حديث سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم فعل في الركعة الأخيرة

أحاديث نبوية | صحيح ابن خزيمة | حديث عائشة

«خسفتِ الشَّمسُ في حياةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فخرجَ إلى المسجدِ، فقامَ وَكَبَّرَ وصفَّ النَّاسَ وراءَهُ، فقرأَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قراءةً طويلةً، ثمَّ كبَّرَ، فرَكَعَ رُكوعًا طويلًا، ثمَّ رفعَ رأسَهُ، فقالَ: سمِعَ اللَّهُ لمن حمدَهُ، ربَّنا ولَكَ الحمدُ، ثمَّ قامَ فقرأَ قراءةً طويلةً، هيَ أدنَى مِنَ القراءةِ الأولى، ثمَّ كبَّرَ فرَكَعَ رُكوعًا طويلًا، هوَ أدنَى منَ الرُّكوعِ الأوَّلِ، ثمَّ قالَ: سمِعَ اللَّهُ لمن حمدَهُ، ربَّنا ولَكَ الحمدُ، ثمَّ فعلَ في الرَّكعةِ الأخيرةِ مثلَ ذلِكَ، فاستَكْملَ أربعَ رَكَعاتٍ وأربعَ سجداتٍ، وانجلتِ الشَّمسُ قبلَ أن ينصَرِفَ، ثمَّ قامَ فخطبَ النَّاسَ، فأثنى على اللَّهِ بما هوَ أَهْلُهُ، ثمَّ قالَ: إنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللَّهِ لا يخسفانِ لمَوتِ أحدٍ، ولا لحياتِهِ، فإذا رأيتُموهُما فافزَعوا إلى الصَّلاةِ»

صحيح ابن خزيمة
عائشة
ابن خزيمة
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن خزيمة - رقم الحديث أو الصفحة: 2/ 517 -

شرح حديث خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلى


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

انْكسفتِ الشَّمسُ على عَهدِ رسولِ اللَّهِ فقامَ رسولُ اللَّهِ إلى الصَّلاةِ وقامَ الَّذينَ معَهُ، فقامَ قيامًا فأطالَ القيامَ ثمَّ رَكعَ فأطالَ الرُّكوعَ ثمَّ رفعَ رأسَهُ وسجدَ فأطالَ السُّجودَ ثمَّ رفعَ رأسَهُ وجلسَ فأطالَ الجلوسَ ثمَّ سجدَ فأطالَ السُّجودَ ثمَّ رفعَ رأسَهُ وقامَ فصنعَ في الرَّكعةِ الثَّانيةِ مثلَ ما صنعَ في الرَّكعةِ الأولى منَ القيامِ والرُّكوعِ والسُّجودِ والجلوسِ فجعلَ ينفخُ في آخرِ سجودِهِ منَ الرَّكعةِ الثَّانيةِ ويبْكي ويقولُ: لم تعدني هذا وأنا فيهم لم تعدني هذا ونحنُ نستغفرُكَ .
ثمَّ رفعَ رأسَهُ وانجلتِ الشَّمسُ فقامَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فخطبَ النَّاسَ فحمدَ اللَّهَ وأثنى عليْهِ ثمَّ قالَ: إنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ فإذا رأيتم كسوفَ أحدِهما فاسعوا إلى ذِكرِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لقد أدنيتِ الجنَّةُ منِّي حتَّى لو بسطتُ يدي لتعاطيتُ من قطوفِها ولقد أدنيتِ النَّارُ منِّي حتَّى لقد جعلتُ أتَّقيها حتَّى رأيتُ فيها امرأةً من حميرَ تعذَّبُ في هرَّةٍ ربطتْها فلم تدعْها تأْكلُ من خشاشِ الأرضِ فلاَ هيَ أطعمتْها ولاَ هيَ سقتْها حتَّى ماتت فلقد رأيتُها تنْهشُها إذا أقبلت وإذا ولَّت تنْهشُ أليتَها وحتَّى رأيتُ فيها صاحبَ السِّبتيَّتينِ أخا بني الدَّعداعِ يدفعُ بعصًا ذاتِ شعبتينِ في النَّارِ وحتَّى رأيتُ فيها صاحبَ المحجنِ الَّذي كانَ يسرقُ الحاجَّ بمحجنِهِ متَّكئًا على محجنِهِ في النَّارِ يقولُ أنا سارقُ المحجنِ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 1481 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود ( 1194 ) مختصراً، والنسائي ( 1482 ) واللفظ له، وأحمد ( 6483 ) بنحوه.



الشَّمسُ والقَمرُ من مَخلوقاتِ اللهِ سُبحانَه الدَّالَّةِ على عَظَمَتِه، ويَخضعانِ لقُدْرتِه وسُلطانِه، وفي الكُسوفِ والخُسوفِ آياتٌ وعِبَرٌ على القُدْرةِ المُطلقةِ، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ماذا نفعَلُ عندَ حُدوثِ هذه الظُّواهرِ، كما في هذا الحديثِ، الذي يَحكِي فيه عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ رضِيَ اللهُ عنهما، أنَّه: "انكسَفَتِ الشَّمسُ على عهْدِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، ومُسمَّى الكُسوفِ أو الخُسوفِ يقَعُ على الشَّمسِ، وهو انطِماسُ الضَّوءِ وغِيابُه بسببِ وُقوفِ القمَرِ حاجِزًا بين الشَّمسِ وبين الأرضِ، "فقام رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الصَّلاةِ وقام الَّذين معه"، أي: صَلَّى بأصحابِه جَماعةً، وتُسمَّى صَلاةَ الكُسوفِ، وعن كيفيَّتِها يُخبِرُ عبدُ اللهِ رضِيَ اللهُ عنه: "فقام قِيامًا فأطال القِيامَ" وهذا يُشيرُ إلى إطالةِ القِراءةِ الَّتي كان يَقرؤُها في صَلاةِ الكُسوفِ، "ثم رَكَعَ فأطال الرُّكوعَ، ثمَّ رفَعَ رأْسَه"، أي: مِن الرُّكوعِ، "وسجَدَ فأطال السُّجودَ، ثمَّ رفَعَ رأْسَه، وجلَسَ فأطالَ الجُلوسَ، ثمَّ سجَدَ فأطال السُّجودَ، ثمَّ رفَعَ رأْسَه وقام"، أي: للرَّكعةِ الثَّانيةِ، "فصنَعَ في الرَّكعةِ الثَّانيةِ مثْلَ ما صنَعَ في الرَّكعةِ الأُولى من القِيامِ والرُّكوعِ والسُّجودِ والجُلوسِ، "فجعَلَ ينفُخُ"، أي: يُظهِرُ صوتَ زَفيرِه؛ من شِدَّةِ بُكائِه، "في آخِرِ سُجودِه من الرَّكعةِ الثَّانيةِ ويَبْكي، ويقولُ: لمْ تَعِدْني هذا وأنا فيهم، لمْ تَعِدْني هذا ونحن نستغفِرُك" وهذا إشارةٌ إلى قولِه تعالى: { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [ الأنفال: 33 ]، وهذا من بابِ التَّضرُّعِ في حَضرةِ اللهِ سُبحانَه في الصَّلاةِ، وإظهارِ فقْرِ الخلْقِ إليه، وأنَّ ما وعَدَ به مِن عدَمِ العذابِ ما دام فيهم النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُمكِنُ أنْ يكون مُقيَّدًا بشرْطٍ، وليس مثْلُه مَبنيًّا على عدَمِ التَّصديقِ بوعْدِه الكريمِ، وكان خوفُه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من الكُسوفِ أنْ يحمِلَ عذابًا للمُسلمين، "ثمَّ رفَعَ رأْسَه وانجلَتِ الشَّمسُ"، أي: عاد ضَوءُها بعد الانكِسافِ.
"فقام رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فخطَبَ النَّاسَ، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه"، أي: شَكَرَه بالمحامدِ اللَّائقةِ به سُبحانَه، "ثمَّ قال: إنَّ الشَّمسَ والقَمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ"، أي: هما دَليلانِ وعلامتانِ على وُجودِ الحقِّ سُبحانَه، وقهْرِه، وكَمالِ أُلوهيَّتِه، وقد خصَّهما بالذِّكْرِ؛ لِمَا وقَعَ للنَّاسِ من أنَّهما يُخسَفانِ لموتِ عظيمٍ، وقد أخبَرَ بالأمْرِ الَّذي لأجْلِه يُكسَفانِ، وهو أنَّ اللهَ تَعالى يُخوِّفُ بهما عِبادَه؛ "فإذا رأيتُمْ كُسوفَ أحدِهما، فاسْعَوا إلى ذكْرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ"، أي: فأسْرِعوا فصَلُّوا حتَّى يُزالَ عنكم ذلك التَّخويفُ وهذا الكُسوفُ، "والَّذي نفْسُ مُحمَّدٍ بيدِه"، أي: قاسمًا باللهِ عَزَّ وجَلَّ؛ وذلك لأنَّ اللهَ هو الَّذي يملِكُ الأنفُسَ، وكثيرًا ما كان يُقسِمُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذا القسَمِ، "لقد أُدْنِيَتِ الجنَّةُ منِّي"، أي: قرُبَتْ منِّي "حتَّى لو بَسطْتُ يَدِي"، أي: مَددْتُها، "لتعاطيتُ من قُطوفِها"، أي: لأكلْتُ أو أخذتُ من عَناقيدِها وثِمارِها.
قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "ولقد أُدْنِيَتِ النَّارُ منِّي، حتَّى لقدْ جعلْتُ أتَّقِيها"، أي: أتَحاشاها وأبتعِدُ عنها، "حتَّى رأيتُ فيها امرأةً مِن حِمْيرَ" وهي قَبليةٌ من قبائلِ اليمنِ، "تُعذَّبُ في هِرَّةٍ"، أي: قِطَّةٍ، "ربطَتْها، فلم تدَعْها تأكُلُ من خَشاشِ الأرضِ"، أي: ما فيها من هوامَّ تَصْطاده القِطَطُ عادةً، والمُرادُ: إطلاقُها وترْكُها، "فلا هي أطعَمَتْها، ولا هي سقَتْها"، أي: حبَسَتْها دونَ طعامٍ أو شرابٍ، "حتَّى ماتت، فلقدْ رأيْتُها تنهَشُها إذا أقبلَتْ"، أي: تعَضُّها القِطَّةُ، "وإذا ولَّتْ تنهَشُ ألْيتَها"، أي: تعَضُّ عَجِيزَتَها ومُؤخِّرتَها، وهذا من عظيمِ الوعيدِ في تَعذيبِ الحيوانِ.
"وحتَّى رأيْتُ فيها صاحبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ"، أي: الرَّجلَ الَّذي كان يلبَسُها والسِّبتيَّةُ هي النَّعلُ الَّتي لا شَعَرَ عليها، "أخا بني الدَّعداعِ يُدْفَعُ بعصًا ذاتِ شُعبتينِ في النَّارِ"، أي: لها طرَفانِ مُزدوجانِ في نِهايةٍ واحدةٍ، "وحتَّى رأيْتُ فيها صاحبَ المِحْجَنِ" وهو خَشبةٌ أو عصًا في طَرفِها اعوجاجٌ مَعطوفةُ الرَّأسِ، "الَّذي كان يَسرِقُ الحاجَّ بمِحْجَنِه"، أي: كان يَسرِقُ أمتِعةَ الحُجَّاجِ بعِصاهُ، وفي روايةِ مُسلمٍ: "وكان يَسرِقُ الحاجَّ بمِحْجَنِه، فإنْ فُطِنَ له، قال: إنَّما تعلَّقَ بمِحْجَني، وإنْ غُفِلَ عنه ذهَبَ به"؛ فقد رآهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "مُتَّكئًا على مِحْجَنِه في النَّارِ يقولُ: أنا سارقُ المِحْجَنِ"، أي: يُقِرُّ بخَطيئتِه ويقولُ: أنا الَّذي كُنتُ أسرِقُ باستخدامِ المِحْجَنِ.
ورُؤيةُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبعضِ ما في الجنَّةِ والنَّارِ رُؤيةٌ حقيقيَّةٌ بَصريةٌ لا قلْبيَّةٌ، حيثُ أطْلعَه الله تعالى بقُدرتِه  على بَعضِ ما في الجنَّةِ مِن ثمارٍ وعلى بَعضِ أهلِ النارِ.
وفي الحديثِ: الاجتماعُ لصَلاةِ الكُسوفِ، وصُلاتُها جماعةً.
وفيه: بيانُ كيفيَّةٍ مِن كيفيَّاتِ صَلاةِ الكُسوفِ.
وفيه: التَّحذيرُ من تَعذيبِ الحيوانِ.
وفيه: التَّحذيرُ من السَّرقةِ على أيِّ وجْهٍ كانت.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن خزيمةكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى أعرف عنه ويفطر حتى
صحيح ابن خزيمةعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال سألت عائشة أم المؤمنين
صحيح ابن خزيمةكنت أنازع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطس الواحد نغتسل منه
صحيح ابن خزيمةعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة عن صيام رسول الله
صحيح ابن خزيمةعن مسروق أنه دخل على عائشة فسألها عن صلاة رسول الله صلى الله
صحيح ابن خزيمةعن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن أن رجلا من أهل العراق قال
صحيح ابن خزيمةكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أثبتها وكان إذا
صحيح ابن خزيمةعن عبد الله بن أبي قيس أنه سأل عائشة كيف كانت قراءة رسول
صحيح ابن خزيمةخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج على أنواع ثلاثة
صحيح ابن خزيمةخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فأهللنا بعمرة
صحيح ابن خزيمةعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول
صحيح ابن خزيمةإني أريتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال قالت عمرة قالت عائشة فكنت أسمع


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب