حديث اللهم اسقنا قال وايم الله ما نرى في السماء قزعة

أحاديث نبوية | صحيح ابن حبان | حديث أنس بن مالك

«كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ يومَ الجمعةِ فقام إليه النَّاسُ فصاحوا فقالوا: يا نبيَّ اللهِ قحَط المطرُ واحمرَّ الشَّجرُ وهلَكتِ البهائمُ فادعُ اللهَ أنْ يسقيَنا فقال: ( اللَّهمَّ اسقِنا ) قال: وايمُ اللهِ ما نرى في السَّماءِ قَزَعةً مِن سَحابٍ قال: فنشَأَت سحابةٌ فانتشَرت ثمَّ إنَّها مطَرت فنزَل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصلَّى وانصرَف فلم تزَلْ تُمطِرُ إلى الجمعةِ الأخرى فلمَّا قام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ صاحوا وقالوا: يا نبيَّ اللهِ تهدَّمتِ البيوتُ وانقطعتِ السُّبلُ فادعُ اللهَ يحبِسْها عنَّا قال: فتبسَّم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال: ( اللَّهمَّ حوالَيْنا ولا علينا ) قال: فتقشَّعَت عن المدينةِ فجعَلت تُمطِرُ حولها وما تقطُرُ بالمدينةِ قطرةً قال: فنظَرْتُ إلى المدينةِ وإنَّها لفي مِثْلِ الإكليلِ»

صحيح ابن حبان
أنس بن مالك
ابن حبان
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 2858 -

شرح حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقام إليه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ علَى المِنْبَرِ يَومَ الجُمُعَةِ قَامَ أعْرَابِيٌّ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هَلَكَ المَالُ، وجَاعَ العِيَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا أنْ يَسْقِيَنَا، قالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ وما في السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، قالَ: فَثَارَ سَحَابٌ أمْثَالُ الجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عن مِنْبَرِهِ حتَّى رَأَيْتُ المَطَرَ يَتَحَادَرُ علَى لِحْيَتِهِ، قالَ: فَمُطِرْنَا يَومَنَا ذلكَ، وفي الغَدِ، ومِنْ بَعْدِ الغَدِ، والذي يَلِيهِ إلى الجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ ذلكَ الأعْرَابِيُّ - أوْ رَجُلٌ غَيْرُهُ - فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَ البِنَاءُ وغَرِقَ المَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، وقالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، ولَا عَلَيْنَا.
قالَ: فَما جَعَلَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُشِيرُ بيَدِهِ إلى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ إلَّا تَفَرَّجَتْ، حتَّى صَارَتِ المَدِينَةُ في مِثْلِ الجَوْبَةِ حتَّى سَالَ الوَادِي -وادِي قَنَاةَ- شَهْرًا، قالَ: فَلَمْ يَجِئْ أحَدٌ مِن نَاحِيَةٍ إلَّا حَدَّثَ بالجَوْدِ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1033 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 1033 )، ومسلم ( 897 )



علَّمَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ نَتوجَّهَ إلى اللهِ بالدُّعاءِ في كلِّ أُمورِنا، وخاصَّةً في النَّوازلِ، فنَدْعوه ليَرفَعَ عنا البَلاءَ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنَسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ الناسَ قد أصابَتْهم شِدَّةٌ وجَهْدٌ مِنَ الجَدْبِ والقَحْطِ على عَهْدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فبَيْنما رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخطُبُ على المِنْبرِ يومَ الجُمعةِ، قام أعرابيٌّ -وهو العربيُّ الذي يَسكُنُ الصَّحْراءَ- فقال: يا رسولَ الله، هَلَك المالُ، يَقصِدُ: هَلَكَتِ الحيواناتُ -وهي مِن جُملةِ الأموالِ- مِن قِلَّةِ الماءِ والزَّرْعِ، وجَاعَ العِيَالُ، وهُم كلُّ مَن يَعُولُه الرَّجُلُ؛ مِنَ وَلَدٍ وزَوْجةٍ وغيرِهما، وطَلَبَ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَدعُوَ اللهَ بإنزالِ المطَرِ، فاستجابَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للرجُلِ، فرَفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَيْه، فدَعَا.
ويُخبِرُ أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه لم يكُنْ في السَّماء حِينَئذٍ «قَزَعَةٌ»، أي: قِطعةُ غَيْمٍ، «فَثارَ السَّحابُ أمثالَ الجِبالِ»، أي: هَاجَ وانتَشَر سَحابٌ عَظيمٌ في السَّماءِ، ثُمَّ لم يَنزِلْ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن مِنْبَرِه وكاد يَنْتهي مِن الدُّعاءِ حتى نَزَل المطَرُ الغَزيرُ «يتَحَادَرُ» ويَنزِلُ ويَقطُرُ على لِحْيَتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وظَلَّ المطرُ يَنزِلُ كلَّ يومٍ إلى الجُمعةِ التاليةِ، فعاد ذلك الأعرابيُّ أو رجُلٌ غيرُه، وقال: يا رسولَ الله، تهدَّم البِناءُ، وغَرِق المالُ مِن شِدَّةِ الماءِ والمطرِ، وطلَبَ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَدعُوَ اللهَ، فاستجابَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للرجُلِ، وقال: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا ولا عَلَيْنا»، أي: أَنْزِلِ المطرَ في جَوانِبِنا، لا عَلينا وعلى أبْنِيَتِنا، وجَعَل يُشِيرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِه إلى السَّماءِ، وكلَّما أشار إلى ناحيةٍ انكَشَف السَّحابُ فيها، «حتى صارتِ المدينةُ في مِثْلِ الجَوْبَةِ»، أي: الفُرْجةِ المستدِيرةِ في السَّحابِ، فأحاطَتْ بها المِياهُ كالحَوْضِ المستدِيرِ، «حتى سَالَ الوادِي -وادِي قَنَاةَ- شهرًا»، وقَنَاةُ: اسمٌ لوادٍ مُعيَّنٍ مِن أوْدِيةِ المَدِينةِ بناحيةِ أُحُدٍ، والمعنَى: جَرَى فيه الماءُ شَهرًا، «فلَمْ يَجِئْ أحدٌ مِن نَاحِيةٍ» مِن نَوَاحي المَدِينةِ «إلَّا حَدَّثَ بالجَوْدِ»، فأَخْبَرَ عن المَطَرِ الغَزِيرِ، والجَوْدِ بفتْحِ الجِيمِ: المَطَرُ الغَزِيرُ، وهذا يدُلُّ على أنَّ المطَرَ استَمرَّ فيما سِوى المدينةِ حتَّى رآهُ كلُّ قادمٍ مِن خارِجِها وأخْبَرَ عنه.
وفي الحديثِ: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

وفيه: مَشْروعيَّةُ الاستِسقاءِ أثناءَ خُطبةِ الجُمعةِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ الكلامِ مع الإمامِ في الخُطبةِ للحاجةِ والضَّرورةِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ وُقوفِ الخَطيبِ في الخُطبةِ.
وفيه: قِيامُ الشَّخصِ الواحدِ بأمْرِ الجماعةِ مِن قَومِه، فَيَنوبُ عنهم عندَ الحُكَّامِ وغيرِهم في طَلَبِ جَلْبِ المصلحةِ ودَرْءِ المفسَدةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الأدب المفردقحط المطر عاما فقام بعض المسلمين إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم
صحيح النسائيقحط المطر عاما فقام بعض المسلمين إلى النبي صلى الله عليه وسلم
صحيح ابن حبانقحط المطر عاما فقام بعض المسلمين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
صحيح النسائيأصاب الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا رسول
صحيح ابن حباندخل رجل المسجد يوم الجمعة من باب كأن رجاءه المنبر ورسول الله صلى
صحيح ابن حبانرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير نحو المشرق ويقول
صحيح البخاريالفتنة من ها هنا وأشار إلى المشرق
صحيح البخاريجاء نفر من بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا
صحيح البخاريدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب فأتاه ناس من
صحيح مسلمنزلنا منزلا فأتتنا امرأة فقالت إن سيد الحي سليم لدغ فهل فيكم من
صحيح مسلمأن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر
صحيح البخاريانطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, December 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب