حديث يحشر الناس عراة حفاة غرلا فأول من يكسى إبراهيم عليه السلام ثم قرأ

أحاديث نبوية | مسند أحمد تحقيق شاكر | حديث عبدالله بن عباس

«يُحْشَرُ الناسُ عراةً حفاةً غرلًا فأولُ من يُكسى إبراهيمُ عليهِ السلامُ ثم قرأ { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ }»

مسند أحمد تحقيق شاكر
عبدالله بن عباس
أحمد شاكر
إسناده صحيح

مسند أحمد تحقيق شاكر - رقم الحديث أو الصفحة: 3/322 - أخرجه البخاري (4625)، ومسلم (2860) مطولاً باختلاف يسير

شرح حديث يحشر الناس عراة حفاة غرلا فأول من يكسى إبراهيم عليه السلام ثم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

تُحْشَرُونَ حُفَاةً، عُرَاةً، غُرْلًا، ثُمَّ قَرَأَ: { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } [ الأنبياء: 104 ]، فأوَّلُ مَن يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ يُؤْخَذُ برِجَالٍ مِن أَصْحَابِي ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ، فأقُولُ: أَصْحَابِي! فيُقَالُ: إنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ علَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ، فأقُولُ كما قالَ العَبْدُ الصَّالِحُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ: { وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [ المائدة: 117، 118 ].
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3447 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه مسلم ( 2860 ) باختلاف يسير



يَومُ القيامةِ يومٌ عَظيمٌ وشَديدٌ، فيه يَقومُ النَّاسُ بيْن يَديِ ربِّ العالَمينَ للحِسابِ، وقد وَصَفَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعضَ ما في هذا اليومِ؛ ليَعمَلَ النَّاسُ له، ويَعُدُّوا له عُدَّتَه.
وفي هذا الحديثِ يُبَيِّنُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَشهَدًا مِن مَشاهدِ الآخِرةِ، فأخبَرَ أنَّ النَّاسَ سيُجْمَعون عِندَ الخُروجِ مِن القُبورِ بعْدَ بَعْثِهم وإحيائهِم مِن مَوتِهم، حُفاةً بلا خُفٍّ ولا نَعْلٍ، عُراةً بلا ثِيابٍ، «غُرلًا» غَيرَ مَختونينَ.
ثمَّ قرَأَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قولَ اللهِ تعالَى: { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } [ الأنبياء: 104 أي: نُوجِدُه بِعَينه مرَّةً أُخرى بعْدَ إعدامِه مِثلَ إيجادِنا له أوَّلَ مرَّةٍ، دونَ أنْ يَمَسَّنا تَعَبٌ؛ لأنَّ قُدرتَنا لا يُعجِزُها شَيءٌ، وفي هذا استدلالٌ على إمكانيةِ البَعثِ والإعادةِ بعْدَ الفَناءِ بالقياسِ على البَدْءِ مِن العدَمِ أوَّلَ مرَّةٍ؛ فإنَّ مَن أوجَدَ مِن العدَمِ قادرٌ على الإعادةِ ثانيةً.
وقولُه: { وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } يعني: الإعادةَ والبَعثَ، والمعنى: هذه الإعادةُ والبعثُ وَعَدْنا به وَعْدًا كائنًا علينا باختيارِنا وإرادتِنا، مُحقِّقين لهذا الوعدِ، وقادرينَ عليه.
وذكَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ أوَّلَ مَن يُكْسى مِن الأنبياءِ يَومَ القيامةِ إبراهيمُ الخَليلُ عليه السَّلامُ، ولا يَلزَمُ مِن تَخصيصِ نَبيِّ اللهِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ بأنَّه أوَّلُ مَن يُكْسَى، أفْضلِيَّتُه على نَبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فاللهُ عزَّ وجلَّ قَد يَخُصُّ أحدًا مِن الأنبياءِ أو غيرِهم بشَيءٍ يَتمَيَّزُ به عَن غيرِه، ولا يُوجِبُ ذلكَ الفضْلَ المُطلَقَ.
ثُمَّ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه يُؤخَذُ برِجالٍ مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ اليَمينِ -وهي جِهةُ الجنَّةِ-، وذاتَ الشِّمالِ -وهي جِهةُ النَّارِ-، فيقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هؤلاءِ أصحابي! فيُقالُ: إنَّهم لَم يَزالوا مُرتَدِّين على أعقابِهم بالكُفرِ مُنذُ فَارَقْتَهم.
ولا يَقدَحُ ذلك في الصَّحابةِ المشهورينَ؛ فإنَّ أصحابَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإنْ شاعَ استعمالُه عُرْفًا فيمَن لازَمَه مِن المهاجِرين والأنصارِ، شاع استعمالُه أيضًا في كلِّ مَن تَبعَه أو أدْرَكَ حَضْرَتَه ووَفَدَ عليه ولو مرَّةً.
فيَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما قالَ العبدُ الصَّالِح عِيسى ابنُ مَريمَ عليه السَّلامُ: { وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ }، أي: كُنتُ رَقيبًا على قَومي، مُشاهِدًا لأحوالِهم مِن كُفْرٍ وإيمانٍ، وداعيًا لهم إلى إخلاصِ العباداتِ لكَ، والعمَلِ بمُوجَبِ أمْرِك مدَّةَ بَقائي فيهم.
{ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ }، أي: فلمَّا قَبَضْتَني بالرَّفعِ إلى السَّماءِ حيًّا، كُنتَ أنتَ وحْدَكَ الحفيظَ عليهم، المُراقِبَ لأحوالِهم، العليمَ بتَصرُّفاتِهم، الخبيرَ بمَن أحسَنَ منهم ومَن أساءَ، { وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } مُطَّلِع عَليه مُراقِبٌ له، لا تَخْفى عليكَ خافيةٌ مِن أُمورِ خلْقِك.
{ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ }، أي: إنْ تُعذِّبْ -يا إلهي- قَومي، فإنَّكَ تُعذِّبُ عِبادَك الَّذين خلَقْتَهم بقُدرتِك، والذين تَملِكُهم مُلْكًا تامًّا، ولا اعتراضَ على المَالِكِ المُطلَقِ فيما يَفعَلُ في مُلكِه، { وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }، أي: وإنْ تَغفِرْ لهم، وتَستُرْ سَيِّئاتِهم، وتَصفَحْ عنهم؛ فذلكَ إليكَ وحْدَكَ؛ لأنَّ صَفْحَكَ عمَّن تَشاءُ مِن عِبادِك هو صفْحُ القوىِّ القاهرِ الغالِبِ الَّذي لا يُعجِزُه شَيءٌ، والَّذي لا يُثيبُ ولا يُعاقِبُ إلَّا عن حِكمةٍ.
وفي الحديثِ: إخبارُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنِ بعضِ أُمورِ الغَيبِ.
وفيه: فَضْلُ إبراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: فَضلُ عِيسى ابنِ مَريمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: التَّسليمُ المطلَقُ للهِ تعالَى يومَ القيامةِ.
وفيه: حِرصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أُمَّتِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث في سفره
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع
مسند أحمد تحقيق شاكرأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد السجود بعد الركعة يقول
الاستذكارأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدوا حوتا يسمى العنبر
البدر المنيرأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم الفتح سبحة الضحى ثماني ركعات
مسند أحمد تحقيق شاكرفضل صلاة الرجل في الجماعة على صلاته وحده بضع وعشرون درجة
مسند أحمد تحقيق شاكرعن عمرو بن لؤي دخلت على ابن عباس ببيت ميمونة زوج
مسند أحمد تحقيق شاكردخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلي إزار يتقعقع فقال من
مسند أحمد تحقيق شاكرلا يتحرين أحدكم فيصلي قبل طلوع الشمس ولا عند غروبها قلت لمالك عن
مسند أحمد تحقيق شاكريعظم أهل النار في النار حتى أن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه
مسند أحمد تحقيق شاكرعن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم يوم أحد فسمع نساء من


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب