حديث لما كان ليلة من الليالي قال عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي قلت والله

أحاديث نبوية | الترغيب والترهيب | حديث عائشة أم المؤمنين

«لمَّا كان ليلةٌ من اللَّيالي قال عائشةُ ذريني أتعبَّدُ اللَّيلةَ لربِّي قلتُ واللهِ إنِّي أحبُّ قُربَك وأحبُّ ما يسُرُّك قالت فقام فتطهَّر ثمَّ قام يُصلِّي (قالت فلم يزلْ يبكي حتَّى بلَّ حجرَه قالت وكان جالسًا فلم يزلْ يبكي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى بلَّ لِحيتَه قالت ثمَّ بكَى حتَّى بلَّ الأرضَ فجاء بلالٌ يُؤذِنُه بالصَّلاةِ فلمَّا رآهُ يبكي قال يا رسولَ اللهِ تبكي وقد غفر اللهُ لك ما تقدَّم من ذنبِك وما تأخَّر قال أفلا أكونُ عبدًا شكورًا لقد نزلتْ عليَّ اللَّيلةَ آيةٌ ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكَّرْ فيها { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... }»

الترغيب والترهيب
عائشة أم المؤمنين
المنذري
[إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

الترغيب والترهيب - رقم الحديث أو الصفحة: 2/316 -

شرح حديث لما كان ليلة من الليالي قال عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي قلت


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

دخَلْتُ أنا وعُبيدُ بنُ عُميرٍ على عائشةَ فقالت لِعُبيدِ بنِ عُميرٍ : قد آن لك أنْ تزورَنا فقال : أقولُ يا أمَّهْ كما قال الأوَّلُ : زُرْ غِبًّا تزدَدْ حُبًّا قال : فقالت : دعُونا مِن رَطانتِكم هذه قال ابنُ عُميرٍ : أخبِرينا بأعجَبِ شيءٍ رأَيْتِه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : فسكَتَتْ ثمَّ قالت : لَمَّا كان ليلةٌ مِن اللَّيالي قال : ( يا عائشةُ ذَرِيني أتعبَّدِ اللَّيلةَ لربِّي ) قُلْتُ : واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَك وأُحِبُّ ما سرَّك قالت : فقام فتطهَّر ثمَّ قام يُصَلِّي قالت : فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ حجرَه قالت : ثمَّ بكى فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ لِحيتَه قالت : ثمَّ بكى فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ الأرضَ فجاء بلالٌ يُؤذِنُه بالصَّلاةِ فلمَّا رآه يبكي قال : يا رسولَ اللهِ لِمَ تَبكي وقد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم وما تأخَّر ؟ قال : ( أفلا أكونُ عبدًا شكورًا لقد نزَلَتْ علَيَّ اللَّيلةَ آيةٌ، ويلٌ لِمَن قرَأها ولم يتفكَّرْ فيها { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ } [ آل عمران: 190 ] ) الآيةَ كلَّها
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم: 620 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم



شُكرُ اللهِ سُبحانَه يَكونُ بطُرُقٍ كَثيرةٍ، بالأقوالِ والأفعالِ، والعَبدُ الوَرِعُ التَّقيُّ يَزيدُ شُكرُه للهِ كُلَّما ازدادَتِ النِّعَمُ عليه، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُدوةَ في الشُّكرِ والعِبادةِ، مع عِلْمِه بنِعمةِ اللهِ عليه بغُفرانِ ما تَقدَّمَ مِن ذُنوبِه وما تأخَّرَ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ التابِعيُّ عَطاءُ بنُ أبي رَباحٍ: "دَخَلتُ أنا وعُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ على عائِشةَ" لِزِيارَتِها وسُؤالِها "فقالت لِعُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ: قد آنَ لكَ أنْ تَزورَنا" وكأنَّها تَعتِبُ عليه عَدَمَ زِيارَتِه لها، "فقال: أقولُ يا أُمَّه كما قال الأُوَلُ: زُرْ غِبًّا" والغِبُّ أصلُه أنْ يَرِدَ الإبِلُ الماءَ يَومًا وتَدَعَه يَومًا؛ فالمُرادُ: زُرْ أخاكَ وَقتًا بَعدَ وَقتٍ، "تَزدَدْ حُبًّا"؛ وذلك لِأنَّ الإكثارَ مِنَ الزِّيارةِ يُمِلُّ، والإقلالَ منها مُخِلٌّ، "فقالت: دَعونا مِن رَطانَتِكم هذه" تَقصِدُ الكَلامَ المَسجوعَ، والزِّيارةُ مَطلوبةٌ؛ لِمَا فيها مِنَ التَّوادِّ والتَّحابُبِ؛ فالصَّديقُ المُلاطِفُ لا تَزيدُه كَثرةُ الزِّيارةِ إلَّا مَحبَّةً، بخِلافِ غَيرِه، أمَّا التَّقليلُ مِنَ الزِّيارةِ فقيل: إنَّه مَخصوصٌ بمَن يَزورُ لِطَمَعٍ، وإنَّ النَّهيَ عن كَثرةِ مُخالَطةِ الناسِ مَخصوصٌ بمَن يَخشى الفِتنةَ أوِ الضَّرَرَ؛ لِأنَّ هذا اللَّفظَ الذي ذَكَرَه عُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ ( زُرْ غِبًّا تَزدَدْ حُبًّا ) إنَّما هو مِن كَلامِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما أخرَجَ الطَّيالِسيُّ والطَّبَرانيُّ في الأوسَطِ.
"قال ابنُ عُمَيرٍ: أخبِرِينا بأعجَبِ شَيءٍ رأيتِه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" وهذا السُّؤالُ لِلتَّعلُّمِ والاقتِداءِ، "فسَكَتتْ" تُفكِّرُ في أحوالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكُلُّها عَجيبةٌ وصالِحةٌ لِلاقتِداءِ بها، ولكِنَّها فَكَّرتْ في أعجَبِ شَيءٍ مِن وِجهةِ نَظَرِها "ثم قالت: لَمَّا كان لَيلةٌ مِنَ اللَّيالي" التي كان فيها عِندي "قال: يا عائِشةُ، ذَريني" اترُكيني "أتَعبَّدُ اللَّيلةَ لِرَبِّي" بالصَّلاةِ والقيامِ، وهذا مِن آدابِ الزَّوجيَّةِ أنْ يَستأذِنَ كُلُّ طَرَفٍ مِنَ الآخَرِ إذا أرادَ الانشِغالَ بأمْرٍ مُهِمٍّ لِلتَّعبُّدِ أوِ الذِّكرِ أو غَيرِ ذلك، "قُلتُ: واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ قُربَكَ" حين تَكونُ بجِواري "وأُحِبُّ ما سَرَّكَ" فأُحِبُّ كُلَّ أمْرٍ يَجعلُكَ مَسرورًا "قالت: فقامَ فتَطهَّرَ" تَوضَّأ "ثم قامَ يُصلِّي" قِيامَ اللَّيلِ "فلم يَزَلْ يَبكي حتى بَلَّ حِجرَه" والحِجرُ طَرَفُ الثَّوبِ، "ثم بَكى فلم يَزَلْ يَبكي حتى بَلَّ لِحيَتَه" ورَطَّبَ شَعرَ لِحيَتِه بالدُّموعِ "ثم بَكى فلم يَزَلْ يَبكي حتى بَلَّ الأرضَ" حتى نَزَلتْ دُموعُه على الأرضِ وبَلَّلتْها بَعدَ أنْ بَلَّلتْ لِحيَتَه وثيابَه، وهذا كِنايةٌ عن كَثرةِ الدُّموعِ والخُشوعِ والخَوفِ مِنَ اللهِ، "فجاءَ بِلالٌ يُؤْذِنُه بالصَّلاةِ" وهي صَلاةُ الفَجرِ؛ لِيَسمَحَ له بالإقامةِ والبَدءِ في صَلاةِ الجَماعةِ "فلَمَّا رآه يَبكي قال: يا رَسولَ اللهِ، لِمَ تَبكي وقد غَفَرَ اللهُ لكَ ما تَقدَّمَ وما تأخَّرَ؟" فكأنَّ بِلالًا ظَنَّ أنَّ سَبَبَ تَحمُّلِه المَشقَّةَ في العِبادةِ أنَّه إنَّما يَعبُدُ اللهَ خَوفًا مِنَ الذُّنوبِ، وطَلَبًا لِلمَغفِرةِ والرَّحمةِ، فمَن تَحقَّقَ أنَّه غُفِرَ له لا يَحتاجُ إلى ذلك، فأفادَهم بأنَّ هناك طَريقًا آخَرَ لِلعِبادةِ، وهو الشُّكرُ على المَغفِرةِ؛ فقال: "أفلا أكونُ عَبدًا شَكورًا"، أي: كيف لا أشكُرُه وقد أنعَمَ علَيَّ وخَصَّني بخَيرَيِ الدَّارَيْنِ؟! فمَن عَظُمتْ عليه نِعَمُ اللهِ، وَجَبَ عليه أنْ يَتلقَّاها بعَظيمِ الشُّكرِ، وخُصوصًا أنبياءَه وصَفوَتَه مِن خَلْقِه، الذين اختارَهم، وخَشيةُ العِبادِ للهِ على قَدرِ عِلمِهم به، ثم قال: "لقد نَزَلتْ علَيَّ الليلةَ آيةٌ، وَيلٌ لِمَن قَرأها ولم يَتفَكَّرْ فيها { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [ آل عمران: 190 ]"، أي: فيها دَلالاتٌ على قُدرةِ اللهِ عزَّ وجلَّ يُدرِكُها أصحابُ العُقولِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الترغيب والترهيبأنه كان لهم جرين فيه تمر وكان مما يتعاهد فيجده ينقص فحرسه ذات
الترغيب والترهيبعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال يؤتى الرجل في قبره
الترغيب والترهيبإن آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت
الترغيب والترهيبما عمل آدمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله تعالى قيل
الترغيب والترهيبليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس
الترغيب والترهيبعن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض
حلية الأولياءإني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا إلاحرم على النار لا إله
الترغيب والترهيبإني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه فيموت على ذلك إلا
الترغيب والترهيبجددوا إيمانكم قيل يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا قال أكثروا من قول
الترغيب والترهيبمن قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غرس
الترغيب والترهيبعدهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يدي أو في يده قال
الترغيب والترهيباستكثروا من الباقيات الصالحات قيل وما هن يا رسول الله قال التكبير والتهليل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب