حديث لا تسم عبدك أفلح ولا نجيحا ولا رباحا ولا يسارا وانظروا ألا تزيدوا

أحاديث نبوية | صحيح ابن حبان | حديث سمرة بن جندب

«لا تُسَمِّ عبدَك أفلَحَ ولا نَجيحًا ولا رَباحًا ولا يسارًا وانظُروا ألَّا تَزيدوا عليه»

صحيح ابن حبان
سمرة بن جندب
ابن حبان
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 5837 -

شرح حديث لا تسم عبدك أفلح ولا نجيحا ولا رباحا ولا يسارا وانظروا ألا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ.
ولا تُسَمِّيَنَّ غُلامَكَ يَسارًا، ولا رَباحًا، ولا نَجِيحًا، ولا أفْلَحَ؛ فإنَّكَ تَقُولُ: أثَمَّ هُوَ؟ فلا يَكونُ، فيَقولُ: لا.
[ قال سَمُرةُ ]: إنَّما هُنَّ أرْبَعٌ فلا تَزِيدُنَّ عَلَيَّ.
الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2137 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



تَفضَّل اللهُ سُبحانَه على عِبادِه بأُمورٍ مِن الأقوالِ والأذكارِ الَّتي يُعطي عليها أجرًا عظيمًا بفَضْلِه وكَرَمِه، فتكونُ رَفعًا للدَّرجاتِ، وزِيادةً في الحَسناتِ.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ أحبَّ كَلامِ العِبادِ إلى اللهِ تعالَى، أي: أحقَّه قَبولًا، وأكْثرَه ثَوابًا لمَنِ الْتَزَمَهُنَّ وتكلَّمَ بهنَّ، «أَربعُ كَلماتٍ»، وهذه الكلماتُ، هي: «سُبحانَ اللهِ» ومَعناها: التَّنزيهُ الكاملُ للهِ تعالَى عن كلِّ نقْصٍ، ووَصْفُه بالكَمالِ التَّامِّ الَّذي يَلِيقُ بجلالِه.
«والحَمدُ لله»، أي: أُثْني عليه؛ فهو المُستحِقُّ لإبداءِ الثناءِ وإظهارِ الشُّكرِ، وفي ذلك الاعترافُ بأنَّ اللهَ هو المُستحِقُّ وَحْدَه لهذه المعاني، وفيها التَّفويضُ والافتقارُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ.
«ولا إله إلَّا الله» وهي كَلمةُ التَّوحيدِ الخالصةُ الَّتي هي تَوحيدٌ لِلذَّاتِ وتَفريدٌ للصِّفاتِ، أي: لا مَعبودَ بحقٍّ إلَّا اللهُ جَلَّ وعَلَا، وهو وَحْدَه المستحِقُّ أنْ يُفرَدَ بالعِبادةِ والتَّألُّهِ، دُونَ ما سِواه.
«واللهُ أكبَرُ» إثباتٌ للكِبرِياءِ والعَظَمة وأنَّه أعْلى وأكبرُ مِن كلِّ شَيءٍ.
ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا يَضُرُّك بِأَيِّهِنَّ بدأتَ»؛ فإنَّ تَقديمَ وتَأخيرَ بعضِهِنَّ على بعضٍ لا ضَرَرَ فيه، وليْس التَّرتيبُ بلازمٍ في الفوزِ بثَوابِهنَّ؛ لأنَّ كلًّا مِنها مُستقِلٌّ فيما قُصِد بها مِن بَيانِ جَلالِ اللهِ وكَمالِه.
وإنَّما كانتْ هذه الكلماتُ أحَبَّ الكلامِ إلى اللهِ تعالَى؛ لأنَّها جَمَعَتْ أشْرفَ المطالِبِ وأعْلاها، وهي تَنزيهُ الرَّبِّ تعالَى، وإثباتُ الحَمدِ له، ونَفْيُ الشَّريكِ عنه، وإثباتُ صِفةِ الكِبرياءِ، وهذه هي أمَّهاتُ الصِّفاتِ التَّوحيدِ إجْمَالًا؛ لأنَّ التَّسبيحَ إشارةٌ إلى تَنزيهِ اللهِ تعالَى عن النَّقائصِ، والتَّحميدُ إشارةٌ إلى وَصْفِه بالكَمالِ، والتَّهليلُ إشارةٌ إلى ما هو أصلُ الدِّينِ وأساسُ الإيمان، أي: التَّوحيدُ، والتَّكبيرُ: إشارةٌ إلى أنَّه أكْبَرُ ممَّا عَرَفْناه سُبحانه.
وهذا مَحمولٌ على كَلامِ الآدميِّ، وإلَّا فالقرآنُ أفضَلُ مِن التَّسبيحِ والتَّهليلِ المطلَقِ، وكذلك المأثورُ في وَقتٍ أو حالٍ أو نحْوِ ذلك، فالاشتغالُ به أفضَلُ.
ثُمَّ نَهى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن تَسميةِ الغُلامِ، والمرادُ به: العبدُ المملوكُ، كما في رِوايةِ ابنِ ماجهْ وأحمدَ، «يَسارًا، أو رَباحًا، أو نَجِيحًا، أو أَفْلَحَ»، والنَّهيُ مَحمولٌ على التَّنزيهِ، فتَركُه أَولى مِن فِعلِه؛ ثمَّ بيَّنَ السَّببَ في النَّهيِ بأنَّ التَّسميةَ بتلك الأسماءِ تُؤدِّي إلى أنْ يَسمَعَ المسْلمُ ما يَكرَهُه، مِثلُ أنْ يَسألَ عن وُجودِ واحدٍ مِن هؤلاء وهو غيرُ مَوجودٍ، فيَنْفي الشَّخصُ الَّذي سُئِل عنه، ويقولُ: «لا» أي: ليْس المسؤولُ عنه مَوجودًا، ففيه شُؤمٌ بفُقدانِ اليُسرِ والرِّبحِ والنَّجاحِ والفلاحِ، وفيه بَشاعةٌ في الجَوابِ.
ومعنى هذا أنَّ النَّاسَ يَقصِدون بهذه الأسماءِ التَّفاؤُلَ لحُسنِ ألفاظِها ومَعانيها، وربَّما يَنقلِبُ عليهم ما قَصَدوه إلى الضِّدِّ إذا سَألوا، فقالوا: ( أمَوجودٌ يَسارٌ أو نَجيحٌ؟ فيُقالُ: لا )، فيَتطيَّرون بنَفيِه، ويُضمِرونَ اليأْسَ مِن اليُسرِ وغيرِه، فنَهاهم عن السَّببِ الَّذي يَجلِبُ سُوءَ الظَّنِّ واليأسَ مِن الخيرِ.
وبالنَّظَر إلى هذا المعنى، فلا تكونُ هذه الكراهةُ خاصَّةً بالعَبِيد، بلْ تَتعدَّى إلى الأحرارِ، ولا مَقصورةً على هذه الأربعةِ الأسماءِ، بلْ تَتعدَّى إلى ما في مَعناها.
فإذا ابتُلِي رجُلٌ في نَفسِه أو أهلِه ببعضِ هذه الأسماءِ، فعليه أنْ يُغيِّرَه إلى غيرِه مِن الأسماءِ المحبَّبةِ، فإنْ لم يَفعَلْ، وقيل: أمَوجودٌ يَسارٌ أو نَجيحٌ؟ فإنَّ مِن الأدبِ أنْ يُقالَ: كلُّ ما هنا يُسرٌ، أو نَجاحٌ، والحمدُ للهِ، ويُوشِكُ أنْ يَأتيَ الَّذي تُريدُه، ولا يُقال: ليْس هنا، أو خَرَج.
ثُمَّ قال سَمُرةُ رَضيَ اللهُ عنه: «إنَّما هُنَّ أربعٌ، فلا تَزِيدُنَّ عليَّ» أي: إنَّ الَّذِي سَمِعه مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنَّما هي الأربع، لا زيادة عليها؛ تَحقيقًا لِمَا سَمِعَ، ونفيًا لِأنْ يُقوَّلَ ما لم يَقُل، فلا تَزِيدوا أيُّها المخاطَبون على هذه الأربعِ الَّتي سَمِعْتُها مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولا تَنقُلوا عنِّي غيْرَ الأربعِ، فتَكونوا مِن الكاذبينَ عليه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن حبانلا تسمين غلامك رباحا ولا نجيحا ولا يسارا ولا أفلح إنما هي أربع
صحيح ابن حبانأتاني جبريل فقال إني كنت أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أدخل البيت الذي
صحيح ابن حبانأن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تغنيان ورسول الله
صحيح ابن حبانأن أبا بكر دخل عليها في أيام التشريق وعندها جاريتان تغنيان وتضربان بالدف
صحيح ابن حبانأن أبا بكر دخل عليها في أيام عيد وعندها جاريتان تغنيان وتدففان وتضربان
صحيح ابن حبانعن عائشة أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان بدفين وتغنيان في
صحيح ابن حبانأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنا بأرض
صحيح ابن حبانأن عدي بن حاتم سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرمي بسهمي
صحيح ابن حبانلا فرع ولا عتيرة
صحيح ابن حبانأنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنا كنا نذبح ذبائح
صحيح ابن حبانقلت لعلي بن أبي طالب عندكم شيء سوى كتاب الله قال لا
صحيح ابن حبانضحينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجذع من الضأن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب