حديث سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال الإيمان

أحاديث نبوية | مسند أحمد تحقيق شاكر | حديث أبو هريرة

«سأل رجلٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أيُّ الأعمالِ أفضلُ قال الإيمانُ باللهِ قال ثمَّ ماذا قال الجهادُ في سبيلِ اللهِ قال ثمَّ ماذا قال ثمَّ حَجٌّ مبرورٌ»

مسند أحمد تحقيق شاكر
أبو هريرة
أحمد شاكر
إسناده صحيح

مسند أحمد تحقيق شاكر - رقم الحديث أو الصفحة: 14/60 - أخرجه البخاري (1519)، ومسلم (83)، والترمذي (1658)، والنسائي (3130)، وأحمد (7629) واللفظ له

شرح حديث سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سُئِلَ أيُّ الأعمالِ أفضَلُ ؟ قالَ : إيمانٌ لا شَكَّ فيهِ وجِهادٌ لا غلولَ فيهِ وحجَّةٌ مبرورةٌ قيلَ : فأيُّ الصَّلاةِ أفضلُ ؟ قالَ : طولُ القنوتِ قيلَ فأيُّ الصَّدقةِ أفضلُ ؟ قالَ : جُهْدُ المُقِلِّ قيلَ فأيُّ الهجرةِ أفضلُ قالَ من هجرَ ما حرَّمَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ قيلَ فأيُّ الجِهادِ أفضلُ ؟ قالَ : من جاهدَ المشرِكينَ بمالِهِ ونفسِهِ قيلَ : فأيُّ القتلِ أشرفُ ؟ قالَ : من أُهَريقَ دمُهُ وعُقِرَ جوادُهُ
الراوي : عبدالله بن حبشي الخثعمي | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 2525 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُرشِدُ أمَّتَه إلى مَعالي الأمورِ مِن الأقوالِ والأفعالِ، وكان يُجيبُ السَّائلين بحَسَبِ حاجتِهم وما يَعلَمُه خيرًا لهم؛ وقد ورَد عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم كثيرٌ مِن الأقوالِ والأفعالِ الموصوفةِ بأنَّها الأفضلُ والأحسَنُ والخيرُ، وكذلك في الأسوَأِ والشَّرِّ.
وقد جمَع هذا الحَديثُ جُملةً مِن هذه الفَضائلِ، وفيه يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ حُبْشِيٍّ الخَثعميُّ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم سُئِل: أيُّ الأعمالِ أفضَلُ؟"، أي، أيُّ أعمالِ العبادِ أكثَرُ ثَوابًا وأفضلُ أجرًا؟ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إيمانٌ لا شَكَّ فيه"، أي: تَصديقٌ وإقرارٌ بالقَلبِ يَبلُغُ حدَّ اليقينِ، بحيث لا يَبْقى معَه أدنى تَردُّدٍ في الحقِّ، وهذا تَوجيهٌ نبويٌّ إلى إخلاصِ الإيمانِ باللهِ، "وجهادٌ لا غُلولَ فيه"، أي: لا خِيانةَ فيه، ولا أَخْذَ مِن غَنائمِه بغيرِ حقٍّ أو قَبلَ القِسمَةِ، "وحَجَّةٌ مبرورةٌ"، والحجُّ المبرورُ: هو الَّذي لا يُخالِطُه شيءٌ مِن المآثِمِ، وقيل: هو المقبولُ المقابَلُ بالبِرِّ، وهو الثَّوابُ.
"قيل: فأيُّ الصَّلاةِ أفضلُ؟"، أي: فأيُّ أمرٍ مِن أمورِ الصَّلاةِ وأعمالِها أَفضلُ في الثَّوابِ والأجرِ؟ قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "طولُ القُنوتِ"، أي: طولُ القيامِ والوُقوفِ بينَ يدَيِ اللهِ بالقِراءةِ والدُّعاءِ.
قيل: "فأيُّ الصَّدقةِ أفضلُ؟ قال: جُهْدُ المُقِلِّ"، والجُهدُ الوُسْعُ والطَّاقةُ، أو المشقَّةُ والغايةُ، والمُقِلُّ: الفقيرُ الَّذي معَه شيءٌ قليلٌ مِن المالِ، أي: إنَّ أفضَلَ الصَّدقةِ هو الَّذي يتَصدَّقُ به الفقيرُ قليلُ المالِ على قدْرِ طاقتِه ووُسْعِه مع مَشقَّةِ ذلك عليه، وإنَّما كانت صدَقةُ المقِلِّ أفضلَ مِن صدَقةِ الغنيِّ؛ لأنَّ الفقيرَ يتصدَّقُ بما هو مُحتاجٌ إليه، بخِلافِ الغنيِّ؛ فإنَّه يتَصدَّق بفُضولِ مالِه.
ويُجمَعُ بينَه وبينَ حَديثِ: "خيرُ الصَّدَقةِ ما كان عن ظَهْرِ غِنًى"- بأنَّ هذا الحديثَ مَحمولٌ على قَويِّ الإيمانِ الَّذي يَصبِرُ على الفاقةِ، ويَكتَفي بأقلِّ الكِفايةِ، والحديثُ الثَّاني على ضَعيفِ الإيمانِ، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ المرادُ بالغِنَى غِنى القَلبِ الَّذي يَصبِرُ صاحبُه على الجوعِ والشِّدَّةِ، وهو المرادُ بالمُقِلِّ في الحديثِ الَّذي هنا؛ فيكونُ المعنى: أنَّ تَصدُّقَ الفَقيرِ الغنيِّ القَلبِ- ولو كان قليلًا- أفضلُ مِن تَصدُّقِ الغنيِّ بكَثيرٍ مِن مالِه.
ويَشْهَدُ لذلك حديثُ: "سبَق درهمٌ مِئةَ ألفِ درهمٍ، قالوا: وكيف؟ قال: كان لِرَجُلٍ دِرْهَمانِ تصَدَّقَ بأحَدِهما، وانطلَق رجلٌ إلى عُرْضِ مالِه، فأخَذ مِنه مِئةَ ألفِ درهمٍ فتصَدَّق بها"؛ فظَاهِرُ الحديثِ أنَّ الأجْرَ على قدْرِ حالِ المُعْطِي لا على قدْرِ المَالِ المُعْطَى.
"قيل: فأيُّ الهجرةِ أفضلُ؟"، أي: أيُّ أنواعِ الهجرةِ أفضلُ؟ والهجرةُ في الأصلِ مأخوذةٌ مِن الهَجْرِ ضدِّ الوَصْلِ، ثمَّ غلَبَت على الخُروجِ مِن أرضٍ إلى أرضٍ، فإنْ كان خرَج للهِ، فهي الهجرةُ الشَّرعيَّةُ، وتُطلَقُ أيضًا على تَرْكِ المحرَّماتِ، وهي المرادةُ هنا، كما أشار إليها بقولِه: "مَن هجَر ما حرَّم اللهُ عزَّ وجلَّ"، أي: إنَّ تَرْكَ الشَّخصِ المسلِمِ الأمْرَ الَّذي حرَّمَه اللهُ عزَّ وجلَّ هو أفضَلُ أنواعِ الهجرةِ، مع الفِرارِ بالدِّينِ مِن الفِتَنِ.
"قيل: فأيُّ الجهادِ أفضَلُ؟"، أي: أيُّ أنواعِ الجهادِ أفضلُ؟ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن جاهَد المشرِكين بمالِه، ونَفسِه"، أي: أفضلُ الجِهادِ جهادُ مَن جاهَد المشرِكين وخرَج بمالِه ونفْسِه فأنفَق مالَه في سَبيلِ اللهِ وحارَب بيدِه، وهذا أفضلُ مِن غيرِه ممَّن جاهَد بمالِه فقط أو بنفسِه فقط.
ولا تَنافِيَ بينَه وبينَ حديثِ: "أفضلُ الجهادِ كَلمةُ حقٍّ عندَ سُلطانٍ جائرٍ"؛ لأنَّ الأفضليَّةَ نِسبيَّةٌ، أي: بالنِّسبةِ للكلامِ؛ فإنَّ المؤمِنَ يُجاهِدُ بلِسانِه، كما يُجاهِدُ بيدِه، فتكونُ كلمةُ الحقِّ عندَ سُلطانٍ جائرٍ أفضلَ جهادِ المؤمنِ المتعلِّقِ بلسانِه، ويَحتمِلُ أن تكونَ "مِنْ" مقدَّرةً، أي: مِن أفضَلِ الجهادِ، والحاصلُ: أنَّ جهادَ المؤمنِ للمُشرِكين بنَفْسِه ومالِه أفضلُ أنواعِ الجِهادِ على الإطلاقِ، واللهُ تعالى أعلمُ.
"قيل: فأيُّ القتلِ أشرَفُ؟"، أي: أيُّ أنواعِ القَتْلِ أشرَفُ وأعلى درَجةً؟ "قال: مَن أُهْرِيقَ دَمُه"، أي: مَن قُتِل وسال دَمُه في سَبيلِ اللهِ، "وعُقِر جَوَادُه"، أي: وقُتِلَ فَرسُه في الجِهادِ، والعَقرُ القتلُ أو قطعُ الأرجُلِ، وفي هذا إشارةٌ إلى الإقدامِ في القِتالِ حتَّى الشهادةِ أو النصرِ.
وفي الحديثِ: كثرةُ الأعمالِ الفاضلةِ وتنوُّعُها بين الأفعالِ والأقوالِ؛ وعلى كلِّ مسلِمٍ أنْ يأخُذَ بما يُناسِبُه وبما في استطاعتِه.
وفيه: أنَّ طولَ القيامِ للهِ بالقراءةِ والدُّعاءِ أفضلُ مِن كثرةِ الرُّكوعِ والسُّجودِ.
وفيه: فَضلُ الهجرةِ في سبيلِ اللهِ؛ بهَجْرِ ما نَهى عنه، وإتيانِ ما أمَر به.
وفيه: فَضلُ الجهادِ بالنَّفسِ والمالِ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رفع رأسه من الركوع قال
مسند أحمد تحقيق شاكرأن النبي صلى الله عليه وسلم وأما يونس فلم يعد أبا هريرة أنه
مسند أحمد تحقيق شاكرسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا رد إليك ربك في الشفاعة
مسند أحمد تحقيق شاكريا رسول الله إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل
مسند أحمد تحقيق شاكرمن تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ومن استشاره أخوه
مسند أحمد تحقيق شاكركنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سوق من أسواق المدينة فانصرف
مسند أحمد تحقيق شاكرنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب وكسب الحجام وكسب
مسند أحمد تحقيق شاكرعن أبي هريرة قال والله إني لأقربكم صلاة برسول الله وكان أبو
مسند أحمد تحقيق شاكركان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى العيدين رجع في غير
مسند أحمد تحقيق شاكرعن ثمامة بن حزن القشيري قال شهدت الدار يوم أصيب عثمان رضي
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معه بخميلة
مسند أحمد تحقيق شاكركنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة أراه قال ببقيع


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 25, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب