حديث أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خطب خطبة فأطالها وذكر فيها أمر

أحاديث نبوية | التوحيد لابن خزيمة | حديث أبو سعيد الخدري أو جابر بن عبدالله

«أنَّ نبيَّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خطبَ خطبةً فأطالَها وذَكرَ فيها أمرَ الدُّنيا والآخرةِ فذَكرَ أنَّ أوَّلَ ما هلَك بنو إسرائيلَ أنَّ امرأةَ الفقيرِ كانت تُكلِّفُه منَ الثِّيابِ أوِ الصِّبغِ أو قال منَ الصِّيغةِ ما تُكلِّفُ امرأةُ الغنيَّ فذَكرَ امرأةً من بني إسرائيلَ كانت قصيرةً واتَّخذت رِجلينِ من خشبٍ وخاتمًا لهُ غلقٌ وطبقٌ وحشتهُ مسكًا وخرجت بينَ امرأتينِ طويلتينِ أو جسيمتينِ فبعثوا إنسانًا يتَّبعُهم فعرفَ الطَّويلتينِ ولم يعرف صاحبةَ الرِّجلينِ من خشبٍ وذَكرَ فيها أيضًا آخرَ أَهلِ النَّارِ خروجًا منَ النَّارِ وأنَّهُ يرى شجرةً فيسألُ أن يجعلَ تحتَها فيقالُ لهُ لعلَّكَ تسألُ غيرَها فيواثَقُ أن لا يسألَ غيرَها ثمَّ يرى أخرى فيسألُ أن يؤذنَ فيها فيقالُ ألم تواثقني أن لا تسألَ غيرَ الَّذي أعطيتُك فيواثقُ أيضًا أن لا يسألَ غيرَها ثمَّ يسألُ»

التوحيد لابن خزيمة
أبو سعيد الخدري أو جابر بن عبدالله
ابن خزيمة
[أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]

التوحيد لابن خزيمة - رقم الحديث أو الصفحة: 758/2 -

شرح حديث أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خطب خطبة فأطالها وذكر فيها


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كانَتِ امْرَأَةٌ مِن بَنِي إسْرائِيلَ قَصِيرَةٌ تَمْشِي مع امْرَأَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، فاتَّخَذَتْ رِجْلَيْنِ مِن خَشَبٍ، وخاتَمًا مِن ذَهَبٍ مُغْلَقٌ مُطْبَقٌ، ثُمَّ حَشَتْهُ مِسْكًا، وهو أطْيَبُ الطِّيبِ، فَمَرَّتْ بيْنَ المَرْأَتَيْنِ، فَلَمْ يَعْرِفُوها، فقالَتْ بيَدِها هَكَذا، ونَفَضَ شُعْبَةُ يَدَهُ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2252 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



فِتنةُ النِّساءُ أعظَمُ الفِتنِ مَخافةً على العبادِ، وقدْ زُيِّن للنَّاسِ حُبُّ الشَّهواتِ، وقُدِّمَت شَهوةُ النِّساءِ على جَميعِ الشَّهواتِ؛ لأنَّ المِحنةَ بهنَّ أعظَمُ المِحنَ على قَدْرِ الفِتنةِ بهنَّ، فيَنْبغي للمؤمنِ الاعتصامُ باللهِ، والرَّغبةُ إليه في النَّجاةِ مِن فِتنتِهنَّ، والسَّلامةِ مِن شَرِّهنَّ.
وفي هذا الحديثِ يَحكي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ امْرأةً قَصيرةً مِن بني إسرائيلَ كانت تَمشي معَ امرأتَينِ طوِيلتَينِ، والمرادُ: أنَّها إذا مَشتْ معَ صاحبِتَيْها الطَّويلتينِ بانَ قِصرُها، فلَبِستْ في قدَمَيها رِجلَينِ مُزوَّرتينِ من خَشبٍ، أو اتَّخذتْ كعبَينِ طَويلينِ عاليَينِ لنَعلَيْها، فكأنَّهما لطُولِهما رِجلانِ؛ وذلِك حتَّى تكونَ طويلةً مِثلَهما؛ فلا يَتفاضلانِ ولا يَتميَّزانِ ولا يَتباهيانِ عَلَيها، واتَّخَذت خاتمًا مِن ذَهبٍ، وجَعَلَت هذا الخاتمَ مُغلَقًا مُطْبَقًا، أي: جعَلَتْ له غَلَقًا، والمطْبَقُ هو الَّذي دَاخلُه فارغٌ، ثمَّ وَضَعَتْ داخلَ الخاتمِ مِسْكًا وأحكَمتْهُ وأغلَقتْ عليهِ، والمسكُ أفضلُ الطِّيبِ وأطيبُه وأحسَنُه، وحَقيقةُ المِسكِ دمٌ يَجتمِعُ في سُرَّةِ الغَزالِ إلى وَقتٍ مَعلومٍ مِن السَّنةِ، وعندَ حُصولِه تَمرَض الظِّباءُ، فيَتساقطُ منها فيُؤخَذ ويُستعمَلُ طِيبًا.

فمَرَّت تلكَ المرأةُ بيْن المرأتينِ الطَّويلتينِ وهي لابسةٌ للرِّجْلِ الخشبِ والخاتمِ، فلم يَعرِفاها؛ لأنَّها غيَّرتْ هيئتَها وطال جِسمُها بالرِّجلَينِ المزوَّرتَينِ، «فقالتْ بِيدِها هَكذا»، أي: وعندَ مُرورِها عليهنَّ أشارتْ بيَدِها الَّتي فيها الخاتمُ المحشُوُّ مِسكًا وحرَّكتْها بعْدَ أنْ فَتَحَتْه، ففاحَ ريحُ المسكِ، وكأنَّها تَتفاضَلُ عليهِما، قال الرَّاوي -وهو أبو أُسامةَ حمَّادُ بنُ أُسامةَ-: «ونَفَضَ شُعبةُ يدَه»، أي: حَاكى شُعبةُ حرَكةَ اليدِ كما فعَلَت المرأةُ.
وفي روايةٍ لأحمدَ: «فكانتْ إذا مرَّتْ بالمجلسِ حَرَّكتْه، فنَفَخَ رِيحُه»، أي: إذا مرت بمجالِسِ النَّاسِ والرِّجالِ تَعمَّدتْ تَحريكَ الخاتمِ ليَفوحَ رِيحُه، فيَشَمَّه الناسُ، فتَنجذِبَ الأنظارُ إليها، كأنَّها تَتفاخَرُ على قَرِينتَيها اللَّتين معها.
ولهذا الحَديثِ رِوايةٌ أخرى أطولُ مِن هذِه، أخرَجَها أحمدُ في مُسنَدِه، وفي أوَّلِها التَّحذيرُ مِن فِتنة الدُّنيا وفِتنة النِّساءِ خاصَّةً، وفيها قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ الدُّنيا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فاتَّقوها واتَّقوا النِّساءَ»، أي: فاحْذُروا الدُّنيا وخافوا الوقوعَ في فِتنتِها، ومِن أشدِّ فِتنِها النِّساءُ، فاحْذَروا فِتنةَ النِّساءِ خاصَّةً، واحذَروا أنْ تَميلوا إلى النِّساءِ بالحَرامِ، أو تَنْساقُوا وراءَ النِّساءِ وفِتنَتِهنَّ، ثمَّ ذَكَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قِصَّةَ النِّسوةِ الثَّلاثِ، وكيف تَفنَّنتْ إحداهنَّ في إظهارِ مَفاتنِها وإغواءِ النَّاسِ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على مُلازمَةِ التَّقوَى، وعَدمِ الانْشِغالِ بظَواهرِ الدُّنيا وزِينَتِها.

وفيه: بَيانُ فَضلِ المِسكِ على سائرِ الطِّيبِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح دلائل النبوةأن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لبث عشر سنين يتبع
الأحكام الشرعية الصغرىأصبت عمي ومعه راية فقلت أين تريد فقال بعثني رسول الله صلى الله
التوحيد لابن خزيمةيوضع الصراط بين ظهراني جهنم عليه حسك السعدان ثم يستجيز الناس فناج مسلم
التوحيد لابن خزيمةإني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه فيموت على ذلك إلا
الأحكام الشرعية الصغرىأنهم قالوا يا رسول الله إن هنا أقواما حديثو عهدهم بشرك يأتونا بلحمان
التوحيد لابن خزيمةأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو اللهم لك الحمد أنت نور
التوحيد لابن خزيمةقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معاذ قلت لبيك يا
حلية الأولياءلا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود
حلية الأولياءما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة إلا وهو يتعوذ من
حلية الأولياءكنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة
حلية الأولياءدخلت إلى فاطمة بنت قيس فسألتها عن حديثها فأخبرتني وقربت إلي رطبا ثم
حلية الأولياءصدقتك على المسلمين صدقة وعلى ذي الرحم صدقة وصلة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب