حديث إلى قوله وأنتم لا تشعرون الحجرات وكان ثابت بن قيس

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أنس بن مالك

«لمَّا نزَلَتْ هذه الآيةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} (الحجرات: 2)، إلى قولِه: {وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} (الحجرات: 2)، وكان ثابتُ بنُ قَيسِ بنِ الشَّمَّاسِ رفيعَ الصوتِ، فقال: أنا الذي كُنْتُ أرفَعُ صَوْتي على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حبِطَ عَمَلي، أنا من أهلِ النَّارِ، وجلَسَ في أهلِه حَزينًا، فتفقَّدَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فانطَلقَ بعضُ القومِ إليه، فقالوا له: تفقَّدَكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما لكَ؟ فقال: أنا الذي أرفَعُ صَوتي فوقَ صَوتِ النَّبيِّ، وأَجهَرُ بالقولِ حبِطَ عَمَلي، وأنا من أهلِ النَّارِ، فأتَوُا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَخبَروه بما قال، فقال: لا، بل هو من أهلِ الجَنَّةِ، قال أَنَسٌ: وكُنَّا نَراه يَمْشي بين أظْهُرِنا، ونحن نَعلَمُ أنَّه من أهلِ الجَنَّةِ، فلمَّا كان يومُ اليَمامةِ كان فينا بعضُ الانكِشافِ، فجاءَ ثابتُ بنُ قَيسِ بنِ شَمَّاسٍ، وقد تحنَّطَ ولبِسَ كَفَنَه، فقال: بِئسَما تُعوِّدونَ أقرانَكم، فقاتَلَهم حتى قُتِلَ.»

مسند الإمام أحمد
أنس بن مالك
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط مسلم

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 12399 - أخرجه البخاري (3613)، ومسلم (119)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8227) بنحوه، وأحمد (12399) واللفظ له

شرح حديث لما نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لمَّا نزَلتْ هذه الآيةُ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } [ الحجرات: 2 ]، قال: وكان ثابتُ بنُ قَيسٍ رفيعَ الصوتِ، فلمَّا نزَلتْ هذه الآيةُ جلَس في بيْتِهِ وقال: أنا الذي كُنْتُ أرفَعُ صَوتي فوقَ صَوتِ النَّبيِّ وأجهَرُ له بالقولِ، حبِط عمَلي، وأنا مِن أهلِ النَّارِ، ففقَدهُ النَّبيُّ عليه السَّلامُ، فأتاهُ رجُلٌ من أصحابِهِ فقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقَدكَ، فقال: أُنزِلتْ فيَّ هذه الآيةُ، أنا الذي كُنْتُ أرفَعُ صَوتي فوقَ صَوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأجهَرُ له بالقولِ، فحبِط عمَلي، وأنا مِن أهلِ النَّارِ، فأتى به الرَّجُلُ فقال: إنَّه يقولُ: كَذا، وكَذا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بلْ هو مِن أهلِ الجَنَّةِ، قال أَنسٌ: فكُنَّا نَراهُ يمشي بيْنَ أظهُرِنا، ونحنُ نعلَمُ أنَّه مِن أهلِ الجَنَّةِ، فلمَّا كان يومُ اليمامةِ كان في بعضِنا بعضُ الانكشافِ، فأقبَل، وقدْ تكفَّن، وتحنَّط، فقال: بِئسَما عوَّدْتُم أقرانَكم، فقاتَلَهم حتى قُتِلَ رحِمهُ اللهُ.
الراوي : أنس | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم: 338 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم



كان أصْحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقِفونَ عندَ حُدودِ اللهِ تَعالى، ودائمًا ما يُراقِبونَ أنفُسَهم ويُحاسِبونَها.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أنَسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه لَمَّا نَزَلَ قَولُه تعالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } [ الحجرات: 2 ]، وكان ثابتُ بنُ قَيسٍ رَضيَ اللهُ عنه رَفيعَ الصَّوتِ جَهْوَريًّا؛ وذلك لأنَّه كان خَطيبًا مُفوَّهًا، وكان خَطيبَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقد كان يُنِيبُه عنه في بَعضِ الخُطَبِ، وخاصَّةً عندَ قُدومِ الوُفودِ إليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا نزَلَت هذه الآيةُ ظنَّ ثابتُ بنُ قيسٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه هو المَقصودُ بالآيةِ، وأنَّ عمَلَه قدْ حَبِطَ، يَعني: بطَلَ، وأنَّه أصبَح مَحكومًا عليه بدُخولِ النَّارِ في الآخِرةِ؛ وذلك لأنَّ صَوتَه كان مُرتفِعًا خِلْقةً، فظنَّ أنَّه المَقصودُ بالوَعيدِ في الآيةِ، فجلَسَ في بَيتِه حَزينًا لهذا الأمرِ، فلمَّا افتَقَدَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولم يَرَه على عادتِه، سَأَلَ عنه، فجاء رجُلٌ مِن أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى ثابتِ بنِ قَيسٍ رَضيَ اللهُ عنه وأخبَرَه بسُؤالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنه، وسَألَه عن سبَبِ غِيابِه عن مَجلِسِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخبَرَ بما فَهِمَه مِن الآيةِ، وأنَّه يَخافُ أنْ يكونَ هو المَقصودَ بهذا الوَعيدِ، فرَجَع الرَّجلُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأخبَرَه بذلك، فأمَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَرجِعَ إلى ثابتِ بنِ قَيسٍ ويُبلِّغَه بِشارةً عَظيمةً، وهي أنَّه ليس مِن أهلِ النَّارِ، بلْ مِن أهلِ الجَنَّةِ.
ثمَّ أخبَرَ أنَسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ أصْحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانوا يرَوْنَ ثابتَ بنَ قَيسٍ رَضيَ اللهُ عنه يَمْشي بيْنَهم وهمْ يَعلَمونَ أنَّه مِن أهلِ الجنَّةِ حقًّا؛ تَصْديقًا لبُشْرى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ له، فلمَّا كان يومُ اليمامةِ، وهي بَلدةٌ مِن بِلادِ العَوالي، وهي بِلادُ بَني حَنيفةَ، قيلَ: مِن عَروضِ اليَمَنِ، وقيلَ: مِن باديةِ الحِجازِ، وتَتبَعُ مَدينةَ الرِّياضِ حاليًّا، ويومُ اليمامةِ كان في السَّنةِ الحاديةَ عَشْرةَ مِن الهِجرةِ في عَهدِ أبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ رَضيَ اللهُ عنه، وكان القائدُ فيها خالدَ بنَ الوَليدِ رَضيَ اللهُ عنه، وهو يومُ قِتالِ المُرتَدِّينَ مِن بَني حَنيفةَ الَّذين ارتَدُّوا عنِ الإسْلامِ معَ مُسَيلِمةَ الكذَّابِ، وكان ثابتُ بنُ قَيسٍ رَضيَ اللهُ عنه مع المُسلِمينَ في هذه المَعركةِ، وقدِ اشتَدَّ القِتالُ، وثبَتَ بَنو حَنيفةَ أمامَ المُسلِمينَ، حتَّى انكشَفَ بعضُ الجَيشِ المُسلِمِ أمامَهم وتَراجَعوا، فأقبَلَ ثابتُ بنُ قَيسٍ رَضيَ اللهُ عنه وقدْ تكفَّنَ بكَفَنِ الموتِ، وتحنَّطَ بعِطرِ المَوْتى، وقال لأصْحابِه مِن المُسلِمينَ الَّذين تَراجَعوا أمامَ المُرتَدِّينَ: «بِئسَما عوَّدْتم أقْرانَكم»، يَقصِدُ أنْ يَذُمَّهم على فِرارِهم أمامَ المُرتَدِّينَ، ويَخافُ أنْ يَعْتادوا على ذلك، ثمَّ قاتَلَ ثابتٌ رَضيَ اللهُ عنه المُشرِكينَ، وثَبَت أمامَهم حتَّى يكونَ قُدوةً للمُسلِمينَ في الثَّباتِ، وليَكونَ كذلك خَوفًا وفزَعًا للمُرتَدِّينَ، فظلَّ يُقاتِلُ حتَّى قُتِلَ رحِمَه اللهُ، وبهذا يكونُ قدْ مات شَهيدًا في سَبيلِ اللهِ، وتحقَّقَت له بُشْرى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّه مِن أهلِ الجنَّةِ.
وفي الحَديثِ: فَضلٌ ومَنقَبةٌ لثابتِ بنِ قَيسٍ رَضيَ اللهُ عنه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدأن هوازن جاءت يوم حنين بالصبيان والنساء والإبل والنعم فجعلوهم صفوفا يكثرون على
مسند الإمام أحمدإني لقاعد عند المنبر يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور الناس يوم بدر فتكلم أبو
مسند الإمام أحمدنهى عن اشتمال الصماء والاحتباء في ثوب واحد وأن يرفع الرجل إحدى رجليه
مسند الإمام أحمدأقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بذات الرقاع
مسند الإمام أحمدكنت أسير على ناضح لي في أخريات الركاب فضربه رسول الله صلى الله
مسند الإمام أحمدأنه قدم من عند عمر قال لما جلسنا إليه أمس سأل أصحاب محمد
مسند الإمام أحمدأنها اشترت بريرة من ناس من الأنصار فاشترطوا الولاء فقال رسول الله صلى
مسند الإمام أحمددخل علينا أبو بكر في يوم عيد وعندنا جاريتان تذكران يوم بعاث يوم
مسند الإمام أحمدلا يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وعنده رجل قال
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتشهد مع المؤذنين
مسند الإمام أحمدنهى عن لبستين الصماء وأن يحتبي الرجل بثوبه ليس على فرجه منه شيء


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, July 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب