حديث أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه وكتب لك التوراة بيده فكم تجد

أحاديث نبوية | لوائح الأنوار السنية | حديث عبدالله بن عمر

«إنَّ موسَى قال : يا ربِّ أرِنا آدمَ الذي أخرجَنا من الجنةِ بخطيئتِه فقال موسَى يا آدمُ أنت أبو البشرِ خلقَك اللهُ بيدِه ، ونفخ فيك من رُوحِه وأسجد لك ملائكتَه لماذا أخرجتْنا ونفسَك من الجنةِ ؟ فقال له آدمُ : أنت موسَى الذي اصطفاك اللهُ بكلامِه وكتب لك التوراةَ بيدِه فكم تجد فيها مكتوبًا وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } قبل أنْ أُخلقَ ؟ قال بأربعينَ سنةً . قال : أتلومُني على أمرٍ قد قدِّرَ عليَّ قبل أنْ أُخلقَ بأربعينَ سنةً ، قال : فحجَّ آدمُ موسَى»

لوائح الأنوار السنية
عبدالله بن عمر
السفاريني الحنبلي
إسناده جيد

لوائح الأنوار السنية - رقم الحديث أو الصفحة: 2/115 - أخرجه ابن النجار في ذيله على ((تاريخ بغداد)) (16/ 203)، وابن عساكر كما في ((تاريخ دمشق)) كما في ((جمع الجوامع)) للسيوطي (422) باختلاف يسير.

شرح حديث إن موسى قال يا رب أرنا آدم الذي أخرجنا من الجنة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

احتجَّ آدمُ وموسى عندَ ربِّهما فحجَّ آدمُ موسى عليهما السَّلامُ فقالَ موسى أنتَ الَّذي خلقَكَ اللَّهُ بيدِهِ ونفخَ فيكَ من روحِهِ وأسجدَ لكَ ملائكتَهُ وأسكنكَ جنَّتَهُ ثمَّ أهبطتَ النَّاسَ بخطيئتِكَ إلى الأرضِ قالَ آدمُ أنتَ موسى الَّذي اصطفاكَ اللَّهُ برسالاتِهِ وكلامِهِ وأعطاكَ الألواحَ فيها تبيانُ كلِّ شيءٍ وقرَّبَكَ اللَّهُ نجيًّا فبكم وجدتِ التَّوراةُ قبلَ أن أخلقَ قالَ موسى بأربعينَ عامًا قالَ آدمُ فهل وجدتَ فيها { وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } [ طه: 121 ]؟ قالَ نعم قالَ أفتلومني أن أعملَ عملًا كتبَهُ اللَّهُ عليَّ أعملُهُ بعلمِهِ قبلَ أن يخلقَني بأربعينَ سنةً قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فحجَّ آدمُ موسى
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البيهقي
| المصدر : الاعتقاد للبيهقي
الصفحة أو الرقم: 101 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري ( 6614 )، ومسلم ( 2652 )، والبيهقي في ( (الاعتقاد )) ( ص98 ) واللفظ له



أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بكثيرٍ من أُمورِ الغَيبِ ممَّا علَّمَه اللهُ تعالى وأخبَرَه به؛ لِتَثبيتِ العَقيدةِ الصَّحيحةِ في النُّفوسِ، كما في هذا الحديثِ، حيث يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "احتجَّ آدمُ وموسى"، أي: أتى كلٌّ منهما بحُجَّةٍ على ما يقول؛ وذلك "عندَ ربِّهما"، أي: عندَما الْتقَتْ أرواحُهما في السَّماءِ، فوقَعَ الحِجاجُ بيْنهما، ويَحتمِلُ أنَّ ذلك جَرى في حياةِ مُوسى؛ حيث سأَلَ اللهَ تعالى أنْ يُرِيَه آدَمَ، والأوْلى تفويضُ كيفيةِ ذلك إلى الله، قال: "فحجَّ آدمُ موسى عليهما السلامُ"، أي: غلَب، آدمُ موسى، بالحُجَّةِ في دَفْع اللَّومِ الآتي، "قال موسى: أنت الذي خَلَقَك اللهُ بيدِه، ونَفَخَ فيك من رُوحِهِ، وأسجَدَ لك ملائكتَه، وأسْكنَك جنَّتَه، ثم أهبطتَ الناسَ بخَطيئتِك إلى الأرض" يلومُ مُوسى عليه السَّلامُ آدَمَ عليه السَّلامُ، أنَّه كان السَّببَ في الإخراجِ من الجنَّةِ الَّتي أسْكنَهُ اللهُ فيها بعدَ أنْ كرَّمه اللهُ بهذه الأمور، وإنَّما وقَعَ اللَّوْمُ على المُصيبةِ التي أخرجتْ أولادَه من الجنَّةِ، لا على الذَّنبِ الذي هو الأكلُ مِن الشَّجرةِ، "قال آدمُ: أنت موسى الذي اصطَفاك اللهُ برِسالاتِهِ وكلامِهِ، وأعطاك الألواحَ فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ"، أي: اختارَكَ على النَّاسِ برِسالتِه؛ وأعطاكَ أسفَارَ التَّوراةِ، وميَّزك بكلامِهِ من غير حِجابٍ، "وقرَّبك اللهُ نَجِيًّا"، أي: قرَّبك واختصَّك بكلامِهِ دون واسطةٍ، "فبكَمْ وُجدَتِ التوراةُ قبلَ أنْ أُخلقَ؟"، أي: بكَم سَنَةٍ قبل أن أُخلقَ، كتَبَ اللهُ التوراةَ وما فيها؟ "قال موسى: بأربعين عامًا، قال آدمُ: فهل وجدْتَ فيها { وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } [ طه: 121 ]؟"، أي: هل وجدْتَ ذلك مكتوبًا في التوراةِ، وهي مكتوبةٌ قبل خَلْقي؟ "قال: نعم، قال: أفتلومُني أنْ أعملَ عملًا كتَبَه اللهُ عليَّ أعْمَلُه بعِلمِه قبلَ أنْ يخلُقَني بأربعين سَنةً؟!"، أي: تَلُومني على أمرٍ قُدِّرَ عليَّ قبل أن أُخلَقَ، وحَكَمَ اللهُ بأنَّ ذلك كائنٌ لا محالةَ؛ لعِلمِه السَّابق؟ لقد أكلْتُ من الشَّجرةِ، وتاب اللهُ عليَّ، وكان قضاءُ الله وقدَرُه أنَّ آدمَ سينزلُ الأرضَ كما في قوله تعالى: { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } [ البقرة 30 ]، "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فحَجَّ آدَمُ موسى"، أي: غلَبَه بالحُجَّةِ، وظَهَر عليه بها وأسْكَتَه، وأَلْزَمَهُ أَنَّ قَضَاءَ اللهِ عزَّ وجلَّ نَافِذٌ على العَبْدِ لا يُنْجِيهِ منه شَيءٌ، وهذا تقريرٌ لما سبَقَ وتأكيدٌ له.
ولم يَكُنْ آدمُ عليه السلامُ مُحتجًّا على فِعلِ ما نُهِيَ عنه بالقدَرِ، بل هو احتجاجٌ بالقَدَر على المصيبةِ الناتجةِ من فِعْلِهِ، وهي الخروجُ من الجنَّةِ؛ فالقدَرُ يُحتجُّ به على المصائبِ لا على المعائبِ، ولو أنَّ موسى عليه السَّلامُ لامَ آدَمَ على الذَّنبِ لأجابَه: إنَّني أذنبتُ فتُبتُ، فتابَ اللهُ عليَّ، ولقال له: أنتَ يا موسى أيضًا قَتلتَ نفْسًا، وألقيتَ الألواحَ إلى غيرِ ذلك، إنما احتجَّ موسى بالمُصيبةِ فحَجَّه آدَمُ عليه السَّلامُ بالقَدَرِ، وإذا كانتِ المعصيةُ بعدَ التوبةِ منها؛ فإنَّها تُعتبرُ من المصائبِ، فما قدِّر من المصائبِ يجِبُ الاستسلامُ له، فإنَّه من تمامِ الرضا بالله ربًّا، وأمَّا الذنوُب فليس للعبد أن يُذنِبَ، وإذا أذنب فعليه أن يستغفِرَ ويتوبَ، فيتوبَ من المعائبِ، ويَصبِرَ على المصائبِ.
قال تعالى: { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ } [ غافر: 55 ]، وليس لأحدٍ أنْ يَحتجَّ بالقَدَرِ على فِعلِ الذنوب والآثامِ؛ فإنَّ هذا لو كان مقبولًا لاحتَجَّ كلُّ مَن أرادَ قتْلَ النُّفوسِ وأخْذَ الأموالِ، وسائرَ أنواعِ الفسادِ في الأرضِ، واحتجَّ بالقَدَرِ، ونفْسُ المحتجِّ بالقدَرِ إذا اعتُدِيَ عليه، واحتجَّ المُعتدِي بالقدَرِ لم يَقْبَلْ منه، بل يتناقضُ، وتناقُضُ القولِ يدلُّ على فَسادِه؛ فالاحتجاجُ بالقدَرِ معلومُ الفسادِ في بَدائِهِ العُقولِ.
وفي الحَديثِ: المناظَرةُ في أُصولِ الدِّيانةِ، وإقامةُ الدَّليلِ على الصَّحيحِ منها.
وفيه: إثباتُ صِفةِ الكلامِ للهِ تعالى، وذلك على ما يَليقُ بكَمالِه وجَلالِه( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
لوائح الأنوار السنيةتوضع الموازين يوم القيامة فيؤتى بالرجل فيوضع في كفة ويوضع ما أحصي عليه
لوائح الأنوار السنيةفاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفأ أترونها للمتقين ولكنها للمذنبين الخطائين المتلوثين
شرح كتاب الشهابكثرة الضحك تميت القلب
شرح كتاب الشهاببعثت بالحنيفية السمحة ومن خالف سنتي فليس مني
عون المعبودذكرنا علي صلاة كنا نصليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إما
معالم التنزيل (تفسير البغوي)عمن صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف
شرح البخاري لابن بطالالسلام عليكم دار قوم مؤمنين
أوهام الجمع والتفريقأنزل القرآن على سبعة أحرف
شرح ثلاثيات المسندوإذا قام من عنده فلا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج
شرح ثلاثيات المسندرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بسوق ذي المجاز على بعير وعليه
شرح ثلاثيات المسندمن سد فرجة في الصف غفر له
شرح ثلاثيات المسندصيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وإفطاره


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب