حديث الفار منه كالفار يوم الزحف ومن صبر فيه كان له أجر شهيد

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث جابر بن عبدالله

«سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يقولُ في الطَّاعونِ: الفارُّ منه كالفارِّ يومَ الزَّحفِ، ومَن صَبَرَ فيه كان له أجْرُ شَهيدٍ.»

مسند الإمام أحمد
جابر بن عبدالله
شعيب الأرناؤوط
حسن لغيره

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 14793 - أخرجه أحمد (14793)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8980) واللفظ لهما، وعبد بن حميد (1116) بنحوه

شرح حديث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الطاعون الفار منه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

فَناءُ أُمَّتي بالطَّعْنِ والطاعونِ، قالَتْ: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، هذا الطَّعْنُ قد عَرَفناهُ، فما الطاعونُ؟ قال: غُدَّةٌ كغُدَّةِ الإبِلِ، المُقيمُ فيها كالشَّهيدِ، والفارُّ منها كالفارِّ مِن الزَّحفِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 26182 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد

التخريج : أخرجه أحمد ( 26182 ) واللفظ له، وأبو يعلى ( 4408 ) باختلاف يسير، والطبراني في ( (المعجم الأوسط )) ( 5531 ) بنحوه مطولاً



الأمنُ والسَّلامةُ العامَّةُ في المُجتَمَعِ مِنَ الأُمورِ المُهمَّةِ الَّتي شَدَّدَ عليها الإسلامُ؛ حتَّى لا يَضُرَّ إنسانٌ نفْسَه أو يَضُرَّ غَيرَه.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَوتَ أُمَّتِه وفَناءَهم ونِهايتَهم سَيكونُ «بالطَّعْنِ»؛ وهو القَتلُ، والمرادُ به: قِتالُ بعضِهم بعضًا.
«والطَّاعونِ»؛ وهو قُروحٌ تَخرُجُ في الجَسَدِ؛ فتَكونُ في المَرافقِ، أوِ الآباطِ، أوِ الأَيدي، وسائرِ البَدنِ، ويَكونُ معه وَرَمٌ وألَمٌ شَديدٌ.
وقيلَ: إنَّ الطَّاعونَ اسمٌ لكُلِّ وَباءٍ عامٍّ يَنتشِرُ بسُرعةٍ، وقدْ سُمِّيَ طاعونًا لسُرعةِ قَتْلِه.
وفسَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الطَّاعونَ في الحَديثِ بأنَّه «غُدَّةٌ كغُدَّةِ الإبِلِ»؛ أي: هو كنَوعِ الوَباءِ الَّذي يَظهَرُ في الإبِلِ في أسفَلِ بُطونِهِم، وقلَّما تَسلَمُ منه، فهو ورَمٌ يَظهَرُ في الجِلدِ الرَّقيقِ الضَّعيفِ، وتَحْتَ آباطِ الذِّراعينِ.
ثُمَّ أَرشَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أنَّ الصَّابِرَ على بَقائِه في الأرْضِ الَّتي بها الطَّاعونُ -حتَّى وإنْ كان ظاهِرُ أمْرِه أنَّه لمْ يُصِبْه المَرَضُ- كان كالَّذي صبَرَ في القِتالِ؛ فإنْ ماتَ نالَ أجْرَ الشَّهيدِ، وإنْ حَفِظَه اللهُ حازَ نِعْمةَ الشِّفاءِ والصِّحَّةِ، وهي أفضَلُ غَنيمةٍ يَتحصَّلُ عليها المُقاتِلُ بعْدَ الحَرْبِ، ويُضافُ إليه أجْرُ الصَّبْرِ على البَلاءِ.
«والفارُّ منها كالفارِّ مِنَ الزَّحْفِ»: يُحذِّرُ النَّبيُّصلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن الخُروجِ مِنَ الأرْضِ الَّتي وقَعَ بها الطَّاعونُ، وعَدَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلكَ فِرارًا، وجعَلَ الوَعيدَ فيه كوَعيدِ الفِرارِ مِنَ الزَّحْفِ؛ وهو: الفِرارُ مِنَ القِتالِ يَومَ مُلاقاةِ الكُفَّارِ وأَعداءِ اللهِ، وقدْ جاءَ الوَعيدُ في قَولِ اللهِ تَعالَى: { وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } [ الأنفال: 16 ]، وجعَلَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -كما في الصَّحيحَينِ- مِنَ السَّبْعِ المُوبِقاتِ؛ وهي الَّتي تُهلِكُ صاحبَها باستِحقاقِه دُخولَ النَّارِ، وعَذابَه في الآخِرةِ، والكَبيرةُ لا بُدَّ لها مِن تَوبةٍ، معَ ما في ذلكَ مِنَ الهُروبِ مِن قَدَرِ اللهِ، معَ سُوءِ الظَّنِّ باللهِ سُبْحانَه، والتَّعلُّقِ بأسْبابِ الدُّنْيا فقَطْ.
وفي الصَّحيحَينِ مِن حَديثِ أُسامةَ بنِ زَيدٍ رَضيَ اللهُ عنه، قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «الطَّاعونُ رِجْسٌ أُرسِلَ على طائِفةٍ مِن بَنِي إسْرائيلَ -أو على مَن كان قَبلَكم- فإذا سَمِعتُم به بأرْضٍ فلا تَقْدَموا علَيْه، وإذا وقَعَ بأرْضٍ وأنتُم بها فلا تَخرُجوا فِرارًا منه».
وكُلُّ هذا مِن وَسائلِ السَّلامةِ الَّتي دَعا إليها الإسلامُ، وهو ما يُعرَفُ حَديثًا بالحَجْرِ الصِّحِّيِّ؛ للحَدِّ مِنِ انتِشارِ المَرَضِ وتَفَشِّيه في أكثَرَ مِن أرْضٍ، أو أنَّه يَخرُجُ عن سَيطَرةِ القائِمينَ علَيه؛ فتَهلِكُ البِلادُ والعِبادُ.
وهكذا فإنَّ هذا التَّشْريعَ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عالَجَ الوازِعَ المِهَنيَّ مِنَ النَّاحِيةِ الطِّبِّيَّةِ والوازِعَ الأَخلاقيَّ مِنَ النَّاحِيةِ الاجْتِماعيَّةِ، وجعَلَ الضَّميرَ الإنسانيَّ مَسؤولًا عن أفْعالِه.
قيلَ: والمقصودُ بهَذينِ النَّوعينِ مِنَ القَتْلِ: همْ طائفةٌ مِنَ الأُمَّةِ هي الَّتي تَموتُ بالقتْلِ والشَّهادةِ والطَّاعونِ، وقدْ خصَّصَها البعضُ بالصَّحابةِ؛ لأنَّ أكثَرَهُم ماتَ بالشَّهادةِ، أو في الطَّاعونِ الَّذي أصابَهم في عَمْواسَ وغَيرِها؛ ولأنَّ الأكثَرينَ مِنَ الأُمَّةِ يَموتونَ بغَيرِ ذلكَ.
وقيلَ: مَعْنى الحَديثِ الدُّعاءُ لا الإخبارُ، وقد استُجيبَ في طائفةٍ، وأرادَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلكَ أنْ يَحصُلَ لأُمَّتِه أرفَعُ أنواعِ الشَّهادةِ، وهو القتْلُ في سَبيلِ اللهِ بأَيْدي أعدائِهم؛ إمَّا مِنَ الإنسِ، وإمَّا مِنَ الجِنِّ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت إن جاهدت
مسند الإمام أحمدفذكر معناه أي معنى حديث جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه
مسند الإمام أحمدجاءت امرأة سعد بن الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنتيها
مسند الإمام أحمدأنه نهى عن ثمن الكلب وقال طعمة جاهلية
مسند الإمام أحمدأصابنا عطش بالحديبية فجهشنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه
مسند الإمام أحمدكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت بنا جنازة فقام رسول
مسند الإمام أحمدسمعت جابرا يقول بصر عيني وسمع أذني رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسند الإمام أحمدإياكم والسمر بعد هدوء الليل فإن أحدكم لا يدري ما يبث الله من
مسند الإمام أحمدذبحنا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسند الإمام أحمدأنه نهى عن المزابنة والمحاقلة والمخابرة والثنيا والمعاومة
مسند الإمام أحمدرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد متوشحا به
مسند الإمام أحمدإن مثل هذه الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل فيه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, January 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب