﴿ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾
[ آل عمران: 92]

سورة : آل عمران - Āl-‘Imrān  - الجزء : ( 4 )  -  الصفحة: ( 62 )

By no means shall you attain Al-Birr (piety, righteousness, etc., it means here Allah's Reward, i.e. Paradise), unless you spend (in Allah's Cause) of that which you love; and whatever of good you spend, Allah knows it well.


البِرّ : الإحسان و كمال الخير

لن تدركوا الجنة حتى تتصدقوا مما تحبون، وأي شيء تتصدقوا به مهما كان قليلا أو كثيرًا فإن الله به عليم، وسيجازي كل منفق بحسب عمله.

لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن - تفسير السعدي

هذا حث من الله لعباده على الإنفاق في طرق الخيرات، فقال { لن تنالوا }- أي: تدركوا وتبلغوا البر الذي هو كل خير من أنواع الطاعات وأنواع المثوبات الموصل لصاحبه إلى الجنة، { حتى تنفقوا مما تحبون }- أي: من أموالكم النفيسة التي تحبها نفوسكم، فإنكم إذا قدمتم محبة الله على محبة الأموال فبذلتموها في مرضاته، دل ذلك على إيمانكم الصادق وبر قلوبكم ويقين تقواكم، فيدخل في ذلك إنفاق نفائس الأموال، والإنفاق في حال حاجة المنفق إلى ما أنفقه، والإنفاق في حال الصحة، ودلت الآية أن العبد بحسب إنفاقه للمحبوبات يكون بره، وأنه ينقص من بره بحسب ما نقص من ذلك، ولما كان الإنفاق على- أي: وجه كان مثابا عليه العبد، سواء كان قليلا أو كثيرا، محبوبا للنفس أم لا، وكان قوله { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } مما يوهم أن إنفاق غير هذا المقيد غير نافع، احترز تعالى عن هذا الوهم بقوله { وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم } فلا يضيق عليكم، بل يثيبكم عليه على حسب نياتكم ونفعه.

تفسير الآية 92 - سورة آل عمران

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون : الآية رقم 92 من سورة آل عمران

 سورة آل عمران الآية رقم 92

لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن - مكتوبة

الآية 92 من سورة آل عمران بالرسم العثماني


﴿ لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٞ  ﴾ [ آل عمران: 92]


﴿ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ﴾ [ آل عمران: 92]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة آل عمران Āl-‘Imrān الآية رقم 92 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 92 من آل عمران صوت mp3


تدبر الآية: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن

أنفق ممَّا تحبُّ، ليس من المال فحسب، ولكن من كلِّ ما تحبُّ من جاهٍ وعلم ووقت، والجودُ بالنفس أقصى غاية الجود.
تخيَّر لله أنفسَ ما عندك، وأنفقه خالصًا له، فإنه سبحانه عالمٌ بمنزلته من نفسك، وعالمٌ بنيَّتك في إنفاقه.

وبعد هذا الحديث المشتمل على أشد صنوف الترهيب من الكفر، وعلى بيان سوء عاقبة الكافرين، أتبعه بالحديث عن الطريق الذي يوصل المؤمنين إلى رضا الله وحسن مثوبته فقال-تبارك وتعالى-: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ، وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ.
تنالوا: من النيل وهو إصابة الشيء والحصول عليه.
يقال نال ينال نيلا، إذا أصاب الشيء ووجده وحصل عليه.
والبر: الإحسان وكمال الخير.
وأصله التوسع في فعل الخير.
يقال: بر العبد ربه أى توسع في طاعته.
والإنفاق البذل، ومنه إنفاق المال.
وعن الحسن: كل شيء أنفقه المسلم من ماله يبتغى به وجه الله ويطلب ثوابه حتى التمرة يدخل في هذه الآية.
والمعنى: لن تنالوا حقيقة البر، ولن تبلغوا ثوابه الجزيل الذي يوصلكم إلى رضا الله، وإلى جنته التي أعدها لعباده الصالحين، إلا إذا بذلتم مما تحبونه وتؤثرونه من الأموال وغيرها في سبيل الله، وما تنفقوا من شيء- ولو قليلا- فإن الله به عليم، وسيجازيكم عليه بأكثر مما أنفقتم وبذلتم.
ولقد حكى لنا التاريخ كثيرا من صور البذل والإنفاق التي قام بها السلف الصالح من أجل رضا الله وإعلاء كلمته، ومن ذلك ما رواه الشيخان عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء- موضع بالمدينة- وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدخلها ويشرب من ماء طيب فيها.
قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ...
، قام أبو طلحة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، إن الله-تبارك وتعالى- يقول في كتابه لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وإن أحب أموالى إلى بيرحاء، وإنها صدقة الله-تبارك وتعالى- أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بخ بخ- كلمة استحسان ومدح- ذلك مال رابح- أى ذو ربح- ذلك مال رابح.
وقد سمعت ما قلت.
وإنى أرى أن تجعلها في الأقربين.
قال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله.
فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبنى عمه» .
قال القرطبي: وكذلك فعل زيد بن حارثة، عمد مما يحب إلى فرس له يقال له «سبل» وقال: اللهم إنك تعلم أنه ليس لي مال أحب إلى من فرسي هذه، فجاء بها إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: هذا في سبيل الله.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأسامة بن زيد: أقبضه، فكأن زيدا وجد من ذلك في نفسه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «إن الله قد قبلها منك» .
وأعتق عبد الله بن عمر نافعا مولاه، وكان أعطاه فيه عبد الله بن جعفر ألف دينار، قالت صفية بنت أبى عبيد: أظنه تأول قول الله-تبارك وتعالى- لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ.
وقال الحسن البصري: إنكم لن تنالوا ما تحبون إلا بترك ما تشتهون، ولا تدركون ما تؤملون إلا بالصبر على ما تكرهون .
وهكذا نرى أن السلف الصالح قد قدموا ما يحبون من أموالهم وغيرها تقربا إلى الله-تبارك وتعالى- وشكرا له على نعمائه وعطائه، فرضي الله عنهم وأرضاهم.
ثم عاد القرآن الكريم إلى الرد على اليهود الذين جادلوا النبي صلّى الله عليه وسلّم في كثير من القضايا، بعد أن ذكر في الآيات السابقة طرفا من مسالكهم الخبيثة التي منها تواصيهم فيما بينهم بأن يؤمنوا أول النهار ويكفروا آخره، وقد حكى هنا جدلهم فيما أحله الله وحرمه من الأطعمة فقال-تبارك وتعالى-:
قوله تعالى : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليمفيه مسألتان :الأولى : روى الأئمة واللفظ للنسائي عن أنس قال : لما نزلت هذه الآية : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال أبو طلحة : إن ربنا ليسألنا من أموالنا فأشهدك يا رسول الله أني جعلت أرضي لله .
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اجعلها في قرابتك في حسان بن ثابت وأبي بن كعب .
وفي الموطأ وكانت أحب أمواله إليه بئر حاء ، وكانت مستقبلة المسجد ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب .
وذكر الحديث .
ففي هذه الآية دليل على استعمال ظاهر الخطاب وعمومه ; فإن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين لم يفهموا من فحوى الخطاب حين نزلت الآية غير ذلك .
ألا ترى أبا طلحة حين سمع لن تنالوا البر حتى تنفقوا الآية ، لم يحتج أن يقف حتى يرد البيان الذي يريد الله أن ينفق منه عباده بآية أخرى أو سنة مبينة لذلك فإنهم يحبون أشياء كثيرة .
وكذلك فعل زيد بن حارثة ، عمد مما يحب إلى فرس يقال له ( سبل ) وقال : اللهم إنك تعلم أنه ليس لي مال أحب إلي من فرسي هذه ; فجاء بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : هذا في سبيل الله .
فقال لأسامة بن زيد ( اقبضه ) .
فكأن زيدا وجد من ذلك في نفسه .
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله قد قبلها منك ) .
ذكره أسد بن موسى .
وأعتق ابن عمر نافعا مولاه ، وكان أعطاه فيه عبد الله بن جعفر ألف دينار .
قالت صفية بنت أبي عبيدة : أظنه تأول قول الله عز وجل : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون .
وروى شبل عن أبي نجيح عن مجاهد قال : كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أن يبتاع له جارية من سبي جلولاء يوم فتح مدائن كسرى ; فقال سعد بن أبي وقاص : فدعا بها عمر فأعجبته ، فقال إن الله عز وجل يقول : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فأعتقها عمر - رضي الله عنه - .
وروي عن الثوري أنه بلغه أن أم ولد الربيع بن خيثم قالت : كان إذا جاءه السائل يقول لي : يا فلانة أعطي السائل سكرا ، فإن الربيع يحب السكر .
قال سفيان : يتأول قوله جل وعز : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون .
وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يشتري أعدالا من سكر ويتصدق بها .
فقيل له : هلا تصدقت بقيمتها ؟ فقال : لأن السكر أحب إلي فأردت أن أنفق مما أحب .
وقال الحسن : إنكم لن تنالوا ما تحبون إلا بترك ما تشتهون ، ولا تدركوا ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون .
الثانية : واختلفوا في تأويل البر فقيل الجنة ; عن ابن مسعود وابن عباس وعطاء ومجاهد وعمرو بن ميمون والسدي .
والتقدير لن تنالوا ثواب البر حتى تنفقوا مما تحبون .
والنوال العطاء ، من قولك نولته تنويلا أعطيته .
ونالني من فلان معروف ينالني ، أو وصل إلي .
فالمعنى لن تصلوا إلى الجنة وتعطوها حتى تنفقوا مما تحبون .
وقيل : البر العمل الصالح .
وفي الحديث الصحيح : عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة .
وقد مضى في البقرة .
قال عطية العوفي : يعني الطاعة .
عطاء : لن تنالوا شرف الدين والتقوى حتى تتصدقوا وأنتم أصحاء أشحاء تأملون العيش وتخشون الفقر .
وعن الحسن حتى تنفقوا هي الزكاة المفروضة .
مجاهد والكلبي : هي منسوخة ، نسختها آية الزكاة .
وقيل : المعنى حتى تنفقوا مما تحبون في سبيل الخير من صدقة أو غيرها من الطاعات ، وهذا جامع .
وروى النسائي عن صعصعة بن معاوية قال : لقيت أبا ذر قال : قلت : حدثني قال : نعم .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما من عبد مسلم ينفق من كل ماله زوجين في سبيل الله إلا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعوه إلى ما عنده .
قلت : وكيف ذلك ؟ قال : إن كانت إبلا فبعيرين ، وإن كانت بقرا فبقرتين .
وقال أبو بكر الوراق : دلهم بهذه الآية على الفتوة .
أي لن تنالوا بري بكم إلا ببركم بإخوانكم والإنفاق عليهم من أموالكم وجاهكم ; فإذا فعلتم ذلك نالكم بري وعطفي .
قال مجاهد : وهو مثل قوله : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا .
وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم أي وإذا علم جازى عليه .


شرح المفردات و معاني الكلمات : تنالوا , البر , تنفقوا , تحبون , تنفقوا , شيء , الله , عليم , وما+تنفقوا+من+شيء+فإن+الله+به+عليم , تنالوا+البر ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير
  2. وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون
  3. يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون
  4. يقول ياليتني قدمت لحياتي
  5. كلا إنه تذكرة
  6. فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون
  7. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف
  8. وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم
  9. إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين
  10. ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون

تحميل سورة آل عمران mp3 :

سورة آل عمران mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة آل عمران

سورة آل عمران بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة آل عمران بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة آل عمران بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة آل عمران بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة آل عمران بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة آل عمران بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة آل عمران بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة آل عمران بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة آل عمران بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة آل عمران بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, March 29, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب