حديث الحسنة عشر أو أزيد والسيئة واحدة أو أغفرها ومن لقيني لا يشرك بي

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أبو ذر الغفاري

«الحَسَنةُ عَشْرٌ أو أَزيدُ، والسيِّئةُ واحدةٌ أو أغفِرُها، ومَن لَقِيَني لا يُشرِكُ بي شيئًا بقُرابِ الأرضِ خَطيئةً، جعَلْتُ له مِثلَها مَغفِرةً.»

مسند الإمام أحمد
أبو ذر الغفاري
شعيب الأرناؤوط
إسناده حسن

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 21565 - أخرجه مسلم (2687) باختلاف يسير

شرح حديث الحسنة عشر أو أزيد والسيئة واحدة أو أغفرها ومن لقيني لا يشرك


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

يقولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَن جَاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ، وَمَن جَاءَ بالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ، وَمَن تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ منه ذِرَاعًا، وَمَن تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ منه بَاعًا، وَمَن أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَن لَقِيَنِي بقُرَابِ الأرْضِ خَطِيئَةً لا يُشْرِكُ بي شيئًا، لَقِيتُهُ بمِثْلِهَا مَغْفِرَةً.
وفي روايةٍ: فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، أَوْ أَزِيدُ.
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2687 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



اللهُ عَزَّ وجَلَّ واسِعُ الرَّحمةِ، جَزيلُ العَطاءِ، ومُعاملتُه لعِبادِه دائرةٌ بيْنَ العَدلِ والفَضلِ، ومِن لُطفِ اللهِ تَعالَى بأُمَّةِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه ضاعَفَ لها حَسناتِها ولم يُضاعِفْ سيِّئاتِها.
وفي هذا الحديثِ القُدسيِّ يُخبِرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن رَبِّ العِزَّةِ أنَّ مَن عَمِلَ وأتى بحَسَنةٍ، ويَدخُلُ تحْتَها كلُّ أعمالِ البِرِّ والطَّاعاتِ، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُثِيبُه عليها ويُضاعِفُها له بعَشْرِ حَسَناتٍ، وتلكَ أقلُّ المضاعَفةِ بمُقْتضى الوعدِ، ولذا قال: «وأزيد» على ذلكَ لمَن أشاء بمُقْتضى فَضْلي وكَرَمي إلى سَبعِ مائةٍ وإلى أضعافٍ كَثيرةٍ لا يَعلَمُها إلَّا اللهُ، وهذا مِن فَضلِ اللهِ وكَرمِه على عِبادِه، وأخبَرَ سُبحانه أنْ أتى وفَعَلَ سَيِّئةً، ويَدخُلُ تحْتَها كلُّ أعمالِ المنكَرِ والمَعاصي، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَكتُبُها عِنده سيِّئةً واحدةً لا يَزيدُها ولا يُضاعِفُها، وهذا لِمَن لم يَتُبْ عن سَيِّئتِه أو يَغفِرْها اللهُ له، فإنْ تابَ عنها فإنَّ اللهَ سُبحانه يَمْحوها ويَعْفو عنها، كما بَيَّنَه في قولِه تَعالَى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [ النساء: 48 ].
ثمَّ قال عزَّ وجلَّ: «ومَن تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تقَرَّبْتُ منه ذِراعًا، ومَن تَقَرَّبَ مِنِّي ذِراعًا تَقرَّبْتُ منه باعًا، ومَن أتَانِي يَمْشي أتَيْتُه هَرْوَلةً»، أي: إنَّ إقبالَ اللهِ على العَبدِ إذا أقْبَلَ العَبدُ عليه سُبحانَه وتَعالَى يكونُ أكثَرَ مِن إقبالِ العَبدِ عليه، ومُتوسِّطُ طُولِ الذِّارعِ في المَقاييسِ الحَديثةِ 52 أو 75 سَنْتيمترًا، ومَعنى «الباعِ»: طُولُ ذِراعَي الإنسانِ وعَضُديْه.
والهَرْولةُ في اللُّغةِ: الإسراعُ في المشْيِ دونَ العَدْوِ، وصِفةُ الهَرولةِ للهِ عزَّ وجلَّ كَما تَليقُ بِه، ولا تُشابِهُ هَرْولةَ المخلوقِينَ، كما قال تَعالَى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى: 11 ].
وفي هذه الجُمَلِ الثَّلاثِ بَيانُ فَضْلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأنَّه يُعطي أكثَرَ ممَّا فُعِلَ مِن أجلِهِ، فيُعْطي العامِلَ أكثَرَ مِمَّا عَمِلَ.
وقال عزَّ وجلَّ: «وَمن لَقِيَني بقُرابِ الأرضِ» أي: مِلؤُها، فلوْ جاءَ الإنسانُ إلى ربِّه وعليه مِن الذُّنوبِ ما تَمتلِئُ به الأرضُ، وهو لا يُشرِكُ باللهِ شيئًا، «لَقيتُه بِمثلِها مَغفرةً»، أي: لَقِيتُه بمِثلِ مِلءِ الأرضِ مَغفِرةً بمُقْتضى فَضْلي وكَرَمي، ما دام تائبًا عَنها، مُستغفِرًا مِنها، أمَّا إِذا لم يَتُبْ منَ الذُّنوبِ مَع تَحقيقِ التَّوحيدِ، فهُو تحْتَ المشيئَةِ لقَولِه تَعالَى: { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [ النساء: 116 ].
والمقصودُ مِن الحديثِ: دَفْعُ اليأسِ لمَن كَثُرَت ذُنوبُه؛ كيْ يَتوبَ ويَعودَ إلى اللهِ، فلا يَنْبغي للعبدِ أنْ يَغتَرَّ ويَستكثِرَ مِن الخَطايا، فإنَّه يَغفِرُ لِمَن يَشاءُ، ويُعذِّبُ مَن يَشاءُ، ولا يَعلَمُ مِن أيِّهم يكونُ، فعليْه أنْ يُؤدِّبَ نفْسَه بالخوفِ تارةً، وبالرَّجاءِ تارةً أُخرى؛ كي يكونَ مِن الفائزينَ.
وفي الحديثِ: التَّرغيبُ والحثُّ على المجاهَدةِ في الطَّاعةِ والعِبادةِ.
وفيه: فَضيلةُ التَّوحيدِ وأنَّه سَببُ نَجاةِ العبدِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدقمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين في شهر
مسند الإمام أحمدعرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها إماطة الأذى عن
مسند الإمام أحمدأخذت نهسا بالأسواف فأخذه مني زيد بن ثابت فأرسله وقال أما علمت أن
مسند الإمام أحمدإني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في بيع العرايا بخرصها
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل العمرى للوارث وقال مرة قضى بالعمرى
مسند الإمام أحمدصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بذي قرد أرض من
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف فذكر مثل حديث
مسند الإمام أحمدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة ولم يكن يصلي
مسند الإمام أحمدتوضؤوا مما مست النار
مسند الإمام أحمدأمرنا أن نسبح في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر
مسند الإمام أحمدإن عائشة أخبرت آل الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 25, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب