﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾
[ الفاتحة: 6]

سورة : الفاتحة - Al-Fātiḥah  - الجزء : ( 1 )  -  الصفحة: ( 1 )

Guide us to the Straight Way


اهدنا الصّراط المستقيم : وفّقنا للثّبات على الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه وهو الإسلام

دُلَّنا، وأرشدنا، ووفقنا إلى الطريق المستقيم، وثبتنا عليه حتى نلقاك، وهو الإسلام، الذي هو الطريق الواضح الموصل إلى رضوان الله وإلى جنته، الذي دلّ عليه خاتم رسله وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، فلا سبيل إلى سعادة العبد إلا بالاستقامة عليه.

اهدنا الصراط المستقيم - تفسير السعدي

ثم قال تعالى: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }- أي: دلنا وأرشدنا, ووفقنا للصراط المستقيم, وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله, وإلى جنته, وهو معرفة الحق والعمل به, فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط.
فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام, وترك ما سواه من الأديان, والهداية في الصراط, تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا.
فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته, لضرورته إلى ذلك.

تفسير الآية 6 - سورة الفاتحة

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

اهدنا الصراط المستقيم : الآية رقم 6 من سورة الفاتحة

 سورة الفاتحة الآية رقم 6

اهدنا الصراط المستقيم - مكتوبة

الآية 6 من سورة الفاتحة بالرسم العثماني


﴿ ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ  ﴾ [ الفاتحة: 6]


﴿ اهدنا الصراط المستقيم ﴾ [ الفاتحة: 6]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الفاتحة Al-Fātiḥah الآية رقم 6 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 6 من الفاتحة صوت mp3


تدبر الآية: اهدنا الصراط المستقيم

الهداية أعظمُ مطلوب، وأجلُّ مرغوب، فاجعَل وسيلتَك إلى طلبِها من مَولاك: توحيدَه وإخلاصَ عبادته، وتمجيدَه والثناء عليه.
لا نجاةَ إلا بالاهتداء إلى الصِّراط القويم، والتزام الشَّرع المستقيم، ومَن فاته الهُدى تقلَّب بين المغضوب عليهم والضالِّين، فما أشدَّ حاجتَنا إلى هداية أرحم الراحمين! الطريق الموصلُ إلى الله واحدٌ مقصود، وما سواه مغلقٌ مسدود، فلا تقرَع سوى بابِه، ولا تسترشد بغير رسُله وكتابِه.
الصِّراط المستقيم طريق وسَطٌ عَدلٌ لا إفراطَ فيه ولا تفريط، في العقائد والأحكام والأخلاق والآداب، فاتَّخذه منهجًا في شؤون حياتك، واطلُبه كلَّ صلاةٍ من خالقك.
وَقعُ أقدامك على الصِّراط في الدنيا يحكي وَقعَ أقدامك على الصِّراط في الآخرة، فانظر أين تضعُ قدميك هنا، فإنَّك ستضعُهما هنالك.

ثم بين - سبحانه - أن أفضل شيء يطلبه العبد من ربه، إنما هو هدايته إلى الطريق الذى يوصل إلى أسمى الغايات، وأعظم المقاصد، فقال - تعالى -: ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ ٱلضَّآلِّينَ .
والهداية: هي الإِرشاد والدلالة بلطف على ما يوصل إلى البغية، وتسند الهداية إلى الله وإلى النبي وإلى القرآن، وقد يراد منها الإِيصال إلى ما فيه خير، وهي بهذا المعنى لا تضاف إلى الله - تعالى -.
قال أبو حيان في البحر ما ملخصه: وقد تأتي بمعنى التبيين كما في قوله - تعالى - وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ أي بينا لهم طريق الخير.
أو بمعنى الإِلهام كما في قوله تعالى: قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يٰمُوسَىٰ قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ قال المفسرون معناه: ألهم الحيوانات كلها إلى منافعها، أو بمعنى الدعاء كما في قوله تعالى: وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ أي: داع.
والأصل في هدى أن يصل إلى ثاني معموليه باللام كما في قوله تعالى: إِنَّ هَٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ أو بإلى كما في قوله تعالى: وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ثم يتسع فيه فيعدى إليه بنفسه ومنه: ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ .
والصراط: الجادة والطريق، من سَرط الشيء إذا ابتلعه، وسمى الطريق بذلك لأنه يبتلع المارين فيه، وتبدل سينه صاد على لغة قريش.
والمستقيم: المعتدل الذي لا اعوجاج فيه.
وأنعمت عليهم: النعمة لين العيش وخفضه، ونعم الله كثيرة لا تحصى.
غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم الغضب هيجان النفس وثورتها، عند الميل إلى الانتقام، وهو ضد الرضا.
وإذا أسند إلى الله فسر بمعنى إرادة الانتقام أو بمعنى الانتقام نفسه.
والموافق لمذهب السلف أن يقال: هو صفة له - تعالى - لائقة بجلاله لا نعلم حقيقتها مجردة عن اللوازم البشرية وإنما نعرف أثرها وهو الانتقام من العصاة، وإنزال العقوبة بهم.
والمعنى: اهدنا يا ربنا إلى طريقك المستقيم، الذى يوصلنا إلى سعادة الدنيا والآخرة، ويجعلنا مع الذين أنعمت عليهم من خلقك، وجنبنا يا مولانا طريق الذين غضبت عليهم من الأمم السابقة أو الأجيال اللاحقة بسبب سوء أعمالهم وطريق الذين هاموا في الضلالات، فانحرفوا عن القصد، وحق عليهم العذاب.
وفي هذا الدعاء أسمى ألوان الأدب، لأن هذا الدعاء قد تضرع به المؤمنون إلى خالقهم بعد أن اعترفوا له - سبحانه - قبل ذلك بأنه هو المستحق لجميع المحامد، وأنه هو رب العالمين، والمتصرف في أحوالهم يوم الدين.
قال الإِمام ابن كثير: وهذا أكمل أحوال السائل.
أن يمدح مسئوله ثم يسأل حاجته وحاجة إخوانه المؤمنين بقوله: ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ لأنه أنجح للحاجة، وأنجع للإِجابة، ولهذا أرشدنا الله إليه لأنه الأكمل.
وقد تكلم المفسرون كلاماً كثيراً عن المراد بالصراط المستقيم الذي جعل الله طلب الهداية إليه في هذا السورة أول دعوة علمها لعباده.
والذي نراه: أن أجمع الأقوال في ذلك أن المراد بالصراط المستقيم، هو ما جاء به الإِسلام من عقائد وآداب وأحكام، توصل الناس متى اتبعوها إلى سعادة الدنيا والآخرة، فإن طريق السلام هو الطريق الذي ختم الله به الرسالات السماوية، وجعل القرآن دستوره الشامل، ووكل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمر تبليغه وبيانه.
وقد ورد فى الأحاديث النبوية ما يؤيد هذا القول، ومن ذلك ما أخرجه الإِمام أحمد في مسنده، عن النواس بن سمعان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تعوجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإِنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال له: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، فالصراط الإِسلام، والسوران حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، وذلك الداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم ".
والمراد بقوله - تعالى - ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ أي: ثبتنا عليه، واجعلنا من المداومين على السير في سبيله، فإن العبد مفتقر إلى الله في كل وقت لكي يثبته على الهداية، ويزيده منها، ويعينه عليها.
وقد أمر سبحانه المؤمنين أن يقولوا: رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ وجملة صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ بدل من الصراط المستقيم.
ولم يقل: اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم مستغنياً عن ذكر الصراط المستقيم، ليدل أن صراط هؤلاء المنعم عليهم هو الصراط المستقيم.
قوله تعالى : اهدنا الصراط المستقيم اهدنا : دعاء ورغبة من المربوب إلى الرب ، والمعنى : دلنا على الصراط المستقيم وأرشدنا إليه ، وأرنا طريق هدايتك الموصلة إلى أنسك وقربك .
قال بعض العلماء : فجعل الله جل وعز عظم الدعاء وجملته موضوعا في هذه السورة ، نصفها فيه مجمع الثناء ، ونصفها فيه مجمع الحاجات ، وجعل هذا الدعاء الذي في هذه السورة أفضل من الذي يدعو به [ الداعي ] لأن هذا الكلام قد تكلم به رب العالمين ، فأنت تدعو بدعاء هو كلامه الذي تكلم به ; وفي الحديث : ليس شيء أكرم على الله من الدعاء .
وقيل المعنى : أرشدنا باستعمال السنن في أداء فرائضك ; وقيل : الأصل فيه الإمالة ; ومنه قوله تعالى : إنا هدنا إليك أي ملنا ; وخرج عليه السلام في مرضه يتهادى بين اثنين ; أي يتمايل .
ومنه الهدية ; لأنها تمال من ملك إلى ملك .
ومنه الهدي للحيوان الذي يساق إلى الحرم ; فالمعنى مل بقلوبنا إلى الحق .
وقال الفضيل بن عياض : الصراط المستقيم طريق الحج ، وهذا خاص والعموم أولى .
قال محمد بن الحنفية في قوله عز وجل اهدنا الصراط المستقيم : هو دين الله الذي لا يقبل من العباد غيره .
وقال عاصم الأحول عن أبي العالية : الصراط المستقيم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه من بعده .
قال عاصم فقلت للحسن : إن أبا العالية يقول : الصراط المستقيم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه ، قال : صدق ونصح .
أصل الصراط في كلام العرب الطريق ; قال عامر بن الطفيل :شحنا أرضهم بالخيل حتى تركناهم أذل من الصراطوقال جرير :أمير المؤمنين على صراط إذا اعوج الموارد مستقيموقال آخر :فصد عن نهج الصراط الواضحوحكى النقاش : الصراط الطريق بلغة الروم ; فقال ابن عطية : وهذا ضعيف جدا .
وقرئ : السراط ( بالسين ) من الاستراط بمعنى الابتلاع ; كأن الطريق يسترط من يسلكه .
وقرئ بين الزاي والصاد .
وقرئ بزاي خالصة والسين الأصل .
وحكى سلمة عن الفراء قال : الزراط بإخلاص الزاي لغة لعذرة وكلب وبني القين ، قال : وهؤلاء يقولون [ في أصدق ] : أزدق .
وقد قالوا الأزد والأسد ولسق به ولصق به .
و الصراط نصب على المفعول الثاني ; لأن الفعل من الهداية يتعدى إلى المفعول الثاني بحرف جر ; قال الله تعالى : فاهدوهم إلى صراط الجحيم .
.
وبغير حرف كما في هذه الآية .
المستقيم صفة ل الصراط وهو الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف ; ومنه قوله تعالى : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وأصله مستقوم ، نقلت الحركة إلى القاف وانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها .


شرح المفردات و معاني الكلمات : اهدنا , الصراط , المستقيم , الصراط+المستقيم ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. وينقلب إلى أهله مسرورا
  2. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس
  3. جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين
  4. إن جهنم كانت مرصادا
  5. قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله ياأولي الألباب لعلكم تفلحون
  6. فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح
  7. هل في ذلك قسم لذي حجر
  8. إنا أنـزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون
  9. فبأي آلاء ربكما تكذبان
  10. والنجم والشجر يسجدان

تحميل سورة الفاتحة mp3 :

سورة الفاتحة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الفاتحة

سورة الفاتحة بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الفاتحة بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الفاتحة بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الفاتحة بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الفاتحة بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الفاتحة بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الفاتحة بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الفاتحة بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الفاتحة بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الفاتحة بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, April 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب