حديث إن أصحابنا الذين مضوا لم تنقصهم الدنيا شيئا وإنا أصبنا بعدهم ما

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث خباب بن الأرت

«أتَينا خَبَّابَ بنَ الأَرَتِّ نَعودُهُ، وقدِ اكتَوى في بَطنِهِ سَبعًا، فقالَ: لولا أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ نَهانا أنْ نَدعُوَ بِالمَوتِ، لَدَعَوْتُ به، فقد طالَ بي مَرَضي. ثم قالَ: إنَّ أصحابَنا الذين مَضَوْا لم تَنقُصهُمُ الدُّنيا شَيئًا، وإنَّا أصَبْنا بَعدَهم ما لا نَجِدُ له مَوضِعًا إلَّا التُّرابَ، وقالَ: كانَ يَبني حائِطًا له، وإنَّ المَرءَ المُسلِمَ يُؤجَرُ في نَفَقَتِهِ كُلِّها، إلَّا في شَيءٍ يَجعَلُهُ في التُّرابِ. قالَ: وشَكَوْنا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ وهو مُتَوَسِّدٌ بُردةً له في ظِلِّ الكَعبةِ، فقُلنا: يا رَسولَ اللهِ، ألَا تَستَنصِرُ اللهَ لنا؟ فجلَسَ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ، فقالَ: وَاللهِ لقد كانَ مَن كانَ قَبلَكم يُؤخَذُ فتُجعَلُ المَناشِيرُ على رَأسِهِ، فيُفرَقُ بِفِرقَتَيْنِ، ما يَصرِفُهُ ذلك عن دِينِهِ، وَلَيُتِمَّنَّ اللهُ هذا الأمْرَ، حتى يَسيرَ الرَّاكِبُ ما بَينَ صَنعاءَ وحَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلَّا اللهَ وَالذِّئبَ على غَنَمِهِ.»

مسند الإمام أحمد
خباب بن الأرت
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط الشيخين

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 21069 - أخرجه البخاري (3612) باختلاف يسير

شرح حديث أتينا خباب بن الأرت نعوده وقد اكتوى في بطنه سبعا فقال لولا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

شَكَوْنَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكَعْبَةِ، قُلْنَا له: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ قالَ: كانَ الرَّجُلُ فِيمَن قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ له في الأرْضِ، فيُجْعَلُ فِيهِ، فيُجَاءُ بالمِنْشَارِ فيُوضَعُ علَى رَأْسِهِ فيُشَقُّ باثْنَتَيْنِ، وما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، ويُمْشَطُ بأَمْشَاطِ الحَدِيدِ ما دُونَ لَحْمِهِ مِن عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، واللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هذا الأمْرَ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعَاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخَافُ إلَّا اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ.
الراوي : خباب بن الأرت | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3612 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



أشَدُّ النَّاسِ بَلاءً الأنْبياءُ، ثُمَّ يَأْتي بعْدَهمُ المؤمِنونَ؛ فالمَرءُ يُبْتَلى على قَدْرِ دينِه، ولمَّا كان صَحابةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أكمَلِ النَّاسِ بعْدَ الأنْبياءِ، كان بَلاؤُهم شَديدًا، ومِحنتُهم عَظيمةً، وقدْ أرادَ اللهُ لهم ذلك؛ ليُمحِّصَهم ويَرفَعَ دَرجاتِهم في الآخِرةِ، وكان خَبَّابُ بنُ الأرَتِّ رَضيَ اللهُ عنه مِن أشدِّ الصَّحابةِ تَعرُّضًا للعَذابِ في مكَّةَ في بِدايةِ البَعثةِ النَّبويَّةِ، فيُحدِّثُ أنَّه جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع بَعضِ أصْحابِه وهو نائمٌ مُتوسِّدٌ بُرْدةً في ظِلِّ الكَعبةِ، أي: جعَل تحتَ رَأسِه بُرْدةً، وهي كِساءٌ أسوَدُ مُربَّعٌ، فسَأَلوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَدْعوَ اللهَ لهم، ويَسألَه النَّصرَ والعِزَّ والمَنَعةَ، فأخْبَرَهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ما همْ فيه لَيسوا مُختصِّينَ به مِن الأُمَمِ، بلْ كان المؤمنُون فيمَن قبْلَنا في الأمَمِ السَّابِقةِ يُعذَّبون أيضًا، وكان مِن طرُقِ تَعْذيبِهم أنْ يُحفَرَ له في الأرْضِ، ثمَّ يُؤْتى به، فيُجعَلَ في تلك الحُفرةِ، فيُجاءَ بالمِنْشارِ -وهو آلةُ قَطْعِ الأخْشابِ- فيُوضَعَ على رأْسِه، فيُشَقَّ نِصفينِ، وما يصُدُّه ذلك عن دِينهِ، ويُمشَطُ بأمْشاطِ الحَديدِ ما دونَ لَحمِه مِن عَظْمٍ أو عَصَبٍ، وما يصُدُّه ذلك عن دِينِه؛ وذلك لقوَّةِ إيمانِهم، وتَصْديقِهم لأنْبيائِهم، وأرادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلكَ أنْ يُعرِّفَهم بمِقدارِ ما كان يُلاقيه غيرُهم منَ المؤمِنينَ؛ ليَثْبُتوا على ما همْ فيه، ويَصْبِروا على البَلاءِ، ثُمَّ بشَّرَهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بنَصْرِ اللهِ لهم، وأنَّ اللهَ تعالَى سيَكتُبُ النَّصرَ لأهلِ الإسْلامِ حتَّى يُعبَدَ اللهُ تعالَى فيما حَولَهم مِن الأرْضِ، فيَسيرَ الرَّاكبُ مِن صَنعاءَ إلى حَضْرَمَوتَ -وهما مَدينَتانِ باليَمنِ- لا يَخافُ شَيئًا إلَّا اللهَ تعالَى، أو يَخافُ أنْ يَأكُلَ الذِّئبُ غَنَمَه، أمَّا المُشرِكونَ فلا يُخافُ منهم؛ لأنَّهم إمَّا أنْ يَكونوا دخَلوا في الإسْلامِ، أو غُلِبوا، وصاروا أذِلَّةً، ولكنَّكم تَستَعجِلونَ نَصْرَ اللهِ المُحقَّقَ.

وفي الحَديثِ: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ النُّبوَّةِ، حيث وقَعَ ما أخبَرَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن تَمامِ الدِّينِ، وانْتِشارِ الأمْنِ، وإنْجازِ اللهِ ما وعَدَ نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن ذلك.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمددخلت على خباب وقد اكتوى سبعا فقال لولا أني سمعت رسول الله صلى
مسند الإمام أحمدقال إنا لقعود على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ننتظر أن
مسند الإمام أحمدإن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها
مسند الإمام أحمداتزروا وارتدوا وانتعلوا وألقوا الخفاف والسراويلات وألقوا الركب وانزوا نزوا وعليكم بالمعدية وارموا
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وتزوجها قال فقال له
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مسير وكان حاد يحدو بنسائه
مسند الإمام أحمدسئل أنس بن مالك عن رفع الأيدي فقال قام إلى رسول الله صلى
مسند الإمام أحمدخرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فتلقته الأنصار بينهم فقال والذي نفس
مسند الإمام أحمدأعطى النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين عيينة والأقرع وغيرهما فقالت
مسند الإمام أحمدجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم سليم فقربت إليه سمنا وتمرا
مسند الإمام أحمدرأى نخامة في قبلة المسجد فشق عليه حتى عرفنا ذاك في وجهه فحكه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, October 15, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب