حديث إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر

أحاديث نبوية | تخريج زاد المعاد | حديث [أبو أيوب]

«غزَوْنا مِن المدينةِ نُرِيدُ القُسْطنطينيَّةَ، وعلى الجماعةِ عبدُ الرحمنِ بنُ خالدِ بنِ الوليدِ، والرُّومُ ملصِقو ظهورِهم بحائطِ المدينةِ، فحمَل رجُلٌ على العدوِّ، فقال الناسُ: مَهْ مَهْ، لا إلهَ إلا اللهُ، يُلقِي بيدَيْهِ إلى التَّهلُكةِ، فقال أبو أيُّوبَ: إنَّما نزَلتْ هذه الآيةُ فينا مَعشَرَ الأنصارِ؛ لمَّا نصَر اللهُ نبيَّهُ وأظهَرَ الإسلامَ، قُلْنا: هلُمَّ نُقِيمُ في أموالِنا ونُصلِحُها؛ فأنزَل اللهُ تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (البقرة: 195)؛ فالإلقاءُ بالأيدي إلى التَّهلُكةِ: أن نُقِيمَ في أموالِنا ونُصلِحَها، وندَعَ الجهادَ، قال أبو عِمْرانَ: فلم يزَلْ أبو أيُّوبَ يُجاهِدُ في سبيلِ اللهِ حتى دُفِن بالقُسْطنطينيَّةِ.»

تخريج زاد المعاد
[أبو أيوب]
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح،

تخريج زاد المعاد - رقم الحديث أو الصفحة: 3/79 -

شرح حديث غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

عن أسلمَ أبي عمرانَ قال: غَزونا منَ المدينةِ نريدُ القسطنطينيَّةِ، وعلى الجماعةِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ خالدِ بنِ الوليدِ، والرُّومُ مُلصِقو ظُهورِهم بحائطِ المدينةِ، فحملَ رجلٌ على العدوِّ، فقالَ النَّاس: مَه مَه لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، يلقي بيديْهِ إلى التَّهلُكةِ، فقالَ أبو أيُّوبَ: " إنَّما نزلت هذِهِ الآيةُ فينا معشرَ الأنصارِ لمَّا نصرَ اللَّهُ نبيَّهُ، وأظْهرَ الإسلامَ قلنا: هلمَّ نقيمُ في أموالِنا ونصلحُها "، فأنزلَ اللَّهُ تعالى: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بَأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ فالإلقاءُ بالأيدي إلى التَّهلُكةِ أن نقيمَ في أموالِنا ونُصلِحَها وندَعَ الجِهادَ "، قالَ أبو عمرانَ: فلَم يزَل أبو أيُّوبَ يجاهِدُ في سبيلِ اللَّهِ حتَّى دفنَ بالقسطنطينيَّةِ
الراوي : أسلم أبو عمران | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2512 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ تَعالى له فضلٌ عظيمٌ، وما ترَك قومٌ الجهادَ إلَّا ذَلُّوا، والجهادُ باقٍ إلى يومِ القِيامةِ بكُلِّ أنواعِه.
وفي هذا الحَديثِ يَحكِي أَسلمُ أبو عِمرانَ، وهو أسلَمُ بنُ يَزيدَ أبو عِمْرانَ التُّجِيبيُّ؛ نِسبةً إلى قَبيلةِ تُجِيبَ، فيقولُ: "غزَونا مِنَ المدينةِ"، أي: خرَجْنا مِنَ المدينةِ غازِينَ، "نُريدُ" أن نَغزُوَ "القُسطَنطينيَّةَ"، وهي دارُ مَلِكِ الرُّومِ في ذلك الوَقتِ، عمَرَها ملِكٌ مِن مُلوكِ الرُّومِ يُقالُ له: قُسطَنطينُ، فسُمِّيَت باسمِه؛ واسمُها اليومَ إسطَنبولُ، وهي بيَدِ المسلِمينَ مِنَ التُّركِ، "وعلى الجماعةِ"، أي: الأميرُ على جميعِ الجَيشِ، "عبدُ الرَّحمنِ بنُ خالدِ بنِ الوليدِ"، وكان على أهلِ مِصرَ عُقبةُ بنُ عامرٍ الجُهَنيُّ، وعلى أهلِ الشَّامِ فَضَالَةُ بنُ عُبيدٍ؛ فهُما تحتَ وِلايةِ عبدِ الرَّحمنِ على الجماعةِ الخاصَّةِ، والرُّومُ "مُلصِقو"، أي: مُسنِدو "ظُهورِهم بحائطِ المَدينةِ"، أي: بجِوارِ حائطِ مَدينةِ القُسطنطينيَّةِ مُستعِدُّونَ للقِتالِ.
قال: "فحمَل رجُلٌ على العدُوِّ"، أي: قاتَلَ وحْدَه العدوَّ ودخَل في صُفوفِهم، فقال النَّاسُ: "مَهْ مَهْ!"؛ أيِ: اكْفُفْ وانْتَهِ، "لا إلهَ إلَّا اللهُ"؛ للتَّعجُّبِ مِن فِعلِه، "يُلقي بيدَيه إلى التَّهلُكةِ"؛ لقِتالِه وحدَه وهُو مَنهيٌّ عن إلقاءِ نفسِه إلى الهَلاكِ، "فقال أبو أيُّوبَ" الأنصاريُّ- وهو صحابيٌّ جَليلٌ، واسمُه خالدُ بنُ زيدٍ رضي اللهُ عنه- ردًّا عليهم لَمَّا سَمِع منهم ذلك: "إنَّما نزلَت هذه الآيةُ"، وهي قولُه تعالى: { وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } [ البقرة: 195 ]، "فينا مَعشَرَ الأنصارِ"، وليسَت في هذا الموطِنِ؛ وذلك "لَمَّا نصَر اللهُ نبيَّه" على الأعداءِ، "وأظهَرَ الإسلامَ" على غيرِه مِنَ الأديانِ، "قُلنا"- مَعْشرَ الأنصارِ- في أنفُسِنا أو فيما بينَنا: "هَلُمَّ"، أي: تَعالَوْا "نُقيمُ في أموالِنا ونُصلِحُها! فأنزَل اللهُ تعالى" هذه الآيةَ وهي قولُه: "{ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ }"، ثُمَّ فسَّر هذه الآيةَ أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ رضي اللهُ عنه، فقال: "فالإلقاءُ بالأيدي إلى التَّهلُكةِ"، أي: إلى الهلاكِ "أن نُقيمَ في أموالِنا ونُصلِحَها وندَعَ الجِهادَ"، أي: نَترُكَه فلا نَخرُجَ للغَزوِ، وقيل: معنى الآيةِ: أنَّ الهلاكَ هو بالبُخلِ والشُّحِّ، وتَركِ الإنفاقِ والبَذْلِ في سَبيلِ اللهِ تعالى.
"قال أبو عِمْرانَ" وهو أَسْلَمُ بنُ يَزيدَ: "فلَم يزَلْ أبو أيُّوبَ" الأنصاريُّ رضي اللهُ عنه "يُجاهِدُ في سبيلِ اللهِ"؛ لا يَترُكُ الجهادَ حتَّى بعدَ أنْ كَبِرَ في السِّنِّ، "حتَّى دُفِنَ بالقُسطَنطينيَّةِ"، وهو يُقاتِلُ في سَبيلِ اللهِ تعالى.
وفي الحديثِ: فضلُ صحابةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في العِلمِ والعمَلِ.
وفيه: فضلُ الجهادِ في سبيلِ اللهِ، وأنَّ في تَركِه الهَلاكَ والهَوانَ.
وفيه: بيانُ العِلمِ وقتَ الحاجةِ إليه، وأنَّ تأخيرَه عن وقتِه لا يَنبغي.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج زاد المعادأيما امرئ أعتق امرأ مسلما كان فكاكه من النار يجزئ كل عضو منه
تخريج زاد المعادأيما امرئ مسلم أعتق امرأ مسلما كان فكاكه من النار يجزي كل عضو
تخريج زاد المعادمن لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه
تخريج زاد المعادمن قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول
تخريج زاد المعاداعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم
تخريج زاد المعاداسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور البقرة وآل
تخريج زاد المعادكان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس يقرأ فيهما ب إذا زلزلت الزلزلة
تخريج زاد المعادرأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال والله ما رأيت كاليوم
تخريج زاد المعادعليكم بالجهاد فإنه باب من أبواب الجنة يدفع الله به عن النفوس الهم
تخريج زاد المعادمن قال حين يصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
تخريج زاد المعاديشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته
تخريج زاد المعادمن قال في كل يوم حين يصبح وحين يمسي حسبي الله لا إله


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب