حَدَّثَني القاسمُ بنُ مُخَيمِرةَ قال: أخَذَ عَلقَمةُ بيَدي وحَدَّثَني، أنَّ عبدَ اللهِ بنَ مَسعودٍ أخَذَ بيَدِه، وأنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَذَ بيَدِ عبدِ اللهِ، فعَلَّمَه التَّشهُّدَ في الصَّلاةِ، قال: قُلِ: التَّحيَّاتُ للهِ، والصَّلَواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليك أيُّها النَّبيُّ ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عِبادِ اللهِ الصَّالحينَ -قال زُهَيرٌ: حَفِظتُ عنه إنْ شاء اللهُ- أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، قال: فإذا قَضَيتَ هذا -أو قال: فإذا فَعَلتَ هذا-، فقد قَضَيتَ صَلاتَكَ، إنْ شِئتَ أنْ تَقومَ فقُمْ، وإنْ شِئتَ أنْ تَقعُدَ فاقعُدْ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 4006 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه البخاري ( 1202 )، ومسلم ( 402 ) باختلاف يسير
كان النَّبيُّ صلَّى
اللهُ علَيْه وسلَّم يُعلِّمُ أصْحابَه التَّشهُّدَ كما يُعلِّمُهم السُّورةَ مِن
القُرآنِ، ومَوضِعُ التَّشهُّدِ في الصَّلاةِ في الجَلْسةِ الَّتي بعْدَ الرَّكعتَينِ والجَلْسةِ الَّتي قبْلَ التَّسْليمِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ القاسمُ بنُ مُخَيْمِرةَ أنَّ التَّابعيَّ عَلْقَمةَ بنَ قَيسٍ أمسَكَ بيَدِه، وأخبَرَه أنَّه يَفعَلُ معَه مِثلَ ما فعَلَه معَه عبدُ
اللهِ بنُ مَسْعودٍ رضِيَ
اللهُ عنه، وأنَّه أمسَكَ يَدَه، كما فعَلَ رَسولُ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ معَ عبدِ
اللهِ بنِ مَسْعودٍ رضِيَ
اللهُ عنه، فعلَّمَه كَيفيَّةَ التَّشهُّدِ، وكَلِماتِه الَّتي في الصَّلاةِ، فقال له: «
قُلِ: التَّحيَّاتُ للهِ»؛ والتَّحيَّاتُ: هي الكلامُ الَّذي يُحيَّا به المَلِكُ مِن سَلامٍ وغَيرِه، والتَّحيَّاتُ أيضًا: المُلْكُ، والبَقاءُ، والعَظَمةُ؛ والمعنى: أنَّها كلَّها مُستحَقَّةٌ للهِ تَعالَى، «
الصَّلَواتُ الطَّيِّباتُ»؛ والصَّلَواتُ: قيلَ: هي الخَمْسُ.
وقيلَ: العِباداتُ كلُّها.
وقيلَ: الرَّحمةُ، والطَّيِّباتُ؛
أي: الكاملةُ الخالصةُ مِنَ الشَّوائبِ.
«
السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورَحْمةُ اللهِ وبَرَكاتُه»؛ السَّلامُ: بمعْنى التَّحيَّةِ؛
أي: نُوجِّهُ إليكَ التَّحيَّةَ والسَّلامَ.
وقيلَ: بمَعْنى السَّلامةِ؛
أي: سَلِمتَ مِن كلِّ مَكروهٍ.
وقيلَ: بمَعْنى اسمِ
اللهِ؛
أي: بَرَكةُ اسمِ
اللهِ عليكَ، والبَرَكةُ هي النَّماءُ والزِّيادةُ في الخَيرِ.
«
السَّلامُ علَينا»؛
أي: على أنفُسِنا، «
وعلى عِبادِ اللهِ الصَّالِحينَ»؛ وهُم القائمونَ بأمْرِ
اللهِ وحُقوقِه، «
أَشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ»؛
أي: أُقِرُّ بأنَّه لا إلَهَ حقيقيٌّ مُستحِقٌّ للعِبادةِ سِوى
اللهِ ربِّ العالَمينَ.
«
وأَشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبْدُه ورَسولُه»؛
أي: أُقِرُّ بأنَّ محمَّدَ بنَ عبدِ
اللهِ هو رَسولٌ مِن عِندِ
اللهِ للنَّاسِ أجمَعينَ.
ثُمَّ أخبَرَه النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه إذا فعَلَ ذلكَ في مَوضِعِه في الصَّلاةِ فقد قُضِيتْ صَلاتُهُ، ولعلَّ المرادَ: أنَّ الصَّلاةَ قُضِيَ أغلَبُها، وبقِيَ التَّسليمُ؛ لأنَّه لا يُحِلُّ الصَّلاةَ إلَّا التَّسليمُ، كما في حَديثِ علِيٍّ رضِيَ
اللهُ عنه عندَ أبي داودَ: أنَّ رسولَ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «
مِفْتاحُ الصَّلاةِ الطَّهورُ، وتَحريمُها التَّكبيرُ، وتَحليلُها التَّسليمُ»، فإنْ شاء الإنسانُ أنْ يقومَ، أو يَبقَى في مَجلِسِ صَلاتِهِ للذِّكْرِ، ونَحوِه.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم