حديث فكف قال فقال إنه ليس بحرام ولكنه ليس من طعامي

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عبدالله بن عمر

«كُنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُتيَ بِضَبٍّ، فجعَلَ القَومُ يَأكُلونَ، فنادَتِ امرَأةٌ من نِسائِهِ إنَّه ضَبٌّ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كُلوا، فإنَّه حَلالٌ، أو كُلوا، فلا بَأْسَ قال: فكَفَّ. قال: فقال: إنَّه ليس بِحَرامٍ، ولكنه ليس من طَعامي.»

مسند الإمام أحمد
عبدالله بن عمر
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط الشيخين

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 6213 - أخرجه البخاري (7267) ، ومسلم (1944)، وأحمد (6213) واللفظ له

شرح حديث كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي بضب فجعل القوم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

دعانا رجلٌ فأتى بخَوَانٍ عليهِ ثلاثةَ عشرَ ضَبًّا قال : وذاكَ عشاءٌ فآكلٌ وتاركٌ فلمَّا أصبحنا غدونا على ابنِ عباسٍ فسألتُهُ فأكثرَ في ذلك جلساؤُهُ حتى قال بعضهم : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : لا آكلُهُ ولا أُحَرِّمُهُ قال : فقال ابنُ عباسٍ : بئسما قلتم إنما بُعِثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مُحِلًّا ومُحَرِّمًا ثم قال : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عند ميمونةَ وعندَهُ الفضلُ بنُ عباسٍ وخالدُ بنُ الوليدِ وامرأةٌ فأتي بخَوَانٍ عليهِ خبزٌ ولحمُ ضَبٍّ قال : فلمَّا ذهب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتناولُ قالت لهُ ميمونةُ : إنَّهُ يا رسولَ اللهِ لحمُ ضَبٍّ فكفَّ يدَهُ وقال : إنَّهُ لحمٌ لم آكلُهُ ولكن كُلُوا قال : فأكلَ الفضلُ بنُ عباسٍ وخالدُ بنُ الوليدِ والمرأةُ ، قال : وقالت ميمونةُ : لا آكُلُ من طعامٍ لم يأكلْ منهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
الراوي : يزيد بن الأصم | المحدث : أحمد شاكر
| المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم: 4/238 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح



أحَلَّ اللهُ سُبحانَه للنَّاسِ الطَّيِّباتِ وحَرَّمَ عليهمُ الخَبائِثَ، وكانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعافُ أكْلَ الضَّبِّ، ولكِنَّه لم يُحرِّمْه.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي التَّابِعيُّ يَزيدُ بنُ الأصَمِّ أنَّه قدْ دَعاهم رَجلٌ مع جَماعةٍ مِن النَّاسِ للطَّعامِ، فأتى «بخِوانٍ» وهو مائدةٌ مُرتفِعةٌ عنِ الأرضِ ولها أرْجُلٌ، وعليه طَعامٌ ثَلاثةَ عَشَرَ ضبًّا، والضَّبُّ حَيوانٌ مِن جِنسِ الزَّواحِفِ يَكثُرُ في الصَّحارِي العَربيَّةِ، وهو مَعروفٌ عندَ العَربِ واعْتادوا أكْلَه، وكان هذا الطَّعامُ عَشاءً، فانقسَمَ النَّاسُ بيْنَ آكِلٍ مِن الطَّعامِ، وبيْن تارِكٍ للأكْلِ منه.
فلمَّا أصْبَحوا ذَهَبوا إلى عبْدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهم، ثمَّ سَألَه يَزيدُ بنُ الأصَمِّ عن حُكمِ أكْلِ الضَّبِّ، وأكثَرَ جُلساؤُه مِن النَّاسِ الكَلامَ في حُكمِه، حتَّى قال بَعضُهم: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا آكُلُه ولا أُحرِّمُه»، يُريدونَ بذلك أنَّ عدَمَ أكلِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للضَّبِّ أنَّ نَفْسَه تَعَافُه، لا مِن أجْلِ أنَّه حَرامٌ، وهنا تَكلَّمَ ابنُ عبَّاسٍ فذَمَّ كلامَهم وقال: «بِئسَما قُلتم؛ إنَّما بُعِثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحلًّا ومُحرِّمًا»، فيُحِلُّ ما أحَلَّه اللهُ، ويُحرِّمُ ما حرَّمَه اللهُ، وليْس ذلك كلُّه مِن عندِ نَفْسِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
ثمَّ أخبَرَهمُ ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما قِصَّةَ ذلك، وأنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان عندَ زَوجتِه مَيمونةَ بنتِ الحارِثِ رَضيَ اللهُ عنها، وعندَه الفَضلُ بنُ عبَّاسٍ، وخالدُ بنُ الوَليدِ، وتَكونُ مَيمونةُ خالَتَهما، وكانت معَهمُ امرأةٌ أُخْرى، فأُتيَ بخِوانٍ عليه خُبزٌ ولَحمُ ضَبٍّ، وكان قدْ أُهديَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولم يكُنْ يَعرِفْ أنَّه لحْمُ ضَبٍّ، فلمَّا ذهَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الطَّعامِ، وأرادَ أنْ يَأخُذَ منه لِيَأكُلَ، قالت له مَيمونةُ رَضِي اللهُ عنها: إنَّه -يا رسولَ اللهِ- لَحمُ ضَبٍّ، فأعْلَمَتْه حَقيقةَ اللَّحمِ، فكَفَّ يدَه، وأبْعَدَها عنِ الطَّعامِ، وقال: «إنَّه لَحمٌ لم آكُلْه» أي: لم آكُلْه مِن قبْلُ، ولم أتَعوَّدْ عليه، فامتَنَعَ عنه؛ لِكَراهيةِ نَفْسِه له، لا لِكَراهيةِ الشَّرعِ، وقال لهم: «كُلوا»، فسَمَح لهم بالأكْلِ منه أمامَه؛ لأنَّهم مُعتادونَ عليه، فأكَل الفَضلُ بنُ عبَّاسٍ، وخالدُ بنُ الوَليدِ، والمَرأةُ.
ولكنَّ مَيمونةَ بنتَ الحارِثِ رَضِي اللهُ عنها قالت: «لا آكُلُ مِن طَعامٍ لم يَأكُلْ منه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ»، وهذا مِن حُبِّها للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحُبِّها لاتِّباعِه في عاداتِه، ولا يَعْني أنَّه حرامٌ؛ لأنَّه أُكِلَ أمامَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى مائدَتِه.
وهذا مِن رَحمتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالنَّاسِ؛ لأنَّ الضَّبَّ هو طَعامُ عامَّةِ الرِّعاءِ الَّذين يَرعَوْنَ الأنْعامَ في الصَّحْراءِ؛ لأنَّهم يَصْطادونَه ويَأكُلونَه.
وفي الحَديثِ: بَيانُ أدَبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الطَّعامِ، وأنَّه كان إذا كَرِهَ طَعامًا تَرَكَه ولم يَعِبْه.
وفيه: أنَّ مِن الأطْعمةِ المُباحةِ غيْرِ المُحرَّمةِ: ما عافَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنِفَتْ منه نَفْسُه مِن أنْواعِ الطَّعامِ بسَبَبِ عَدَمِ اعْتيادِه عليه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدمثله أي مثل حديث خمس من الدواب من قتلهن وهو محرم فلا جناح
مسند الإمام أحمدسأل رجل ابن عمر وهو يمشي بمنى فقال نذرت أن أصوم كل يوم
مسند الإمام أحمدرأيت ابن عمر أتى على رجل قد أناخ بدنته لينحرها بمنى فقال ابعثها
مسند الإمام أحمدمن لم يجد نعلين فليلبس خفين وليشقهما أو ليقطعهما أسفل من الكعبين
مسند الإمام أحمدصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء بمنى ركعتين ومع
مسند الإمام أحمدوقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام
مسند الإمام أحمددخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلي إزار يتقعقع فقال من هذا
مسند الإمام أحمدإذا كنتم ثلاثة فلا يتناجين اثنان دون صاحبهما
مسند الإمام أحمداتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق فكان في يده
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة استلم الحجر الأسود والركن
مسند الإمام أحمدكنا نشتري الطعام من الركبان جزافا فنهانا رسول الله صلى الله عليه
مسند الإمام أحمدكان النساء والرجال يتوضئون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 28, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب