حديث إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عقبة بن عامر

«أنَّ رسولَ  اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَجَ يَومًا، فصَلَّى على أهلِ أُحُدٍ صَلاتَهُ على المَيِّتِ، ثمَّ خرَجَ إلى المِنبرِ فقال: إنِّي فَرَطٌ لكم، وأنا شَهيدٌ عليكم، وإنِّي واللهِ لَأَنظُرُ إلى حَوضي الآنَ، وإنِّي قد أُعطيتُ مَفاتيحَ خَزائنِ الأرضِ، وإنِّي واللهِ ما أَخافُ عليكم أنْ تُشرِكوا بَعْدي، ولكنِّي أَخافُ عليكم أنْ تَنافَسوا فيها.»

مسند الإمام أحمد
عقبة بن عامر
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط الشيخين

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 17397 - أخرجه البخاري (1344)، ومسلم (2296) باختلاف يسير

شرح حديث أن رسول  الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتَى المَقْبُرَةَ، فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم دارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللَّهُ بكُمْ لاحِقُونَ، ودِدْتُ أنَّا قدْ رَأَيْنا إخْوانَنا قالوا: أوَلَسْنا إخْوانَكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أنتُمْ أصْحابِي وإخْوانُنا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ فقالوا: كيفَ تَعْرِفُ مَن لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِن أُمَّتِكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، فقالَ: أرَأَيْتَ لو أنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فإنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الوُضُوءِ، وأنا فَرَطُهُمْ علَى الحَوْضِ ألا لَيُذادَنَّ رِجالٌ عن حَوْضِي كما يُذادُ البَعِيرُ الضَّالُّ أُنادِيهِمْ ألا هَلُمَّ فيُقالُ: إنَّهُمْ قدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فأقُولُ سُحْقًا سُحْقًا.
وفي رواية: فَلَيُذادَنَّ رِجالٌ عن حَوْضِي.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 249 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



جَعَل اللهُ تَعالَى للمُؤمنينَ سِماتٍ وصِفاتٍ تُميِّزُهم عن غَيرِهم في الآخِرةِ، وبها يَعرِفُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتباعَه يَومَ القيامةِ، ومِن ذلك أثرُ الوُضوءِ الذي يكونُ نُورًا ظاهرًا على أعضاءِ الوُضوءِ.
وفي هذا الحديثِ يَروي أبو هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتى المَقْبرَةَ»، وهو المكانَ الذي يُدفَنُ فيه، والمُرادُ هنا مَقبَرةُ البَقيعَ، فحَيَّا الأمواتَ وقالَ: «السَّلامُ عَلَيْكمْ دارَ قومٍ مُؤمنينَ، وإنَّا -إنْ شاءَ اللهُ- بِكمْ لاحِقونَ»، أي: أنتم سَبَقتمُ الأحياءَ في الموتِ لانقضاءِ آجالِكم، ونحنُ الأحياءُ سنَلحَقُ بكم -إن شاءَ اللهُ- حين تَنقضي آجالُنا في الدُّنيا، ثم قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وَدِدتُ أنَّا قَدْ رَأَيْنا إِخْوَانَنا»، وهذا تَمَنٍّ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأن يرَى ويَلقى إخوانَه فسألَه الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم: «أوَلَسْنا إخْوانَكَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: أنتُمْ أصْحابِي، وإخْوانُنا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ»، وهذا تَوضيحٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّ مَن رأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وآمَنَ به فهوَ من أصحابِه، أمَّا مَن لم يَرَه منَ المُسلِمينَ فهُم إخوانُه في الدّينِ والإسلامِ.
فسألَه الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم: كيفَ تَعرِفُ يومَ القيامةِ مَن لم يَأتِ بعدُ من أُمَّتِكَ وأنتَ لم تَرَهُم في الدُّنيا؟ فضَرَبَ لهُمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَثَلًا فقالَ: «أرَأيتَ لو أنَّ رجلًا لهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلةٌ بيْنَ ظَهْرَيْ خَيلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، ألَا يَعرِفُ خَيْلَهُ؟» والغُرَّةُ: هيَ البياضُ في الوَجهِ، والتَّحجيلُ: هو البَياضُ في الأقدامِ، والخَيلُ البُهمُ الدُّهمُ: السَّوداءُ، والمقصودُ أنَّه إذا اختلَطَت هذه الخُيولُ تَميَّزَ بعضُها من بعضٍ بِبيَاضِ الغُرَّةِ والتَّحجيلِ، فكذَلكَ المُسلِمونَ يوم القيامةِ؛ «فإنَّهمْ يأتونَ غُرًّا مُحَجَّلينَ»، أي: بهم نُورٌ مُضيءٌ على جِباهِهم وأيديهم وأرجُلِهم من أثرِ الوُضوءِ، «وأَنا فرَطُهُمْ على الحَوْضِ»، أي: والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو سابِقُهُم ومُتقدِّمُهم على الحَوضِ يومَ القيامةِ، وهو حوضُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذي يَسقي منه الوارِدينَ عليه من أُمَّتِه.
وأخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الملائكةَ سوفَ تُبعِدُ وتَطرُدُ عنِ الحوضِ أُناسًا وهُم مُقبِلونَ ومُتوجِّهونَ إليه، وهم من المسلِمينَ، كما يَمنَعُ ويَطرُدُ صاحبُ الإبلِ الجَمَلَ الذي ليس من إبلِه، وهو يُزاحِمُها في الطَّعامِ والشَّرابِ، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُنادي هؤلاء النَّاسَ ليأتوا إلى الحَوضِ، قَبل أن يعرِفَ لماذا يُطرَدونَ؟ «فيُقالُ: إنَّهم قدْ بدَّلوا بعْدَكَ»، أي: غيَّروا الدِّينَ أو حرَّفوه وانحَرَفوا بعدَك عنِ الحقِّ، فيَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ ذلك: «سُحقًا سُحقًا»، أي: بُعدًا بُعدًا، وكرَّرَه للتَّأكيدِ، وهُو دُعاءٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليهم بالإبعادِ عن حَوضِه أو عنِ الرَّحمةِ.
وفي الحديثِ: زِيارةُ المقبرةِ، وما يُقالُ عِندَها.
وفيه: حُبُّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأتباعِه وشَوقُه إليهم.
وفيه: فَضلُ الوُضوءِ.
وفيه: بَيانُ جَزاءِ التَّبديلِ والانحرافِ عن دِينِ اللهِ، وأنَّه سبَبٌ للإبعادِ عن حَوضِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ القيامةِ.
وفيه: بيانُ فضلِ إطالةِ الغُرَّةِ والتَّحجيلِ في الوُضوءِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ تَمنِّي الخَيرِ، ولقاءِ الفُضَلاءِ، وأهلِ الصَّلاحِ.
وفيه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَعلَمُ الغَيبَ إلَّا ما أطلَعَه عليه اللهُ سُبحانَه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدمن أم قوما فأتم بهم الصلاة فله ولهم وإن لم يفعل كان لهم
مسند الإمام أحمدإنما النذر كفارته كفارة اليمين
مسند الإمام أحمداتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه
مسند الإمام أحمدقال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فجاء ماعز بن مالك
مسند الإمام أحمدأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اكتب لي بأرض
مسند الإمام أحمدقام أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعام فقال
مسند الإمام أحمدنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخطفة والمجثمة والنهبة وعن أكل
مسند الإمام أحمدأتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي وله لمة بها ردع من
مسند الإمام أحمدأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي فرأى التي بظهره فقال
مسند الإمام أحمدخرجت مع أبي حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت برأسه
مسند الإمام أحمدكنت مع أبي فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدناه جالسا في ظل
مسند الإمام أحمداصطدنا ضبابا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, January 24, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب