حديث لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة أعتق النسمة وفك الرقبة فقال

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث البراء بن عازب

«جاء أعْرابيٌّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ، عَلِّمْني عملًا يُدخِلُني الجنَّةَ؟ فقال: لئِن كنتَ أقصَرتَ الخُطبةَ، لقد أعرَضتَ المَسألةَ، أعتِقِ النَّسَمةَ، وفُكَّ الرَّقبةَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، أوَليستا بواحدةٍ؟! قال: لا؛ إنَّ عِتقَ النَّسَمةِ أنْ تَفرَّدَ بعِتقِها، وفَكُّ الرَّقبةِ أنْ تُعينَ في عِتقِها، والمِنحةُ الوَكوفُ، والفَيءُ على ذي الرَّحِمِ الظَّالمِ، فإنْ لم تُطِقْ ذلك، فأطعِمِ الجائعَ، واسْقَ الظَّمآنَ، وأْمُرْ بالمَعروفِ، وانْهَ عن المُنكَرِ، فإنْ لم تُطِقْ ذلك، فكُفَّ لِسانَكَ إلَّا مِن الخيرِ.»

مسند الإمام أحمد
البراء بن عازب
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 18647 - أخرجه أحمد (18647) واللفظ له، والطيالسي (775)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (2743)

شرح حديث جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

جاء رَجُلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: دُلَّني على عَمَلٍ يُقَرِّبُني منَ الجَنَّةِ، ويُباعِدُني منَ النَّارِ، قال: لَئنْ كُنتَ أقصَرْتَ الخُطْبةَ، لقد أعرَضْتَ المَسْألةَ، أعْتِقِ النَّسَمةَ، وفُكَّ الرَّقَبةَ، قال: يا رسولَ اللهِ، أوَلَيستَا واحِدًا؟ فقال: لا، عِتقُ الرَّقَبةِ أنْ تَفرَّدَ بعِتْقِها، وفَكُّ الرَّقَبةِ أنْ تُعينَ في ثَمَنِها، والمِنْحةُ الوَكوفُ، والفَيءُ على ذي الرَّحِمِ الظَّالِمِ، فإنْ لم تُطِقْ، فكُفَّ لِسانَكَ إلَّا من خَيرٍ.
الراوي : البراء | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج سنن الدارقطني
الصفحة أو الرقم: 2055 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



كانَ الناسُ يَسألونَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن كُلِّ طُرُقِ الخَيرِ وما يُؤَدِّي إلى الجَنَّةِ، وكان النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُهم ويُرشِدُهم، وفي ذلك إرشادٌ وتَعليمٌ لِكُلِّ الأُمَّةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ البَراءُ بنُ عازِبٍ رَضيَ اللهُ عنه: "جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: دُلَّني على عَمَلٍ يُقَرِّبُني مِنَ الجَنَّةِ ويُباعِدُني مِنَ النارِ"، والمَعنى: عَلِّمْني عَمَلًا مُؤَكَّدًا يَكونُ سَبَبًا في دُخولِ الجَنَّةِ ابتِداءً، وأكونُ مع النَّاجينَ والمُبعَدينَ عنِ النارِ، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لَئِن كُنتَ أقصَرتَ الخُطبةَ، لقد أعرَضتَ المَسألةَ"، وهذا مِن فَصيحِ كَلامِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَحاسِنِ كَلامِه، والمَعنى: إنَّك وإنْ جِئتَ بعِبارةٍ قَصيرةٍ فقد طَلَبتَ أمْرًا عَظيمًا، ثم بَيَّنَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا العَمَلَ الذي يَدخُلُ به الجَنَّةَ بقَولِه: "أعتِقِ النَّسَمةَ" وهي الرُّوحُ أوِ النَّفْسُ، والمُرادُ بها هنا: العَبدُ والأَمةُ المَملوكَيْنِ، والمُرادُ بعِتقِهم: تَحريرُهم مِنَ العُبوديَّةِ، بأنْ تَشتَريَه مِن مالِكِه وتُحَرِّرَه، "وفُكَّ الرَّقَبةَ" ادفَعِ المالَ الذي يُخَلِّصُ إنسانًا مِن دَيْنٍ أو رَهْنٍ أو أسْرٍ أو عُبوديَّةٍ ورِقٍّ، فكَأنَّه كانَ مَربوطًا ومَحبوسًا لِحينِ دَفعِ هذا المالِ، "فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أوَلَيسَتا واحِدًا؟" وهذا سُؤالٌ لِبَيانِ اللَّبسِ الحاصِلِ عِندَه في المَعنيَيْنِ، وهلِ الإعتاقُ والفَكُّ بمَعنًى واحِدٍ؟ "فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا"؛ فبَيَّنَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الفَرقَ بَينَ الكَلِمتَيْنِ، "عِتقُ النَّسَمةِ: أنْ تُفرَدَ بعِتقِها"؛ فتَنفَرِدَ وَحدَكَ بعِتقِها كامِلةً مِن مالِكَ، "وفَكُّ الرَّقَبةِ أنْ تُعينَ في ثَمَنِها"، أنْ تُشارِكَ في عِتقِها، "والمِنحةُ الوَكوفُ"، وهي العَطيُّةُ، والمُرادُ هنا ناقةٌ أو شاةٌ أو حَيوانٌ حَلوبٌ، يُعطيها صاحِبُها لِغَيرِه لِيَنتَفِعَ بلَبَنِها ووَبَرِها مادامَتْ تُدِرُّ لَبَنًا، ثم يَرُدُّها إلى صاحِبِها إذا جَفَّ لَبَنُها، ومعنى ( الوَكوفُ ): كَثيرةُ اللَّبَنِ "والفَيءُ" التَّعَطُّفُ والرُّجوع بالبِرِّ "على ذي الرَّحِمِ الظَّالِمِ" على القَريبِ الظَّالِمِ لكَ بقَطعِ الصِّلةِ وغَيرِه، "فإنْ لم تُطِقْ" فإن لم يَكُنْ في استِطاعَتِكَ فِعلُ شَيءٍ مِمَّا سَبَقَ، "فكُفَّ لِسانَكَ إلَّا مِن خَيرٍ"، فامنَعْ لِسانَكَ عن قَولِ الشَّرِّ، واكتَفِ بقَولِ الخَيرِ، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ ذلك أضعَفُ الإيمانِ.
وفي الحَديثِ: تَوجيهٌ لِلمُسلِمِ بأنْ يَتتَبَّعَ أسبابَ النَّجاةِ في الدُّنيا والآخِرةِ، وبالسُّؤالِ عنها.
وفيه: بَيانُ فَضلِ عِتقِ المَماليكِ وتَحريرِهم.
وفيه: بَيانُ فَضلِ فَكِّ الرَّقَبةِ مِمَّا يَربِطُها عِندَ غَيرِها مِنَ الدُّيونِ والأسْرِ والعِتقِ أيضًا.
وفيه: بَيانُ فَضلِ العَطيَّةِ والصَّدَقةِ مِن ألبانِ الحَيواناتِ.
وفيه: بَيانُ فَضيلةِ إمساكِ اللِّسانِ عنِ الشَّرِّ مع نُطقِه بالخَيرِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدإذا أويت إلى فراشك فقل اللهم أسلمت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك وفوضت
مسند الإمام أحمدأوصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا إذا أخذ مضجعه أن يقول اللهم
مسند الإمام أحمدبمثل ذلك أي مثل حديث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا إذا
مسند الإمام أحمدإن أول ما نبدأ به في يومنا هذا نصلي ثم نرجع فننحر فمن
مسند الإمام أحمدما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أنصلي في أعطان الإبل قال لا
مسند الإمام أحمدمن منح منيحة ورق أو هدى زقاقا أو سقى لبنا كان له  عدل
مسند الإمام أحمدمات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ابن له ابن
مسند الإمام أحمدقال له رجل يا أبا عمارة أوليتم يوم حنين قال لا والله ما
مسند الإمام أحمدصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا
مسند الإمام أحمدزينوا القرآن بأصواتكم
مسند الإمام أحمدكنا عند علي فمرت به جنازة فقاموا لها فقال علي ما هذا قالوا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب