حديث إن أقر لي بها خصمته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

أحاديث نبوية | المتجر الرابح | حديث زيد بن أرقم

«أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلٌ من اليهودِ فقال: يا أبا القاسمِ ألستَ تزعمُ أنَّ أهلَ الجنَّةِ يأكلون ويشربون؟ ويقولُ لأصحابِه: إنْ أقرَّ لي بها خصمتُه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: بلى والذي نفسُ محمدٍ بيدِه إنَّ أحدَهم ليُعطى قوةَ مائةِ رجلٍ في المطعمِ والمشربِ والشهوةِ والجماعِ. فقال له اليهوديُّ: فإنَّ الذي يأكلُ ويشربُ تكونُ له الحاجةُ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: حاجتُهم عرَقٌ يفيضُ مِن جلودِهم مثلَ المسكِ فإذا البطنُ قد ضَمرَ»

المتجر الرابح
زيد بن أرقم
الدمياطي
إسناده صحيح

المتجر الرابح - رقم الحديث أو الصفحة: 351 - أخرجه أحمد (19288)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11478)

شرح حديث أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فقال يا أبا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ الرَّجُلَ مِن أهلِ الجنَّةِ يُعطى قوَّةَ مِئةِ رَجُلٍ في الأكلِ والشُّربِ والشَّهْوةِ والجِماعِ، فقال رَجُلٌ مِن اليهودِ: فإنَّ الذي يَأكُلُ ويَشرَبُ تَكونُ له الحاجةُ؟ قال: فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: حاجةُ أحَدِهم عَرَقٌ يَفيضُ مِن جِلدِه، فإذا بَطنُه قد ضَمُرَ.

الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 19314 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه النسائي في ( (السنن الكبرى )) ( 11478 )، وأحمد ( 19314 ) واللفظ له



الدُّنيا بما فيها عَرَضٌ زائلٌ، والنَّعيمُ الكاملُ والدَّائمُ لا يكونُ إلَّا في الآخِرةِ؛ فاللهُ سُبحانَه يُجزِلُ العَطاءَ والمثوبةَ لعِبادِهِ الطَّائِعينَ في الجنَّةِ، ويُعطيهم اللهُ مِن الجَمالِ والقوَّةِ ما يتَلذَّذونَ به بالنَّعيمِ أضْعافًا مُضاعَفةً، ولا وجْهَ للمُقارَنةِ بيْنَ نَعيمِ الدُّنيا ونَعيمِ الآخِرةِ، كما يُبيِّنُ هذا الحَديثُ؛ حيثُ يقولُ زيدُ بنُ أرقَمَ رضِيَ اللهُ عنه: "قال لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ الرَّجُلَ من أهْلِ الجَنَّةِ يُعطى قُوةَ مِئةِ رَجُلٍ في الأكْلِ والشُّربِ"، فيَأكُلونَ ويَشرَبونَ تَنعُّمًا، لا عن جُوعٍ، ولا عَطَشٍ، فيَتنعَّمونَ تنعُّمًا لا آخِرَ له على هَيئةِ نَعيمِ الدُّنيا، لكِنْ لا نِسْبةَ بيْنَهما في اللَّذَّةِ والنَّفاسةِ، "والشَّهْوةِ" وهي كُلُّ ما يُشْتَهى من كُلِّ أنْواعِ المَرْغوباتِ "والجِماعِ" فيُعْطى قُوَّةَ مِئةِ رَجُلٍ في مُعاشَرةِ النِّساءِ، وفي هذا كِنايةٌ عن كَثرةِ عَدَدِ النِّساءِ الَّتي يُجامِعُها، وقيلَ: هو كِنايةٌ عن عَدَدِ مرَّاتِ الجِماعِ، وهذه النِّعَمُ زادَ اللهُ المُؤمِنَ قُوَّةً في تَناوُلِها والتَّنعُّمِ بها؛ لأنَّها مَحِلُّ الفِتْنةِ والحِرْمانِ في الدُّنيا، جعَلَ اللهُ لِمَن يَتَّقيهِ في الدُّنيا ما يُقابِلُها في الجنَّةِ مِن الأجْرِ والثَّوابِ عِوَضًا عنها؛ حيثُ أعطاهُ هذه القُوَّةَ العظيمةَ؛ ليتمتَّعَ المُتْعةَ الكامِلةَ بنَعيمِ الجَنَّةِ.
"فقالَ رَجُلٌ من اليَهودِ: فإنَّ الَّذي يَأكُلُ ويَشرَبُ تَكونُ له الحاجةُ؟" كِنايةٌ عن الخارِجِ من السَّبيلينِ من البَولِ والغائِطِ، وهذا استِفْهامُ تَعجُّبٍ فأين يُخرِجُ فَضَلاتِهِ وهو من الأذى الَّذي لا يَتَناسَبُ مع نَعيمِ الجَنَّةِ، وهذا قياسٌ منه على أحْوالِ الدُّنيا "فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: حاجةُ أحَدِهِم عَرَقٌ يَفيضُ من جِلدِهِ"، فتَخرُجُ فَضَلاتُ الجِسمِ على صُورةِ عَرَقٍ، وفي روايةِ ابنِ حِبَّانَ وغَيرِهِ: أنَّ العَرَقَ يكونُ له رائِحةٌ مِثلُ رائِحةِ المِسكِ، وفي روايةِ جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ عِندَ مُسلِمٍ: "جُشاءٌ ورَشْحٌ كرَشْحِ المِسكِ"، والجُشاءُ هو صَوتٌ مع رِيحٍ يَخرُجُ من الفَمِ عِندَ الشِّبَعِ وامتِلاءِ المَعِدةِ، ويُجمَعُ بيْنَ الرِّوايَتَينِ بأنَّ بَعضَ الطَّعامِ يكونُ جُشاءً، وبعضُهُ يكونُ رَشحًا، أو أنَّ الأكْلَ يَنقلِبُ جُشاءً، والشُّربُ يَخرُجُ رَشْحًا.
"فإذا بَطْنُهُ قد ضمَرَ" قلَّ حَجْمُها لِخُروجِ ما فيها، وبذلِكَ فقد صانَ اللهُ سُبْحانَهُ الجَنَّةَ عن أوْساخِ الدُّنيا، وصانَ العِبادَ من سُكَّانِها عن ذلِكَ؛ لِيَتِمَّ تنعُّمُ أهْلِ الجَنَّةِ بكُلِّ نَعيمٍ ويَسلَموا من كُلِّ مُنغِّصٍ وأذًى.
ولمَّا كانت أغْذيةُ أهْلِ الجَنَّةِ في غايةِ اللَّطافةِ والاعتِدالِ لم يكُنْ فيها أذًى، ولا فَضْلةٌ تُستَقذَرُ، بل يَتولَّدُ عن تِلك الأغذيةِ أطيَبُ رِيح ٍوأحسَنُهُ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ فَضلِ اللهِ عزَّ وجلَّ على المُؤمِنينَ في الجَنَّةِ، وسَعةِ نَعيمِهِ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج المحلىيا رسول الله ألا نقضيها لوقتها من الغد فقال لا ينهاكم ربكم عن
تخريج المحلىعن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أراه رفعه قال
تخريج المحلىخير صفوف الرجال المتقدم وشرها المؤخر وشر صفوف النساء المتقدم وخيرها المؤخر يا
تخريج المحلىعن عمته أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي صلى الله
تخريج المحلىأحاديث إثبات رفع اليدين
تخريج المحلىأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الركوع والسجود
تخريج المحلىكان عمر يبعث رجلا يسوي الصفوف فإذا جاءه كبر
تخريج المحلىوما كتب الله على المؤمنين من العشر في العقار ما سقت السماء أو
تخريج المحلىأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة
تخريج المحلىكنا نصوم عاشوراء ونعطي زكاة الفطر ما لم ينزل علينا صوم رمضان والزكاة
تخريج المحلىكان الناس يخرجون صدقة الفطر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
شرح ابن ماجه لمغلطايستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول بسم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 27, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب