شرح حديث من خبث عبدا على أهله فليس منا ومن أفسد امرأة على زوجها
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ وَمَنْ خَبَّبَ عَلَى امرئٍ زوجتَهُ أو مملوكَهُ فليس مِنَّا
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : الهيثمي
| المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 4/335 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح خلا الوليد بن ثعلبة وهو ثقة
التخريج : أخرجه أبو داود ( 3253 ) مختصراً، وأحمد ( 22980 ) واللفظ له.
في هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: "ليس مِنَّا"،
أي: ليْسَ على هَدْيِنا وطَريقتِنا، أوْ أنَّه ليسَ مِن ذَوي أُسوتِنا، بلْ هوَ مِن المُتشبِّهينَ بغَيرِنا؛ فإنَّه مِن دَيدنِ أهلِ الكِتابِ، وهذا للزَّجرِ والتَّغليظِ فيما هو آتٍ، فقال: "مَن حلَفَ بالأمانةِ"، قِيلَ: إنَّ المُرادَ بـالأمانةِ: العِباداتُ، ويَحتمِلُ أنْ يُرادَ بالأمانةِ: أنْ يقولَ: على أمانةِ
اللهِ لَأفعلنَّ كذا، فنَهى النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ عن الحلِفِ بها؛ لأنَّ الحلِفَ إنَّما يَكونُ ب
اللهِ عزَّ وجلَّ، وفي الحلِفِ بالأمانةِ التَّسويةُ بيْنها وبيْن ذاتِ
اللهِ تَعالى، كما أنَّ الحلِفَ بالأمانةِ مِن مُبتدَعاتِ أهلِ الكِتابِ.
ثُمَّ قال صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: "ومَن خبَّبَ على امرئٍ زَوجَتَه"،
أي: أفْسَدَها وخَدَعَها؛ بحيثُ يُزَيِّنُ لها عَداوةَ الزَّوْجِ بذِكْرِ مَساوِئِه، أو يَذْكُرُ مَحاسِنَ رجُلٍ أجنَبِيٍّ عنها، فتُقارِنُه بزَوْجِها، أو يُحسِّنُ إليها الطَّلاقَ؛ لِيتَزَوَّجَها أو يُزَوِّجَها لغَيْرِه، "أو ممْلوكَه"،
أي: أفسَدَه بأيِّ نَوعٍ مِن الإفْسادِ؛ كأنْ يُزيِّنَ له الهَرَبَ مِن سيِّدِه، أو طلَبَ البيْعِ، أو يُهيِّجَه على سُوءِ مُعامَلتِه، وغيْرَ ذلك مِن أنواعِ إيقاعِ العَداوَةِ بيْنهما، "فليس مِنَّا"، كرَّرَها النَّبيُّ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ؛ للتَّأكيدِ والبَيانِ.
وفي الحديثِ: التَّرهيبُ الشديدُ من إفسادِ العَلاقاتِ بينَ الناسِ.
وفيه: الترهيبُ الشديدُ مِن الحَلِفِ بغيرِ
اللهِ وبالأيمانِ الباطلةِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم