﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾
[ البقرة: 74]
سورة : البقرة - Al-Baqarah
- الجزء : ( 1 )
-
الصفحة: ( 11 )
Then, after that, your hearts were hardened and became as stones or even worse in hardness. And indeed, there are stones out of which rivers gush forth, and indeed, there are of them (stones) which split asunder so that water flows from them, and indeed, there are of them (stones) which fall down for fear of Allah. And Allah is not unaware of what you do.
يتفجّر : بتفتّح بسعة و كثرة
يشّقق : يتصدّع بطول أو بعرضولكنكم لم تنتفعوا بذلك؛ إذ بعد كل هذه المعجزات الخارقة اشتدت قلوبكم وغلظت، فلم يَنْفُذ إليها خير، ولم تَلِنْ أمام الآيات الباهرة التي أريتكموها، حتى صارت قلوبكم مثل الحجارة الصمَّاء، بل هي أشد منها غلظة؛ لأن من الحجارة ما يتسع وينفرج حتى تنصبَّ منه المياه صبًا، فتصير أنهارًا جاريةً، ومن الحجارة ما يتصدع فينشق، فتخرج منه العيون والينابيع، ومن الحجارة ما يسقط من أعالي الجبال مِن خشية الله تعالى وتعظيمه. وما الله بغافل عما تعملون.
ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن - تفسير السعدي
{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ }- أي: اشتدت وغلظت, فلم تؤثر فيها الموعظة، { مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ }- أي: من بعد ما أنعم عليكم بالنعم العظيمة وأراكم الآيات، ولم يكن ينبغي أن تقسو قلوبكم, لأن ما شاهدتم, مما يوجب رقة القلب وانقياده، ثم وصف قسوتها بأنها { كَالْحِجَارَةِ } التي هي أشد قسوة من الحديد، لأن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار, ذاب بخلاف الأحجار.
وقوله: { أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً }- أي: إنها لا تقصر عن قساوة الأحجار، وليست " أو " بمعنى " بل " ثم ذكر فضيلة الأحجار على قلوبهم، فقال: { وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ } فبهذه الأمور فضلت قلوبكم.
ثم توعدهم تعالى أشد الوعيد فقال: { وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } بل هو عالم بها حافظ لصغيرها وكبيرها, وسيجازيكم على ذلك أتم الجزاء وأوفاه.
واعلم أن كثيرا من المفسرين رحمهم الله, قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل, ونزلوا عليها الآيات القرآنية, وجعلوها تفسيرا لكتاب الله, محتجين بقوله صلى الله عليه وسلم: " حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " والذي أرى أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجه تكون مفردة غير مقرونة, ولا منزلة على كتاب الله, فإنه لا يجوز جعلها تفسيرا لكتاب الله قطعا إذا لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن مرتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم: " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم " فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكا فيها, وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به والقطع بألفاظه ومعانيه، فلا يجوز أن تجعل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة, التي يغلب على الظن كذبها أو كذب أكثرها, معاني لكتاب الله, مقطوعا بها ولا يستريب بهذا أحد، ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل، والله الموفق.
تفسير الآية 74 - سورة البقرة
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي : الآية رقم 74 من سورة البقرة
ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن - مكتوبة
الآية 74 من سورة البقرة بالرسم العثماني
﴿ ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [ البقرة: 74]
﴿ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون ﴾ [ البقرة: 74]
تحميل الآية 74 من البقرة صوت mp3
تدبر الآية: ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن
في مَعرِض الحديث عن العيوب الظاهرة ذُكِرت قساوة القلب؛ تنبيهًا على أنها من العيوب، بل إن من أقبح العَيب، ما صدَّ عن عالم الغَيب.
هذه الحجارة على قساوتها تتصدَّع فينبثِقُ منها الماء، وتسقط من أعالي الجبال خشيةً لله، أمَّا القلوب الغُلف فلا تتأثَّر بكلام الله ولا يُرجى منها خير، فبئسَ مَن كان الجماد أشدَّ استجابةً لله منه.
تنبَّه إلى شدَّة التهديد والوعيد في هذه الكلمات، فإذا كان الله عزَّ وجلَّ عالمًا بما يعمله العصاة، مطَّلعًا عليه، كان لمجازاتهم بالمِرصاد، إنَّ مَن تغفُل عنه لا يغفُل عنك!
شرح المفردات و معاني الكلمات : قست , قلوبكم , فهي , كالحجارة , أشد , قسوة , الحجارة , يتفجر , الأنهار , يشقق , فيخرج , الماء , يهبط , خشية , الله , غافل , تعملون , وإن+من+الحجارة+لما+يتفجر+منه+الأنهار , وإن+منها+لما+يشقق+فيخرج+منه+الماء , وإن+منها+لما+يهبط+من+خشية+الله , وما+الله+بغافل+عما+تعملون , خشية+الله ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم
- ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر
- فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون
- ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك
- إنه فكر وقدر
- ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من
- فإذا جاءت الطامة الكبرى
- ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما
- ونذكرك كثيرا
- ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا
تحميل سورة البقرة mp3 :
سورة البقرة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة البقرة
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, April 19, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب