حديث اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والبخل والجبن وأعوذ بك

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أنس بن مالك

«أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعوذُ بكَ منَ العَجزِ، والكَسلِ، والهَرَمِ، والبُخلِ، والجُبنِ، وأَعوذُ بكَ من عذابِ القَبرِ، وقد ذكَر فيه المَحْيا والمَماتَ.»

مسند الإمام أحمد
أنس بن مالك
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط الشيخين

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 12166 - أخرجه البخاري (2823)، ومسلم (2706)، وأبو داود (1540)، والنسائي (5448)، وأحمد (12166) واللفظ له

شرح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لَا أَقُولُ لَكُمْ إلَّا كما كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ؛ كانَ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا.
الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2722 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



العَبدُ عاجزٌ عَن الاستِقلالِ بجَلْبِ مَصالحِه ودَفعِ مَضارِّهِ، ولا مُعِينَ له على مَصالحِ دِينِه ودُنياهُ إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ؛ فمَن أعانَهُ اللهُ فهو المُعانُ، ومَن خذَلَهُ اللهُ فهو المَخْذولُ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي زَيدُ بنُ أرقَمَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقولُ في دُعائِه: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ» وهو الالتِجاءُ إلى اللهِ، والاعتِصامُ، والتَّحصُّنُ والاحتِماءُ به سُبحانَه، «مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ» والفَرقُ بيْنَهما: أنَّ الكسَلَ تَركُ الشَّيءِ معَ القُدرةِ على فِعلِه، والعَجزَ عدَمُ القُدرةِ عليه، كما استَعاذَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ «الجُبْنِ» الَّذي هو ضِدُّ الشَّجاعةِ، وهو عدَمُ الإقدامِ على ما يَنْبغي فِعلُه، «والبُخْلِ» وهو مَنْعُ ما يَجِبُ بَذْلُه مِن المالِ مع تَوفُّرِه والقُدرةِ عليه، والجُبْنُ والبُخْلُ هُما أَخَوانِ؛ لأنَّ بهما يُحبَسُ الخَيرُ عنِ العَبْدِ والنَّفْعُ لنَفْسِه ولِبَنِي جِنْسِه؛ لأنَّه إمَّا أنْ يكونَ مَنْعُ نَفْعِه بيَدِه -وهو الجُبْنُ- أو بمالِه -وهو البُخْلُ- ولهذا قَرَنَ في الأحاديثِ بيْنَ هاتَينِ الصِّفَتينِ.

واستَعاذَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ «الهَرَمِ» وهُوَ كِبَرُ السِّنِّ الَّذي يُؤَدِّي إلى ضَعفِ البَدنِ وذَهابِ القوَّةِ، وإِنَّما استَعاذَ مِنه لِكونِه مِنَ الداء الَّذي لا دَواءَ لَه؛ لِما فيه مِن الخَرَفِ واخْتِلالِ العَقلِ والحَواسِّ والضَّبطِ والفَهمِ.
ثُمَّ استَعاذَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن عَذابِ القَبْرِ، أي: مِن فِتنتِه والعُقوبةِ الَّتي تقَعُ على الميِّتِ بِداخلِه، ويَشمَلُ الاستِعاذةَ مِن الأسبابِ الَّتي تُؤدِّي إلى ذلِك، والقبرُ هوَ أوَّلُ مَنازلِ الآخِرةِ، وإذا سَلِمَ صاحبُه منه سلَّمَه اللهُ مِن عَذابِ جَهنَّمَ في الآخِرةِ.
واستِعاذَتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن هذه الأشياءِ؛ لِتَكْمُلَ صِفاتُه في كُلِّ أحْوالِه، وأيضًا لتَعليمِ أُمَّتِه؛ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَعصومٌ مِن كلِّ ما يَشينُ، وقدْ غفَرَ اللهُ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنْبِه وما تأخَّرَ.
وبَعدَ أنِ استَعاذَ بِما يَضُرُّ النَّفْسَ سَألَ اللهَ ما يُصلِحُ تِلك النَّفسَ، فَقالَ: «اللَّهمَّ آتِ نَفْسِي تَقواها»، أي: أَعْطِ نَفْسي مِن الخشيةِ ما يَصونُها عن المحرَّماتِ، ويَسِّرْها لفِعلِ الطَّاعاتِ وما يَقِيها العَذابَ «وزَكِّها»، أي: طَهِّرْها مِن الرَّذائلِ والأَخْلاقِ الدَّنيئَةِ، كقَوْلِه تَعالَى: { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا } [ الشمس: 9 ].
وقَولُهُ: «أَنتَ وَلِيُّها» يَعني: سُلْطانُها والمُتَصَرِّفُ فيها الَّذِي يَتَولَّاها بالنِّعمةِ في الدَّارَيْنِ، «وَمولاها» مُتَولِّي أُمورِها، ومالِكُها.

ثُمَّ استَعاذَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن عِلمٍ لا يَكونُ نافعًا في نَفْسِه، كَعِلْمِ النُّجومِ والكَهانَةِ وكُلِّ ما لا يَنْفَعُ في الآخِرَةِ، أو يَكونُ نافعًا لكنْ لا يَنتَفِعُ به صاحِبُه، فلا يَعمَلُ به، ولا يُعلِّمُه النَّاسَ، ولا يُهذِّبُ الأخلاقَ والأقوالَ والأفعالَ.
واستَعاذَ أيضًا منَ القَلْبِ الَّذي لا يَخْشَعُ فلا يَسكُنُ، ولا يَطمئنُّ بذِكرِ اللهِ تَعالَى ولا يَخشاهُ؛ لأنَّه يَكونُ قاسيًا لا تُؤَثِّرُ فيه مَوعظَةٌ ولا نَصيحةٌ.

واستَعاذَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ النَّفسِ الَّتي لا تَشْبَعُ بما آتاها اللهُ تَعالَى، ولا تَقنَعُ بما رَزَقَها اللهُ مِن الحلالِ الطَّيِّبِ؛ لأنَّها تَكونُ مُتكالِبَةً على حُطامِ الدُّنيا مُتَجَرِّئَةً على المالِ الحَرامِ، فلا تَزالُ في تَعَبِ الدُّنيا وعُقوبَةٍ في الآخِرَةِ.
واستَعاذَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الدَّعوةِ الَّتي لا يُستَجابُ لها ولا يُعتَدُّ بها، فكأنَّها غيرُ مَسموعةٍ؛ لكونِها مَعصيةً، أو ما لا يَرْضاهُ الحقُّ، أو المرادُ التَّعوُّذُ مِن عدَمِ استجابةِ الدُّعاءِ مُطلَقًا؛ لأنَّ الرَّبَّ سُبحانَه هُو الَّذي يُعطي ويَمنَعُ، القابضُ الباسطُ، فإذا تَوجَّهَ العَبْدُ إليه في دُعائِه ولم يَستَجِبْ دَعوتَه فَقدْ خابَ الدَّاعي وخَسِرَ؛ لأنَّه طُرِدَ منَ البابِ الَّذي لا يُستَجْلَبُ الخيرُ إلَّا منه، ولا يُستَدْفَعُ الضُّرُّ إلَّا به.
فهذا حَديثٌ عَظيمٌ مِن أعْمدةِ الدَّعواتِ النَّبويَّةِ؛ فقَدْ جَمَعَ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ التَّعوُّذَ من أُصولِ الخِصالِ المُثَبِّطةِ عنِ العَمَلِ، وسَأَلَ فيه أُصولَ الخِصالِ المُحَفِّزةِ للعَمَلِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ أنَّ السَّجعَ في الدُّعاءِ لا يُذَمُّ إذا حَصَل بلا تَكلُّفٍ، بلْ لكَمالِ فَصاحةِ الدَّاعي.
وفيه: دَليلٌ على أنَّ الأخلاقَ قدْ تَتبدَّلُ مِن خيرٍ إلى شَرٍّ، ومِن شَرٍّ إلى خَيرٍ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدكانت أم سليم مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن يسوق بهن
مسند الإمام أحمدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرأة من نسائه يغتسلان من إناء
مسند الإمام أحمدمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار متعمدا قاله مرتين وقال مرة من
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أقرنين أملحين لقد رأيته يذبحهما
مسند الإمام أحمدإن الدجال أعور بعين الشمال عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر أو
مسند الإمام أحمدكنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب ثم يجيء أحدنا
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين من قتل كافرا
مسند الإمام أحمدمر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط لبني النجار فسمع صوتا من قبر
مسند الإمام أحمددخلنا على أنس بن مالك فقلنا حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى
مسند الإمام أحمدجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو جالس حزينا
مسند الإمام أحمدمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 28, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب