حديث بلى ولكني استكثرته فقلت أما لعمر الله لأعرفنها رسول الله صلى الله

أحاديث نبوية | تخريج صحيح ابن حبان | حديث عوف بن مالك

«مدَديًّا في غزوةِ تبوكَ رافَقهم وأنَّ روميًّا كان يسمو على المسلِمينَ ويُغري عليهم فتلطَّف المدَديُّ فقعَد تحتَ صخرةٍ فلمَّا مرَّ به عَرْقَب فرَسَه وخرَّ الرُّوميُّ لقفاه وعلاه المدَديُّ بالسَّيفِ فقتَله وأقبَل بسَرجِه ولجامِه وسيفِه ومِنطَقتِه وسلاحِه فذهَبا بالذَّهبِ والجوهرِ إلى خالدِ بنِ الوليدِ فأخَذ خالدٌ منه طائفةً ونفَّله بقيَّتَه فقُلْتُ له : يا خالدُ ما هذا ؟ أما تعلَمُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نفَّل السَّلبَ كلَّه للقاتلِ ؟ قال: بلى ولكنِّي استكثَرْتُه فقُلْتُ: أمَا لَعَمْرُ اللهِ لَأُعرِّفَنَّها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا قدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبَرْتُه خبرَه فدعاه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأمَره أنْ يدفَعَ إلى المدديِّ بقيَّةَ سلبِه فولَّى خالدٌ لِيفعَلَ فقُلْتُ له: فكيف رأَيْتَ يا خالدُ ألم أَفِ لك بما وعَدْتُك ؟ فغضِب رسولُ اللهِ قال: ( يا خالدُ لا تُعطِه ) وأقبَل علَيَّ فقال: ( هل أنتم تاركو لي أُمَرائي ؟ لكم صفوةُ أمرِهم وعليهم كدَرُه ) قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( يا خالدُ لا تُعطِه ) أراد به في ذلك الوقتِ ثمَّ أمَره فأعطاه»

تخريج صحيح ابن حبان
عوف بن مالك
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح

تخريج صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 4842 -

شرح حديث مدديا في غزوة تبوك رافقهم وأن روميا كان يسمو على المسلمين ويغري


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

قَتَلَ رَجُلٌ مِن حِمْيَرَ رَجُلًا مِنَ العَدُوِّ، فأرَادَ سَلَبَهُ، فَمَنَعَهُ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ، وَكانَ وَالِيًا عليهم، فأتَى رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَوْفُ بنُ مَالِكٍ، فأخْبَرَهُ، فَقالَ لِخَالِدٍ: ما مَنَعَكَ أَنْ تُعْطِيَهُ سَلَبَهُ؟ قالَ: اسْتَكْثَرْتُهُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ادْفَعْهُ إلَيْهِ، فَمَرَّ خَالِدٌ بعَوْفٍ، فَجَرَّ برِدَائِهِ، ثُمَّ قالَ: هلْ أَنْجَزْتُ لكَ ما ذَكَرْتُ لكَ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَسَمِعَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَاسْتُغْضِبَ، فَقالَ: لا تُعْطِهِ يا خَالِدُ، لا تُعْطِهِ يا خَالِدُ، هلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لي أُمَرَائِي؟ إنَّما مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتُرْعِيَ إبِلًا، أَوْ غَنَمًا، فَرَعَاهَا، ثُمَّ تَحَيَّنَ سَقْيَهَا، فأوْرَدَهَا حَوْضًا، فَشَرَعَتْ فيه فَشَرِبَتْ صَفْوَهُ، وَتَرَكَتْ كَدْرَهُ، فَصَفْوُهُ لَكُمْ، وَكَدْرُهُ عليهم.
الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1753 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرسِلُ الأمراءَ في الغزواتِ، ويَأمُرُهم بطاعةِ اللهِ ورَسولِه، وبالتَّقوى في كلِّ أعمالِهم، وكان يَأمُرُ الجنودَ بطاعةِ الأُمراءِ حتَّى تَسقِيمَ أُمورُ الحربِ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي عَوْفُ بنُ مَالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَجُلًا مِن المسْلِمين مِن قَبيلةِ حِمْيَرَ -وأصلُها في اليمنِ- قَتَل رَجُلًا مِن الكفَّارِ، وهذه القضيَّةُ جَرَت في غَزوةِ مَؤتةَ سَنةَ ثمانٍ، كما في رِوايةٍ أُخرى لمسْلمٍ، فأراد القاتلُ أنْ يَأخُذَ سَلَبَ المقتولِ، وهو ما كان عليه مِنَ الثِّيابِ والسِّلاحِ، سُمِّيَ به لأنَّه يُسلَبُ عنه، فمَنَعه خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ، وكان أميرًا وقائدًا عليهم، وذلك بعدَ أنْ قُتِل أُمَراءُ الغزوةِ الثَّلاثةُ: زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ وجَعْفَرُ بنُ أبي طَالِبٍ وعبدُ الله بنُ رَوَاحَةَ رَضيَ اللهُ عنهم.
وفي رِوايةِ أبي داودَ: أنَّ عَوفًا رَضيَ اللهُ عنه راجَعَ خالدًا في مَنعِه السَّلبَ، وقال: «يا خالدُ، أمَا عَلِمتَ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَضى بالسَّلَبِ للقاتلِ؟ قال: بَلى، ولكنِّي استَكْثَرْتُه.
قُلتُ: لَتَرُدَّنَه عليه أو لَأُعَرِّفَنَّكَها عندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأبى أنْ يَرُدَّ عليه
».
فأتَى عَوْفُ بنُ مَالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخبَرَه بما كان مِن خالِدٍ رَضيَ اللهُ عنه، فسَأَل صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خالدًا: ما مَنَعَك أن تُعْطِيَه سَلَبَهُ؟ فأجاب: اسْتَكْثَرْتُه يا رسولَ الله، أي: وَجَده كثيرًا على هذا الرَّجلِ، فأمَرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُعطِيَ السَّلَبَ إلى صاحبِه الَّذي هو أحقُّ به، فمَرَّ خَالِدٌ بِعَوْفٍ، فجَرَّ بِرِدائِه، أي: جَذَبَ عَوْفٌ رداءَ خَالِدٍ، ثُمَّ قال عوف له: «هل أَنْجَزْتُ لك؟» أي: هل أَوْفَيْتُ لك ما ذَكَرْتُ لك مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ أي: مِن شَكْوَاهُ إيَّاهُ لِلنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولعلَّه قال ذلك استهزاءً بخالدٍ، وهو أميرٌ مِن أُمراءِ الحربِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعظِّمُ أُمراءَ الحربِ والجيوشِ، كما في الصَّحيحينِ: «مَن أطاعَني فقدْ أطاع اللهَ، ومَن عَصاني فقدْ عَصى اللهَ، ومَن أطاع أمِيري فقدْ أطاعني، ومَن عَصى أمِيري فقدْ عَصاني»، فسَمِعه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فغَضِبَ، وقال: لا تُعْطِهِ يا خَالِدُ، لا تُعْطِهِ يا خَالِدُ، مرَّتينِ لتأكيدِ النَّهيِ، يُريدُ: لا تُعطِ السَّلَبَ للقاتلِ، تَعريضًا منه بفِعلِ عَوفٍ مع خالدٍ، ويَحتمِلُ أنَّ القاتلَ قدْ أساء أيضًا مع عَوفٍ لخالدٍ، ثمَّ قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَن عِنده: «هل أنتُم تارِكون لي أُمَرَائِي؟!» الَّذين أمَّرْتُهم عليكم مِن الطَّعنِ فيهم وإساءةِ الأدبِ معهم، وهلْ تَسمَعون لهم وتُطيعُون ولا تُخالِفُونهم وتُعانِدونَهم؟ «إنَّما مَثَلُكم ومَثَلُهم» أي: صِفةُ الأمراءِ وصِفتُكم أنتم أيُّها الجيشُ، «كَمَثَلِ رَجُلٍ استُرعِيَ إبِلًا أو غَنَمًا» أي: جُعِلَ رَاعِيًا لها، فرَعَاها، ثُمَّ تَحيَّنَ سَقْيَها، أي: طَلَب وأَدْرَكَ وقتَ سَقْيِها، فأتى بها إلى حَوْضٍ، «فشَرَعَتْ فيه» أي: دخَلَت في ذلك الحَوضِ، فشَرِبَت الخالِصَ الصافِيَ منه، وتَرَكَت الماءَ الَّذي اختَلَط بالتُّرابِ ونحوِه، «فصَفْوُه لكم، وكَدَرُه عليهم»، أي: إنَّ الرَّعِيَّةَ يَأخُذون صَفْوَ الأموالِ مِنَ الغَنِيمَةِ وغيرِها، وتُبتَلَى الوُلاةُ بِمُقاساةِ الشِّدَّةِ في جمعِ الأموالِ مِن وُجوهِها وصَرْفِها في وُجوهِها، مع الشَّفَقَةِ على الرَّعِيَّةِ، وإنصافِ بعضِهم مِن بعضٍ، وحَمْلُ هَمِّ ما جَمَعوا وعِبْئِه ومشَقَّتِه وما وَقَعوا فيه مِن خطَأٍ.
قيل: قدِ استُشكِلَ هنا أمرُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالسَّلَبِ للقاتلِ، ثمَّ نَهْيُه عنه، وأُجِيبَ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَّرَه تَعزيرًا لهما، ثمَّ أعطاهُ بعْدَ ذلك، ويَحتمِلُ: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استطابَ قلْبَ صاحبِ السَّلَبِ، فتَرَكَه صاحبُه باختيارِه، وجَعَلَه للمسْلِمين، وكان المقصودُ بذلك استطابةَ قَلبِ خالدٍ رَضيَ اللهُ عنه؛ للمصلحةِ في إكرامِ الأُمراءِ.
وفي الحديثِ: أنَّ السَّلَبَ حقُّ القاتِل.
وفيه: فضلُ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ رَضيَ اللهُ عنه.
وفيه: أنَّ مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُراعاةَ حقِّ الوُلاةِ، واحترامَهُم، وعدَمَ الاستطالةِ عليهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج صحيح ابن حبانعرس بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافترش كل رجل
تخريج صحيح ابن حبانصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو
تخريج صحيح ابن حبانإن الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا إن
تخريج صحيح ابن حبانإن الله جل وعلا أمرني أن أعلمكم مما علمني يومي هذا وإنه قال
تخريج صحيح ابن حبانمن التقط لقطة فليشهد ذوي عدل ثم لا يكتم ولا يغير فإن جاء
تخريج صحيح ابن حبانطلقني زوجي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله
تخريج صحيح ابن حباندخلت على فاطمة بنت قيس فسألتها عن قضاء رسول الله صلى الله عليه
تخريج صحيح ابن حبانأن أبا عمرو بن حفص طلقها ألبتة وهو غائب بالشام فأرسل إليها وكيله
تخريج صحيح ابن حبانأن أبا عمرو بن حفص طلقها ألبتة وهو غائب بالشام فأرسل إليها وكيله
تخريج صحيح ابن حبانكنت عند قبيصة بن المخارق فاستعان به نفر من قومه في نكاح رجل
تخريج صحيح ابن حبانكنت عند قبيصة بن المخارق فاستعان به نفر من قومه في نكاح رجل
تخريج صحيح ابن حبانعن قبيصة بن مخارق الهلالي قال تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب