﴿ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾
[ الشورى: 5]

سورة : الشورى - Ash-Shūra  - الجزء : ( 25 )  -  الصفحة: ( 483 )

Nearly the heavens might rent asunder from above them (by His Majesty), and the angels glorify the praises of their Lord, and ask for forgiveness for those on the earth, verily, Allah is the Oft-Forgiving, the Most Merciful.


يتـفطّـرن : يتشقـّـقـْـنَ من عظمته تعالى و جلاله

تكاد السماوات يتشقَّقْنَ، كل واحدة فوق التي تليها؛ من عظمة الرحمن وجلاله تبارك وتعالى، والملائكة يسبحون بحمد ربهم، وينزهونه عما لا يليق به، ويسألون ربهم المغفرة لذنوب مَن في الأرض مِن أهل الإيمان به. ألا إن الله هو الغفور لذنوب مؤمني عباده، الرحيم بهم.

تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في - تفسير السعدي

{ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ } على عظمها وكونها جمادا، { وَالْمَلَائِكَةِ } الكرام المقربون خاضعون لعظمته، مستكينون لعزته، مذعنون بربوبيته.
{ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } ويعظمونه عن كل نقص، ويصفونه بكل كمال، { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ } عما يصدر منهم، مما لا يليق بعظمة ربهم وكبريائه، مع أنه تعالى هو { الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الذي لولا مغفرته ورحمته، لعاجل الخلق بالعقوبة المستأصلة.وفي وصفه تعالى بهذه الأوصاف، بعد أن ذكر أنه أوحى إلى الرسل كلهم عموما، وإلى محمد - صلى الله عليهم أجمعين- خصوصا، إشارة إلى أن هذا القرآن الكريم، فيه من الأدلة والبراهين، والآيات الدالة على كمال الباري تعالى، ووصفه بهذه الأسماء العظيمة الموجبة لامتلاء القلوب من معرفته ومحبته وتعظيمه وإجلاله وإكرامه، وصرف جميع أنواع العبودية الظاهرة والباطنة له تعالى، وأن من أكبر الظلم وأفحش القول، اتخاذ أنداد للّه من دونه، ليس بيدهم نفع ولا ضرر، بل هم مخلوقون مفتقرون إلى الله في جميع أحوالهم.

تفسير الآية 5 - سورة الشورى

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون : الآية رقم 5 من سورة الشورى

 سورة الشورى الآية رقم 5

تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في - مكتوبة

الآية 5 من سورة الشورى بالرسم العثماني


﴿ تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّۚ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ  ﴾ [ الشورى: 5]


﴿ تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم ﴾ [ الشورى: 5]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الشورى Ash-Shūra الآية رقم 5 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 5 من الشورى صوت mp3


تدبر الآية: تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في

هذه السماواتُ العظيمة في بنيانها، المتينةُ في عليائها، تكاد تتقطَّع تعظيمًا لله وتوقيرًا لجلاله، فـ ﴿ما لَكُم لا تَرجُونَ لله وَقارًا﴾ ؟! أمَّا الملائكةُ فعلموا مقامَ ربِّهم ذي الكبرياء والجبَروت، فخافوه وخشُوه، وأمَّا أهل الأرض فكثيرٌ منهم ما قدَروا الله حقَّ قَدْره! لولا رحمةُ الله وعفوُه لأهلكَت العبادَ معاصيهم، ولكنَّ الله يؤخِّر عقوبتهم حتى يَفيئوا إلى هديه، ويرجِعوا إلى صِراطه وشرعه.

ثم بين- سبحانه - بعض مظاهر علو شأنه وكمال عظمته وجلاله فقال: تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ.
والفعل تَكادُ مضارع «كاد» الذي هو من أفعال المقاربة.
وقوله يَتَفَطَّرْنَ أى: يتشققن.
والضمير في قوله-تبارك وتعالى-: مِنْ فَوْقِهِنَّ يعود إلى السموات، باعتبار أن كل سماء تنفطر فوق التي تليها.
وهذا التفطر سببه الخشية من الله-تبارك وتعالى-، والخوف من جلاله وعظمته فيكون المعنى:تكاد السموات يتشققن فيسقطن مع عظمهن مِنْ فَوْقِهِنَّ أى: من أعلاهن، خشية ورهبة من عظمته- عز وجل -، كما قال-تبارك وتعالى- وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ.
يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ويصح أن يكون هذا التفطر سببه، شدة الفرية التي افتراها المشركون على الله-تبارك وتعالى- حيث زعموا أن لله ولدا، كما قال سبحانه-: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا.
تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا.
أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً.
وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً.
قال صاحب الكشاف: فإن قلت: لم قال: مِنْ فَوْقِهِنَّ؟ قلت: لأن أعظم الآيات وأدلها على الجلال والعظمة: فوق السموات، وهي: العرش، والكرسي، وصفوف الملائكة، المرتجة بالتسبيح والتقديس حول العرش، وما لا يعلم كنهه إلا الله-تبارك وتعالى- من آثار ملكوته العظمى، فلذا قال: يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ أى: يبتدئ الانفطار من جهتهن الفوقانية.
أو لأن كلمة الكفر جاءت من الذين تحت السموات.
فكان القياس أن يقال: من تحتهن، من الجهة التي جاءت منها الكلمة، ولكنه بولغ في ذلك فجعلت مؤثرة في جهة الفوق.
كأنه قيل:يكدن يتفطرن من الجهة التي فوقهن، على الجهة التي تحتهن .
وقوله-تبارك وتعالى-: وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ مؤكد لما قبله من بيان علو شأنه- عز وجل -، وسمو عظمته وجلاله.
أى: والملائكة ينزهون ربهم-تبارك وتعالى- عن كل ما لا يليق بجلاله وكماله، خوفا منه- سبحانه -، ورهبة لذاته.
وقوله: وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ معطوف على يُسَبِّحُونَ.
والمراد بمن في الأرض: المؤمنون بصفة خاصة، لأنهم هم الذين يستحقون ذلك، كما قال-تبارك وتعالى- في آية أخرى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ، وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا.
أى: أن الملائكة ينزهون الله-تبارك وتعالى- عما لا يليق به.
ويطلبون للمؤمنين من أهل الأرض عفو الله-تبارك وتعالى- ورحمته وغفرانه.
وقوله: أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ تذييل قصد به الثناء على الله-تبارك وتعالى- بما هو أهله.
أى: ألا إن الله-تبارك وتعالى- وحده، هو الواسع المغفرة والرحمة لمن يشاء من عباده، لا يمنعه من ذلك مانع، ولا يحاسبه على ما يفعل محاسب.
قوله تعالى : تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم .
قوله تعالى : تكاد السماوات قراءة العامة بالتاء .
وقرأ نافع وابن وثاب والكسائي بالياء .
( يتفطرن ) قرأ نافع وغيره بالياء والتاء والتشديد في الطاء ، وهي قراءة العامة .
وقرأ أبو عمرو وأبو بكر والمفضل وأبو عبيد ( ينفطرن ) من الانفطار ، كقوله تعالى : إذا السماء انفطرت وقد مضى في سورة ( مريم ) بيان هذا .
وقال ابن عباس : تكاد السماوات يتفطرن أي : تكاد كل واحدة منها تنفطر فوق التي تليها ، من قول المشركين : اتخذ الله ولدا .
وقال الضحاك والسدي : يتفطرن أي : يتشققن من عظمة الله وجلاله فوقهن .
وقيل : فوقهن : فوق الأرضين من خشية الله لو كن مما يعقل .
قوله تعالى : والملائكة يسبحون بحمد ربهم أي ينزهونه عما لا يجوز في وصفه ، وما لا يليق بجلاله .
وقيل : يتعجبون من جرأة المشركين ، فيذكر التسبيح في موضع التعجب .
وعن علي - رضي الله عنه - : أن تسبيحهم تعجب مما يرون من تعرضهم لسخط الله .
وقال ابن عباس : تسبيحهم خضوع لما يرون من عظمة الله .
ومعنى بحمد ربهم : بأمر ربهم ، قاله السدي .
ويستغفرون لمن في الأرض قال الضحاك : لمن في الأرض من المؤمنين ، وقاله السدي .
بيانه في سورة غافر : ويستغفرون للذين آمنوا .
وعلى هذا تكون الملائكة هنا حملة العرش .
وقيل : جميع ملائكة السماء ، وهو الظاهر من قول الكلبي .
وقال وهب بن منبه : هو منسوخ بقوله : ويستغفرون للذين آمنوا قال المهدوي : والصحيح أنه ليس بمنسوخ ; لأنه خبر ، وهو خاص للمؤمنين .
وقال أبو الحسن الماوردي عن الكلبي : إن الملائكة لما رأت الملكين اللذين اختبرا وبعثا إلى الأرض ليحكما بينهم ، فافتتنا بالزهرة وهربا إلى إدريس - وهو جد أبي نوح عليهما السلام - وسألاه أن يدعو لهما ، سبحت الملائكة بحمد ربهم واستغفرت لبني آدم .
قال أبو الحسن بن الحصار : وقد ظن بعض من جهل أن هذه الآية بسبب هاروت وماروت ، وأنها منسوخة بالآية التي في المؤمن ، وما علموا أن حملة العرش مخصوصون بالاستغفار للمؤمنين خاصة ، ولله ملائكة أخر يستغفرون لمن في الأرض .
الماوردي : وفي استغفارهم لهم قولان : أحدهما : من الذنوب والخطايا ، وهو ظاهر قول مقاتل .
الثاني : أنه طلب الرزق لهم والسعة عليهم ، قاله الكلبي .
قلت : وهو أظهر ، لأن الأرض تعم الكافر وغيره ، وعلى قول مقاتل لا يدخل فيه الكافر .
وقد روي في هذا الباب خبر رواه عاصم الأحول عن أبي عثمان عن سلمان قال : إن العبد إذا كان يذكر الله في السراء فنزلت به الضراء قالت الملائكة : صوت معروف من آدمي ضعيف ، كان يذكر الله تعالى في السراء فنزلت به الضراء ، فيستغفرون له .
فإذا كان لا يذكر الله في السراء فنزلت به الضراء قالت الملائكة : صوت منكر من آدمي كان لا يذكر الله في السراء فنزلت به الضراء فلا يستغفرون الله له .
وهذا يدل على أن الآية في الذاكر لله تعالى في السراء والضراء ، فهي خاصة ببعض من في الأرض من المؤمنين .
والله أعلم .
ويحتمل أن يقصدوا بالاستغفار طلب الحلم والغفران في قوله تعالى : إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا إلى أن قال : إنه كان حليما غفورا ، وقوله تعالى : وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم .
والمراد الحلم عنهم وألا يعاجلهم بالانتقام ، فيكون عاما ، قاله الزمخشري .
وقال مطرف : وجدنا أنصح عباد الله لعباد الله الملائكة ، ووجدنا أغشى عباد الله لعباد الله الشياطين .
وقد تقدم .
ألا إن الله هو الغفور الرحيم قال بعض العلماء : هيب وعظم - جل وعز - في الابتداء ، وألطف وبشر في الانتهاء .


شرح المفردات و معاني الكلمات : تكاد , السماوات , يتفطرن , فوقهن , الملائكة , يسبحون , بحمد , يستغفرون , الأرض , الله , الغفور , الرحيم ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير
  2. ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي
  3. وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون
  4. ما لكم كيف تحكمون
  5. إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون
  6. يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا
  7. وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا
  8. ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم
  9. إنها لإحدى الكبر
  10. فبأي آلاء ربكما تكذبان

تحميل سورة الشورى mp3 :

سورة الشورى mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الشورى

سورة الشورى بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الشورى بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الشورى بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الشورى بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الشورى بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الشورى بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الشورى بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الشورى بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الشورى بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الشورى بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, March 28, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب