حديث فصلى أربع ركعات ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أبو مسعود عقبة بن عمرو

«ألَا أُريكم صَلاةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: فقام فكبَّرَ، ثمَّ ركَعَ، فجافى يدَيهِ، ووضَعَ يدَيهِ على رُكبتَيهِ، وفَرَّجَ بيْن أصابِعِه مِن وراءِ رُكبتَيهِ، حتى استَقَرَّ كلُّ شَيءٍ منه، ثمَّ رفَعَ رأسَه، فقام حتى استَقَرَّ كلُّ شَيءٍ منه، ثمَّ سجَدَ فجافى حتى استقَرَّ كلُّ شَيءٍ منه. قال: فصَلَّى أرْبَعَ ركَعاتٍ، ثمَّ قال: هكذا رأيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي، أو: هكذا كان يُصلِّي بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.»

مسند الإمام أحمد
أبو مسعود عقبة بن عمرو
شعيب الأرناؤوط
إسناده حسن

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 17081 - أخرجه أبو داود (863)، والنسائي (1037)، وأحمد (17081) واللفظ له

شرح حديث ألا أريكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقام فكبر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

قال: قُلتُ: لَأنظُرَنَّ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيف يُصَلِّي؟ قال: فنظَرتُ إليهِ قامَ فكبَّرَ، ورفَعَ يَدَيْهِ حتى حاذَتا أُذُنَيْهِ، ثم وضَعَ يَدَهُ اليُمنى على ظَهرِ كَفِّهِ اليُسرى، والرُّسغِ والسَّاعِدِ، ثم قال: لمَّا أرادَ أنْ يَركَعَ، رفَعَ يَدَيْهِ مِثلَها، ووضَعَ يَدَيْهِ على رُكبَتَيْهِ، ثم رفَعَ رَأسَهُ، فرفَعَ يَدَيْهِ مِثلَها، ثم سجَدَ، فجعَلَ كَفَّيْهِ بِحِذاءِ أُذُنَيْهِ، ثم قعَدَ فافتَرَشَ رِجْلَهُ اليُسرى، فوضَعَ كَفَّهُ اليُسرى على فَخِذِهِ ورُكبَتِهِ اليُسرى، وجعَلَ حَدَّ مِرفَقِهِ الأيْمَنِ على فَخِذِهِ اليُمنى، ثم قبَضَ بَينَ أصابِعِهِ، فحَلَّقَ حَلقةً، ثم رفَعَ إصبَعَهُ، فرَأيتُهُ يُحَرِّكُها يَدعو بها، ثم جِئتُ بَعدَ ذلك في زَمانٍ فيه بَردٌ، فرَأيتُ النَّاسَ عليهمُ الثِّيابُ تُحرَّكُ أيديهم مِن تَحتِ الثِّيابِ مِنَ البَردِ.

الراوي : وائل بن حجر | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 18870 | خلاصة حكم المحدث : صحيح دون قوله: "فرأيته يحركها يدعو بها" فهو شاذ

التخريج : أخرجه أبو داود ( 727 ) مختصراً، والنسائي ( 889 ) باختلاف يسير، وابن ماجه ( 912 ) مختصراً بنحوه، وأحمد ( 18870 ) واللفظ له



الصَّلاةُ عِمادُ الدِّينِ، ورُكنُ الإسلامِ الرَّكينُ، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَيفيَّتَها وآدابَها، وكلَّ ما يَتعلَّقُ بها.
وفي هذا الحَديثِ يَصِفُ الصحابيُّ الجليلُ وائلُ بنُ حُجْرٍ رضِيَ اللهُ عنه صلاةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حيثُ قالَ: "قُلتُ: لَأنظُرَنَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيف يُصلِّي"، فعزَمَ في نَفسِه أنْ يُراقِبَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في صَلاتِه، ويَحفَظَ عنه كَيفيَّتَها، "فنظَرْتُ إليه، قَامَ فكبَّرَ"، وهي تَكبيرةُ الإحرامِ، وفي رِوايةٍ لأحمَدَ تُوضِّحُ أنَّه اتَّجَهَ إلى القِبْلةِ، فكبَّرَ ورفَعَ يدَيْه، وظاهِرُ هذه الرِّوايةِ أنَّ رَفْعَ اليدَيْنِ يكونُ معَ التَّكبيرِ ومُقارِنًا له، قال وائلٌ رضِيَ اللهُ عنه: "حتَّى حاذَتا بأُذُنَيْه"، فكانتْ يَداه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُساوِيَتَينِ عندَ رَفعِها لمُستَوى الأُذُنَينِ لا تَعْلو ولا تَنخَفِضُ عنها، "ثمَّ وضَعَ يَدَه اليُمنى على كفِّه اليُسْرى والرُّسْغِ والسَّاعدِ"، وكفُّ اليَدِ هو راحةُ اليَدِ معَ الأصابعِ، والرُّسْغُ هو: مَفْصِلُ ما بيْنَ الكفِّ والذِّراعِ، وقيلَ: هو مَفصِلُ ما بينَ السَّاعدِ والكفِّ، والسَّاعِدُ: هو ما بينَ المِرْفَقِ والكفِّ، والمَعنى أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وضَعَ يَدَه اليُمْنى على كفِّ اليُسْرى، ورُسْغِها، وساعِدِها، وذلك بأنْ يَكونَ وسَطُ كفِّه اليُمنى على الرُّسغِ، فيَلزَمُ منه أنْ يَكونَ أصْلُ الكفِّ على الكفِّ، والأصابعُ على السَّاعدِ.
ثم قال وائلٌ رضِيَ اللهُ عنه: "لمَّا أرادَ" النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "أنْ يركَعَ رفَعَ يدَيْه مِثلَها"، أي: رفَعَ يدَيْه مِثلَ رَفعَتِه الأُولى عندَ الإحرامِ، وهي الرَّفعُ إلى الأُذنَينِ، "ووضَعَ يدَيْه على رُكبتَيهِ"، فوضَعَ الكفَّينِ والأصابِعَ على الرُّكبتَينِ، "ثمَّ رفَعَ رأسَه" مِن الرُّكوعِ، "فرفَعَ يدَيْه مِثلَها" أى: مِثلَ رَفعَتِه السَّابقةِ إلى مُحاذاةِ الأُذنَينِ، "ثمَّ سجَدَ، فجعَلَ كفَّيْه بحِذاءِ أُذنَيْه"، يَعني: أنَّه وضَعَ رأسَه بينَ يدَيْه مُحاذِيَتَينِ لأُذنَيْه مِثلَما فعَلَ عندَ الإحرامِ، "ثمَّ قعَدَ، فافترَشَ رِجْلَه اليُسْرى"، بأنْ وضَعَها على الأرضِ، وجعَلَها كالفِراشِ له يَجلِسُ عليها، "فوضَعَ كفَّه اليُسْرى على فَخِذِه ورُكبَتِه اليُسْرى"، أي: وضَعَها بحيث صارَت بعضُ كفِّه على فَخِذِه، وبعضُها على رُكبَتِه اليُسْرى، "وجعَلَ حدَّ مِرفَقِه الأيمَنِ على فَخِذِه اليُمْنى"، والمُرادُ: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وضَعَ طرَفَ مِرْفَقِه الَّذي مِن جِهةِ الكفِّ على عَظْمِ فَخِذِه، والمِرْفَقُ مَفْصِلُ الذِّراعِ في العَضُدِ، والفَخِذُ ما بينَ السَّاقِ والرُّكْبةِ إلى الوَرِكِ، "ثم قبَضَ بينَ أصابِعِه"، وفي رِوايةِ النَّسائيِّ: "ثمَّ قبَضَ اثنَينِ مِن أصابِعِه"، وهما الخِنْصَرُ والبِنْصَرُ، "فحلَّقَ حَلْقةً" مِن التَّحليقِ، أي: جعَلَ الإبهامَ والوُسْطى مِثلَ الحَلْقةِ، "ثمَّ رفَعَ إِصبَعَه فرَأيْتُه يُحرِّكُها يَدْعو بها"، أي: السَّبَّابةِ؛ لِما في رِوايةٍ أُخرى: "وأشارَ بالسَّبَّابةِ، يَدْعو بها"، فيُشيرُ بها في التشَهُّدِ الذي هو دُعاءٌ وتَضرُّعٌ للهِ تَعالى، وفي الإشارةِ بالسبَّابةِ رَمزٌ وإشارةٌ إلى وَحْدانيَّةِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وتَحريكُ الإصبَعِ قد جاء في بعضِ الرِّواياتِ، فأخَذَ به قَومٌ، إلَّا أنَّ جمهورَ العُلماءِ لم يَأخُذوا به؛ لِخُلوِّ غالبِ الرِّواياتِ عنه؛ لأنَّ جُمهورَ الصَّحابةِ الَّذين نَقَلوا صَلاتَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يُثبِتوها، معَ دِقَّةِ وَصفِهم لصَلاتِه، وقالوا: إنَّ وائلَ بنَ حُجْرٍ إنَّما رَآه في بعضِ الأوقاتِ، كما يدُلُّ قولُه: "لأَنظُرَنَّ إلى صَلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، ثمَّ وصَفَ صَلاتَه، فقال: "فرَأيْتُه يُحرِّكُها"، أي: في ذلك الوَقتِ؛ فدلَّ على أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَمِلَ به في بعضِ الأوقاتِ، لا مُطلَقًا.
قال وائلٌ رضِيَ اللهُ عنه: "ثم جِئْتُ بعْدَ ذلك في زمانٍ فيه بَردٌ، فرأيْتُ الناسَ عليهم الثيابُ تَحَرَّكُ أيدِيهم مِن تحتِ الثيابِ مِن البَردِ"، والمَعنى: أنَّهم مِن شِدَّةِ البَردِ كانت عليهم الثيابُ ليَستَدفِئوا بها، وكانوا يُحرِّكونَ أيديَهم عندَ تَنقُّلاتِهم في الصلاةِ مِن تحتِ تلك الثيابِ.
وعلى هذا فالحَديثُ مُشتَمِلٌ على وَصْفٍ لصلاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حالةٍ مِن حالاتِه، ورَآه فيها الصَّحابيُّ الجَليلُ وائلُ بنُ حُجْرٍ، فنقَلَ ما رَآه، وقد نُقِلَت صِفةُ صَلاتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن كَثيرٍ مِن الصَّحابةِ، وفيها بَعضُ اختِلافٍ عن هذه الرِّوايةِ كما بُيِّنَ في الشَّرحِ.
وفي الحَديثِ: حِرصُ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم على نَقلِ صِفةِ الصَّلاةِ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدعن رجل من الأنصار يكنى أبا شعيب قال أتيت رسول الله صلى الله
مسند الإمام أحمدنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب وعن مهر البغي
مسند الإمام أحمدإن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما
مسند الإمام أحمديؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وأقدمهم قراءة فإن كانوا في القراءة سواء فأقدمهم
مسند الإمام أحمدإن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فافعل ما
مسند الإمام أحمدأنه مر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الفتح على رجل
مسند الإمام أحمدحفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتين أنه قال إن الله
مسند الإمام أحمدأفطر الحاجم والمحجوم
مسند الإمام أحمدمررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمان عشرة ليلة خلت
مسند الإمام أحمدسيكون من بعدي أئمة يميتون الصلاة عن مواقيتها فصلوا الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم
مسند الإمام أحمدبينما أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق
مسند الإمام أحمدأن رسول  الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يحتجم في رمضان فقال


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, January 23, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب