حديث طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث أبو هريرة

«بادِرُوا بالأعْمالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، أوِ الدُّخانَ، أوِ الدَّجَّالَ، أوِ الدَّابَّةَ، أوْ خاصَّةَ أحَدِكُمْ، أوْ أمْرَ العامَّةِ.»

صحيح مسلم
أبو هريرة
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2947 -

شرح حديث بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

للسَّاعةِ عَلاماتٌ لنْ تَقومَ القِيامةُ إلَّا بَعدَ وُقوعِها؛ منها عَلاماتٌ صُغرَى، ومنها عَلاماتٌ كُبرَى، والفَرقُ بيْن العَلاماتِ الصُّغرَى والكُبرَى: أنَّ الكُبرى تكونُ أقرَبَ لقيامِ السَّاعةِ، وعَدَدُها قليلٌ، ومُتتاليةٌ، ولم يَقَعْ شَيءٌ منها حتَّى الآنَ، أمَّا الصُّغْرى فهي كَثيرةٌ ومُتباعِدةٌ، ووقَعَ كَثيرٌ منها.
وفي هذا الحديثِ يُرشِدُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقَولِه: «بادِروا بالأَعمالِ» أي: سارِعوا وسابِقوا بِالاشتِغالِ بالأَعمالِ الصَّالحةِ قبْلَ وُقوعِ ستِّ عَلاماتٍ تدُلُّ على قُربِ وُقوعِ يومِ القيامةِ.
العلامةُ الأُولى: «طُلوعُ الشَّمسِ مِن مَغربِها» على خِلافِ العادةِ؛ فالشَّمسُ تَطلُعُ مِنَ المشرقِ، فإنَّها إذا طَلعَت مِنَ المَغربِ لا يُقْبَلُ إيمانُ كافِرٍ، ولا تَوبةُ عاصٍ، ولا عمَلٌ صالحٌ، كما قال تعالَى: { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } [ الأنعام: 158 ].
وهذه الآيةُ الكريمةُ تدُلُّ على أنَّ الإيمانَ يَنْفَعُ إذا كان إيمانًا بالغَيْبِ، وكان اختيارًا مِنَ العبدِ، فأمَّا إذا وُجِدَتِ الآياتُ فيَصيرُ الأمْرُ شَهادةً، ولم يَبْقَ للإيمانِ فائدةٌ؛ لأنَّه يُشْبِهُ الإيمانَ الضَّروريَّ، كإيمانِ الغَريقِ والحَريقِ ونَحْوِهما مِمَّن إذا رَأى الموتَ تابَ عمَّا وقَعَ فيه مِن السَّيِّئاتِ.
والعلامةُ الثَّانيةُ: «ظُهورُ الدُّخَانِ» وهو دُخَانٌ يَأخُذُ بأَنْفاسِ الكفَّارِ، ويَأخُذُ المؤمنينَ منه كهَيئةِ الزُّكامِ، وهو مِنَ الآياتِ المُنتظَرةِ الَّتي لم تَأتِ بعدُ، وسيَقَعُ قُربَ يَومِ القِيامةِ، كما قال اللهُ عزَّ وجَلَّ: { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ الدخان: 10 - 11 ]، حيث تَأْتي السَّماءُ بدُخَانٍ ظاهِرٍ يُغَطِّي النَّاسَ ويَعُمُّهم قبْلَ مَجيءِ الساعةِ ووُقوعِ القيامةِ.
والعلامةُ الثَّالثةُ: «خُروجُ الدَّجَّالِ» مَأخوذٌ مِن الدَّجلِ، وهو التَّغطيةُ، سُمِّي به؛ لأنَّه يُغطِّي الحَقَّ بباطِلِه، وهو شَخصٌ مِن بَني آدَمَ، يَدَّعي الأُلوهيَّةَ، أَقْدَرَه اللهُ على أشياءَ مِن خَوارِقِ العاداتِ؛ مِن إحياءِ المَيِّتِ الَّذي يَقتُلُه، وظُهورِ زهرةِ الدُّنيا والخِصْبِ معه، وجَنَّتِه ونارِه، ونَهْرَيْه اللَّذينِ معه، واتِّباعِ كُنُوزِ الأرضِ له، وأَمْرِه السَّماءَ أن تُمْطِرَ فتُمْطِرَ، والأرضَ أنْ تُنبِتَ فتُنبِتَ، فيَقَعُ كلُّ ذلك بقُدْرَةِ اللهِ تَعالى ومَشيئتِه؛ حِكمةً وابتلاءً منه سُبحانَه للصَّادِقينَ في إيمانِهم والكاذِبينَ، ثُمَّ يُعجِزُه اللهُ تعالَى بعدَ ذلك، ويُبطِلُ أمْرَه، ويَقتُلُه عِيسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويُثبِّتُ اللهُ الَّذين آمَنُوا.
والعلامةُ الرَّابعةُ: «ظُهورُ الدَّابَّةِ» أي: خُروجُها، كما قال اللهُ سُبحانَه: { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ } [ النمل: 82 ]، فإنَّه إذا حلَّ الوَعدُ بعَذابِ الكافِرينَ واقتَرَبَت الساعةُ، أخرَجَ اللهُ تعالَى لهُم دابَّةً مِن الأرضِ تُخاطِبُ أولئك الكافِرينَ وتُحدِّثُهم بأنَّ النَّاسَ لا يُؤمِنونَ بآياتِ اللهِ تَعالى إيمانًا تامًّا لا شكٌّ فيه ولا شُبهةٌ.
وفي هذا بَيانُ قُدرةِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ حيثُ أنطَقَ هذه الدَّابَّةَ لتُكَلِّمَ النَّاسَ بكَلامٍ يَفهَمونَه.
والعلامةُ الخامسةُ: «خاصَّةُ أَحدِكم»، أي: مَجيءُ ما يَخُصُّ كلَّ إنسانٍ مِنَ المَوتِ الَّذي يَمنَعُه منَ العَملِ، أو هيَ ما يَختصُّ به الإنسانُ مِن الشَّواغلِ المُتعلِّقَةِ في نَفسِه ومالِه، وما يهتَمُّ به.
والعلامةُ السَّادسةُ: «أمرُ العامَّةِ»، يَعني: قبْلَ أنْ يَتوجَّهَ إليكم أمرُ العامةِ والرِّياسةِ، فيَشغَلَكم عن صالحِ الأعمالِ، وقيل: هي القِيامةُ؛ لأنَّها تَعُمُّ النَّاسَ جميعًا بالموتِ، يَقولُ: فبادِروا الموتَ والقِيامَةَ بالأَعمالِ الصَّالحةِ.
وقدْ ورَدَ عندَ مُسلمٍ ما يَزيدُ على تلكَ العلاماتِ؛ فعن حُذَيفةَ بنِ أَسيدٍ الغِفارِيِّ رَضيَ اللهُ عنه: اطَّلَعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا ونَحْنُ نَتَذاكَرُ، فقالَ: ما تَذاكَرونَ؟ قالوا: نَذكُرُ السَّاعةَ، قالَ: إنَّها لنْ تَقومَ حتَّى تَرَوْن قبلَها عشْرَ آياتٍ، فذَكَرَ: الدُّخَانَ، والدَّجَّالَ، والدَّابَّةَ، وطُلوعَ الشَّمسِ مِن مَغْرِبِها، ونُزولَ عِيسى ابنِ مريمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَأجوجَ ومَأجوجَ، وثَلاثةَ خُسوفٍ: خَسْفٌ بالمشرقِ، وخَسْفٌ بالمغربِ، وخَسْفٌ بجزيرةِ العربِ، وآخِرُ ذلكَ نارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ تَطرُدُ النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِم».

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفعة في كل شركة لم تقسم
صحيح مسلميا عم لو أنك أخذت بردة غلامك وأعطيته معافريك وأخذت معافريه وأعطيته بردتك
صحيح مسلمقال الله عز وجل يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر فلا يقولن
صحيح مسلمإني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن
صحيح مسلمإن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها
صحيح مسلمإذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو
صحيح مسلميجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها
صحيح مسلميؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة
صحيح مسلمجاء عبد فبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة ولم يشعر أنه
صحيح مسلممن آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها
صحيح مسلممن أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه
صحيح مسلمرب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, July 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب