حديث أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عبدالله بن عمر

«أسلَمُ سالَمَها اللهُ، وغِفارٌ غفَرَ اللهُ لها.»

مسند الإمام أحمد
عبدالله بن عمر
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط الشيخين

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 6040 - أخرجه البخاري (3513)، ومسلم (2518) مطولاً، والترمذي (3948)، وأحمد (6040) واللفظ لهما.

شرح حديث أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

رَكَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسولَهُ، اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِي لِحْيَانَ، وَالْعَنْ رِعْلًا، وَذَكْوَانَ، ثُمَّ وَقَعَ سَاجِدًا.
قالَ خُفَافٌ: فَجُعِلَتْ لَعْنَةُ الكَفَرَةِ مِن أَجْلِ ذلكَ.
الراوي : خفاف بن إيماء الغفاري | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 679 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَتقرَّبُ إلى اللهِ بالدُّعاءِ على كلِّ حالٍ، ومِن ذلكَ دُعاءُ القُنوتِ الَّذي يَدْعو به في صَلاتِهِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ خُفَافُ بنُ إيماءٍ رَضِي اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم رَكَعَ في صَلاتِه، فلمَّا رَفَعَ رَأسَه مِن الرُّكوعِ في الرَّكعةِ الأخيرةِ -كما في رِوايةِ أحمَدَ- وقبْلَ أنْ يَنزِلَ للسُّجودِ وقَفَ للدُّعاءِ، وكان ممَّا قال في دُعائِه، أنَّه دَعا لقَبيلَةِ غِفارَ وقَبيلةِ أسلَمَ، وهما مِن القبائلِ العربيَّةِ، فقال في غِفارَ: «غَفَرَ اللهُ لَها»، يَدْعو أنْ يَغفِرَ اللهُ لغِفارَ ما كان مِن أفعالٍ شائنةٍ في الجاهليَّةِ، وقال في أسلَمَ: «سالَمَها اللهُ»، يَدْعو أنْ يُسالِمَها اللهُ تعالَى، ولا يَأمُرَ بحَربِها، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ إخبارًا بأنَّ اللهَ تعالَى غفَرَ لقَبيلةِ غِفارَ، وأنَّه سالَمَ قَبيلةَ أسلَمَ ومَنَعَ مِن حَربِها.
وقال في قَبيلةِ عُصَيَّةَ: إنَّهم «عَصَوا اللهَ ورسولَه»؛ لأنَّهم عاهَدوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وفيه إشعارٌ بإظهارِ الشَّكوى منهم، وهي تَستلزِمُ الدُّعاءَ عليهم بالخِذلانِ لعِصيانِهم لا الدُّعاءَ بالعِصيانِ.
ثمَّ دَعا على أحياءَ مِن قَبيلةِ بَني سُلَيمٍ فقال: «اللَّهمَّ الْعَنْ بَني لَحْيَانَ، والْعَنْ رِعْلًا وذَكوانَ»؛ وذلك لأنَّهم عَصَوُا اللهَ تَعالى ورَسولَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وغَدَروا بأصحابِهِ الكِرامِ، فقدْ قَتَلوا القُرَّاءَ الَّذين أرْسَلهُم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إليهم ليُعلِّمُوهم دِينَهُم، ثُمَّ بعْدَ أنْ أنْهى دُعاءَه خَرَّ ساجدًا.
ثمَّ إنَّه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ترَكَ الدُّعاءَ عليهم لَمَّا نزَلَ قَولُ اللهِ تَعالى: { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ } [ آل عمران: 128 ]، كما ورَدَ في الصَّحيحينِ، والآيةُ كانت علامةً للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قدْ يَهْدي هؤلاء إلى الإسْلامِ.
ولم يكُنْ دَأبُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم الدُّعاءَ على المُشرِكينَ في كلِّ حالٍ؛ بلْ كان صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في غايةِ الرَّحمةِ بهم، والإشْفاقِ عليهم، ولكنْ كان صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم تارةً يَدْعو عليهم حينَ تَشتَدُّ شَوْكَتُهم، ويَكثُرُ أذاهم، ويَدْعو لهم بالهِدايةِ حيث تُؤمَنُ غائلَتُهم، ويُرْجى تَألُّفُهم ودُخولُهم في الإسْلامِ.
قالَ خُفَافٌ رَضِي اللهُ عنه: «فجُعِلَتْ لَعنةُ الكَفرَةِ مِن أَجلِ ذَلكَ»، أي: أُخِذ الدُّعاءُ على الكفَّارِ وأصبَحَ مَشروعًا لفِعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ذلك، ولَعنِه لأولئك القبائلِ الكفَرةِ، فإذا اعتَدَوا على المسلمينَ يَنْبغي الدُّعاءُ عليهم؛ اقتداءً بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
وفي الحَديثِ: فضْلٌ ومَنقَبةٌ لكلٍّ مِن أسلَمَ وغِفارَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدإن حيل بيني وبين البيت فعلنا كما فعلنا مع رسول الله صلى الله
مسند الإمام أحمدأن عمر بن الخطاب رأى عطاردا يبيع حلة من ديباج فأتى رسول الله
مسند الإمام أحمدأن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل وعنده فاطمة ابنة النبي
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية ثلاث مئة وأمر عليهم
مسند الإمام أحمدكان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فيؤمنا
مسند الإمام أحمدعطش الناس يوم الحديبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة
مسند الإمام أحمدالعمرى ميراث لأهلها أو جائزة لأهلها
مسند الإمام أحمدكنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر
مسند الإمام أحمدقال لي جرير بن عبد الله كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله
مسند الإمام أحمدعن عبد الرحمن بن يزيد قال قلنا لحذيفة أخبرنا برجل قريب الهدي والسمت
مسند الإمام أحمديا رسول الله إنا لاقو العدو غدا وليس معنا مدى قال ما أنهر
مسند الإمام أحمدكنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة من تهامة فأصبنا غنما


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب