حديث لقد أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بمكة وإني لجارية ألعب بل

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث عائشة أم المؤمنين

«لقَدْ أُنْزِلَ علَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَكَّةَ وإنِّي لَجَارِيَةٌ ألْعَبُ، {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ والسَّاعَةُ أدْهَى وأَمَرُّ}»

صحيح البخاري
عائشة أم المؤمنين
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4876 -

شرح حديث لقد أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بمكة وإني لجارية ألعب


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، إذْ جَاءَهَا عِرَاقِيٌّ، فَقالَ: أيُّ الكَفَنِ خَيْرٌ؟ قالَتْ: ويْحَكَ! وما يَضُرُّكَ؟ قالَ: يا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، أرِينِي مُصْحَفَكِ؟ قالَتْ: لِمَ؟ قالَ: لَعَلِّي أُوَلِّفُ القُرْآنَ عليه؛ فإنَّه يُقْرَأُ غيرَ مُؤَلَّفٍ، قالَتْ: وما يَضُرُّكَ أيَّهُ قَرَأْتَ قَبْلُ؟ إنَّما نَزَلَ أوَّلَ ما نَزَلَ منه سُورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ، فِيهَا ذِكْرُ الجَنَّةِ والنَّارِ، حتَّى إذَا ثَابَ النَّاسُ إلى الإسْلَامِ نَزَلَ الحَلَالُ والحَرَامُ، ولو نَزَلَ أوَّلَ شَيءٍ: لا تَشْرَبُوا الخَمْرَ، لَقالوا: لا نَدَعُ الخَمْرَ أبَدًا، ولو نَزَلَ: لا تَزْنُوا، لَقالوا: لا نَدَعُ الزِّنَا أبَدًا، لقَدْ نَزَلَ بمَكَّةَ علَى مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وإنِّي لَجَارِيَةٌ ألْعَبُ: { بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } [ القمر: 46 ]، وما نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ والنِّسَاءِ إلَّا وأَنَا عِنْدَهُ، قالَ: فأخْرَجَتْ له المُصْحَفَ، فأمْلَتْ عليه آيَ السُّوَرِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4993 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كانت أمُّ المؤمنين عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها من أكثَرِ الصَّحابةِ عِلمًا، وكان التابعون يحرِصون على التلقِّي والأخذِ عنها، وكانت تُبَيِّنُ لهم الغامِضَ من الأمورِ.
وفي هذا الحَديثِ يروي التابعيُّ يُوسُفُ بْنُ مَاهَك أنَّه كان عند عائشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْها ذاتَ مَرَّةٍ، فجاءها رجُلٌ مِن أهلِ العِراقِ يَسْأَلُها: «أيُّ الكَفَنِ خَيرٌ؟» يَحتمِلُ أنْ يَكونَ سُؤالُه عن الكَمِّ، أو عنِ الكيفِ، يعني أبيَضَ أو غيرَه، وناعِمًا أو خشِنًا، أو عن النَّوعِ أنَّه قُطنٌ أو كَتَّانٌ مثلًا؟ فقالَت له مُتعجِّبةً: «وَيْحَك! وما يَضَرُّك؟» أي: أَيُّ شَيءٍ يَضُرُّك بعْدَ مَوتِك وسُقوطِ التَّكليفِ عنكَ في أيِّ كَفنٍ كُفِّنتَ؟
ثمَّ طلب منها الرَّجُلُ أن تُرِيَه مُصحَفَها، فسألَتْه عن السَّبَبِ، فقال: «لعلِّي أُؤلِّف»، أي: أُرتِّبَ القُرآنَ عليه؛ «فإنَّه يُقرأ غيرَ مؤلَّفٍ، فقالت: وما يَضُرُّكَ» أيَّ آياتِ القرآنِ قرَأتَ قبْلَ الأخرى.
ولعلَّ هذا العراقيَّ كان ممَّن أخَذَ بقِراءةِ ابنِ مَسعودٍ الذي لم يُوافِقْ على الرُّجوعِ عن قِراءتِه ولا على إعدامِ مُصحَفِه، وكان تَأليفُ مُصحَفِ العراقيِّ مُغايرًا لتَأليفِ مُصحفِ عُثمانَ؛ فلذلك جاءَ إلى عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها وسَألَ الإملاءَ مِن مُصْحفِها، ثمَّ قالت: «إنَّما نَزَلَ أوَّل ما نَزَل منه»، أي: مِن القُرآنِ «سُورةٌ من المُفَصَّلِ، فيها ذِكرُ الجنَّةِ والنَّارِ»، والثابِتُ أنَّ أوَّلُ ما نَزَل على الإطلاقِ سورةُ ( اقْرَأ )، وفيها ذِكْرُ الجنَّةِ والنَّارِ، «حتَّى إذا ثابَ»، أي: رَجَع «النَّاسُ إلى الإسلامِ» واطمَأنَّت نُفوسُهم عليه، وتَيقَّنوا أنَّ الجنَّةَ للمُطيعِ والنَّارَ للعاصي «نزَلَ الحَلالُ والحَرامُ»، فأشارتْ بذلك إلى الحِكمةِ الإلهيَّةِ في تَرتيبِ التَّنزيلِ، وأنَّه أوَّلُ ما نَزَل مِن القُرآنِ الدُّعاءُ إلى التَّوحيدِ، والتَّبشيرُ للمُؤمنينَ والمُطيعينَ بالجنَّةِ، والإنذارُ والتَّخويفِ للكافرينَ بالنَّارِ، فلمَّا اطمأنَّت النَّفوسُ على ذلكَ أُنزِلَت الأحكامُ؛ ولهذا قالَت: «وَلو نَزَلَ أوَّلَ شَيءٍ: لا تَشرَبوا الخَمرَ، لَقالوا: لا نَدَعُ الخَمْرَ أبَدًا، ولو نَزَلَ: لا تَزْنُوا، لَقالوا: لا نَدَعُ الزِّنَا أبَدًا»؛ وذلك لانطباعِ النُّفوسِ بالنُّفرةِ عَن تَركِ المَألوفِ، فتدَرَّج التنزيلُ والتشريعُ حتى استقَرَّ الإيمانُ في القلوبِ، فلمَّا امتلأت قلوبُهم بنورِ الإيمانِ نزل التحريمُ والتحليلُ والأحكامُ، فأسرع المؤمنون إلى تنفيذِ أوامِرِ اللهِ.
ثُمَّ قالَت عائِشةُ رضِيَ اللهُ عنها: «لَقَد نَزَلَ بمَكَّةَ» الوَحيُ «على مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وإنِّي لَجاريةٌ»، أي: طِفلةٌ صَغيرةٌ «أَلعَب: { بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } [ القمر: 46 ]»؛ إشارةً منها إلى تَقويةِ ما ظَهَرَ لها مِن الحِكمةِ المَذكورةِ، وهو تَقدُّمُ سُورةِ القَمرِ ولَيس فيها شَيءٌ مِن الأحكامِ على نُزولِ سُورة البَقرةِ والنِّساءِ مَع كَثرةِ اشتِمالِهما على الأحكامِ.

ثم قالت: «ما نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ والنِّسَاءِ إلَّا وأَنَا عِنْدَهُ» تَعني: بالمَدينةِ؛ لأنَّ دُخولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علَيها إنَّما كانَ بعْدَ الهِجرةِ، وأَرادَت بذلِك تَأخُّرَ نُزولِ الأحكامِ.

ثُمَّ أَخرَجت عائِشةُ رضِيَ اللهُ عنها للسَّائلِ العِراقيِّ المُصحَفَ، فأَمْلَتْ عليه آيَ السُورةِ، أي: آياتِ كُلِّ سُورةٍ.
وفي الحَديثِ: فضْلُ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضِيَ الله عنها، وعَظيمُ فِقهِها وعِلْمِها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
سنن أبي داودأن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فجاءت رسول الله صلى الله عليه
التمهيدعن خنساء بنت خدام الأنصارية أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فجاءت
صحيح البخاريعن خنساء بنت خذام الأنصارية أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فأتت
صحيح ابن ماجهأن رجلا منهم يدعى خذاما أنكح ابنة له فكرهت نكاح أبيها فأتت رسول
صحيح أبي داودأن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فجاءت رسول الله صلى الله عليه
صحيح البخاريأن امرأة من ولد جعفر تخوفت أن يزوجها وليها وهي كارهة فأرسلت إلى
صحيح ابن ماجهقال لي النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ علي فقرأت عليه بسورة النساء
صحيح ابن حبانقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي سورة
صحيح ابن خزيمةأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ عليه وهو على المنبر
صحيح ابن حبانقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي
صحيح أبي داوداقرأ علي النساء قال قلت أقرأ عليك وعليك أنزل
صحيح الترمذيأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ عليه وهو على المنبر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب