شرح حديث إن الرحم معلقة بالعرش
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
إنَّ الرَّحِمَ شَجْنةٌ متمسِّكةٌ بالعَرْشِ، تكلَّم بلسان ذَلْقٍ: اللهم صِلْ مَن وصَلَني، واقطَعْ مَن قطَعَني.
فيقولُ اللهُ تبارَكَ وتعالى: أنا الرحمنُ الرحيمُ، وإنِّي شقَقْتُ للرَّحِمِ مِن اسمي، فمَن وصَلَها وصَلتُه، ومَن بتَكَها بتَكتُه.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الهيثمي
| المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 8/153 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
حثَّ الشَّرعُ على صِلَةِ الرَّحمِ، وجعَلَ لها أجْرًا كبيرًا، وبيَّنَ شأْنَها العظيمَ عندَ
اللهِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ الرَّحِمَ شِجْنَةٌ"، والشِّجْنةُ- بكَسرِ الشِّينِ وضَمِّها كذلك- في الأصلِ: عُروقُ الشَّجرِ المُشتَبِكةُ، والمُرادُ بها: القَرابةُ المُشتبِكةُ كاشتِباكِ العُروقِ، "مُتمسِّكةٌ بالعرشِ، تَكلَّمُ بلِسانٍ ذَلِقٍ"،
أي: تتكلَّمُ بلِسانٍ فَصيحٍ طَلقٍ، وتقولُ: "اللَّهُمَّ صِلْ مَن وَصَلني"،
أي: أعْطِه الرَّحمةَ والإحسانَ والإنعامَ، "واقطَعْ مَن قَطَعني"، وهذا دُعاءٌ عليه بأنْ يَقطَعَ
اللهُ عنه الرَّحمةَ والإحسانَ والإنعامَ، "فيقولُ
اللهُ تَباركَ وتعالى: أنا الرَّحمنُ الرَّحيمُ، وإنِّي شقَقْتُ للرَّحِمِ مِن اسْمي"، والمُرادُ مِنها هنا: أنَّها مُشتقَّةٌ مِن اسمِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، فكأنَّها مُشتبِكةٌ بمعاني الرَّحمةِ به اشتِباكَ العُروقِ؛ لكَونِها مِن أصلٍ لغويٍّ ومعنويٍّ واحدٍ، والمعنى: أنَّها أثَرٌ مِن آثارِ رَحمتِه، مُشتبِكةٌ بها، "فمَن وصَلَها وصَلْتُه"،
أي: مَن أحسَنَ إلى أهْلِه وذوِي رَحِمِه، ورفَقَ بهم، وداوَمَ على الاتِّصالِ بهم؛ أحسنْتُ إليه، ورفَقْتُ به، وأنعَمْتُ عليه، "ومَن بتَكَها بتَكْتُه"،
أي: ومَن أعرَضَ عنها، ونقَضَ لُحمَتَها، وقطَعَها؛ قطَعَ
اللهُ عنه الرَّحمةَ والإحسانَ والإنعامَ، وأعرَضَ عنه، وهذا تَحذيرٌ شَديدٌ مِن القطيعةِ.
والرَّحِمُ نوعانِ: عامَّةٌ، وخاصَّةٌ؛ فالعامَّةُ: رَحِمُ الدِّينِ، وتجِبُ صِلَتُها بالتَّوادِّ والتَّناصُحِ والعدْلِ والإنصافِ، وأمَّا الرَّحِمُ الخاصَّةُ فتَزيدُ بالنَّفقةِ على القَريبِ، وتَفقُّدِ أحوالِهم، والتَّغافُلِ عن زَلَّاتِهم، وتَتفاوَتُ مَراتبُ استِحقاقِهم في ذلك.
وفي الحديث: بيانُ أهميةِ صلةِ الأرحامِ، والتَّحذيرُ مِن قطْعِها .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم