حديث أن يسلم قلبك لله عز وجل وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك

أحاديث نبوية | تخريج شرح الطحاوية | حديث عمرو بن عبسة

«قال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، ما الإسلامُ؟ قال: (أن يُسلِمَ قَلبُكَ للهِ عزَّ وجلَّ، وأن يَسلَمَ المسلِمون مِن لِسانِك ويَدِك)، قال: فأيُّ الإسلامِ أفضَلُ؟ قال: (الإيمانُ)، قال: وما الإيمانُ؟ قال: (تُؤمِنُ باللهِ وملائكتِه وكُتبِه ورُسلِه والبعثِ بعدَ الموتِ)، قال: فأيُّ الإيمانِ أفضَلُ؟ قال: (الهجرةُ)، قال: فما الهِجْرةُ؟ قال: (تهجُرُ السُّوءَ)، قال: فأيُّ الهجرةِ أفضَلُ؟ قال: (الجهادُ)، قال: وما الجهادُ؟ قال: (أن تُقاتِلَ الكُفَّارَ إذا لَقِيتَهم)، قال: فأيُّ الجهادِ أفضلُ؟ قال: (مَن عقَرَ جَوادَه، وأُهْرِيقَ دَمُه)، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (ثُمَّ عَمَلانِ هما أفضَلُ الأعمالِ إِلَّا مَن عَمِلَ بمِثْلِهما: حِجَّةٌ مَبرورةٌ، أو عُمْرةٌ.»

تخريج شرح الطحاوية
عمرو بن عبسة
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح إن كان أبو قلابة سمعه من عمرو بن عبسة

تخريج شرح الطحاوية - رقم الحديث أو الصفحة: 494 - أخرجه من طرق ابن ماجه (2794) مختصراً، وأحمد (17027) واللفظ له

شرح حديث قال رجل يا رسول الله ما الإسلام قال أن يسلم قلبك لله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

قال رجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، ما الإسلامُ؟ قال: أنْ يُسلِمَ قلْبُك للهِ عزَّ وجلَّ، وأنْ يَسلَمَ المُسلِمونَ مِن لسانِك ويَدِك.
قال: فأَيُّ الإسلامِ أَفضَلُ؟ قال: الإيمانُ.
قال: وما الإيمانُ؟ قال: تؤْمِنَ باللهِ، وملائكتِه، وكتُبِه، ورُسُلِه، والبَعثِ بعْدَ المَوتِ.
قال: فأَيُّ الإيمانِ أَفضَلُ؟ قال: الهِجرةُ.
قال: فما الهِجرةُ؟ قال: تَهجُرُ السُّوءَ.
قال: فأَيُّ الهِجرةِ أَفضَلُ؟ قال: الجِهادُ.
قال: وما الجِهادُ؟ قال: أنْ تُقاتِلَ الكفَّارَ إذا لَقِيتَهم.
قال: فأَيُّ الجِهادِ أَفضَلُ؟ قال: مَن عُقِر جَوَادُه، وأُهْريقَ دَمُه.
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ثمَّ عَمَلانِ هُما أَفضَلُ الأعمالِ إلَّا مَن عَمِل بمِثلِهما: حَجَّةٌ مَبْرورةٌ، أو عُمْرةٌ.
الراوي : عمرو بن عبسة | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 17027 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه من طرق ابن ماجه ( 2794 ) مختصراً، وأحمد ( 17027 ) واللفظ له



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرشِدُ أُمَّتَه إلى مَعالي الأُمورِ مِنَ الأقْوالِ والأفْعالِ، وكان يُجِيبُ السَّائلينَ بحَسَبِ حاجَتِهم وما يَعلَمُه خَيرًا لهم، وقد ورَدَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَثيرٌ مِنَ الأقْوالِ والأفْعالِ المَوْصوفةِ بأنَّها الأفضَلُ والأحسَنُ والخَيرُ، وقد جمَعَ هذا الحديثُ جُمْلةً مِن هذه الفَضائلِ وفَرائضِ الدِّينِ ومَكارِمِ الأخْلاقِ، وفيه يقولُ عَمْرُو بنُ عَبَسةَ رضِيَ اللهُ عنه: "قال رجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، ما الإسْلامُ؟" أعْلِمْني عنِ حَقيقةِ الإسْلامِ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أنْ يُسلِمَ قَلبُكَ للهِ عزَّ وجلَّ"، يكونُ خالصَ الاعتِقادِ له سُبحانَه، "وأنْ يَسلَمَ المُسلِمونَ من لسانِكَ ويدِكَ"، فلا يُصيبُهم أذًى منكَ بيدِكَ أو لسانِكَ؛ فالمُسلِمُ الكامِلُ الجامعُ لخِصالِ الإسْلامِ هو: مَن لم يُؤْذِ مُسلِمًا بقولٍ ولا فِعلٍ، وخَصَّ اللِّسانَ واليدَ؛ لكَثرةِ أخْطائِهما وأضْرارِهما؛ فإنَّ مُعظمَ الشُّرورِ تَصدُرُ عنهما؛ فاللِّسانُ يَكذِبُ، ويَغْتابُ، ويسُبُّ، ويَشهَدُ بالزُّورِ، واليدُ تَضرِبُ وتقتُلُ، وتَسرِقُ، إلى غيرِ ذلك، وقدَّمَ اللِّسانَ؛ لأنَّ الإيذاءَ به أكثَرُ وأسهَلُ، وأشَدُّ نِكايةً، ويعُمُّ الأحياءَ والأمواتَ جميعًا، "قال: فأيُّ الإسْلامِ أفضَلُ؟ قال: الإيمانُ، قال: وما الإيمانُ؟ قال: تؤمِنُ باللهِ"، تَعْتقِدُ بوُجودِه، وأنَّه هو الخالقُ الرازِقُ المُدبِّرُ المُحْيي المُميتُ، وأنَّه وحْدَه هو المَعبودُ بحَقٍّ، وأنَّه لا يَجوزُ صَرْفُ شيءٍ مِن أنْواعِ العِبادةِ لغيرهِ، وتأتمِرُ بأوامِرِه، وتَنْتهي عن نَواهِيه، وتُثبِتُ ما أَثْبتَه لنَفْسِه، وما أَثْبَتَه له رَسولُه مِن أسْمائِه الحُسنَى وصِفاتِه العُلا، مِن غيرِ تَعْطيلٍ ولا تَحْريفٍ، ومِن غيرِ تَكْييفٍ ولا تَمْثيلٍ.

"ومَلائكتِه" فتُؤمِنُ بوُجودِهم، وأنَّهم مَخْلوقاتٌ مِن نُورٍ، وبكُلِّ ما جاءَ فِي وَصْفِهم ووَظائِفِهم وأعْمالِهم في كِتابِ اللهِ، وصَحَّ في سُنَّةِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "وكُتبِه" وتَعْتَقِدُ بوُجودِ كُتُبِه المُنَزَّلةِ على رُسُلِهِ؛ كالقُرآنِ، والتَّوْراةِ، والإنْجيلِ، وغَيرِها، وأنَّ كُلَّها نُسِخَتْ بالقُرآنِ.
"ورُسلِه" وتَعتقِدُ بأنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ أرسَلَ رُسلًا مُبَشِّرينَ ومُنْذِرينَ ومُبَلِّغينَ ما أنزَلَ اللهُ إليهم، فمَنْ كفَرَ بواحِدٍ مِنهُم، سَواءٌ كان في المَلائكةِ، أو بالرُّسلِ والأنْبياءِ؛ كفَرَ بجَميعِهم.
"والبَعثِ بعدَ المَوتِ" تُؤمِنُ بوُقوعِ حياةٍ أُخْرَويَّةٍ بعدَ المَوتِ يَبعَثُ فيها اللهُ العِبادَ للحِسابِ.
والإيمانُ أفضَلُ الأعْمالِ على الإطْلاقِ، وأعْظَمُها عندَ اللهِ أجْرًا وثَوابًا؛ لأنَّه شَرطٌ في صِحَّةِ جميعِ العِباداتِ الشَّرعيَّةِ مِن صلاةٍ، وزكاةٍ، وصومٍ، وغيرِها، والإيمانُ نفْسُه يَتفاضَلُ، وهو قولٌ وعملٌ واعتقادٌ؛ ولذلك قال: "فأيُّ الإيمانِ أفضَلُ؟" وأيُّ دَرَجاتِه وأعْمالِه أفضَلُ أجْرًا، "قال: الهِجرةُ" إلى اللهِ ورَسولِه، "قال: فما الهِجرةُ؟ قال: تَهجُرُ السُّوءَ"، أي: تَترُكُ المَعاصِيَ والآثامَ، وفِعلَ كلِّ شيءٍ سيِّئٍ، وهذه هي هِجرةُ الأعْمالِ السيِّئةِ وليستِ الهِجرةُ مِن مَكَّةَ إلى المدينةِ.
"قال: فأيُّ الهِجرةِ أفضَلُ؟" وأيُّ أنْواعِ الهِجرةِ أعْلى أجْرًا وأفضَلُ من غَيرِها منَ الأعْمالِ؟ "قال: الجِهادُ، قال: وما الجِهادُ؟ قال: أنْ تُقاتِلَ الكُفَّارَ إذا لَقيتَهم" دونَ خَوفٍ أو فِرارٍ منَ الزحْفِ؛ فهو قِتالٌ لإعْلاءِ كَلمةِ اللهِ، لا لأيِّ غرَضٍ مِنَ الأغْراضِ الأُخْرى، وإنَّما كان الجهادُ أفضَلَ؛ لأنَّه بذلٌ للنَّفْسِ في سَبيلِ اللهِ.
"قال: فأيُّ الجِهادِ أفضَلُ؟ قال: مَن عُقِرَ جَوادُه" فيُقْتَلُ فَرسُه في الجِهادِ، والعَقْرُ: القَتلُ أو قَطعُ الأرجُلِ، "وأُهريقَ دَمُه" فقُتِلَ وسالَ دَمُه في سَبيلِ اللهِ، وفي هذا إشارةٌ إلى الإقْدامِ في القِتالِ حتَّى الشَّهادةِ أوِ النَّصرِ.
"قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ثم عَمَلانِ هُما أفضَلُ الأعْمالِ إلَّا مَن عمِلَ بمِثلِهما: حَجَّةٌ مَبْرورةٌ، أو عُمرةٌ" والحَجُّ المَبْرورُ هو الَّذي لا يُخالِطهُ إثْمٌ، فهو المُتقَبَّلُ الخالِصُ الخالي مِنَ الرِّياءِ والسُّمْعةِ والمالِ الحَرامِ.
وظاهرُ الحَديثِ يَقْتَضي أنَّ الجِهادَ أفضَلُ مِنَ الحَجِّ، وهو مَحمولٌ على حَجِّ النَّافِلةِ، وأمَّا حَجَّةُ الإسْلامِ؛ فإنَّها أفضَلُ مِنَ الجِهادِ، هذا إذا كان الجِهادُ فَرْضَ كِفايةٍ، أمَّا إذا كان فَرضَ عَينٍ؛ فإنَّه مُقدَّمٌ على حَجَّةِ الإسْلامِ قَطعًا؛ لوُجوبِ فِعلِه على الفَوْرِ.
وفي الحديثِ: الحضُّ على تَرْكِ أذَى المُسلِمينَ باللِّسانِ واليَدِ والأذى كلِّه.
وفيه: أنَّ تَركَ العَملِ السيِّئِ من أفضَلِ الأعْمالِ.
وفيه: أنَّ التضْحيةَ بالنفْسِ والمالِ في سَبيلِ اللهِ من أعظَمِ أنْواعِ الأعْمالِ.
وفيه: بيانُ فضْلِ الحَجِّ المبرورِ والعُمرةِ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج شرح الطحاويةيا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل
تخريج شرح الطحاويةويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار
تخريج شرح الطحاويةصلى بنا عمار بن ياسر صلاة فأوجز فيها فقال بعض القوم لقد خففت
تخريج شرح الطحاويةأنه كان يجتني سواكا من الأراك وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه فضحك
تخريج شرح الطحاويةيؤتى بالموت كبشا أغبر فيوقف بين الجنة والنار فيقال يا أهل الجنة فيشرئبون
تخريج شرح الطحاويةوعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت
تخريج شرح الطحاويةأن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر في الجنة وعمر في
تخريج شرح الطحاويةإن في هاتين الآيتين اسم الله الأعظم وإلهكم إله واحد لا إله إلا
تخريج العواصم والقواصماللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله
تخريج العواصم والقواصمعن أبي الأسود الدؤلي أنه سأل عمران بن حصين وابن مسعود وأبي بن
تخريج العواصم والقواصمأنه قرأ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى الليل
تخريج العواصم والقواصمالخلافة في قريش والحكم في الأنصار زاد بعضهم والدعوة في الحبشة والهجرة في


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب