حديث عصيبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى أو آل كسرى وسمعته

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث جابر بن سمرة

«سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رُجِمَ الأسْلَمِيُّ، يقولُ: لا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَوْ يَكونَ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، كُلُّهُمْ مِن قُرَيْشٍ. وَسَمِعْتُهُ يقولُ: عُصَيْبَةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ البَيْتَ الأبْيَضَ؛ بَيْتَ كِسْرَى، أَوْ آلِ كِسْرَى. وَسَمِعْتُهُ يقولُ: إنَّ بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ، فَاحْذَرُوهُمْ. وَسَمِعْتُهُ يقولُ: إذَا أَعْطَى اللَّهُ أَحَدَكُمْ خَيْرًا، فَلْيَبْدَأْ بنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ. وَسَمِعْتُهُ يقولُ: أَنَا الفَرَطُ علَى الحَوْضِ.»

صحيح مسلم
جابر بن سمرة
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 1822 -

شرح حديث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة عشية رجم الأسلمي


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

في هذا الحديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ سَمُرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه سَمِع النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ -قيل: ما بيْن الزَّوالِ إلى الغروبِ، وقيل: آخِرَ النَّهارِ، وقيل: مِن صَلاةِ المغربِ إلى العشاءِ- رَجْمِ مَاعِزِ بنِ مالكٍ الأَسْلَمِيِّ، وهو الَّذي أقَرَّ على نفْسِه بالزِّنا، وقدْ سَبَق له الزَّواجُ، فأقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليه الحدَّ، وهو الضَّربُ بالحجارةِ حتَّى الموتِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا يَزَال الدِّينُ» أي: أمرُ الدِّينِ، قائِمًا على الصَّوابِ والحقِّ، حتَّى يَأتِيَ يومُ القِيامَةِ، وحتَّى يَحكُمَ النَّاسَ اثْنا عَشَرَ خَلِيفَةً كلُّهم مِن قُرَيْشٍ، وهي قَبيلةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والمرادُ: العَادِلونَ مِنَ الخُلَفاءِ، وقد مضَى بعضُهم في الأُمَّةِ، وسيَكتمِل عَدَدُهم إلى قيامِ الساعةِ، وقِيلَ: إنَّ معناه: أنَّهم يكونون في عَصْرٍ واحدٍ، يَتْبَع كلَّ واحدٍ منهم طائفةٌ، ويُحتَمل أنَّ المُرادَ مَن يَعِزُّ الإسلامُ في زَمَنِه، وقيلَ: الأَولى حَمْلُه على حَقيقةِ البَعديَّةِ؛ فإنَّ جَميعَ مَن وَليَ الخِلافةَ مِن الصِّدِّيقِ إلى عُمرَ بنِ عبدِ العزيزِ أربعةَ عشَرَ نفْسًا، منهم اثنانِ لم تَصحَّ وِلايتُهما ولم تَطُلْ مُدَّتُهما، وهما: مُعاويةُ بنُ يَزيدَ، ومَرْوانُ بنُ الحَكَمِ، والباقونَ اثْنا عشَرَ نفْسًا على الولاءِ كما أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانت وَفاةُ عُمَرَ بنِ عبْدِ العزيزِ سَنةَ إحدى ومائةٍ، وتغيَّرَتِ الأحوالُ بعْدَه، وانْقَضى القرنُ الأوَّلُ الَّذي هو خَيرُ القُرونِ، وكانت الأمورُ في غالبِ أزمنةِ هؤلاء الاثنَيْ عشَرَ مُنتظِمةً، وإنْ وُجِد في بعضِ مُدَّتِهم خِلافُ ذلك، فهو ممَّا لا يُقاسُ عليه أو يُعترَضُ به.
وأخبَرَ أنَّه سَمِع النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «عُصَيْبَةٌ مِنَ المسْلِمين يَفتَتِحون البيتَ الأبيضَ، بيتَ كِسْرَى، أو آلِ كِسْرَى» والعُصَيْبَةُ: تصغيرُ العِصابَةِ، وهي الجماعةُ من الناسِ، وأقلُّهم أربعون، ويُحتَمَل أن يكونَ هذا التصغيرُ لِلمُفتَتِحين؛ لِقِلَّةِ مَن باشَر فَتْحَ بيتِ كِسْرَى، والبيتُ الأبيضُ: قَصْرٌ حَصينٌ كان بالمَدائنِ، الَّتي كانتْ عاصمةَ بِلادِ الفُرْسِ، وقيل: هو الحِصْنُ الَّذي بهَمْدَانَ بَناه دارا بنُ دارا.
وكِسرى لقَبُ مَلِكِ الفُرسِ، وقدْ أُخْرِجَ كَنْزُه في أيَّامِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه، وقد بُنِي مَكانَه مَسجِدٌ.
ورَوى أنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخبِرُ أنَّ مِن آياتِ وعَلاماتِ اقترابِ يوْمِ القيامةِ ظُهورَ الكذَّابِين، وهُم الَّذِين يَدَّعُونَ النُّبوَّةَ، كما في رِوايةٍ لابنِ ماجهْ مِن حَديثِ ثَوبانَ مَولى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «وإنَّ بيْن يَدَي السَّاعةِ دَجَّالِين كذَّابِين، قَريبًا مِن ثَلاثينَ، كلُّهم يَزعُمُ أنَّه نَبيٌّ»، فأمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحَذَرِ منهم، بقولِه: «فاحْذَرُوهم»، أي: خافوا شَرَّ فِتنتِهم واعْتَزِلوهم واحْذَرُوا من مُخالطتِهم؛ لأنَّه يُخاف منهم إفسادُ دِينِ العامَّة لاقتدائِهم بِهم، ومَن كان عالِمًا فلْيَستعدَّ ولْيتأهَّبْ لكَشْفِ عَوارِهم وهَتْكِ أَستارِهم، وتَزييفِ أقوالِهم وتَقبيحِ أفعالِهم؛ ليَحذرَهم النَّاسُ ويبورَ ما جاؤوا به مِن الباطِلِ والتَّلبيسِ على النَّاسِ؛ فإنَّه لا يَلتَبِس الصادِقُ بالكاذِبِ على مَن أَخَذَ بِحَذَرِه.
وأخبَرَ أنَّه سَمِع النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأمُرُ مَن رَزَقَه اللهُ خيرًا -أي: مالًا- أنْ يَبْدَأَ بِنَفْسِه وأهلِ بَيْتِه في النَّفقاتِ؛ فالإنفاقُ على الأهلِ أفضلُ مِنَ الصَّدَقَةِ على الفُقَراءِ؛ لأنَّ الإنفاقَ على الأهلِ صَدَقَةٌ وصِلَةٌ وكَفَافٌ وعَفَافٌ، فكان ذلك أَوْلَى.
وأخبَرَ أنَّه سَمِع النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «أنا الفَرَطُ على الحَوْضِ» أي: السابِقُ إليه والمُنتَظِرُ لِسَقْيِكم منه، والحَوْضُ: هو مُجتَمَعُ الماءِ، وهو ممَّا أعطاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ لنَبيِّه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يوْمَ القيامةِ؛ زِيادةً في إكرامِهِ ولُطفِه به وبأُمَّتِه، وقدْ وَرَد عندَ مُسلمٍ بَيانُ صِفتِه، عن أبي ذَرٍّ، قال: قلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما آنيةُ الحوْضِ؟ قال: «والَّذي نفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، لَآنِيَتُه أكثَرُ مِن عدَدِ نُجومِ السَّماءِ وكَواكبِها، ألَا في اللَّيلةِ المُظلِمةِ المُصْحِيةِ، آنيةُ الجنَّةِ مَن شَرِب منها لم يَظمَأْ آخِرَ ما عليه، يَشْخَبُ فيه مِيزابانِ مِن الجنَّةِ، مَن شَرِب منه لم يَظمَأْ، عَرْضُه مِثلُ طُولِه، ما بيْن عُمانَ إلى أيْلةَ، ماؤهُ أشدُّ بَياضًا مِن اللَّبنِ، وأحْلى مِن العسَلِ».
وفي الحديثِ: مُعجزةٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإخبارُه بفَتْحِ المسْلِمين لبيتِ كِسْرَى.
وفيه: ثُبوتُ الحَوْضِ.
وفيه: التَّحذيرُ مِن مُدَّعِي النُّبوَّةِ والكذَّابِينَ.
وفيه: فضلُ قُرَيْشٍ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال أنا
صحيح مسلمأن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح مسلممنعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت الشأم مديها ودينارها ومنعت مصر إردبها ودينارها وعدتم
صحيح مسلمسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة لا يقتل قرشي
صحيح مسلممن أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة
صحيح مسلملا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج
صحيح مسلمثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبد الله في مسجده وهو يصلي في
صحيح مسلمأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة يسمع الصوت
صحيح مسلماهجوا قريشا فإنه أشد عليها من رشق بالنبل فأرسل إلى ابن رواحة فقال
صحيح مسلملا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا
صحيح مسلمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة
صحيح مسلمإذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم قال عبد الرحمن بن عوف


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب