كتاب يكتبون بين يديه الوحى والرسائل إلى الأقاليم ...
» .
والمراد بالمبطلين، كل من شك في كون هذا القرآن من عند الله-تبارك وتعالى-، سواء أكان من مشركي مكة أم من غيرهم.
وسماهم- سبحانه - مبطلين، لأن ارتيابهم ظاهر بطلانه ومجانبته للحق، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد لبث فيهم قبل النبوة أربعين سنة، يعرفون حسبه ونسبه، ويعلمون حق العلم أنه أمى لا يعرف الكتابة والقراءة.
قوله تعالى : وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون .
فيه ثلاث مسائل :الأولى : قوله تعالى : وما كنت تتلو من قبله من كتاب الضمير في ( قبله ) عائد إلى الكتاب وهو القرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ; أي وما كنت يا محمد تقرأ قبله ولا تختلف إلى أهل الكتاب ; بل أنزلناه إليك في غاية الإعجاز والتضمين للغيوب وغير ذلك فلو كنت ممن يقرأ كتابا ويخط حروفا لارتاب المبطلون أي من أهل الكتاب وكان لهم في ارتيابهم متعلق ، وقالوا : الذي نجده في كتبنا أنه أمي لا يكتب ولا يقرأ ، وليس به .
قال مجاهد : كان أهل الكتاب يجدون في كتبهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم لا يخط ولا يقرأ ; فنزلت هذه الآية ; قال النحاس : دليلا على نبوته لقريش ; لأنه لا يقرأ ولا يكتب ولا يخالط أهل الكتاب ، ولم يكن بمكة أهل الكتاب فجاءهم بأخبار الأنبياء والأمم وزالت الريبة والشك .
الثانية : ذكر النقاش في تفسير هذه الآية عن الشعبي أنه قال : ما مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى كتب .
وأسند أيضا حديث أبي كبشة السلولي ; مضمنه : أنه صلى الله عليه وسلم قرأ صحيفة لعيينة بن حصن وأخبر بمعناها .
قال ابن عطية : وهذا كله ضعيف ، وقول الباجي رحمه الله منه .
قلت : وقع في صحيح مسلم من حديث البراء في صلح الحديبية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : اكتب الشرط بيننا : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله .
فقال له المشركون : لو نعلم أنك رسول الله تابعناك - وفي رواية : بايعناك - ولكن اكتب محمد بن عبد الله فأمر عليا أن يمحاها ، فقال علي : والله لا أمحاها .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرني مكانها فأراه فمحاها ، وكتب : ابن عبد الله [ ... .
الحديث
] قال علماؤنا رضي الله عنهم : وظاهر هذا أنه عليه السلام محا تلك الكلمة التي هي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وكتب مكانها : ابن عبد الله .
وقد رواه البخاري بأظهر من هذا فقال : فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب فكتب .
وزاد في طريق أخرى : ولا يحسن أن يكتب ، فقال جماعة بجواز هذا الظاهر عليه وأنه كتب بيده ، منهم السمناني وأبو ذر والباجي ، ورأوا أن ذلك غير قادح في كونه أميا ، ولا معارض بقوله : وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك ولا بقوله : إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب بل رأوه زيادة في معجزاته واستظهارا على صدقه وصحة رسالته ; وذلك أنه كتب من غير تعلم لكتابة ولا تعاط لأسبابها ، وإنما أجرى الله تعالى على يده وقلمه حركات كانت عنها خطوط مفهومها : ابن عبد الله لمن قرأها ، فكان ذلك خارقا للعادة ; كما أنه عليه السلام علم علم الأولين والآخرين من غير تعلم ولا اكتساب فكان ذلك أبلغ في معجزاته وأعظم في فضائله ولا يزول عنه اسم الأمي بذلك ; ولذلك قال الراوي عنه في هذه الحالة : ولا يحسن أن يكتب فبقي عليه اسم الأمي مع كونه قال : كتب .
قال شيخنا أبو العباس أحمد بن عمر : وقد أنكر هذا كثير من متفقهة الأندلس وغيرهم وشددوا النكير فيه ، ونسبوا قائله إلى الكفر وذلك دليل على عدم العلوم النظرية وعدم التوقف في تكفير المسلمين ولم يتفطنوا لأن تكفير المسلم كقتله على ما جاء عنه عليه السلام في الصحيح ، لا سيما رمي من شهد له أهل العصر بالعلم والفضل والإمامة ; على أن المسألة ليست قطعية بل مستندها ظواهر أخبار آحاد صحيحة غير أن العقل لا يحيلها وليس في الشريعة قاطع يحيل وقوعها .
قلت : وقال بعض المتأخرين : من قال : هي آية خارقة فيقال له : كانت تكون آية لا تنكر لولا أنها مناقضة لآية أخرى وهي كونه أميا لا يكتب ; وبكونه أميا في أمة أمية قامت الحجة وأفحم الجاحدون وانحسمت الشبهة فكيف يطلق الله تعالى يده فيكتب وتكون آية وإنما الآية ألا يكتب والمعجزات يستحيل أن يدفع بعضها بعضا وإنما معنى ( كتب وأخذ القلم ) أي أمر من يكتب به من كتابه وكان من كتبة الوحي بين يديه صلى الله عليه وسلم ستة وعشرون كاتبا .
الثالثة : ذكر القاضي عياض عن معاوية أنه كان يكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : ألق الدواة وحرف القلم وأقم الباء وفرق السين ولا تعور الميم وحسن ( الله ) ومد ( الرحمن ) وجود ( الرحيم ) قال القاضي : وهذا وإن لم تصح الرواية أنه صلى الله عليه وسلم كتب فلا يبعد أن يرزق علم هذا ويمنع القراءة والكتابة .
قلت : هذا هو الصحيح في الباب أنه ما كتب ولا حرفا واحدا وإنما أمر من يكتب وكذلك ما قرأ ولا تهجى .
فإن قيل : فقد تهجى النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر الدجال فقال : مكتوب بين عينيه ك ا ف ر وقلتم : إن المعجزة قائمة في كونه أميا ; قال الله تعالى : وما كنت تتلو من قبله من كتاب الآية وقال : إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب فكيف هذا ؟ فالجواب ما نص عليه صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة والحديث كالقرآن يفسر بعضه بعضا ، ففي حديث حذيفة يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب فقد نص في ذلك على غير الكاتب ممن يكون أميا وهذا من أوضح ما يكون جليا .


شرح المفردات و معاني الكلمات : تتلو , كتاب , تخطه , بيمينك , لارتاب , المبطلون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. ولا تطيعوا أمر المسرفين
  2. الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا
  3. فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين
  4. إن هو إلا ذكر للعالمين
  5. ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم
  6. وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة
  7. كتاب أنـزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب
  8. واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب
  9. وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم
  10. كلا إن الإنسان ليطغى

تحميل سورة العنكبوت mp3 :

سورة العنكبوت mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة العنكبوت

سورة العنكبوت بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة العنكبوت بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة العنكبوت بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة العنكبوت بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة العنكبوت بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة العنكبوت بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة العنكبوت بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة العنكبوت بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة العنكبوت بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة العنكبوت بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, April 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب