شرح حديث يبعث كل عبد على ما مات عليه
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
حُسْنُ الخاتِمةِ مِن تَوفيقِ
اللهِ سُبحانَه وتَعالَى لِلعَبدِ، وهي ثَمَرةٌ لِجِهادِ الظَّاهِرِ والباطِنِ في طاعةِ
اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وسُوءُ الخاتِمةِ مِن خِذلانِ
اللهِ لِلعَبدِ، وهي ثَمَرةُ التَّفريطِ في طاعةِ
اللهِ، وتَرْكِ إخضاعِ القُلوبِ والجَوارِحِ له سُبحانَه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه يُبعثُ كلُّ عبدٍ مِن ذكرٍ أو أُنثى على ما ماتَ عَليه، مِن خيرٍ أو شرٍّ، مِن اعتقادٍ وعَملٍ فيُجازِيه
اللهُ عليه، ويُراعَى في ذلك حالُ قَلْبِه لا حالُ شَخْصِه؛ فمِن صِفاتِ القُلوبِ تُصاغُ الصُّوَرُ في الدَّارِ الآخِرةِ، ولا يَنْجو فيها إلَّا مَن أتَى
اللهَ بقَلْبٍ سَليمٍ؛ فعلى الإنسانِ أنْ يَجتَهِدَ في فِعْلِ الأعْمالِ الصَّالِحةِ؛ لأجْلِ أنْ يَبعَثَه
اللهُ عزَّ وجلَّ على عَمَلٍ صالِحٍ، وعليه أنْ يَتَمسَّكَ بالإسلامِ في حَياتِه؛ لِيَموتَ عليه، كما قال تَعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [
آل عمران: 102 ]،
أي: اتَّقوا
اللهَ بفِعلِ أوامِرِه واجتنابِ نَواهيهِ، وحافِظوا على الإسلامِ في حالِ صِحَّتِكم وسَلامَتِكم؛ لِتَموتوا عليه؛ فإنَّ الكَريمَ قدْ أجْرى سُنَّتَه بكَرَمِه أنَّه مَن عاشَ على شَيءٍ ماتَ عليه، ومَن ماتَ على شَيءٍ بُعِثَ عليه، فمَن مات على الصَّلاةِ بُعِثَ على الصَّلاةِ، ومَن مات على الحجِّ بُعِثَ على الحجِّ، ومَن مات على الجِهادِ بُعِثَ على الجِهادِ، ومَن مات على الفِسقِ والفُجورِ والعِصيانِ بُعِثَ عليها، وهَذا عامٌّ في كلِّ صورةٍ وَمعنًى؛ فعَلَى كلِّ إنسانٍ أنْ يَحرِصَ على أنْ يَموتَ على خَيرِ الأحوالِ، وفي هذا حثٌّ على دَوامِ عَملِ الصَّالحاتِ والخيراتِ؛ فإنَّه لا يَدْري أحدٌ متَى يموتُ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم