﴿ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾
[ الأنفال: 66]

سورة : الأنفال - Al-Anfāl  - الجزء : ( 10 )  -  الصفحة: ( 185 )

Now Allah has lightened your (task), for He knows that there is weakness in you. So if there are of you a hundred steadfast persons, they shall overcome two hundred, and if there are a thousand of you, they shall overcome two thousand with the Leave of Allah. And Allah is with As-Sabirin (the patient ones, etc.).


الآن خفف الله عنكم أيها المؤمنون لما فيكم من الضعف، فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين من الكافرين، وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين منهم بإذن الله تعالى. والله مع الصابرين بتأييده ونصره.

الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة - تفسير السعدي

ثم إن هذا الحكم خففه اللّه على العباد فقال‏:‏ ‏{‏الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا‏}‏ فلذلك اقتضت رحمته وحكمته التخفيف،‏.‏ ‏{‏فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ‏}‏ بعونه وتأييده‏.‏ وهذه الآيات صورتها صورة الإخبار عن المؤمنين، بأنهم إذا بلغوا هذا المقدار المعين يغلبون ذلك المقدار المعين في مقابلته من الكفار، وأن اللّه يمتن عليهم بما جعل فيهم من الشجاعة الإيمانية‏.‏ ولكن معناها وحقيقتها الأمر وأن اللّه أمر المؤمنين ـ في أول الأمر ـ أن الواحد لا يجوز له أن يفر من العشرة، والعشرة من المائة، والمائة من الألف‏.‏ ثم إن اللّه خفف ذلك، فصار لا يجوز فرار المسلمين من مثليهم من الكفار، فإن زادوا على مثليهم جاز لهم الفرار، ولكن يرد على هذا أمران‏:‏‏.‏ أحدهما‏:‏ أنها بصورة الخبر، والأصل في الخبر أن يكون على بابه، وأن المقصود بذلك الامتنان والإخبار بالواقع‏.‏‏.‏ والثاني‏:‏ تقييد ذلك العدد أن يكونوا صابرين بأن يكونوا متدربين على الصبر‏.‏ ومفهوم هذا أنهم إذا لم يكونوا صابرين، فإنه يجوز لهم الفرار، ولو أقل من مثليهم ‏[‏إذا غلب على ظنهم الضرر‏]‏ كما تقتضيه الحكمة الإلهية‏.‏ ويجاب عن الأول بأن قوله‏:‏ ‏{‏الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ‏}‏ إلى آخرها، دليل على أن هذا أمر لازم وأمر محتم، ثم إن اللّه خففه إلى ذلك العدد،‏.‏ فهذا ظاهر في أنه أمر، وإن كان في صيغة الخبر‏.‏‏.‏ وقد يقال‏:‏ إن في إتيانه بلفظ الخبر، نكتة بديعة لا توجد فيه إذا كان بلفظ الأمر،‏.‏وهي تقوية قلوب المؤمنين، والبشارة بأنهم سيغلبون الكافرين‏.‏‏.‏ ويجاب عن الثاني‏:‏ أن المقصود بتقييد ذلك بالصابرين، أنه حث على الصبر، وأنه ينبغي منكم أن تفعلوا الأسباب الموجبة لذلك‏[‏فإذا فعلوها صارت الأسباب الإيمانية والأسباب المادية مبشرة بحصول ما أخبر اللّه به من النصر لهذا العدد القليل‏]‏

تفسير الآية 66 - سورة الأنفال

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم : الآية رقم 66 من سورة الأنفال

 سورة الأنفال الآية رقم 66

الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة - مكتوبة

الآية 66 من سورة الأنفال بالرسم العثماني


﴿ ٱلۡـَٰٔنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمۡ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمۡ ضَعۡفٗاۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ صَابِرَةٞ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمۡ أَلۡفٞ يَغۡلِبُوٓاْ أَلۡفَيۡنِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ  ﴾ [ الأنفال: 66]


﴿ الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ﴾ [ الأنفال: 66]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الأنفال Al-Anfāl الآية رقم 66 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 66 من الأنفال صوت mp3


تدبر الآية: الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة

ما أهونَ شأنَ الكفَّار في القتال لو استكمل المسلمون عُدَّة الإيمان! إن الغلبة لا تكون إلا بإذن الله، فليَركَن الإنسانُ إلى ربِّه إن أراد النصر والظفَر.
معيَّة الله تعالى المقتضيةُ للنصر جائزةُ اللهِ لعباده المؤمنين الصابرين.

ثم حكى- سبحانه - بعض مظاهر فضله على المؤمنين ورحمته بهم فقال: الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً، فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ، وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ...
وقوله ضَعْفاً قرأه بعضهم بفتح الضاد، وقرأه آخرون بضمها، وهما بمعنى واحد عند الجمهور، والمراد به الضعف في البدن.
وقيل الضعف- بالفتح - يكون في الرأى والعقل، وبالضم يكون في البدن.
والمعنى: لقد فرضنا عليكم- أيها المؤمنون- أول الأمر أن يثبت الواحد منكم أمام عشرة من الكافرين.. والآن وبعد أن شق عليكم الاستمرار على ذلك، ولم تبق هناك ضرورة لدوام هذا الحكم لكثرة عددكم.. شرعنا لكم التخفيف رحمة بكم، ورعاية لأحوالكم، فأوجبنا عليكم أن يثبت الواحد منكم أمام اثنين من أعدائكم بدلا من عشرة، وبشرناكم بأنه إن يوجد منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين من أعدائكم، وإن يوجد منكم ألف يغلبوا ألفين منهم بإذن الله وتيسيره وتأييده.
وقوله: وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ تذييل مقرر لمضمون ما قبله.
أى: والله-تبارك وتعالى- مع الصابرين بتأييده ورعايته ونصره، فاحرصوا على أن تكونوا من المؤمنين الصادقين لتنالوا منه- سبحانه - ما يسعدكم في دنياكم وآخرتكم.
هذا، ومن العلماء من يرى أن هذه الآية قد نسخت الآية السابقة عليها، ومنهم من يرى غير ذلك.
قال الآلوسى: قوله: إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ.. شرط في معنى الأمر بمصابرة الواحد العشرة، والوعد بأنهم إن صبروا غلبوا- بعون الله وتأييده- فالجملة خبرية لفظا إنشائية معنى.
والمعنى: ليصبرن الواحد لعشرة وليست بخبر محض ...
وقوله: الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ.. أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس- رضى الله عنهما- قال: لما نزلت إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ.. شق ذلك على المسلمين إذ فرض عليهم أن لا يفر واحد من عشرة فجاء التخفيف وهل يعد ذلك نسخا أولا؟ قولان: اختار بعضهم الثاني منهما وقال: إن الآية مخففة، ونظير ذلك التخفيف على المسافر بالفطر.
وذهب الجمهور إلى الأول، وقالوا: إن الآية الثانية ناسخة للأولى.
وقال بعض العلماء:فرض الله على المؤمنين أول الأمر ألا يفر الواحد من المؤمنين من العشرة من الكفار، وكان ذلك في وسعهم، فأعز الله بهم الدين على قلتهم، وخذل بأيديهم المشركين على كثرتهم، وكانت السرايا تهزم من المشركين أكثر من عشر أمثالها تأييدا من الله لدينه.
ولما شق على المؤمنين الاستمرار على ذلك، وضعفوا عن تحمله، ولم تبق ضرورة لدوام هذا الحكم لكثرة عدد المسلمين ممن دخلوا في دين الله أفواجا نزل التخفيف، ففرض على الواحد الثبات للاثنين من الكفار، ورخص له في الفرار إذا كان العدو أكثر من اثنين.
وهو رخصة كالفطر للمسافر، وذهب الجمهور إلى أنه نسخ» .
وقال الشيخ القاسمى: إن قيل: إن كفاية عشرين لمائتين تغنى عن كفاية مائة لألف.
وكفاية مائة لمائتين تغنى عن كفاية ألف لألفين، لما تقرر من وجوب ثبات الواحد للعشرة في الأولى، وثبات الواحد للاثنين في الثانية فما سر هذا التكرير؟أجيب: بأن سره كون كل عدة بتأييد القليل على الكثير لزيادة التقرير المفيد لزيادة الاطمئنان، والدلالة على أن الحال مع القلة والكثرة واحدة لا تتفاوت، فإن العشرين قد لا تغلب المائتين، وتغلب المائة الألف، وأما الترتيب في المكرر فعلى ذكر الأقل ثم الأكثر على الترتيب الطبيعي.
وقيل في سر ذلك: إنه بشارة للمسلمين بأن جنود الإسلام سيجاوز عددهم العشرات والمئات إلى الألوف.
ثم قال: وقال في البحر: انظر إلى فصاحة هذا الكلام، حيث أثبت في الشرطية الأولى قيد الصبر، وحذف نظيره من الثانية، وأثبت في الثانية قيد كونهم من الكفرة، وحذفه من الأولى، ولما كان الصبر شديد المطلوبية أثبت في أولى جملتي التخفيف وحذف من الثانية لدلالة السابقة عليه، ثم ختمت بقوله: وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ مبالغة في شدة المطلوبية، وإشارة إلى تأييدهم، وأنهم منصورون حتما، لأن من كان الله معه لا يغلب ...
» .
وبعد هذا الحديث المستفيض عن القتال في سبيل الله.. عقب- سبحانه - ذلك بالحديث عن بعض الأحكام التي تتعلق بالأسرى بمناسبة ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع أسرى غزوة بدر من الكافرين، فقال-تبارك وتعالى-:
ثم إنه جاء التخفيف فقال : الآن خفف الله عنكمقرأ أبو توبة إلى قوله : مائة صابرة يغلبوا مائتين .
قال : فلما خفف الله تعالى عنهم من العدد نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم .
وقال ابن العربي : قال قوم إن هذا كان يوم بدر ونسخ .
وهذا خطأ من قائله .
ولم ينقل قط أن المشركين صافوا المسلمين عليها ، ولكن الباري جل وعز فرض ذلك عليهم أولا ، وعلق ذلك بأنكم تفقهون ما تقاتلون عليه ، وهو الثواب .
وهم لا يعلمون ما يقاتلون عليه .
قلت : وحديث ابن عباس يدل على أن ذلك فرض .
ثم لما شق ذلك عليهم حط الفرض إلى ثبوت الواحد للاثنين ، فخفف عنهم وكتب عليهم ألا يفر مائة من مائتين ، فهو على هذا القول تخفيف لا نسخ .
وهذا حسن .
وقد ذكر القاضي ابن الطيب أن الحكم إذا نسخ بعضه أو بعض أوصافه ، أو غير عدده فجائز أن يقال إنه نسخ ، لأنه حينئذ ليس بالأول ، بل هو غيره .
وذكر في ذلك خلافا .


شرح المفردات و معاني الكلمات : الآن , خفف , الله , وعلم , فيكم , ضعفا , مائة , صابرة , يغلبوا , مائتين , ألف , يغلبوا , ألفين , الله , الصابرين ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون
  2. عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا
  3. الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في
  4. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم
  5. فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم
  6. وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت
  7. ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى
  8. والعصر
  9. فكيف كان عذابي ونذر
  10. ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين

تحميل سورة الأنفال mp3 :

سورة الأنفال mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنفال

سورة الأنفال بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأنفال بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأنفال بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأنفال بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأنفال بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأنفال بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأنفال بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأنفال بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأنفال بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأنفال بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, April 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب