حديث فقضينا مناسكنا فلما كانت ليلة الحصبة ليلة النفر قلت يا

أحاديث نبوية | نخب الافكار | حديث عائشة أم المؤمنين

«خَرَجنا ولا نَرى إلَّا أنَّهُ الحجُّ ، فلم قدِمَ مَكَّةَ ، طافَ ولم يحلَّ ، وَكانَ معَهُ الهديُ ، فطافَ من معَهُ من نسائِهِ وأصحابِهِ ، فحلَّ منهُم من لم يَكُن معَهُ الهديُ . ، قالَ: وحاضَت هيَ قالت: فقَضَينا مَناسكَنا ، فلمَّا كانَت ليلةُ الحصبةِ ليلةُ النَّفْرِ ، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ أيرجعُ أصحابُكَ بحجٍّة وعُمرةٍ ، وأرجعُ أَنا بِحَجٍّ ؟ قالَ: أما كنتِ طُفتِ بالبيتِ لياليَ قدِمنا ؟ قالَت: قلتُ: لا ، قالَ: انطَلِقي معَ أخيكِ إلى التَّنعيمِ ، فأَهِلِّي بعُمرةٍ ، ثمَّ موعدُكِ مَكانُ كذا وَكَذا»

نخب الافكار
عائشة أم المؤمنين
العيني
إسناده صحيح

نخب الافكار - رقم الحديث أو الصفحة: 9/477 -

شرح حديث خرجنا ولا نرى إلا أنه الحج فلم قدم مكة طاف


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

خَرَجْنَا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولَا نَرَى إلَّا الحَجَّ، فَقَدِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَطَافَ بالبَيْتِ، وبيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ ولَمْ يَحِلَّ، وكانَ معهُ الهَدْيُ، فَطَافَ مَن كانَ معهُ مِن نِسَائِهِ وأَصْحَابِهِ، وحَلَّ منهمْ مَن لَمْ يَكُنْ معهُ الهَدْيُ، فَحَاضَتْ هي، فَنَسَكْنَا مَنَاسِكَنَا مِن حَجِّنَا، فَلَمَّا كانَ لَيْلَةَ الحَصْبَةِ -لَيْلَةُ النَّفْرِ- قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، كُلُّ أصْحَابِكَ يَرْجِعُ بحَجٍّ وعُمْرَةٍ غيرِي، قالَ: ما كُنْتِ تَطُوفينَ بالبَيْتِ لَيَالِيَ قَدِمْنَا؟ قُلتُ: لَا، قالَ: فَاخْرُجِي مع أخِيكِ إلى التَّنْعِيمِ، فأهِلِّي بعُمْرَةٍ، ومَوْعِدُكِ مَكانَ كَذَا وكَذَا.
فَخَرَجْتُ مع عبدِ الرَّحْمَنِ إلى التَّنْعِيمِ، فأهْلَلْتُ بعُمْرَةٍ.
وحَاضَتْ صَفِيَّةُ بنْتُ حُيَيٍّ، فَقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَقْرَى حَلْقَى، إنَّكِ لَحَابِسَتُنَا، أمَا كُنْتِ طُفْتِ يَومَ النَّحْرِ؟ قالَتْ: بَلَى، قالَ: فلا بَأْسَ، انْفِرِي.
فَلَقِيتُهُ مُصْعِدًا علَى أهْلِ مَكَّةَ وأَنَا مُنْهَبِطَةٌ، أوْ أنَا مُصْعِدَةٌ وهو مُنْهَبِطٌ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1762 | خلاصة حكم المحدث : [ أورده في صحيحه ] وقال : قال مسدد: ( قلت: لا ).
تابعه جرير عن منصور في قوله ( لا ).

التخريج : أخرجه البخاري ( 1762 )، ومسلم ( 1211 )



الحجُّ هو الرُّكنُ الخامسُ مِن أركانِ الإسلامِ، وقد بيَّنَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَناسِكَ الحجِّ بأقوالِه وأفعالِه، ونَقَلَها لنا الصَّحابةُ الكرامُ رَضيَ اللهُ عنهم أجمعينَ.
وفي هذا الحديثِ تَحكي أمُّ المؤمنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ الصَّحابةَ رَضيَ اللهُ عنهم خَرَجوا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حَجَّة الوَداعِ في العامِ العاشرِ مِن الهجرةِ وهمْ لا يَقصِدون سِوى الحجِّ، ولم تَذكُرِ الاعتمارَ على ما كانوا يَعهَدونه مِن تَرْكِ الاعتمارِ في أشهُرِ الحجِّ، فلمَّا وَصَلوا مَكَّةَ طاف النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونِساؤه وأصحابُه طَوافَ العُمرةِ، وسَعَوا بيْن الصَّفا والمَروةِ، ولم تَطُفْ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها لِأجْلِ حَيضِها، فأمَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَن لَم يكُن أحضَرَ الهدْيَ معه مِن خارجِ مكَّةَ أنْ يَتحلَّلَ مِن إحرامِه، ويَتمتَّعَ إلى أنْ تَبدَأَ أعمالُ الحجِّ، وكانت نِساؤُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَم يَسُقْنَ الهَدْيَ فأَحْلَلنَ، وعائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها مِنهُنَّ لكِن مَنَعَها مِن التَّحلُّلِ كَونُها حاضَت لَيلةَ دُخولِها مَكَّةَ وكانَت مُحرِمةً بِعُمرةٍ، وأدْخَلَت عليها الحَجَّ، فصارَت قارِنةً.
وحَدَثَ حَيضُها بِسَرِفَ قبْلَ دُخولِها مكَّةَ، وهو اسْمُ بُقْعةٍ على عَشَرةِ أميالٍ مِن مَكَّةَ، فلَم تَطُفْ بالبَيتِ طَوافَ العُمرةِ لِمانِع الحَيضِ.
وأمَّا طَوافُ الإفاضةِ فقدْ طافَتْه في يومِ النَّحرِ، وأدَّوا جَميعًا أعمالَ الحجِّ كاملةً.
قالت: فلمَّا كانَت لَيلةُ الحَصْبةِ -وهي اللَّيلةُ الَّتي نَزَلوا فيها في المُحَصَّبِ، وهو المَكانُ الَّذي نَزَلوه بَعدَ الرَّحيلِ مِن مِنًى إلى خارِجِ مَكَّةَ، وهو مكانٌ متَّسِعٌ بيْنَ مكَّةَ ومِنًى بيْنَ الجبلَيْنِ إلى المقابرِ؛ سُمِّيَ به لاجتماعِ الحَصْباءِ فيه بِحَمْلِ السَّيلِ إليه، ويُعرَفُ أيضًا بالأبْطَحِ، ويُسمَّى الآنَ الجَعفريَّةَ، وهي تابعةٌ لمَنطقةِ الجُمّيزة- قالَت للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يَرجِعُ النَّاسُ بِعُمرةٍ مُنفَرِدة عن حَجَّةٍ، وأَرجِعُ أنا بِحَجَّة دونَ عُمرةٍ لَيسَ لي عُمرةٌ مُنفرِدةٌ عن حَجٍّ، حَرَصتْ على ذلِك رَضيَ اللهُ عنها؛ لِتكثيرِ الأفعالِ كما حَصَلَ لِسائِرِ أُمَّهاتِ المُؤمنينَ وغيرِهنَّ مِن الصَّحابةِ الَّذينَ فَسَخوا الحَجَّ إلى العُمرةِ وأتمُّوا العُمرةَ، وتَحلَّلوا مِنها قَبلَ يَومِ التَّرويةِ، وأَحرَموا بالحَجِّ يَومَ التَّرويةِ مِن مَكَّةَ، فحَصَلَ لَهُم حَجَّةٌ مُنفرِدةٌ وعُمرةٌ مُنفَرِدةٌ، وأمَّا عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها فإنَّما حَصَلَ لها عُمرةٌ مُندَرِجةٌ في حَجَّةٍ بالقِرانِ، فأرادَت عُمرةً مُفرَدة كما حَصَلَ لبَقيَّةِ النَّاسِ.
فأمَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها بالذَّهابِ مَع أخيها عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بكْرٍ رَضيَ اللهُ عنهما إلى التَّنْعيمِ -وهو مَوْضِعٌ على ثَلاثةِ أو أربعةِ أميالٍ مِن مَكَّةَ، أَقْرَبُ أطرافِ الحِلِّ إلى البَيْتِ، وسُمِّي به لأنَّ على يَمِينِه جَبلَ نُعَيْمٍ، وعلى يَسارِهِ جَبَلَ نَاعِمٍ، والوادِيَ اسمُه نَعْمانُ- لتُحرِمَ بِعُمرةٍ؛ تَطييبًا لقَلبِها، ثُمَّ جَعَلَ مَوعِدَهما الرَّجوعَ إلى المُحَصَّبِ بعْدَ أنْ تَنتهِيَ مِن عُمرتِها.
وتَحكي أمُّ المؤمنين عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ أمَّ المؤمنين صَفِيَّةَ بِنتَ حُيَيٍّ رَضيَ اللهُ عنها حاضتْ، وذلك بعدَ أداءِ طَوافِ الإفاضةِ، فظنَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّها حاضَتْ قَبْلَ طَوافَ الإفاضةِ، فقالَ: «عَقْرَى حَلْقَى»، مَعناه: عَقَرَها اللهُ، وأصَابَها في حَلْقِها الوَجَعُ، وهذا ممَّا جَرى على ألْسِنتِهم مِن غَيرِ قَصدٍ له، فليس المرادُ حَقيقةَ الدُّعاءِ، بل هي كَلمةٌ اتَّسَعَت فيها العرَبُ، فتُطلِقُها ولا تُريدُ حَقيقةَ معْناها، فهي مِثلُ قَولِهم: «تَرِبَت يَداهُ»، ونحْوِ ذلك.
واستَفْهَم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ذلك قائلًا: «أحَابِسَتُنا هي؟» يعني: هل نَضطرُّ إلى المُكثِ حتَّى تَطهُرَ وتَطوفَ طَوافَ الإفاضةِ؟ فقيل له: إنَّ صَفيَّةَ طافتْ طَوافَ الإفاضَةِ، أو أَعْلَمَتْه عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّها طافتْ معهنَّ، فلمَّا عَلِمَ ذلك زالَ عنه ما خَشِيَه مِن المُكْثِ حتى تَطهُرَ صَفيَّةُ لتَأتِيَ بطَوافِ الإفاضَةِ، وأَذِنَ لهم في الرَّحيلِ، ورَخَّصَ لأمِّ المؤمنينَ صَفيَّةَ رَضيَ اللهُ عنها في تَرْكِ طَوافِ الوَداعِ.
ثُمَّ تَحكي أمُّ المؤمنين عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّها بعْدَ أنْ أدَّتْ مَناسِكَ العُمرةِ قابَلَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمُحَصَّبِ وهو مُبتَدِئٌ السَّيرَ مِن مَكَّةَ وهي مُنْهَبِطةٌ عليها، أو وهي مُصْعِدةٌ وهو مُنْهَبِطٌ منها.
وفي الحديثِ: سُقوطُ طَوافِ الوَداعِ عن الحائضِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ التَّمتُّعِ بالعُمرةِ في أشهُرِ الحجِّ. 
وفيه: اشتراطُ الطَّهارةِ للطَّوافِ، فلا تَطوفُ الحائضُ بالبيتِ حتَّى تَطهُرَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
نخب الافكارخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نذكر إلا الحج
نخب الافكارأن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل
نخب الافكارخرجنا موافين للهلال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء أن
نخب الافكارأتيت النبي صلى الله عليه وسلم بجمع فقلت يا رسول الله هل
نخب الافكارأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمزدلفة فقلت يا رسول الله
نخب الافكاروقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذات الحليفة ولأهل
نخب الافكارأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بذي الحليفة ثم أتي براحلته
نخب الافكارإهلال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة حين استوت به
نخب الافكارإنما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضرب له الخيمة ولم
نخب الافكارأن النبي صلى الله عليه وسلم أهل حين استوت به راحلته قائمة وقال
نخب الافكاركان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع رجله في الغرز وانبعثت
نخب الافكاركل ذلك قد فعل النبي صلى الله عليه وسلم قد أهل حين استوت


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, July 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب