شرح حديث قلت يا رسول الله أكون في الصيد فتحضر الصلاة وعلي قميص قال
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
يا رَسولَ اللَّهِ ! إنِّي لأكونُ في الصَّيدِ ولَيسَ عليَّ إلَّا قميصٌ أفأُصَلِّي فيهِ ؟ قالَ وزُرَّهُ عليكَ ولَو بشَوكَةٍ
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 764 | خلاصة حكم المحدث : حسن
الصَّلاةُ صِلةٌ بين العَبدِ وربِّه،
وفيها يَقِفُ العبدُ أمامَ
اللهِ سبحانه وتعالى خالِقِه ومَليكِه؛ فيَنبغي عليه أنْ يكونَ في هَيئةٍ حسنَةٍ وحالَةٍ طيِّبةٍ مِن الخُشوعِ والتَّذلُّلِ للهِ، مع سَترِ العورَةِ والجسَدِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ سلَمةَ بنِ الأَكوَعِ رَضِي
اللهُ عَنه، أنَّه قال: "قلتُ: يا رسولَ
اللهِ، إنِّي لأكونُ في الصَّيدِ"،
أي: أكونُ في طلَبِ الحَيوانِ الَّذي يُصادُ، أو أكونَ في حالةِ أخْذِي للصَّيدِ الَّذي صِدتُه، وفي رِوايةٍ عند أبي داودَ قال: "إنِّي رَجلٌ أصيدُ"،
أي: عادةً ما أخرُجُ إلى الصَّيدِ في الصَّحراءِ، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّه قد تأتي عليه الصَّلاةُ وهو في حالةٍ أقلَّ ممَّا يكونُ عليها في الحَضرِ، كأنْ يكونَ متخفِّفًا مِن الملابسِ حين يَخرُجُ إلى الصَّيدِ فيبقَى في ثوبٍ واحدٍ؛ وذلك قال: "وليس عليَّ إلَّا القَميصُ"،
أي: لا أكونُ لابِسًا إلَّا ثوبًا واحِدًا، "أفأُصلِّي فيه؟"،
أي: هل أُصلِّي في القميصِ والثَّوبِ الواحِدِ؟ وفي روايةِ أبي داودَ: "أفأُصلِّي في القَميصِ الواحِدِ؟"، "قال"،
أي: النَّبيُّ صلَّى
الله عليه وسلَّم: "وَزُرَّه علَيك ولو بشَوكةٍ"،
أي: نعَمْ، يَصِحُّ أنْ تصلِّيَ في الثَّوبِ الواحدِ، لكنَّه وجَّهه بقولِه: زُرَّه عليك ولو بشَوكةٍ، وفي رِوايةِ أبي داودَ قال النَّبيُّ صلَّى
الله عليه وسلَّم: "نعَم، وازْرُرْه ولو بشَوكةٍ"؛ وهو فِعلُ أمرٍ مِن الزَّرِّ؛ وهو الرَّبطُ بالأَزْرارِ، وإدخالُها في فَتحاتِ العُرَى، والشَّوكةُ واحِدةُ الشَّوكِ، وهو ما يَخرُجُ مِن الشَّجرِ أو النَّباتِ دَقيقًا صُلبًا مُحدَّدَ الرَّأسِ كالإبرَةِ، والمعنى: اربِطْ جَيبَ ثَوبِك وهو الذي يكونُ عِندَ الصَّدرِ؛ لئلَّا تظهَرَ عورَتُك عند الرُّكوعِ والسُّجودِ، وخاصَّةً إذا كان جيبُ القميصِ واسِعًا، ثمَّ صَلِّ فيه.
وفيه: مَشروعيَّةُ الصَّلاةِ في القَميصِ الواحِدِ، والحثُّ على الاحتِرازِ من كشْفِ العورَةِ في الصَّلاةِ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم