حديث أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالفجور ففجروا

أحاديث نبوية | تخريج سنن أبي داود | حديث عبدالله بن عمرو

«إيَّاكم والشُّحَّ، فإنَّما هلَكَ مَن كان قَبْلَكم بالشُّحِّ: أمرَهم بالبُخلِ فبَخِلوا، وأمَرَهم بالقطيعةِ فقَطَعوا، وأمَرَهم بالفُجورِ ففَجَروا.»

تخريج سنن أبي داود
عبدالله بن عمرو
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح

تخريج سنن أبي داود - رقم الحديث أو الصفحة: 1698 - أخرجه أحمد (6487)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11583)، وابن حبان (5176) مطولاً باختلاف يسير

شرح حديث إياكم والشح فإنما هلك من كان قبلكم بالشح أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إيَّاكم والظُّلمَ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ، وإيَّاكم والفُحْشَ؛ فإنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفُحشَ، وإيَّاكم والشُّحَّ؛ فإنَّه أهلَكَ مَن كان قَبلَكم؛ أمَرَهم بالقَطيعةِ فقَطَعوا، وأمَرَهم بالبُخلِ فبخِلوا، وأمَرَهم بالفُجورِ ففَجَروا، فقام رجُلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الإسلامِ أفضلُ؟ قال: مَن سَلِمَ -وقال المسعوديُّ: أنْ يَسلَمَ- المسلِمونَ مِن لسانِهِ ويدِهِ، قيل: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الهجرةِ أفضلُ؟ قال: أنْ تهجُرَ ما كَرِهَ ربُّكَ، ثم قال: الهجرةُ هِجرتانِ؛ هجرةُ الحاضِرِ وهجرةُ البادي، فأمَّا البادي فيُجيبُ إذا دُعِيَ، ويُطيعُ إذا أُمِرَ، وأمَّا الحاضرُ فهو أعظمُهما بَلِيَّةً وأفضلُهما أجرًا، زاد المسعوديُّ: ناداهُ رجُلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الشُّهداءِ أفضلُ؟ قال: أنْ يُعْقَرَ جوادُكَ، وأنْ يُهْراقَ دمُكَ.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الذهبي
| المصدر : المهذب في اختصار السنن
الصفحة أو الرقم: 8/4262 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صالح

التخريج : أخرجه أبو داود ( 1698 ) مختصراً، وأحمد ( 6487 ) باختلاف يسير، والبيهقي ( 21669 ) واللفظ له



كان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحذِّرُ أصحابَهُ مِن كلِّ عمَلٍ يُودِي بصاحِبِه إلى النَّارِ، ويُرغِّبُ في كلِّ عمَلٍ يُقرِّبُ صاحِبَه مِن الجنَّةِ، كما في هذا الحديثِ، فيقولُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إيَّاكم والظُّلمَ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلماتٌ يومَ القيامةِ"، يأمُرُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُسلِمينَ بالحذَرِ مِن الظُّلمِ والابتعادِ عنه؛ فإنَّه ظُلماتٌ يومَ القيامةِ على صاحبِه لا يَهتدِي بِسبَبِها، "وإيَّاكمْ والفُحْشَ"، وهو كلُّ ما يُستقبَحُ مِن الأخلاقِ والكلامِ، أو هو كلُّ بذَيءٍ مِنَ القولِ والفِعْلِ، "فإنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفُحْشَ"، أي: فإنَّ عاقبةَ الفُحْشِ أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُبْغِضُه، "وإيَّاكم والشُّحَّ"، أي: احذَروا الوُقوعَ في الشُّحِّ؛ وهو أشدُّ البُخلِ، وقيل: البُخلُ يَصلُحُ وَصْفُه لأشياءَ بعَيْنِها، أمَّا الشُّحُّ فهو عامٌّ؛ فيكونُ- مثلًا- البُخْلُ في المالِ، والشُّحُّ في كلِّ شيءٍ، فيكونُ الشُّحُّ صِفةً لازمَةً للشَّخصِ، بخِلافِ البُخلِ فيكونُ صِفَةً لبعضِ أفعَالِ الشَّخصِ؛ "فإنَّه أهلَكَ مَن كان قَبلَكم"، أي: فسَببُ هَلاكِ الأُمَمِ السَّابقَةِ عندما تَملَّكَهم الشُّحُّ؛ لأنَّه تَسبَّبَ لهم في فُسوقٍ عظيمٍ، "أمَرَهم بالقَطيعَةِ فقَطَعوا"، أي: أمَرَهم الشُّحُّ بقَطيعَةِ الرَّحِمِ، فاستَجابوا له، "وأمَرَهم بالبُخلِ؛ فبَخِلوا"، أي: أمَرَهم الشُّحُّ بالبُخلِ بالأموالِ، فاستَجابوا له، "وأمَرَهم بالفُجورِ، ففَجَروا"، أي: وأمَرهم الشُّحُّ بالفُجورِ- وهو العِصيانُ والفِسقُ والتَّغوُّلُ في المعاصي، أو هو الزِّنا- فاستَجابُوا له، فكان بِدايةُ هَلاكِهم هو الاستِجابَةَ للشُّحِّ وعدَمَ مُقاومَتِه، فأهلَكَهم.
والشُّحُّ أصْلُ المَعاصي؛ ولذا قال تعالى: { وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [ الحشر: 9 ]، فحَصَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ الفلاحَ عليهم.
قال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رضِيَ اللهُ عنهما: "فقام رجُلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الإسلامِ أفضَلُ؟ فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن سَلِمَ- وقال المَسعوديُّ: أنْ يَسلَمَ- المُسلمونَ مِن لِسانِهِ ويَدِه"، أي: أنَّ المُسلِمَ الكامِلَ الجامعَ لخِصالِ الإسلامِ هو: مَن لم يُؤْذِ مُسلِمًا بقولٍ ولا فِعْلٍ، وخَصَّ اللِّسانَ واليدَ؛ لكثرةِ أخطائِهما وأضرارِهما؛ فإنَّ مُعظمَ الشُّرورِ تَصدُرُ عنهما؛ فاللِّسانُ يَكذِبُ، ويَغتابُ، ويسُبُّ، ويَشهَدُ بالزُّورِ، واليدُ تَضرِبُ وتقتُلُ، وتَسرِقُ، إلى غيرِ ذلك، وقدَّمَ اللِّسانَ؛ لأنَّ الإيذاءَ به أكثرُ وأسهلُ، وأشدُّ نِكايةً، ويعُمُّ الأحياءَ والأمواتَ جميعًا، والمَسعودِيُّ هو أحَدُ رُواةِ الحديثِ.
قال عبدُ اللهِ رضِيَ اللهُ عنه: "قِيلَ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الهجرةِ أفضَلُ؟" أي: أكثَرُها أجرًا وثَوابًا، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ علَيه وسلَّمَ: "أنْ تَهجُرَ ما كَرِه ربُّك"، أي: أنْ تَترُكَ المعاصِيَ، وقال رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيه وسلَّمَ: "الهِجرةُ هِجرَتانِ"، أي: نَوعانِ، "هِجرةُ الحاضرِ"، أي: الَّذي هو مِن أهلِ الحضَرِ، "وهِجرةُ البادي"، أي: الَّذي هو مِن أهلِ الصَّحراءِ، "فأمَّا البادي"، أي: هِجرةُ البادي، فليس عليه أنْ يَترُكَ مَوطِنَه، "فيُجيبُ إذا دُعِيَ"، أي: ولكنْ عليه أنْ يُجيبَ نِداءَ الجِهادِ، "ويُطيعُ إذا أُمِرَ"، أي: يُطيعُ أميرَه في طاعةِ اللهِ ولا يَعْصيهِ؛ فإنَّ ذلك يَكْفيهِ، "وأمَّا الحاضِرُ"، أي: وأمَّا هِجرةُ أهلِ الحضَرِ، "فهو أعظَمُهما بَليَّةً"، أي: مُصِيبتُه شَديدةٌ؛ وذلك لِمَا يتَحمَّلُه مِن مَسؤوليَّةٍ؛ لكونِه أسرَعَ النَّاسِ في الخُروجِ إلى الغَزوِ لِقُربِه منه، وهو مَركزُ الإسلامِ الَّذي تُنصَبُ فيه الفِتنُ والشُّرورُ، ويَنزِلُ عليه ضُيوفُ الإِسلامِ، ويَقومُ بمُساعدةِ الفُقراءِ والمساكينِ، "وأعظمُهما أجْرًا"، أي: ولِعِظَمِ هِجرتِه، فإنَّ له أعظمَ الأَجْرَينِ.
"زاد المَسعودِيُّ"، أي: في رِوايتِه، "ناداهُ رجُلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الشُّهداءِ أفضَلُ؟" فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنْ يُعقَرَ جَوادُكَ"، أي: يُقْتَلَ فَرسُه في الجِهادِ، والعَقرُ: القتلُ أو قَطعُ الأرجُلِ، "وأنْ يُهراقَ دَمُكَ"، أي: مَن قُتِل وسال دَمُه في سَبيلِ اللهِ، وفي هذا إشارةٌ إلى الإقدامِ في القِتالِ حتَّى الشهادةِ أو النَّصرِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج سنن أبي داودبهذا بإسناده قال في ضالة الغنم لك أو لأخيك أو للذئب خذها قط
تخريج سنن أبي داودأن رجلا قال يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا فقال رسول الله صلى
تخريج سنن أبي داودصم من كل شهر ثلاثة أيام واقرأ القرآن في شهر فناقصني وناقصته فقال
تخريج سنن أبي داودخصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة هما يسير
تخريج مشكل الآثاربينا نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكرت الفتنة أو
تخريج مشكل الآثارأن رجلا من مزينة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله كيف
تخريج مشكل الآثارأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل
تخريج سنن أبي داودأن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما عبد كاتب على مئة أوقية
تخريج سنن أبي داوديخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظر
تخريج مشكل الآثارخير كثير ومن يفعله قليل في دبر كل صلاة مكتوبة عشر تكبيرات وعشر
تخريج مشكل الآثارخصلتان لا يجمعهما مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعملهما قليل يسبح
تخريج مشكل الآثارأن النبي صلى الله عليه وسلم قال خذوا القرآن من أربعة رجلين من


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, July 29, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب