حديث صديد أهل النار

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عبدالله بن عمر

«مَن شَرِبَ الخَمرَ لم تُقبَلْ له صَلاتُه أربَعينَ لَيلَةً، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليه، فإنْ عادَ عادَ اللهُ له، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليه، فإنْ عادَ، كان حَقًّا على اللهِ تَعالى أنْ يُسقِيَه من نَهَرِ الخَبالِ، قيل: وما نَهَرُ الخَبالِ؟ قال: صَديدُ أهْلِ النَّارِ.»

مسند الإمام أحمد
عبدالله بن عمر
شعيب الأرناؤوط
حسن

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 4917 - أخرجه الترمذي (1862)، وأحمد (4917) واللفظ له

شرح حديث من شرب الخمر لم تقبل له صلاته أربعين ليلة فإن تاب تاب


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

من شرب الخمرَ لم تُقبلْ له صلاةٌ أربعين صباحًا، فإن تاب تاب اللهُ عليه، فإن عاد لم يقبلِ اللهُ له صلاةً أربعين صباحًا، فإن تاب تاب اللهُ عليه فإن عاد لم يقبلِ اللهُ له صلاةً أربعين صباحًا، فإن تاب تاب اللهُ عليه، فإن عاد الرابعةَ لم يقبلِ اللهُ له صلاةًّ أربعين صباحًا، فإن تاب لم يتب اللهُ عليه، وسقاه من نهرِ الخَبالِ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الترمذي
| المصدر : سنن الترمذي
الصفحة أو الرقم: 1862 | خلاصة حكم المحدث : حسن

التخريج : أخرجه أحمد ( 4917 )، وعبدالرزاق ( 17058 )، والطبراني ( 12/391 ) ( 13445 ) باختلاف يسير



الخَمرُ أمُّ الخبائثِ، وقد حَذَّر الشَّرعُ مِن شُربِ الخَمرِ؛ لِما يتَرتَّبُ عليها مِن ضرَرٍ؛ فهي تُغيِّبُ العقلَ فتَقودُ الإنسانَ إلى ارتكابِ المعاصي والذُّنوبِ وما لا يُحمَدُ عُقباه.

وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن شَرِب الخمرَ"، أي: ولم يُحدِثْ مِن ذلك توبةً لَم يَقبَلِ اللهُ منه "صلاةً أربَعين صَباحًا"، أي: إنَّ صلاتَه الَّتي صلَّاها في هذه المدَّةِ المذكورةِ لا يتَرتَّبُ عليها ثوابٌ، وإنْ كانتْ أسقَطَتْ عنه الفريضةَ؛ ؛ قيل: وسببُ عدَمِ ترَتُّبِ الثَّوابِ على صلاتِه هذه المدَّةَ هو بقاءُ أثَرِ الخمرِ الَّذي يَبْقى في البدَنِ لمدَّةِ أربَعين يومًا، ولا يُمكِنُ أن يَتحوَّلَ الطَّعامُ والشَّرابُ على وجهِ التَّمامِ إلَّا بعدَ مُضيِّ هذه المدَّةِ.
"فإن تاب" ورجَع عن شُربِه الخمرَ، وأعلَن توبتَه عن تلك المعصيةِ "تاب اللهُ عليه"، أي: إنَّ اللهَ يَقبَلُ مِنه توبتَه.
قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "فإن عاد"، أي: إلى شُربِ الخمرِ مرَّةً ثانيةً، "لم يَقبَلِ اللهُ له صلاةً أربَعين صَباحًا"، أي: فإنَّ اللهَ لا يَقبَلُ مِنه صلاتَه أربَعين يومًا، "فإن تاب"، أي: نَدِم وأقلَع عن شُربِها "تاب اللهُ عليه"، أي: إنَّ اللهَ يَقبَلُ مِنه تَوبتَه، "فإنْ عاد" مرَّةً ثالثةً إلى شُربِ الخمرِ، "لم يَقبَلِ اللهُ له صلاةً أربَعين صباحًا"، "فإن تاب"، أي: إن جدَّد توبتَه مرَّةً أخرى وأقلَع عن شُربِ الخمرِ، "تاب اللهُ عليه"، أي: فإنَّ اللهَ يَقبَلُ منه التَّوبةَ.
"فإنْ عاد الرَّابعةَ"، أي: إنْ عادَ في المرَّةِ الرَّابعةِ إلى شُربِ الخَمرِ، "لم يَقبَلِ اللهُ له صَلاةً أربعينَ صَباحًا"، أي: أرْبعِينَ يومًا، وهذا للزَّجرِ عن هذا الفِعلِ؛ فإنْ أدَّى فرْضَ الصَّلاةِ بشَرائطِها سقَطَ عنه الفرْضُ، ولكنْ ليس ثوابُ صَلاةِ الفاسِقِ كثوابِ صلاةِ الصَّالحِ، بل الفسقُ يَنفي كمالَ الصَّلاةِ وغيرِها من الطاعاتِ، أو يَكونُ عبَّرَ عن عَدمِ ترتُّبِ الثَّوابِ بعدَمِ قَبولِ الصَّلاِة؛ وذلك لأنَّ لكلِّ طاعة اعتبارَينِ: أحدهما سقوطُ القضاءِ عن المؤدِّي، وثانيهما ترتُّبُ حصولُ الثوابِ عليه، فهذا المصلِّي وإنْ سقَط عنه القضاءُ فلا يَترتَّبُ على فِعلِه الثوابُ.
"فإنْ تابَ لمْ يَتُبِ اللهُ عليه"؛ وهذا مُشكِلٌ؛ لأنَّ اللهَ تعالى يَقبَلُ تَوبةَ العَبدِ وإنْ تَكرَّرَ منه الذَّنبُ ما لم يُغَرْغِرْ أو تَطلُعِ الشمسُ مِن مَغربِها؛ فقيل: إنَّ المرادَ بقولِه: "لمْ يَتُبِ اللهُ عليه" أنَّه لا يُوفَّقُ للتَّوبةِ غالبًا بَعدَ المرَّةِ الثالثةِ، وقيل: إنَّه مِن المبالغةِ في الوَعيدِ والزَّجرِ الشَّديدِ.
وقيل: يُحمَلُ ذلِك على أنَّه تابَ بلِسانِه وأمَّا قلبُه فعازمٌ ومُصِرٌّ على العَودةِ إليه مرَّةً أخرى؛ فلذلك لا تُقبَلُ تُوبتُه، بخلافِ ما إذا تابَ مُخلِصًا من قَلبِه، ثم اتُّفِقَ عودُه إلى ذلك الذَّنبِ، ثمَّ تابَ توبةً نَصُوحًا خالصةً فإنَّ توبتُه تُقبَلُ مهما أذنبَ مِن المرَّاتِ.
وقيل: إنَّ ذلك مَحمولٌ على إصْرارِه ومَوتِه على ما كان عليه مِن الذَّنبِ؛ فإنَّ عدَمَ قَبولِ التَّوبةِ لازمٌ للموتِ على الكُفرِ والمعاصي، كأنَّه قيل: مَن فعَل ذلك وأصرَّ عليه ماتَ عاصيًا؛ ولذلك عقَّبَه بقوله: "وسقاهُ مِن نَهرِ الخَبالِ".
"وسَقاه"، أي: اللهُ تعالى "مِن نَهرِ الخَبالِ"، وهو وهو عرَقُ أهلِ النَّارِ أو عُصارتُهم؛ وسُمِّي نَهرًا لِكَثرتِه وجرَيانِه، فكان ذلك جزاءً له، وذلك إنْ أصَرَّ على ذَنبِه وماتَ عاصيًا؛ قيل: وناسَبَ أن يُعاقَبَ على ذَنبِه بأنْ يَشرَبَ مِن عُصارةِ أهلِ النَّارِ؛ لأنَّه كان يَشرَبُ الخَمرَ وهي مِن عُصارةِ الثِّمار؛ أو لأنَّ مَن شَربَ الخَمرَ مع تَحريمِها عليه في الدُّنيا استعجَل اللذَّةَ بشرابِ نجسٍ مُذهِبٍ للعقلِ مُفسدٍ للدُّنيا والدِّين، فعُوقِبَ يومَ القيامةِ من جِنسِ عَملِه، فحُرِمَ أنهارًا مِن خَمرٍ لذَّةٍ للشَّاربين، وسُقِي مِن الخبالِ النَّجسِ القَبيحِ الذي لا يَروي، فَضلًا عن أنْ يكونَ فيه لذَّةٌ.

وفي الحديثِ: وعيدٌ شَديدٌ لِمَن لم يَتُبْ مِن شربِ الخمرِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدسألت ابن عمر عن نبيذ الجر فقال حرام فقلت أنهى عنه رسول الله
مسند الإمام أحمدرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من خمس وعشرين مرة أو
مسند الإمام أحمدصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فرأى في القبلة نخامة
مسند الإمام أحمدلا عمرى ولا رقبى فمن أعمر شيئا أو أرقبه فهو له حياته ومماته
مسند الإمام أحمدأن رجلا نادى فقال يا رسول الله ما يجتنب المحرم من الثياب فقال
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لضعفة الناس من المزدلفة بليل
مسند الإمام أحمدما تركت استلام الركنين في رخاء ولا شدة منذ رأيت رسول الله صلى
مسند الإمام أحمدأرسلني أبي إلى ابن عمر فقلت أأدخل فعرف صوتي فقال أي بني إذا
مسند الإمام أحمدصلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل
مسند الإمام أحمدوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على القليب يوم بدر فقال يا
مسند الإمام أحمدأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الذئب للمحرم يعني والفأرة والغراب
مسند الإمام أحمدإنما مثل القرآن مثل الإبل المعقلة إن تعاهدها صاحبها بعقلها أمسكها عليه وإن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, February 14, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب