حديث إن الله يغنيكم أو نعشكم بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث أبو المنهال العنزي

«أنَّهُ سَمِعَ أبا بَرْزَةَ، قالَ: إنَّ اللَّهَ يُغْنِيكُمْ - أوْ نَعَشَكُمْ - بالإِسْلامِ وبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.»

صحيح البخاري
أبو المنهال العنزي
البخاري
[أورده في صحيحه] وقال : وقع ها هنا يغنيكم ، وإنما هو نعشكم ، ينظر في أصل كتاب الاعتصام .

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 7271 -

شرح حديث أنه سمع أبا برزة قال إن الله يغنيكم أو نعشكم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لَمَّا كانَ ابنُ زِيَادٍ ومَرْوَانُ بالشَّأْمِ، ووَثَبَ ابنُ الزُّبَيْرِ بمَكَّةَ، ووَثَبَ القُرَّاءُ بالبَصْرَةِ، فَانْطَلَقْتُ مع أبِي إلى أبِي بَرْزَةَ الأسْلَمِيِّ، حتَّى دَخَلْنَا عليه في دَارِهِ وهو جَالِسٌ في ظِلِّ عُلِّيَّةٍ له مِن قَصَبٍ، فَجَلَسْنَا إلَيْهِ، فأنْشَأَ أبِي يَسْتَطْعِمُهُ الحَدِيثَ؛ فَقالَ: يا أبَا بَرْزَةَ، ألَا تَرَى ما وقَعَ فيه النَّاسُ؟ فأوَّلُ شَيءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بهِ: إنِّي احْتَسَبْتُ عِنْدَ اللَّهِ أنِّي أصْبَحْتُ سَاخِطًا علَى أحْيَاءِ قُرَيْشٍ، إنَّكُمْ -يا مَعْشَرَ العَرَبِ- كُنْتُمْ علَى الحَالِ الذي عَلِمْتُمْ مِنَ الذِّلَّةِ والقِلَّةِ والضَّلَالَةِ، وإنَّ اللَّهَ أنْقَذَكُمْ بالإِسْلَامِ وبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى بَلَغَ بكُمْ ما تَرَوْنَ، وهذِه الدُّنْيَا الَّتي أفْسَدَتْ بيْنَكُمْ، إنَّ ذَاكَ الذي بالشَّأْمِ، واللَّهِ إنْ يُقَاتِلُ إلَّا علَى الدُّنْيَا، وإنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بيْنَ أظْهُرِكُمْ، واللَّهِ إنْ يُقَاتِلُونَ إلَّا علَى الدُّنْيَا، وإنْ ذَاكَ الذي بمَكَّةَ، واللَّهِ إنْ يُقَاتِلُ إلَّا علَى الدُّنْيَا.
الراوي : أبو المنهال العنزي | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 7112 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



في هذا الحَديثِ يذَكر أبو المِنْهالِ سَيَّارُ بنُ سَلَامَةَ الرياحيُّ حالَ بِلادِ الإسلامِ في زَمَنِه، وذلك بعْدَ وَفاةِ مُعَاوِيةَ بنِ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ دونَ عَقِبٍ أو أولادٍ يَخلُفونَه في الحُكمِ، فاضْطَرَب حُكمُ بَني أُمَيَّةَ، وقد كان منهم عُبَيدُ اللهِ بنُ زيادٍ أميرًا بالبصرةِ لِيَزيدَ بنِ مُعاويةَ، فلمَّا بلغه وفاتُه ورَضِيَ أهلُ البَصرةِ بابنِ زِيادٍ أن يستَمِرَّ أميرًا عليهم حتى يجتَمِعَ النَّاسُ على خليفةٍ، فمكث قليلًا، ثم أخرج من البَصرةِ وتوجَّه إلى الشَّامِ -وهي المنطِقةُ الشَّرقيَّةُ للبَحرِ المتوَسِّطِ، وتضُمُّ سُوريا ولبنان وفِلَسْطين والأُرْدُن- ولَحِقَ بمَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ.
وأخَذ عبْدُ الله بنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنهُما الحُكمَ في الحِجازِ، واسْتَولَى على الحُكمِ في البَصْرَةِ القُرَّاءُ، وهمْ طائفةٌ من الخوارجَ سَمَّوْا أنفُسَهم: تَوَّابِينَ؛ لِتوبَتِهم ونَدامتِهم على تَرْكِ مُساعدةِ الحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه، وكان أميرُهم سُلَيْمَانَ بنَ صُرَدٍ الخُزَاعِيَّ، كان فاضِلًا قارئًا عابدًا، وكان دَعْوَاهم: إنَّا نَطلُب دَمَ الحُسَيْنِ.
ثُمَّ نادَى مَرْوَانُ بنُ الحَكَمِ -وهو ابنُ عَمِّ عُثمانَ بنِ عَفَّانَ- بالخلافةِ لنفْسِه في الشَّامِ، فأخبر أبو المِنْهَالِ أنه انْطلَقَ مع أبيه سلامةَ الرِّياحيِّ إلى الصَّحابيِّ أبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عنه حتَّى دَخَلَا عليه في دارِه، وكان جالِسًا في ظِلِّ عُلِّيَّةٍ، وهي غُرفةٌ مَبنيَّةٌ مِن قَصَبٍ وأعوادٍ جافَّةٍ، فجلَسَا إليه، وجعل أبو سلامةَ الرِّياحيُّ يَستفتِحُ أبا بَرزةَ ويَطلُبُ منه التَّحدِيثَ، فَقالَ: «يا أبَا بَرْزَةَ، ألَا تَرَى ما وقَعَ فيه النَّاسُ» مِن القتالِ والشَّرِّ؟ فأوَّلُ شَيءٍ ذكره أبو بَرزةَ رَضِيَ اللهُ عنه في كلامِه: أنَّه يحْتَسِبُ عِنْدَ اللهِ تعالَى أنه أصْبَح سَاخِطًا على بعض أحْيَاءِ قُرَيْشٍ وقَبائِلِها، فكأنَّه أشهَدَ اللهَ أنَّه لا يرضى ما تصنَعُ قُرَيشٌ مِن التقاتُلِ على الخِلافةِ.
ثم قال: إنَّكُمْ -يا مَعْشَرَ العَرَبِ- كُنْتُمْ قبْلَ الإسلامِ علَى الحَالِ الذي عَلِمْتُمْ مِنَ الذِّلَّةِ والقِلَّةِ والضَّلَالَةِ والبُعدِ عن طريقِ الحَقِّ؛ حيث بَعُدوا عن مِلَّةِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ، وعَبَدوا الأوثانَ والأصنامَ، وفعلوا المنكَراتِ، وسُمِّيَت تلك الفترةُ بالجاهِليَّةِ، «وإنَّ اللَّهَ أنْقَذَكُمْ بالإِسْلَامِ وبِمُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم» إذ جاءكم بالوَحيِ من اللهِ سُبحانَه بالحَقِّ والخيرِ الذي رفع العَرَبَ وكُلَّ من تَبِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حتَّى بَلَغَ بهم من العِزَّةِ والكثرةِ والهدايةِ ممَّا هو عليه حالُهم الآنَ، ثمَّ أخبرهم أنَّ الدُّنْيَا هي الَّتي أفْسَدَتْ بيْنَهم، ثم ذكر في كلامِه وأقسم أنَّ مَروانَ بنَ الحَكَمِ الذي بالشَّأْمِ، لا يُقَاتِلُ إلَّا علَى الدُّنْيَا، وهذا قَولٌ لم يَقُلْه عند مروانَ حين بايعه، بل بايع واتَّبَع، ثم سَخِطَ ذلك لَمَّا بَعُد عنه، وكأنه أراد منه أن يَترُكَ ما نوزعَ فيه للآخِرةِ ولا يقاتِلَ عليه، كما فعَلَ عُثمانُ، فلم يقاتِلْ من نازعه، بل ترك ذلك لِمن قاتَلَه عليه، وكما فعل الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ حين ترك القِتالَ لِمُعاويةَ حين نازعه أمْرَ الخلافةِ، فسَخِطَ أبو برزة من مروانَ تمسُّكَه بالخلافةِ والقِتالَ عليها.
وأقسَمَ أيضًا أنَّ هؤلاءِ الخوارجَ الذين ظهروا في البَصرةِ في العِرَاقِ -حَيْثُ يَسكُنُ أبو المِنْهَالِ- لا يُقَاتِلُونَ إلَّا علَى الدُّنْيَا، وأنَّ عبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عنهما الذي بمَكَّةَ لا يُقَاتِلُ إلَّا علَى الدُّنْيَا؛ فإنَّه لَمَّا طلب الخِلافةَ بمكَّةَ بعد أن دخل فيما دخل فيه المسلِمون، جعله نكثًا منه وحِرصًا على الدُّنيا، وهذا الرأيُ منه لأنَّه رحمه الله كان لا يرى الاقتِتالَ في الإسلامِ أصلًا، وأن يتُرَك صاحِبُ الحَقِّ حَقَّه لِمن نازعه فيه؛ لأنَّه مأجورٌ في ذلك، وممدوحٌ بالإيثارِ على نَفْسِه، وكان يريدُ من المقاتِلِ له أن يقتَحِمَ النَّارَ في قيامِه، وتفريقِه الجماعةَ، وتشتيتِه الكَلِمةَ، ولا يكونُ سبَبًا لسَفْكِ الدِّماءِ واستباحةِ الحرَمِ.
وفي الحَديثِ: خُطورةُ التَّفرُّقِ والاقتِتالِ على الدُّنيا.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريكانت الأنصار يوم الخندق تقول نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما حيينا أبدا
صحيح البخاريكانت الأنصار يوم الخندق تقول نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما حيينا أبدا فأجابهم اللهم
صحيح البخاريخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون
صحيح البخاريخرج النبي صلى الله عليه وسلم في غداة باردة والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق
حلية الأولياءاللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة
صحيح البخارياللهم لا عيش إلا عيش الآخره فأصلح الأنصار والمهاجره
صحيح البخاريإني لأعلم كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبي لبيك اللهم لبيك
مسند أحمد تحقيق شاكرسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل ملبدا يقول لبيك اللهم
صحيح النسائيكان من تلبية النبي صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك لبيك
صحيح ابن ماجهكانت تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك لبيك لا
صحيح النسائيلبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة
صحيح مسلمأن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك لبيك لا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب