حديث حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر ولم يفتح له وأخذ من الغد عمر

أحاديث نبوية | السلسلة الصحيحة | حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي

«حاصرْنا خيبرَ فأخذَ اللواءَ أبو بكرٍ ولمْ يُفتحْ لهُ وأخذَ من الغدِ عمرُ فانصرفَ ولمْ يفتحْ لهُ وأصابَ الناسَ يومئذٍ شدةٌ وجهدٌ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنِّي دافعٌ لوائِي غدًا إلى رجلٍ يحبُّ اللهَ ورسولَه ويحبِّهُ اللهُ ورسولُه لا يرجعُ حتَّى يفتحَ لهُ وبتْنا طيبةً أنفسُنا أنَّ الفتحَ غدًا فلمَّا أصبحَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صلَّى الغداةَ ثمَّ قامَ قائمًا ودعَا باللواءِ والناسُ علَى مصافِّهم فمَا مِنَّا إنسانٌ لهُ منزلةٌ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلا هوَ يرجُو أنْ يكونَ صاحبَ اللواءِ فدعَا عليَّ بنَ أبي طالبٍ وهوَ أرمدُ فتفلَ في عينَيهِ ومسحَ عنهُ ودفعَ إليهِ اللواءَ وفتحَ اللهُ لهُ وأنَا فيمَن تطاولَ إليهَا»

السلسلة الصحيحة
بريدة بن الحصيب الأسلمي
الألباني
إسناده صحيح على شرط مسلم

السلسلة الصحيحة - رقم الحديث أو الصفحة: 7/733 -

شرح حديث حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر ولم يفتح له وأخذ من الغد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ يَومَ خَيْبَرَ: لأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ.
قالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: ما أَحْبَبْتُ الإمَارَةَ إلَّا يَومَئذٍ، قالَ: فَتَسَاوَرْتُ لَهَا رَجَاءَ أَنْ أُدْعَى لَهَا، قالَ: فَدَعَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ، فأعْطَاهُ إيَّاهَا، وَقالَ: امْشِ، وَلَا تَلْتَفِتْ، حتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ، قالَ: فَسَارَ عَلِيٌّ شيئًا، ثُمَّ وَقَفَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ، فَصَرَخَ: يا رَسولَ اللهِ، علَى مَاذَا أُقَاتِلُ النَّاسَ؟ قالَ: قَاتِلْهُمْ حتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلكَ فقَدْ مَنَعُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلَّا بحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ علَى اللَّهِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2405 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



خَيْبَرُ قَرْيةٌ كانت يَسكُنُها اليَهودُ، وكانت ذاتَ حُصونٍ ومَزارِعَ، وتَبعُدُ نحْوَ 173 كيلو تَقْريبًا منَ المَدينةِ إلى جِهةِ الشَّامِ، وقدْ غَزاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمسلِمون، وفتَحَها اللهُ لهم في السَّنةِ السَّابعةِ منَ الهِجْرةِ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أَبو هُريرَةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخْبَرَهم يَومَ خَيْبرَ أنَّه سيُعْطي الرَّايةَ غدًا لرَجلٍ مِن أصْحابِه رَضيَ اللهُ عنهم ممَّن خرَج معَه للغَزوِ -والرَّايةُ: العَلَمُ الَّذي يَتَّخذُه الجَيشُ شِعارًا له، ولا يُمسِكُها إلَّا قائدُ الجَيشِ- يكونُ سَببًا أنْ يَفتَحَ اللهُ خَيْبرَ على يدَيْه، ومِن صِفاتِه أنَّه يُحبُّ اللهَ ورَسولَه، ويُحبُّه اللهُ ورَسولُه، وقدْ ذَكَر عُمرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه ما أَحَبَّ الإمارةَ وأنْ يَكونَ هوَ المقصودَ إلَّا يومئذٍ؛ رَجاءَ أن يُصيبَه ما قالَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حُبِّ اللهِ ورَسولِه لهذا الرَّجلِ، قال: «فَتَسَاوَرْتُ لَهَا»، أي: تَطاوَلَ لَها ومَدَّ جَسَدَه لِيَراهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجاءَ أنْ يُدعَى لَها، وحِرْصًا وطَمعًا في أَخْذِ تلك الرَّايةِ؛ لِما لِصَفاتِ حاملِها من المَناقبِ العَظيمةِ، فَدَعا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليَّ بنَ أَبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه فأَعطاهُ الرَّايةَ، وبذلك أشارَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أنَّ علِيًّا رَضيَ اللهُ عنه تامُّ الاتِّباعِ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى اتَّصَفَ بصِفةِ مَحبَّةِ اللهِ له، ولهذا كانتْ مَحبَّتُه عَلامةَ الإيمانِ، وبُغضُه عَلامةَ النِّفاقِ، كما أخرَجَه مُسْلمٌ.
وأمَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَتحرَّكَ بالجيشِ، وألَّا يَنصرِفَ عن القتالِ بعْدَ لِقاءِ عَدوِّه براحةٍ أو تَوقُّفٍ أو هُدنةٍ حتَّى يَفتحَ اللهُ عَليه هذه الحصونَ بالنَّصرِ والغَلَبةِ، فسارَ عليٌّ رَضيَ اللهُ عنه عَقِبَ أمْرِه له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ وَقَفَ إلَّا أنَّه لم يَلتفِتْ؛ لئَلَّا يُخالِفَ أمْرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فرَفعَ علِيٌّ رَضيَ اللهُ عنه صَوتَه: «يا رسولَ اللهِ، عَلى ماذا أُقاتلُ النَّاسَ؟» فَقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «قاتِلْهم حتَّى يَشهَدوا أنْ لا إِلَه إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ» أي: أنَّه يَعرِضُ عليهم الدُّخولَ في الإسلامِ ونُطقَ الشَّهادتينِ، «فإِذا فَعلوا ذلكَ» أي: اسْتَجابوا لشَرطِه هذا، ودَخَلوا في الإسلامِ؛ فَقدْ مَنَعوا مِنكَ دَماءَهم وأَموالَهم وحَرُمت عليكَ وعلى جَيشِكَ، فلا تُقاتِلْهم، «إلَّا بِحقِّها» وهذا استثناءٌ مِنَ العِصمةِ؛ فإنَّ الإسلامَ يَعصِمُ دِماءَهم وأموالَهم، فلا يَحِلُّ قتْلُهم إلَّا إذا ارتكَبوا جَريمةً أو جِنايةً يَستَحِقُّونَ عليها القَتلَ بمُوجِبِ أحكامِ الإسلامِ، فيُقتَلُ القاتِلُ قِصاصًا، ويُقتَلُ المُرتَدُّ والزَّاني المُحصَنُ حدًّا، كما في الصَّحيحينِ: «لا يَحِلُّ دَمُّ امرئٍ مُسلِمٍ يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنِّي رَسولُ الله إلَّا بإحدى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّاني، والنَّفْسُ بالنَّفْسِ، والتَّارِكُ لِدِينِه المفارِقُ للجماعةِ»، ثُمَّ إنَّ اللهَ تَعالَى يتَولَّى حِسابَهم، فيُثيبُ المُخلِصَ، ويُعاقِبُ المُنافقَ، وليْس لنا إلَّا الظَّاهِرُ.
وفي الحديثِ: الدُّعاءُ إِلى الإسلامِ قَبلَ القِتالِ.

وفيه: الحثُّ على المُبادرَةِ إلى ما أمَرَ به اللهُ ورسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: أنَّ الإسلامَ وقوْلَ كَلِمةِ التَّوحيدِ يَعصِمانِ دَمَ الإنسانِ ومالَه، وكذلك عِرْضُه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
السلسلة الصحيحة حديث فيه قصة السؤال عن الساعة وقوله أين السائل عن الساعة
السلسلة الصحيحةأن النبي صلى الله عليه وسلم خبأ لابن صياد دخانا فسأله عما خبأ
إرواء الغليلجيء بشراحة الهمدانية إلى علي رضي الله عنه فقال لها ويلك لعل رجلا
إرواء الغليلأن عبد الله بن عمرو بن الحضرمي جاء بغلام له إلى عمر بن
إرواء الغليلأن عليا رضي الله عنه قال لشراحة لعلك استكرهت لعل زوجك أتاك لعل
إرواء الغليلجاءت امرأة من همدان يقال لها شراحة إلى علي
السلسلة الصحيحةلا نذر لابن آدم فيما لا يملك ولا عتق لابن آدم فيما لا
السلسلة الصحيحةكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصوم أيام الليالي الغر البيض
السلسلة الصحيحةأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي أنت ولي كل مؤمن
السلسلة الصحيحةبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن على أحدهما علي
السلسلة الصحيحةبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي
السلسلة الصحيحةكان لا يقنت إلا أن يدعو لأحد أو على أحد


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 28, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب